نيويورك (الاتحاد)

أخبار ذات صلة الإمارات تواصل الإمدادات الإغاثية العاجلة لأهالي غزة الحكام يهنئون الرئيس المصري بانتخابه لولاية رئاسية جديدة

أكدت الإمارات أن العملية السياسية هي الخيار الأول والوحيد لإرساء الأمن والاستقرار في ليبيا، مع أهمية الالتزام بالحوار واتخاذه سبيلاً لحل الخلافات بين الفرقاء، داعية إلى دعم جهود اللجنة المشتركة «6+6» لصياغة القوانين الانتخابية تمهيداً لإنهاء المراحل الانتقالية في البلاد.


وقالت الإمارات، أمس، في بيان أمام مجلس الأمن، ألقاه السفير محمد أبو شهاب نائب المندوب الدائمة لبعثة الدولة لدى الأمم المتحدة: «لقد دخلت ليبيا منذ ثلاثة عشر عاماً منعطفاً حرجاً شهد الشعب الليبي الشقيق خلاله صعوبات جمة بسبب انعدام الأمن والاستقرار، وتردي الأوضاع الإنسانية وظهور تحديات اقتصادية جسيمة».
وأضاف محمد أبو شهاب: «ورغم ذلك، تمكن الليبيون خلال السنوات الماضية من إحراز تقدم ملحوظ نحو التوصل إلى تسوية سلمية، تنقل البلاد إلى مرحلة جديدة من السلم والتنمية والازدهار»، مشيراً إلى أنه لاتزال هناك عقبات يمكن ولابد من تجاوزها، في مقدمتها الانقسامات التي أصبحت تهدد المكتسبات التي تحققت في العملية السياسية، حيث يجب إعلاء مصلحة الشعب الليبي فوق كافة الاعتبارات.
وأكد ضرورة أن تظل العملية السياسية هي الخيار الأول والوحيد لإرساء الأمن والاستقرار في ليبيا، لافتاً إلى أهمية الالتزام بالحوار واتخاذه سبيلاً لحل الخلافات بين الفرقاء.
وأعرب أبو شهاب عن أمله أن تعقد ليبيا انتخاباتها البرلمانية والرئاسية، وفقاً لقوانين متفق عليها، تمهيداً لإنهاء المراحل الانتقالية في البلاد وفق مسارٍ يحظى بتوافق الجميع، مؤكدا دعم جهود اللجنة المشتركة «6+6» لصياغة القوانين الانتخابية، حيث نأمل من كافة الأطراف التوصل إلى حلول عملية وملموسة وتوافقية في هذا الجانب. 
وتابع: «نتطلع إلى مواصلة الأمم المتحدة، والمبعوث الخاص، في جهود وساطتهم التي لا غنى عنها لبناء الجسور بين الأطراف الليبية ومساعدتهم على التوصل إلى تسوية سياسية شاملة وعادلة، بقيادة وملكية ليبية».
وأردف أبو شهاب: «إن مستقبل ليبيا وشعبها رهنٌ بخفض التصعيد، والابتعاد عن قوة السلاح لإحلال الأمن في البلاد»، مرحباً في هذا السياق بما ورد في تقرير الأمين العام حول عدم وجود خروقات لوقف إطلاق النار خلال الفترة المشمولة في التقرير. 
كما شدد على أهمية استمرار اللجنة العسكرية «5+5» في مساعيها لتثبيت وقف إطلاق النار، وتوحيد المؤسسات العسكرية والأمنية، معربًا عن أمله في رؤية خطوات ملموسة على أرض الواقع.
وقال أبو شهاب: «لايزال سحب كافة القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من البلاد بشكل متزامن، ومرحلي، وتدريجي مطلباً لابد منه لترسيخ الأمن والاستقرار في ليبيا، وبما يحفظ وحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها»، داعيا إلى مواصلة التصدي للإرهاب في ليبيا واقتلاعه من جذوره، بما يشمل القضاء على تهديدات الجماعات الإرهابية خاصة في الجنوب.
وأضاف، «بعد مرور ثلاثة أشهر على الفيضانات الكارثية التي ضربت ليبيا، ورغم استمرار جهود التعافي وإعادة الإعمار، لاتزال المدن والمناطق المتضررة بحاجة إلى مزيدٍ من الدعم واستئناف الخدمات الأساسية لسكانها، خاصة مدينة درنة التي نزح الآلاف منها». 
وفي هذا السياق شدد أبو شهاب على ضرورة مواصلة دعم المجتمع الدولي لهذه المناطق المنكوبة، إلى جانب متابعة المساعي الرامية إلى وضع آلية وطنية تساعد البلاد على إدارة الكوارث والتعامل معها. 
وأكد أبو شهاب، ضرورة أن يوازي العمل على إحراز تقدم في المسارات الأمنية والسياسية والإنسانية في ليبيا، التركيز على مسار الاقتصاد والتنمية، باعتباره جوهر إحلال الاستقرار في البلاد على المدى البعيد، أخذاً في الاعتبار توفير فرص التعليم والعمل للشباب وتمكين المرأة الليبية من القيام بدورها الفاعل في بناء المجتمع وتنميته.
وأشار إلى أهمية صون ثروات الشعب الليبي وتوزيعها بشكلٍ عادل وبما يتماشى مع مصالح ليبيا ويعود بالمنفعة على أهلها، بما في ذلك عبر الحفاظ على الأصول الليبية المجمدة التي يجب أن تظل رصيداً قيماً للأجيال القادمة، مكرراً دعوته بأهمية تحييد قطاعي النفط والمال عن الاستقطاب السياسي والحفاظ على وحدتهما ونزاهتهما.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: ليبيا الإمارات الانتخابات الليبية الأزمة الليبية مجلس الأمن الدولي مجلس الأمن الأمن والاستقرار العملیة السیاسیة فی البلاد أبو شهاب فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

ناسا تلتقط إشارة السماء| ليلة 29 رمضان بلا شهب.. هل حسم لغز ليلة القدر؟

في مارس 2025، الذي تزامن مع رمضان 1446هـ، لم تكن السماء مجرد خلفية للعبادة، بل أصبحت شاهدة على بحث المسلمين عن ليلة القدر، تلك الليلة التي وعد الله بها أنها "خير من ألف شهر". وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" ألقت الضوء على هذا الشهر بتقريرها عن رصد الشهب، لتفتح بابًا جديدًا يمزج بين العلم والروحانيات. بينما يرفع المؤمنون أيديهم بالدعاء في العشر الأواخر، جاءت بيانات ناسا لتثير تساؤلات عميقة.. هل يمكن أن تكون الشهب مفتاحًا لكشف سر هذه الليلة المباركة؟ في هذا التقرير، نأخذكم في رحلة إنسانية عبر سماء رمضان، حيث تلتقي علامات النبي صلى الله عليه وسلم مع أرقام العلم الحديث، لنرى كيف تحولت الليالي إلى قصة حية تحكيها النجوم والشمس.

ناسا ترصد السماء
لم يكن مارس 2025 شهرًا عاديًا في سجلات الفلك. تقرير ناسا كشف عن تفاوت كبير في معدلات سقوط الشهب، ليجعل كل ليلة حديثًا بحد ذاتها. في ليالٍ مثل 18 مارس، سجلت المراصد 29 شهابًا، وهو أعلى معدل في الشهر، تلتها ليلة 19 مارس بـ27 شهابًا، ثم 25 مارس بـ23 شهابًا، مما يعكس نشاطًا شهابيًا محمومًا. على الجانب الآخر، كانت هناك ليالٍ هادئة بشكل لافت: 6 و15 مارس شهدتا شهابين فقط، بينما ليلة 26 مارس سجلت نفس العدد، وصولاً إلى ليلة 29 مارس التي لم تشهد أي شهب على الإطلاق. هذا الهدوء المفاجئ في نهاية الشهر أشعل خيال المراقبين، خاصة أنه يتزامن مع العشر الأواخر من رمضان، حيث يبحث المسلمون عن علامات ليلة القدر.

هذه الأرقام لم تكن مجرد بيانات باردة، بل تحولت إلى لغة يحاول الناس فهمها. ففي الأحاديث النبوية، ورد أن الشهب تنخفض في ليلة القدر، إذ لا تُرمى فيها النجوم على الشياطين. هل كانت ناسا، دون قصد، ترسم خريطة لليلة مباركة؟ هذا ما دفع الناس للتأمل في كل ليلة، متسائلين: هل تحمل السماء دليلاً ينتظر من يكتشفه؟

العشر الأواخر| ليالي الإيمان والترقب
مع دخول العشر الأواخر من رمضان، تتحول الليالي إلى مسرح للعبادة والبحث عن العلامات. دعونا نستعرض أبرز الليالي الوترية بناءً على بيانات ناسا وملاحظات شروق الشمس:

ليلة 21 رمضان (21 مارس): أشرقت الشمس بشعاع قوي في معظم الدول العربية، مع رصد 12 شهابًا. النشاط الشهابي والشروق الواضح يقللان من احتمال كونها ليلة القدر.
ليلة 23 رمضان (23 مارس): سجلت 16 شهابًا، والشمس ظهرت بشعاع قوي في القاهرة والأردن وتونس. هذا النشاط يبعد هذه الليلة عن الترشيحات.
ليلة 25 رمضان (25 مارس): رصدت 23 شهابًا، والشروق كان قويًا في السعودية ومصر. النشاط العالي يجعلها خارج الحسابات.
ليلة 27 رمضان (27 مارس): سجلت 10 شهب، والشمس أشرقت بشعاع قوي في الخليج وشمال إفريقيا. رغم شهرتها، فإن العلامات تضعف احتمالها.
ليلة 29 رمضان (29 مارس): ليلة استثنائية بلا منازع. لم تسجل أي شهب، والشمس خرجت بدون شعاع في مصر والخليج وشرق آسيا، لتجعلها المرشح الأبرز.
ليلة 29 بدت كأنها تحمل توقيعًا إلهيًا: سماء صافية من الشهب، وشروق هادئ يتماشى مع وصف النبي صلى الله عليه وسلم. لكن هل يمكن أن تكون هذه هي الإجابة النهائية؟

علامات النبي| دلائل تتجاوز العلم
ليلة القدر ليست مجرد ظاهرة فلكية، بل تجربة إيمانية تحمل علامات وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بدقة متناهية. من أبرزها شروق الشمس بدون شعاع، كما في قوله: "تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها طست" (رواه مسلم)، واعتدال الجو، حيث قال: "ليلة طلقة لا حارة ولا باردة" (رواه ابن خزيمة). وأضاف حديث آخر أن السماء تكون خالية من الشهب: "لا يرمى فيها بنجم" (رواه الطبراني). كما ذكر أن القمر يشبه "شق جفنة"، وأن السكينة تسود الأجواء.

هذه العلامات ليست مجرد كلمات، بل تجربة حية يعيشها المؤمنون. في ليلة 29 مارس، بدا أن السماء تتحدث: لا شهب، شروق هادئ، وجو معتدل في كثير من المناطق. لكن العلماء يذكرون دائمًا أن ليلة القدر غيب، والأهم هو الاجتهاد في العبادة، لا تحديد موعدها بدقة.

رحلة عبر ليالي مارس| من النشاط إلى الهدوء
لننظر إلى مسار الشهر بأكمله:

الأيام الأولى: بدأ مارس بنشاط مرتفع (24 شهابًا في 1 مارس)، ثم هدأ (5 شهب في 2 مارس، شهابان في 6 مارس). هذه التقلبات جعلت البداية بعيدة عن التركيز.
منتصف الشهر: شهدت ذروة في 18 و19 مارس (29 و27 شهابًا)، لتعكس نشاطًا لا يتماشى مع هدوء ليلة القدر.
النهاية: في العشر الأواخر، برزت ليلة 26 (شهابان) وليلة 28 (4 شهب) كهادئتين، لكن ليلة 29 (صفر شهب) تفوقت مع شروقها الهادئ.
هذا المسار يشبه قصة تتكشف تدريجيًا، لتنتهي بليلة تبدو كأنها مكتوبة بقلم القدر.

أصوات من الأرض| الناس يروون تجربتهم
في الشوارع، كان الناس جزءًا من هذه القصة. “في ليلة 29،  تقول فاطمة من الإسكندرية "شعرت بالسكينة وأنا أدعو تحت السماء”. وفي الرياض، التقط أحد الشباب صورة لشروق 29 مارس، معلقًا: "كانت الشمس كالقرص الهادئ، لم أرَ مثلها من قبل". هذه القصص حولت بيانات ناسا إلى تجربة حية، حيث يمزج الناس بين العلم والإيمان في بحثهم عن الليلة المباركة.

لماذا ليلة 29؟ تحليل الاحتمالات
ليلة 29 رمضان برزت كنجمة الشهر لأسباب متعددة مثل انعدام الشهب وهذا يتماشى مع الحديث النبوي، والشروق بدون شعاع شوهد في مناطق واسعة، من مصر إلى الخليج. لكن ليلة 26 (شهابان) وليلة 28 (4 شهب) ظلتا مرشحتين محتملتين، رغم شروق الشمس القوي في الأولى وتفاوت الملاحظات في الثانية. ليلة 29 جمعت العلامات بطريقة تجعلها الأقرب إلى الوصف النبوي، لكن الغيب يبقى سرًا إلهيًا.

ليلة القدر بين السماء والقلب
رمضان 1446 لم يكن مجرد شهر عبادة، بل كان لحظة تأمل في عظمة الله عبر خلقه. تقرير ناسا أضاف لمسة إنسانية لهذا البحث السنوي، حيث جعلنا ننظر إلى السماء بأمل جديد. ليلة 29 مارس، بصمتها الفلكي وشروقها الهادئ، بدت كأنها ترسل رسالة خفية  ولكن، وسط هذا الاكتشاف، يبقى الجوهر في قلب المؤمن، لا في أرقام أو علامات فقط. ليلة القدر ليست مجرد تاريخ نحدده، بل فرصة نعيشها بالدعاء والقرب من الله. هكذا، يتركنا هذا الشهر مع ذكرى لن تنسى وسماء تحكي، وقلوب تستمع، وأمل يتجدد كل عام. ربما وجدناها، وربما يكمن السحر في أننا لا نعلم، فالبحث بحد ذاته هو العبادة.

مقالات مشابهة

  • برلمانية تكشف أبرز الرسائل التي أطلقتها القوي السياسية والشعبية حفاظاً علي أمننا القومي
  • ناسا تلتقط إشارة السماء| ليلة 29 رمضان بلا شهب.. هل حسم لغز ليلة القدر؟
  • روسيا ترسل 95 منقذا إضافيا إلى ميانمار للمساعدة في جهود الإغاثة
  • الخرطوم هي العاصمة العربية التي هزمت أعتى مؤامرة
  • ستيفاني وليامز: اللامركزية قد تكون مفتاح حل الأزمة السياسية في ليبيا
  • “وقاء” يؤكد أهمية دور المفتش والمراقب الميداني في استدامة الأمن الغذائي
  • الإمارات تؤكد أهمية التعاون لضمان استخدام مسؤول للذكاء الاصطناعي
  • القوى التي حررت الخرطوم- داخل معادلة الهندسة السياسية أم خارج المشهد القادم؟
  • بعد وقوع الزلزال.. ليبيا تتضامن مع ميانمار وتايلاند
  • المزوغي: تشكيل حكومة موحدة جديدة هو الخيار الوحيد للحل في ليبيا