مدير ميناء إيلات يؤكد فقدان 85% من أرباح التجارة في البحر الأحمر حجم التجارة البحرية بين إسرائيل والشرق يصل إلى 80 مليار شيكل سنويا (أكثر من 21.6 مليار دولار) بن إيلي: بداية عام 2024م ستجلب معها تحديات خطيرة تتمثل في نقص المخزون وارتفاع الأسعار

بعد أن كثفت القوات المسلحة اليمنية ضرباتها على السفن التجارية المتجهة إلى الكيان الصهيوني المجرم، أصبحت إسرائيل تواجه تهديدات اقتصادية غير مسبوقة في تاريخها بسبب الهجمات اليمنية على السفن الإسرائيلية وغيرها من سفن الشركات ذات الجنسيات الأخرى المتجهة إلى إسرائيل عبر البحرين الأحمر والعربي، حيث أعلنت عدة شركات شحن عالمية كبرى وقف رحلاتها إلى الموانئ الإسرائيلية، وتعليق حركتها في البحر الأحمر بشكل عام، الأمر الذي يمثل ضربة جديدة تضاعف التداعيات الاقتصادية الواسعة التي تصاعدت بشكل متسارع منذ إعلان اليمن دخوله بشكل مباشر في عملية طوفان الأقصى والضغط على الكيان المجرم عبر فرض حصار اقتصادي بحري لرفع الحصار عن غزة واسنادا للمقاومة الفلسطينية على طريق القدس وتحرير فلسطين.


الثورة / أحمد المالكي

أكدت حكومة الاحتلال الصهيوني أن النشاط الاقتصادي في البلاد يعاني هبوطاً حاداً وغير مسبوق، بالتزامن مع استمرار الحصار اليمني على الموانئ الإسرائيلية.
ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مسؤولين قولهم إن النشاط الاقتصادي هبط بنحو 75 %.
وأشارت المصادر إلى أن الهبوط يعود لأسباب عدة أبرزها الهجمات في البحر الأحمر وتأخر وصول البضائع والمواد الغذائية مع قرار بعض شركات الشحن اختيار رأس الرجاء الصالح بدلا عن باب المندب.

جزء يسير
وهبوط النشاط الاقتصادي في إسرائيل جزء يسير من تبعات حصار اقتصادي تفرضه اليمن يضاف إلى توقف كامل للعمليات الإنتاجية والزراعية في جنوب وشمال إسرائيل بفعل المواجهات على الحدود.
واكد رئيس غرفة الشحن بإسرائيل يورام زابيا استحالة تغيير الخطوط التجارية بعيدا عن البحر الأحمر، مؤكدا في تصريح صحفي أن تجارة إسرائيل عبر البحر الأحمر تصل إلى نحو 99.5 %.
وجاء تصريح زابيا عشية تقارير إعلامية في إسرائيل تتحدث عن بدء تشغيل الجسر البري بين الأمارات وإسرائيل عبر السعودية والأردن.
وتشير تصريحات المسؤول الإسرائيلي المتزامنة مع إعلان كبرى شركات الشحن الدولية تعليق عملياتها إلى الأراضي المحتلة إلى مخاوف إسرائيلية من تبعات إغلاق اليمن باب المندب في وجه السفن المتجهة إلى إسرائيل، وإدراكها استحالة الاستيراد عبر خطوط أخرى بما فيها الجسر البري.

فقدان
يذكر أن مدير ميناء ايلات كان أكد فقدان 85% من أرباح التجارة في البحر الأحمر.
وقالت شركة البحر الأبيض المتوسط للشحن (إم.إس.سي) التي تعتبر أكبر شركة لشحن الحاويات، إنها ستتوقف عن استخدام قناة السويس والبحر الأحمر عقب تعرض إحدى سفنها لهجوم.
إعادة توجيه
وذكر بيان لـ“إم إس سي” التي مقرها في سويسرا أنه “نظرا للحادث الذي تعرضت له سفينة إم إس سي بالاتيوم 3 في البحر الأحمر، وحفاظا على سلامة وحياة البحارة، وإلى أن يصبح البحر الأحمر ممرا آمنا، لن تعبر سفن الشركة قناة السويس شرقا وغربا، وسيتم الآن إعادة توجيه بعض الخدمات لتمر عبر رأس الرجاء الصالح بدلا من ذلك”.
وفي الوقت نفسه قالت وكالة “رويتز” إن مجموعة الشحن الفرنسية (سي.إم.إيه سي.جي.إم) أصدرت بيانا جاء فيه: “قررنا إصدار تعليمات لجميع سفن الحاويات التابعة لمجموعة (سي.إم.إيه سي.جي.إم) في المنطقة والتي من المقرر أن تمر من البحر الأحمر بالوصول إلى مناطق آمنة وإيقاف رحلاتها فورا حتى إشعار آخر”.

استسلام
وعلقت القناة الـ 12 العبرية قائلة إن: “شركتان عملاقتان أخريان استسلمتا التهديدات اليمنية، ولن تبحرا في البحر الأحمر بعد الآن”.
فيما أعلنت شركة “ميرسك” الدنماركية العملاقة المصنفة كواحدة من أكبر شركات الشحن البحري على مستوى العالم، أنها أصدرت تعليمات لسفنها بتجنب المرور من باب المندب والبحر الأحمر حتى إشعار آخر، وذلك بعد تعرض سفينة “ميرسك جبل طارق” لحادث يوم الخميس (وهي سفينة أعلنت القوات المسلحة اليمنية استهدافها أثناء توجهها إلى إسرائيل).
وكانت هذه الشركات تمثل ملجأ لإسرائيل لتجاوز هجمات قوات حكومة صنعاء على السفن الإسرائيلية والمرتبطة برجال أعمال إسرائيليين.

تحويل المسار
وكان موقع “ذا ماركر” العبري التابع لمجموعة “هآرتس” قد نشر تقريرا عن الرئيس التنفيذي لشركة كونمارت شاي كارني، قوله: إن “شركة الشحن التايوانية العملاقة يانغ مينغ كانت قد أبلغت إدارة ميناء أشدود بأنها ستحول مسار سفنها حول أفريقيا للوصول إلى إسرائيل، لكن الشركة قررت بعد ذلك التوقف عن زيارة الميناء نهائيا”.
وأكد كارني أن “بعض أصحاب السفن قد قاموا بالفعل بحذف ميناء أشدود من طريقهم، وسفنهم تمر عبر باب المندب لكنها لا تصل إلى اشدود، بل تضع البضائع في تركيا وأماكن أخرى”.
وتابع: “في الأساس، لا توجد مشكلة في سفينة لا تحمل على متنها بضائع إسرائيلية، وإذا كانت سفينة تحمل 14 ألف حاوية تصل إلى هنا كل أسبوع ولا تحمل إلا حوالي 3000 حاوية لإسرائيل، فلا تفترض أنها ستغير مسارها بسبب إسرائيل، بل ستقرر التخلي عن الشحنة الإسرائيلية”.

تهديد مباشر
ونشرت صحيفة “إسرائيل هيوم” تقريرا عن تشين هرتسوغ- كبير الاقتصاديين في شركة BDO الاستشارية قوله: إن قرار شركات الشحن بخصوص وقف حركتها عبر البحر الأحمر “سيؤدي إلى تأخير في مواعيد تسليم الشحنات إلى إسرائيل لمدة 30 يوما، وكذلك زيادة في تكاليف النقل”.
وأضاف أن هذا القرار “يتخطى وقف وصول السفن إلى الموانئ الإسرائيلية، ويمثل إخراجا لإسرائيل من طريق الشرق إلى الغرب”.
وأشار إلى أن حجم التجارة البحرية بين إسرائيل والشرق يصل إلى 80 مليار شيكل سنويا (أكثر من 21.6 مليار دولار).
ونقل التقرير عن الرئيس التنفيذي لشركة “والا” الإسرائيلية يارون بن إيلي، قوله: إن قرار ميرسك “سيؤدي إلى نقص المخزون في اسرائيل وارتفاع الأسعار على المخزون الموجود، لأنه عندما تتخذ شركة بهذا الحجم مثل هذه الخطوة، سيتبعها الآخرون أيضاً”.
وأضاف أن “السفن القادمة من الشرق عادة ما تحمل بضائع ومركبات ومواد أولية بكميات كبيرة، وبالتالي فإن عدم وجود إمدادات متدفقة من هذه يمكن أن يسبب زيادة بنسبة 5 – 10 ٪ في أسعار المنتجات الكهربائية والمركبات والمواد الأولية للإنتاج المحلي”.
وأشار إلى أن “بداية عام 2024م ستجلب معها تحديات خطيرة تتمثل في نقص المخزون وارتفاع الأسعار”.

ارتفاع الأسعار
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية: إن “كبار المسؤولين الاقتصاديين الحكوميين في وزارة الاقتصاد الإسرائيلية يعربون عن تخوفهم من ارتفاع أسعار المنتجات المستوردة إلى إسرائيل نتيجة تصاعد التهديدات في البحر الأحمر”، مشيرة إلى أن “مستوردو المواد الغذائية إلى إسرائيل يؤكدون أن هناك تأخيرات في عمليات التسليم”.

انخفاض حاد
ونقلت صحيفة “كالكاليست” العبرية عن المدير العام لميناء إيلات قوله: إن “الميناء يشهد انخفاضًا حادًا في نشاطه وانخفاض بأكثر من 80 ٪ في الإيرادات منذ بداية اعتراض السفن من اليمن”، مؤكدا أن “شركة NYK اليابانية أوقفت إرسال السفن عبر البحر الأحمر إلى الموانئ الإسرائيلية وأمرت السفن التي تديرها بتحويل مسارها إلى موانئ في أوروبا نتيجة التهديدات من اليمن”.
وأضاف مدير ميناء إيلات في تصريحاته إعلامية أن “إدارة الميناء ستطالب الدولة بتعويضات عن فقدان الإيرادات”.
وقال القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لشركة الموانئ الإسرائيلية: إن “شركات السفن حولت مسارها من ميناء أسدود إلى ميناء حيفا ما تسبب بخلق اختناقات مرورية تشغيلية”.
وتؤكد القوات المسلحة اليمنية أنها لن توقف عملياتها ضد السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية حتى يتم السماح بدخول ما يحتاجه قطاع غزة من المساعدات الغذائية والدوائية.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: إلى الموانئ الإسرائیلیة النشاط الاقتصادی فی البحر الأحمر المتجهة إلى إلى إسرائیل شرکات الشحن باب المندب عبر البحر إلى أن

إقرأ أيضاً:

كيف تحدد أزمة حظر السفن في البحر الأحمر مصير الاستقلال الأوروبي؟

عادت تهديدات جماعة الحوثي في البحر الأحمر من جديد، بعد إعلان استئناف دعمها للمقاومة في غزة، وحذر مرور سفن الاحتلال الإسرائيلي والموالية للاحتلال.

ونشر موقع "فورميكيه" الإيطالي، تقريرا، سلّط فيه الضوء على تصاعد التهديدات الحوثية في البحر الأحمر، وتأثيرها على الأمن الجيوسياسي والاقتصادي الأوروبي؛ حيث هدّدت القيادة الحوثية باستئناف الهجمات البحرية ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي إذا لم يتم تسهيل دخول المساعدات إلى غزة.

وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنّ: "حالة عدم الاستقرار في منطقة الهندو-متوسط التي تسبّب بها الحوثيون؛ قد تعود إلى التصاعد مجددًا اليوم. ويمثل هذا الوضع اختبارًا حقيقيًا لقدرة أوروبا على إدارة أمنها في بيئة معقدة، خاصة في ظل الحديث المتزايد عن الاستقلالية الاستراتيجية. ويأتي ذلك أيضًا ردًا غير مباشر على المواقف السياسية لدونالد ترامب، ما يجعل التحدي أكثر إلحاحًا لأوروبا في هذا التوقيت الحساس".

ووفقا للموقع؛ فإنّ: "زعيم الحوثيين يوجّه إنذارًا نهائيًا: مهلة تنتهي اليوم قبل استئناف الهجمات؛ إذ وجّه زعيم الحوثيين إنذارًا واضحًا: إذا لم تسهل دولة الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بحلول 11 آذَار/ مارس فستستأنف الجماعة اليمنية عملياتها البحرية ضدها".

"تمثّل هذه تهديدًا جديًا، بالنظر إلى حصيلة الهجمات التي نفذها الحوثيون منذ نهاية 2023 وحتى الهدنة قبل شهرين، والتي تضمنت عشرات العمليات، أدت في بعض الحالات إلى تدمير، وإغراق أو تعطيل السفن التجارية الكبرى المستهدفة" تابع التقرير نفسه، مبرزا أنّ: "ناقلة النفط "سونيون" نموذج للهجمات البحرية الحوثية وتداعياتها الدولية".

ولفت الموقع إلى أن ناقلة النفط "سونيون" قناة السويس تحت السحب مؤخرًا، بعد تعرضها لهجوم حوثي في 21 آب/  أغسطس الماضي؛ وهي فرقاطة فرنسية، كانت تعمل ضمن عملية "أسبيديس"، وهي مهمة دفاعية أوروبية ذات إمكانيات محدودة لضمان الأمن في البحر الأحمر".

وأبرز أن: "طاقم السفينة قد أُنقذ عقب الضربة الأولى التي نفّذتها القوات اليمنية، لكن مجموعة من المقاتلين الحوثيين صعدت لاحقًا على متن الناقلة وزرعت نحو عشر عبوات ناسفة، ما أدى إلى اندلاع حريق هائل، ما جعل وزارة الخارجية الأمريكية تحذر من كارثة بيئية محتملة بحجم أربعة أضعاف كارثة "إكسون فالديز"، مما استدعى تحركًا دوليًا واسع النطاق".

وتابع: "بعد سبعة أشهر من إدارة الأزمة، تم إنقاذ الناقلة وجزء كبير من شحنتها البالغة مليون برميل من النفط، لكن تكلفة العملية بلغت ملايين الدولارات"، مشيرا إلى أنّ: "هذه القضية تعكس حجم الهجوم الحوثي وتأثيره المباشر على استقرار اللوجستيات العالمية وعدم الاستقرار الجيو-اقتصادي العالمي".

ووفقًا لتحليلات إحدى شركات الاستخبارات الخاصة؛ أدّت الهجمات الحوثية إلى زيادة زمن تسليم البضائع بنسبة 25 في المئة على طول طريق آسيا-أوروبا-أمريكا، والمعروف بالممر الهندو-متوسطي، الذي يربط بين الهند وباسيفيكي والمحيط الأطلسي عبر البحر المتوسط.

إلى ذلك، اضطرت شركات الشحن الكبرى إلى تجنب المرور عبر البحر الأحمر وتحويل مساراتها حول رأس الرجاء الصالح، ما أدّى إلى ارتفاع التكاليف وزيادة الضغوط على معدلات التضخم وسلاسل التوريد العالمية. وتكشف هذه الأزمة اليمنية عن أهميتها النظامية، حيث تؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي لدول مثل إيطاليا، وتؤكد مدى تشابك الأمن البحري مع الاقتصاد العالمي.


ولفت الموقع إلى أنه: "تم تصعيد العمليات ضد الحوثيين دون ردع فعال منذ كانون الثاني/ يناير، فقد كثّفت إدارة ترامب عملياتها ضد مخازن الصواريخ ومنصات الإطلاق التابعة للحوثيين، لكنها لم تتمكن من ردعهم؛ بل على العكس، واصل الحوثيون، الذين يُعتبرون أكثر الفصائل نشاطًا ضمن "محور المقاومة" المدعوم من إيران، تصعيد تهديداتهم والاستعداد لاستئناف العمليات العسكرية".

وأضاف: "بسبب المسافة الجغرافية التي تفصلهم عن دولة الاحتلال الإسرائيلي، كانت الردود الإسرائيلية أقل تأثيرًا عليهم مقارنة بحزب الله، ما جعلهم أقل عرضة للهجمات المباشرة. حتى اليوم، وعلى عكس حزب الله، يرفض الحوثيون هدنة طويلة الأمد، مؤكدين أنهم سيواصلون الهجمات حتى يتم التوصل إلى وقف دائم للحرب في غزة".

"بل ذهبوا إلى حد المطالبة بحل الدولتين في بعض تهديداتهم، رغم معرفتهم بأن ذلك يعني استمرار حالة عدم الاستقرار نظرًا لتعقيد القضية الفلسطينية-الإسرائيلية" استرسل التقرير نفسه الذي ترجمته "عربي21".

وأوضح أنّ: "الوضع أصبح أكثر تعقيدًا مع إعادة الحوثيين إلى قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية من قبل واشنطن، إلى جانب فرض عقوبات جديدة ومحاولات منعهم من تعزيز علاقاتهم مع موسكو؛ حيث سعوا للحصول على إمدادات عسكرية ومعلومات استخباراتية لتحديد أهدافهم. ولم تقتصر الهجمات على السفن الإسرائيلية كما وعدوا في عملياتهم".

وأردف: "استهدفت أيضًا سفنًا مرتبطة بمُلاك غربيين، متهمين إياها بدعم الاحتلال الإسرائيلي. يُعرف الحوثيون بمواقفهم الأيديولوجية المعادية للصهيونية وأمريكا، لكنهم وسّعوا نطاق عدائهم ليشمل الغرب بأكمله، متماشين مع السردية الروسية-الصينية-الإيرانية. وأعلنوا صراحة استعدادهم الكامل لخوض "حرب شاملة ضد المصالح الأمريكية" بالمنطقة، ما يزيد احتمالية التصعيد العسكري بالبحر الأحمر وخارجه".

الرد الأوروبي و"النموذج" الإيطالي
أكد الموقع أنّ: "هذا المشهد يمس الاتحاد الأوروبي بشكل مباشر، حيث لا يزال الربط عبر البحر الأحمر في حالة جمود، كما أوضح  الخبير الأمنى والمحلل لدى شركة آيوس ريسك للاستشارات الأمنية، مارتن كيلي،  لموقع ديكود 39، ما يثير مشكلة جيو-اقتصادية خطيرة".

"في هذا السياق، تحاول إيطاليا إرسال رسالة واضحة، حيث تعتمد نهجًا مزدوج المسار يمكن تفسيره كنموذج لمشاركة أوروبية أكثر وعيًا ومتعددة المستويات، يعكس مقاربة إستراتيجية أكثر شمولية تجاه الأزمة" وفقا للتقرير.

وأضاف أنّ: "المحور الأول: المشاركة العملياتية في المهمة البحرية الأوروبية "أسبيديس"؛ حيث يشغل أميرال إيطالي منصب قائد القوات. في نهاية الشهر الماضي، تم تنظيم اجتماع تقني في قاعدة "تشينتوشيلي" (روما)، حيث تم عرض تطورات المهمة في إطار مشروع المراقبة البحرية الأوروبي "مارسور"، تلاه سلسلة اجتماعات بين قيادة " أسبيديس " والقيادة العملياتية العليا المشتركة (COI)، بقيادة الجنرال جيوفاني ماريا يانوكي".

وأوضح: "هذا يؤكد الاهتمام الاستراتيجي لإيطاليا في ضمان الأمن البحري، ليس فقط لأسباب دفاعية، ولكن أيضًا لحماية سلاسلها التجارية والاقتصادية"، فيما تابع: "المحور الثاني: الدبلوماسية والسياسة؛ حيث نظمت وزارة الخارجية الإيطالية اجتماعًا جمع بين مسؤولي مهمة "أسبيديس" والسفيرة اليمنية في إيطاليا أسمهان الطوقي".

وأبرز: "شارك في الاجتماع كبار مسؤولي الوزارة، بمن فيهم نائب مدير الشؤون السياسية، ماوريتسيو غريغانتي، والمبعوث الخاص لليمن وأفغانستان، جيانفرانكو بتروزيلّا. تم خلال اللقاء مناقشة الوضع الداخلي في اليمن والتطورات السياسية المحتملة، في خطوة تعكس التزام إيطاليا بالمسار الدبلوماسي إلى جانب الجهود العسكرية".

أيضا، كشف الموقع عن: "رؤية إيطاليا: ربط الأزمة البحرية بالصراع اليمني الأوسع، فبهذه الطريقة، تربط روما الأزمة في الممر البحري بالإطار الأوسع للحرب الأهلية اليمنية، متجنبة مقاربة أمنية بحتة. إنها مقاربة واعية وبراغماتية، لأن تحركات الحوثيين ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالوضع الداخلي في اليمن".


وبيّن أنّ: "المنظمة التي تسيطر على شمال اليمن تستخدم الهجمات في منطقة الهندو-متوسط كوسيلة لإظهار القوة، بهدف تعزيز موقفها على طاولة المفاوضات بشأن الحرب. هناك، يواجه الحوثيون المجتمع الدولي، لا سيما دول الخليج، في اختبار معقد لقدرتهم على بناء الاستقرار والتفاوض السياسي".

واختتم التقرير مؤكدا أنّ: "أزمة الحوثيين:؛ هي تهديد إقليمي بتداعيات عالمية وهي ليست مجرد تهديد إقليمي، بل مثال على كيفية ارتباط الصراعات الهامشية بالهشاشة العالمية. لهذا السبب، لا تستطيع أوروبا تحمل مستوى منخفض من المشاركة، حيث إن البحر الأحمر شريان أساسي للتجارة العالمية، وأمنه يمس المصالح الإستراتيجية للاتحاد الأوروبي بشكل مباشر".

واستطرد: "تُظهر مهمة "أسبيديس" والنهج المزدوج -العملياتي والدبلوماسيـ أن لأوروبا فرصة للعب دور أكثر فاعلية في إدارة الأزمة. لكن عدم الاستقرار في منطقة الهندو-متوسط بسبب الحوثيين يمثل اختبارًا لقدرة أوروبا على إدارة أمنها الذاتي، خاصة في ظل النقاش المتزايد حول "الاستقلالية الإستراتيجية"، التي تتأثر أيضًا بتوجهات دونالد ترامب السياسية".

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية في رسائل للمجتمع الدولي: استئناف حظر الملاحة البحرية موجه للكيان الصهيوني فقط
  • الحوثيون: الضربات الأمريكية لن تمنعنا من استهداف السفن الإسرائيلية
  • البيت الأبيض: حان الوقت لإنهاء تهديدات الحوثيين للأمن الاقتصادي
  • أستاذ قانون: أزمة البحر الأحمر كارثة كبيرة على التجارة العالمية
  • تقرير أمريكي: إدارة ترامب تواجه نفس الخيار الذي أربك بايدن بشأن إنهاء تهديد الحوثيين بالبحر الأحمر (ترجمة خاصة)
  • مبادرة لمواجهة تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر
  • الإعلان عن إطلاق مبادرة أمن البحر الأحمر لمواجهة تهديدات الحوثيين
  • معهد أمريكي يُحذّر من الأثر البيئي لحملة الحوثيين ضد الشحن بالبحر الأحمر (ترجمة خاصة)
  • الإعلان عن مبادرة لمواجهة تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر
  • كيف تحدد أزمة حظر السفن في البحر الأحمر مصير الاستقلال الأوروبي؟