الجديد برس:

نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، مقطع فيديو تحت عنوان “وصلتم متأخرين”، يتهكم من إعلان الاحتلال الإسرائيلي سيطرته على نفق كبير للمقاومة في شمال قطاع غزة.

ويظهر في الفيديو الذي نشرته كتائب القسام على قناتها في تليغرام، الإثنين، جانباً من عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر قبل شهرين.

في حين يبدأ الفيديو بمشاهد لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مع جنود إسرائيليين وهم داخل النفق الحدودي ويقع على مسافة 4 كيلومترات، قبل أن ينتهي المقطع باقتحام المقاومة لقاعدة عسكرية للاحتلال يوم طوفان الأقصى.

وجاء الفيديو بمثابة تهكم على إعلان الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، العثور على أكبر نفق في شمال غزة طوله 4 كيلومترات، بعد أكثر من 70 يوماً من بدء الحرب الأخيرة على القطاع، وهو ما أشار إليه عنوان المقطع المصور “وصلتم متأخرين”.

يشار إلى أن المقاومة لم ترفق الفيديو بأي تصريحات، لكنها أرفقته بعبارة: “وصلتم متأخرين.. المهمة أُنجزت”، باللغات العربية والعبرية والإنجليزية.

كتائب القسام تنشر فيديو بعنوان #وصلتم_متأخرين يوضح أن النفق الذي عثر عليه الاحتلال تم كشفه بعدما انتهت الحاجة إليه، فمنه تم اقتحام موقع إيرز العسكري وتم أسر الجنود الصهاينة. #غزة pic.twitter.com/35DjxJcWD2

— Yasser (@Yasser_Gaza) December 18, 2023

 

وأظهرت المشاهد التي نشرها الاحتلال للنفق يوم الأحد، مسارعة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى زيارة مدخله وأخذ الصور هناك، في مسعىً واضح لتظهير “إنجاز عسكري” لقوات الاحتلال بعد 70 يوماً من الحرب وبعد أكثر من 50 يوماً من القتال البري، وكون كشف أنفاق المقاومة هو أحد أبرز أهدافه المعلنة لهذه الحرب.

مدخل النفق محاذٍ للسياج الفاصل في أقصى شمالي القطاع

ولكن موقع النفق وتفاصيله تكشف أن الإنجاز العسكري الإسرائيلي فارغ من أي قيمة حقيقية، فبحسب ما نشره الاحتلال نفسه، يظهر أن مدخل النفق المكتشف بعيد أقل من 400 متر عن السياج الفاصل على الحدود الشمالية الشرقية للقطاع، أي فعلياً، يقع هذا النفق مقابل موقع إيريز العسكري مباشرة، وفي منطقة حاصرها الاحتلال في الأيام الأولى للحرب، حتى قبل إعلانه بدء العملية البرية في القطاع.

وتعكس حاجة الاحتلال إلى 70 يوماً من الحرب لاكتشاف نفق ضخم واحد، في منطقة مفتوحة ويسيطر عليها بالنار ويشرف عليها من مواقعه، الصعوبة البالغة التي تعترض مهمة قوات الاحتلال المعلنة بتدمير أنفاق المقاومة، ولا سيما في المناطق العمرانية التي تواجه فيها مدرعاته معارك ضارية مع المقاومين.

جيش الاحتلال ينشر فيديو يظهر فيه فردة الحذاء المهترئة وفأر المستنقعات وزير الحرب يؤآف غالانت وهو يسير في نفق للمقاومة بعرض 3 أمتار وارتفاع 3 أمتار وطول 4 كيلومتر عثروا عليه بالقرب من حاجز إيرز أقصى شمال بيت حانون بعد 70 يوم من الحرب.. هذا ما صنعه القسّام وشباب غزة#طوفات_الأقصى pic.twitter.com/0STBPcD05t

— د. حسام فوزي جبر (@HOSAM_MOKBEL) December 17, 2023

 

حجم النفق يظهر أنه ليس نفقاً دفاعياً

ومن خلال الالتفات إلى حجم النفق وطبيعة بنائه، يظهر أنه نفق معدّ للأعمال الهجومية، وهو ما أكده اليوم فيديو الإعلام الحربي في كتائب القسام، الذي أشار إلى ارتباطه بنقل القوات الموكلة تنفيذ عملية “طوفان الأقصى”، وأن مهمته تحققت بالفعل.

إذ تخصص هذه الأنفاق الطولية التي تمتد لكيلومترات، لنقل القوات من منطقة إلى أخرى بشكل سريع، مع آلياتها الثقيلة والخفيفة، بشكل سري وخفي من تحت الأرض، لمواجهة قدرة الاحتلال على رصدها عن بعد، وبالتالي الحفاظ على قدرة هذه القوات على مباغتة العدو، وهو ما تحقق بشكل تام وناجح في 7 أكتوبر.

ولا يخصص هذا النوع من الأنفاق للأعمال الدفاعية أو للتسللات خلف خطوط العدو، إذ إن حجمه وامتداده الطولي، يجعله غير مناسب للأعمال الدفاعية التي تحتاج إلى أنفاق تتسع إلى عدد قليل من المقاومين، مع عتاد مخصص للأعمال القتالية الخاصة “الكومندوس”، وهو ما أظهرته مشاهد العمليات الخاصة للمقاومة في جحر الديك وبيت حانون وغيرها.

فالأنفاق الدفاعية تكون عادة متفرعة ومتفرقة وتجتمع في عقد محددة، منعاً لسقوطها جميعاً في حال اكتشاف أحدها، إضافة إلى كونها تتضمن فتحات قريبة من السطح للقيام بأعمال الاستطلاع والتسلل، بينما هذا النفق يمتد، بحسب اعتراف الاحتلال، على عمق 50 متراً تحت الأرض وطولياً لمسافة 4 كيلومترات إلى ما يرجح الاحتلال أنها منطقة ما في مدينة غزة أو بالقرب منها.

صدمة للاحتلال: أنفاق المقاومة متطورة إلى درجة كبيرة

بدت الصدمة واضحةً على وجه غالانت وضباطه في النفق، المصفح بالفولاذ الدائري والمدعم بأعمدة إسمنتية وفولاذية، وهو ما يظهر حجم الاتقان والعمل المحترف لقوات القسام الموكلة بمهمات حفر الأنفاق، ويفتح الباب أمام الاحتلال لتوقع الأسوأ لناحية قدرة أنفاق المقاومة على مواجهة صواريخه وقنابله في هذه الحرب.

كما ظهرت تجهيزات داخل النفق من قنوات تصريف مياه وصرف صحي، ما يؤشر إلى قدرة هذه الأنفاق على مواجهة خطر السيول، وهو ما يعيق فكرة “إغراقها بالماء” التي كان يراهن عليها الاحتلال وصرحت وسائل إعلام إسرائيلية عنها أكثر من مرة.

كما يظهر عمق النفق قدرة المقاومة على التحصن تحت الأرض في أماكن يكاد يكون من المستحيل على أي أسلحة خارقة للتحصينات الوصول إليها، وهو خبر سيئ جداً للاحتلال الذي يمتلك أنواعاً من القنابل الخارقة، معظمها أمريكي، يمكنها اختراق ما يقارب الـ20 إلى 30 متراً تحت الأرض كحد أقصى.

ويشير هذا النفق، إضافة إلى ذلك، إلى حجم تقدم القدرات الأمنية للمقاومة، التي حافظت على سرية هكذا منشأة ضخمة لسنوات، وتمكنت من إخفائها عن أعين العدو وأجهزته الأمنية واستخباراته المحدقة بالقطاع، على الرغم من اشتراك عشرات وربما مئات المقاومين في إنجازه.

كما يبدو أن الكشف عن هذا النفق يكشف أحد أسرار نجاح المقاومة في 7 أكتوبر في نقل مئات المقاومين من داخل القطاع إلى أطرافه بسرعة كبيرة ومع آلياتهم المزودة برشاشات وكميات كبيرة من الأسلحة، من دون نجاح العدو في التحرك ضدهم، وهو ما يؤكد حجم الإعداد المتفوق والنوعي للقسام، ويدحض سردية الاحتلال التي حاول نشرها عن أن العملية كانت “بسيطة” ولكن المشكلة كانت فقط من جهة قواته وجاهزيتها.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: أنفاق المقاومة وصلتم متأخرین کتائب القسام هذا النفق تحت الأرض وهو ما

إقرأ أيضاً:

المقاومة بالسكاكين.. الفصائل الفلسطينية تفاجئ الاحتلال بعمليات نوعية مؤلمة

قتل جندي طعنا بالسكين والاستيلاء على سلاحه وإلقاء قنابل يدوية داخل دبابة

طعن ضابط إسرائيلي و3 جنود واغتنام أسلحتهم

الإجهاز على قناص ومساعده من المسافة صفر

تنفيذ أول "عملية استشهادية" في غزة منذ 20 عامًا

الرؤية- غرفة الأخبار

بعد 442 يوماً من الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة، لا تزال فصائل المُقاومة الفلسطينية تلقن الاحتلال دروسًا قاسية عبر تنفيذ العديد من العمليات النوعية والكمائن المركبة التي توقع جنود الاحتلال بين قتيل وجريح وتدمر آلياته العسكرية.

يأتي ذلك في الوقت الذي تشن فيه إسرائيل حملة عسكرية مُوسعة على شمال القطاع منذ أكتوبر الماضي، دمرت فيه كل ما تبقى من مظاهر الحياة، وفرضت حصارا مشددا لإجبار السكان على النزوح، كما استهدفت المستشفيات ومراكز الإيواء.

ولقد فاجأت الفصائل الفلسطينية إسرائيل في الأيام الأخيرة بتنفيذ عمليات نوعية مركبة أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من جنود وضباط الاحتلال الإسرائيلي.

وفي الثامن عشر من ديسمبر الجاري، أعلنت كتائب القسام أن أحد مُقاتليها تمكن من الإجهاز على جندي إسرائيلي بجوار دبابة "ميركافا" والاستيلاء على سلاحه، وإلقاء قنبلتين يدويتين داخل الدبابة، وذلك غرب مدينة بيت لاهيا بشمال قطاع غزة.

وفي اليوم التالي، تمكن أحد مقاتلي كتائب القسام من طعن ضابط إسرائيلي و3 جنود من نقطة الصفر والإجهاز عليهم واغتنام أسلحتهم الشخصية في مُخيم جباليا في شمال غزة.

وفي يوم 20 ديسمبر، نفذت الكتائب عملية أمنية معقدة، إذ تمكن عدد مقاتل من القسام من الإجهاز على قناص صهيوني ومساعده من مسافة صفر في مخيم جباليا شمال القطاع، وبعد ساعة من الحدث، تنكر القساميّ مرتدياً لباس جنود الاحتلال، واستطاع الوصول لقوة إسرائيلية مكونة من 6 جنود وتفجير نفسه فيهم بحزام ناسف وإيقاعهم بين قتيل وجريح.

وبالأمس، قالت كتائب القسام: "في عملية مركبة، تمكن مجاهدو القسام من الإجهاز على 3 جنود صهاينة طعناً بالسكاكين واغتنموا سلاحهم الشخصي، ثم اقتحموا منزلاً تحصنت به قوة راجلة وأجهزوا على جنديين من أفرادها عند بوابة المنزل، واشتبكوا مع الآخرين من مسافة صفر وسط مخيم جباليا شمال القطاع".

وفي نفس اليوم، تمكن عدد من مقاتلي القسام من إلقاء قنابل يدولية إسرائيلية الصنع صوب جنود بجوار ناقلة جند، مؤكدة: "أوقعناهم بين قتيل وجريح وسط مخيم جباليا".

وتعليقاً على هذه العمليات، قال المحلل الفلسطيني سعيد زياد، إن الأيام الماضية شهدت تنفيذ أول عملية استشهادية في قطاع غزة بحزام ناسف منذ منذ عشرين عاما، مضيفا: "هذه العملية لها دلالات عظيمة، أولها حالة الاستبسال منقطعة النظير، والالتحام غير المسبوق بين العدو والمقاتلين".

وأوضح في تصريحات تليفزيونية: "توقيت العملية مهم جدا، لأنها جاءت في خضم السياق التفاوضي، وتكتيكها الذي يعيدنا إلى زمن عمليات يحيى عياش، والوسيلة المتمثلة بالحزام الناسف، كلها سيكون لها تأثيرات كبيرة على السياق التفاوضي وشكل الحرب ونهايتها، بل سيمتد تأثيرها إلى شكل الصراع بأسره".

وفي سياق آخر، طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة بإنهاء الحرب على قطاع غزة، مطالبة حكومة الاحتلال بالتوصل لاتفاق الآن يضمن الإفراج عن جميع الأسرى.

وقالوا في بيان: "علينا إنهاء الحرب من أجل ضمان عودة المختطفين الآن، إنهاء الحرب ليس إخفاقا وليس ثمنا والأهم عودة أبنائنا المختطفين، كما نطالب الرئيس ترمب بالضغط لإبرام صفقة شاملة فالأسرى لن يصمدوا حتى الشهر المقبل..  ونتنياهو وزمرته ضللوا الشعب من أجل إحباط الصفقة، كفى ضغطا عسكرياً يقتل المختطفين بدلا من إعادتهم".

مقالات مشابهة

  • أبو عبيدة يعلق على عمليات المقاومة النوعية في شمال قطاع غزة
  • "كمائن الصمود والتحدي".. كتائب القسام تنشر مشاهد جديدة لاستهداف قوات الاحتلال
  • المقاومة بالسكاكين.. الفصائل الفلسطينية تفاجئ الاحتلال بعمليات نوعية مؤلمة
  • القوة المشتركة تسيطر على أكبر قاعدة عسكرية لقوات “آل دقلو” وتستولي على مركبات وفرار قائد للدعم السريع والجيش السوداني يعلق” فيديو”
  • شاهد | كتائب القسام تنشر فيديو يوثق لقاءً نادرًا لقادة حماس الشهداء
  • كتائب القسام تنشر فيديو يجمع قادة حماس الشهداء للمرة الأولى
  • القسام تنشر مشاهد نادرة تجمع هنية والسنوار والعاروري (فيديو)
  • كتائب القسام” توجه رسالة جديدة “للمستوطنين الصهاينة” وعائلات الأسرى
  • في رسالة لذوي الأسرى.. القسام تنشر صورة نجل نتنياهو على شواطئ ميامي
  • كتائب القسام تكشف تفاصيل عملية استشهادية “معقدة” نفذها أحد مقاوميها في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة