صبرًا آل غزة فإن موعدكم النصر والتمكين …
يا من تواجهون عربدة الطائرات الصهيونية التي تنطلق من مطارات عربية بآلاف الغارات الجوية لتنهال بكل صلف فوق سماوات رؤوسكم الشامخة، فتلقي بكل قذارات العالم المتحضر من قنابل النابالم، والقنابل الفسفورية وأحزمة الموت النارية وشتى أنواع الأسلحة وقذائف الدبابات والصواريخ عليكم و تتعمد بكل وقاحة وسفور هدم المساكن على رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ في مجازر وحشية مروعة وجرائم حرب وإبادة جماعية تقشعر لها الأبدان .
لكن الأشد والأنكى جرماً، من ذلك الحقد الصهيوني الأسود المتلذذ بسفك دماء البشر، أن تُرتكب تلك المجازر المروعة على مرأى ومسمع من العالم…
نعم… العالم المنافق الذي يقف متفرجًا وشاهد عيان على كل تلك المجازر …
يا الله.. يا الله .. يا الله: كيف تقوى قلوبكم على مشاهدة تلك المناظر الوحشية وأنتم تشاهدون العمارات والأبراج والمجمعات السكنية ومخيمات اللاجئين تُدمَر في أقل من لمح البصر.. وكيف يُسمع أنين الأطفال من تحت تلك الأنقاض دون القدرة على انتشالهم؟!
وكيف تختفي أسر وعائلات غزاوية من قوائم السجل المدني.. وسط ذهول الجميع؟! كان هنا احياء، وكانت هناك مساكن ومشافي وحدائق وشوارع فأصبحت أثراً بعد عين.. والأشد مرارة أن يمعن العدو الصهيوني بتشديد حصاره بمساعدة حكام عرب ومسلمين في إطار سياسة التجويع، من خلال استهداف مخازن الغذاء والوقود والدواء والمشافي وخزانات المياه وقطع الكهرباء وكافة الإمدادات في محاولة لإنهاء كل سبل الحياة في غزة الجريحة..
لكنها غزة التي تأبى الإ أن تقاوم أو تستشهد واقفة مثل أشجار النخيل ومثل طائر خيالي ينبعث من بين الركام…
يحدث كل ذلك في عالم فقد ضميره وإحساسه وإنسانيته..
أيها العالم المتفرّج عبر شاشات وقنوات البث المباشر لما يقارب الشهرين من القتل والدمار: أليس لديكم أطفال، ثم كيف تنامون وعوائلكم، والملايين من أبناء الشعب الفلسطينيين تحت رحمة تلك الصواريخ، والطائرات والقنابل القذرة، التي يتحكم بها مجرمو حرب صهاينة، لتنهال على رؤوس الأبرياء في مساكنهم ومدنهم التي كانت تحلم حتى الأمس القريب أنها شبه آمنة..
لا كنتم، ولا كانت شعارات حقوق الإنسان الزائفة، التي كنتم تتشدقون بها..
أيها المسوخ المحسوبون على هذه الأمة، تبت آياديكم الملوثة بعفونة سوء الفهم والمصلحية الضيقة.. وتلك المواقف المتخاذلة.. أين ذهبت نخوتكم وحميتكم العربية واخوتكم الإسلامية؟.. كلها ذهبت أدراج الرياح… فحتى الدما والحجارة الصماء تتشقق ويخرج منها الماء!!
تتطاير اذا لحق بها الأذى والدمار..
ما أقسى قلوبكم!
أي نوع من البشر انتم! وقد دخلتم موسوعة فاقدي الإحساس والكرامة.. لقد ماتت ضمائركم ألف ميتة وميته ..
أيها القادة والزعماء.. يا نمور من ورق..
إنكم بمواقفكم المخزية والمتخاذلة عار على هذه الأمة..
أنتم لعنة التاريخ وبقايا كائنات سخرتها الأقدار لخدمة أحفاد القردة والخنازير..
لقد اقترب موعد نهايتكم على أيدي رجال الرجال الأحرار من شعوبكم وأبناء هذه الأمة الثائرة المجاهدة التي لا تقبل الضيم..
ستدفعون ثمن خيانتكم وتهاونكم وتفريطكم وصمتكم على استباحة دماء أبناء الشعب الفلسطيني على أيدي مجرم كيان العدو الصهيوني …
كيف طوعت لكم أنفسكم وتعمدتم النسيان.. انهم أبناء جلدتكم، وأخوانكم في العروبة والإسلام؟
ألا تنتخون!!
سينتصر أهلنا في غزة بصبرهم وثباتهم، بصمودهم وتضحياتهم، كما انتصر المستضعفون في بادئ الأمر من آل ياسر وأخوانهم الذين ينعمون اليوم في جنة عرضها السماوات والأرض، كما وعدهم الحبيب المصطفى سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: “صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة”.
صبرا آل غزة وآل الشهيد ياسر فلسطين فإن موعدكم النصر القريب الموعود، وجنة عرضها السماوات والأرض ..
لقد فزتم ورب الكعبة دنيا وأخرى، وسيكتبكم التاريخ باحرف من نور، ويخلدكم في أنصع صفحاته أبطالاً عظاماً…
صبراً ..آل غزة فأنتم اليوم تبرزون للكفر والشرك والنفاق كله بالإيمان كله..
ولا نامت أعين الجبناء..
الخزي والعار لحكام العرب والمسلمين، وجيوش الذل والهوان، الذين سيموتون كما تموت الحمر الضالة في الفلوات ..
عاشت فلسطين حرة أبية من النهر إلى البحر…
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
اليمن وغزة
لولاكم لاندثرت، طمست، إلى غير رجعة، حتى جئتم لتنعشوها، وتعيدوا فيها النبض وتخرجوها إلى الواجهة وتحفروها على جبين العالم وبقوة، (الخير، العدل، الإيثار، التضحية، الفداء) هذه المعاني التي جسدتموها اليوم بصنيعكم الذي أصبح مفخرة للعالم أجمع، وما إن يأتي ذكركم على لسان أحدهم على هذه البسيطة حتى تتزاحم في ذهنه آلاف الصفات كالشجاعة والبطولة والإباء والقوة… الخ.
أنتم سر الله المكنون، أنتم أعجوبة الخلق وأسطورة الدهر، كان البشر سيسلمون بأن الشر هو السائد والظلم هو الغالب، لكن إيمانكم وبأسكم شطب هذا المعتقد، فأساطير الأبطال الخارقين المدافعين عن المستضعفين التي يرويها العالم ويعتبرها محض خيال ويصنع لها الأفلام ويمجد أبطالها تمثلت فيكم اليوم، أثبتم أن القوة لا تنبع من مال أو تجبر، بل هي قوة الأرواح وصلابة المواقف مهما كان الحال صعبا، لقد أثبتم وبالدليل القاطع والعملي أن هزيمة العدو ممكنة وممكنة جدا إذا ما وجدت النية والإرادة الصادقة، لم تكن فكرة جديدة ابتكرتموها بل هو قرآن تتلونه وتترجمونه واقعا، كان إيمانكم الراسخ أن وعد الله نافذ محركا لنفوسكم الجبارة في مواجهة قبح إجرام معسكر الشر، فلم تجعلوا أي حسابات دنيوية تعيقكم عن هدفكم الأسمى في غوث شعب يباد أمام عالم صامت يتفرج، كانت نخوتكم وشهامتكم أكبر من أن تظلوا على مقاعد المتفرجين، فكيف لشعب عجنت طينته من هويته الإيمانية ومن الرجولة والشجاعة والكرامة إلا أن يقاتل ويدافع ويطوع المستحيل ويخوض الغمرات ويسلك المخاطر ليكف يد الإجرام ويجعل الدائرة تدور على الباغي، لم يعدم الوسيلة بل طور وعزز أساليب الردع وفجر براكين الموت على العدو الإسرائيلي الذي أصبح عرضة ليل نهار لهجماته ومسرحا لعملياته فلم تحمه حماية ولم يستره ساتر ولم ينقذه الأمريكي الذي أصبح هو الآخر ببوارجه وحاملاته أضحوكة ومسخرة أمام العالم عندما حاول ان يتحدى اليمني!!
واساها، صبرها، قواها، ساندها، طبطب على جراحها، ومسح الدمع من على خديها وقال لها لست وحدك أنا معك وسأحميك وأنتقم من ظالميك، هو اليمن توأم غزة وشبيهها عزة وكرامة ونضالا ونخوة وعزة وتحد وكبرياء، أدرك العالم ان اليمن نعم الأخ الوفي من ان ادلهمت الأيام واكفهرت السماء وجعا وتحديات، فهو مدد الله وعونه للمستضعفين وقوته الضاربة على ازلام الشياطين وعذابه الذي يسلطه على المجرمين، اصبح اليمن مضرب المثل ومصدر الفخر ومحط إعجاب العالم، وما دام اليمن في هذا الكون فلا شر سينعم براحة البال ولا ظالم سينام قرير العين أبدا، وتبقى الحقيقة الواضحة الناصعة الجلية أن اليمن بقيادته العظيمة وشعبه الأبي سيقود الأمة نحو التحرر من هيمنة الاستكبار العالمي، والله غالب على أمره.