«بلدية أبوظبي» تنظم معرض «الأعمال المعمارية المتميزة»
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةنظمت بلدية مدينة أبوظبي، ممثلة في قطاع تخطيط المدن- إدارة تراخيص البناء، المعرض الدوري الأول للأعمال المعمارية المتميزة، لمدة 4 أيام في المبنى الرئيسي للبلدية، وذلك لعرض بعض المشاريع المعمارية المتميزة التي تم ترخيصها من قبل البلدية في أوقات سابقة، حيث تضمن 55 مشروعاً مقدماً من حوالي 18 مكتباً استشارياً، وذلك ضمن إطار سعي بلدية مدينة أبوظبي إلى الارتقاء بجودة العمل المعماري في مدينة أبوظبي.
هدف المعرض إلى تعزيز التواصل وتبادل المعرفة بين المهندسين والمعماريين والجمهور العام، عبر عرض الأعمال المعمارية المتميزة التي قامت بلدية مدينة أبوظبي بترخيصها في الفترات السابقة، وتم خلاله التعريف بهذه الأعمال وعلى المصممين المتميزين، لخلق روح التنافس والتميز المهني بين العاملين في الحقل المعماري وتحفيز روح الإبداع والابتكار ليبرزوا أقصى طاقاتهم الإبداعية، الأمر الذي سوف ينصب بالتأكيد على زيادة جودة المنتج المعماري في أبوظبي.
واختارت لجنة متخصصة 55 مشروعاً مقدماً من 18 مكتباً استشارياً من إجمالي 279 مشروعاً تم ترشيحها للعرض، حيث روعي في اختيار المشاريع عدة محاور وهي: الأعمال التي تحمل قيمة جمالية وإبداعية متميزة، والأعمال التي تساهم في تأصيل تراث أبوظبي وإحياء المفردات المعمارية القديمة، الأعمال التي تحمل قيماً بيئية مستدامة.
وتمحور المعرض حول ابتكار التصاميم التي تساهم في بناء مستقبل مستدام، وذلك من خلال كافة الأعمال المعروضة والتركيبات وورش العمل والجلسات الحوارية والأعمال الهندسية النموذجية، وشهد عرض العديد من المشاريع والتصاميم المبتكرة والمستدامة، حيث قدم عروضاً ومشروعات من أبرز شركات الهندسة المعمارية الإقليمية والعالمية تبرز تصورها لبناء مستقبل مستدام، بالإضافة إلى تنظيم العديد من ورش العمل والمحاضرات والندوات التي هدفت إلى تعزيز المعرفة والتعلم في مجال الهندسة المعمارية.
ويعتبر المعرض وما تضمن من أنشطة مصاحبة بمثابة فرصة مثالية لزيادة جودة المنتج المعماري في أبوظبي، وخلق روح تنافسية جديدة بين الاستشاريين والمعماريين لتقديم أعمال أكثر جودة، رغبةً منهم في الظهور في معارض البلدية والاحتفاء بهم، وكذلك رغبة الملاك في التعرف عليهم، وبالتالي ازدهار أعمالهم نتيجة زيادة جودتها، ليكون مجتمع أبوظبي المعماري هو الرابح الأساسي من هذه التنافسية.
محاضرات
تم على هامش المعرض تنظيم العديد من المحاضرات للمتخصصين في الشأن العمراني والمعماري في أبوظبي، والتي ارتكزت حول العديد من المحاور.
كما شهد اليوم الثالث والأخير من المعرض تكريم المشاريع الفائزة بالمراكز الأولى، وكذلك تكريم الشركات المشاركة في المعرض.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أبوظبي بلدية أبوظبي تراخيص البناء مدینة أبوظبی المعماری فی العدید من
إقرأ أيضاً:
معارض الكتب.. الكلمة التي تبني وطنا
في زمن تُقاس فيه التحوّلات بالتنمية المادية، وتُقاس فيه النجاحات بعدد المشروعات والمنجزات الملموسة، هناك ما يحدث في كثير من الهدوء وبعيدا عن الضجيج وعن المؤتمرات السياسية والاقتصادية وعن تفاصيل الإنجازات اليومية، لكنه أكثر رسوخا وأبعد أثرا.. إنه بناء الوعي.
ومن بين أكثر أدوات هذا البناء فاعلية وعمقا، يمكن الحديث عن معارض الكتب، الفضاءات التي تبدو ـ للوهلة الأولى ـ أسواقا أو دكاكين للبيع، ولكنها، في عمقها الحقيقي، مؤسسات للنهضة الصامتة، وجبهات مقاومة فكرية في مواجهة التفاهة، وهيمنة الاستهلاك، وتآكل الجوهر في هذا الزمن الرقمي.
ومعرض مسقط الدولي للكتاب، الذي يفتح أبوابه اليوم في دورته التاسعة والعشرين، هو أحد تلك الحالات المجتمعية النادرة التي تراكم فيها الوعي العماني على امتداد أكثر من ثلاثة عقود، وارتسمت عبرها ملامح الأجيال التي قرأت وتناقشت واختلفت وتحاورت بين أروقته وفي قاعات فعالياته.
لقد تحول المعرض، عاما بعد عام، إلى مرآة غير مباشرة لأسئلة المجتمع الكبرى: ما الذي يشغل العمانيين؟ ما نوع المعرفة التي يبحث عنها الشباب؟ كيف تتغير اهتمامات الفئات العمرية المختلفة؟ وفي أي اتجاه تمضي أذواق المجتمع الثقافية؟ هذه الأسئلة لا تُجيب عنها استطلاعات الرأي، وهي غائبة أصلا، بقدر ما تجيب عنها عناوين الكتب التي تم بيعها، وخرائط الزحام أمام دور النشر، وحوارات الزوار في الزوايا والأجنحة.
لكن معرض مسقط الدولي للكتاب الذي يفخر به العمانيون باعتباره أحد أهم معارض الكتب في العالم العربي وباعتباره الحالة الثقافية التي تعكس حقيقة وعمق المجتمع العماني ليس تظاهرة ثقافية آنية، إنه بكثير من المعاني مختبر مجتمعي لقياس الوعي والذائقة العامة، ورصد تحوّلاتها. وفي كل دورة كان المعرض يقدم، دون أن يصرح، مؤشرا سنويا لوعي المجتمع ومسارات الحرية الثقافية عبر مستويات البيع ومستويات التلقي للكتب الفكرية والروائية والأطروحات السياسية والفكر الديني والكتاب النقدي الذي يتجاوز القوالب الجاهزة، وكذلك عبر قياس مستوى تنوع فئات المجتمع الذين يرتادون المعرض.
وما بين عشرات الملايين من الكتب التي انتقلت من أرفف الدور إلى أيدي القرّاء، كانت تتشكل سلسلة ذهبية من الوعي: قارئ يطرح سؤالا، وناشر يستجيب، وكاتب يكتب، ومجتمع ينمو. وبهذه الطريقة تبنى النهضات الثقافية والفكرية الحقيقية والعميقة بعيدا عن الشعارات الكبيرة ولكن بتراكمات صغيرة بفعل القراءة، ثم التأمل، ثم النقد الحقيقي.
وكل من آمن بالكتاب ودافع عن مكانته، وشارك في صناعته أو نشره أو قراءته، كان يضع حجرا مكينا في مسيرة بناء وعي المجتمع العُماني، ذاك الوعي الذي لا يُرى لكنه يُشعر، ويُقاس بمدى قدرة المجتمع على طرح الأسئلة بدلا من استهلاك الأجوبة الجاهزة.
ولذلك فإن الذين سيحتفلون في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض صباح اليوم إنما يحتفلون بما صار يمثله المعرض في الوجدان الجمعي من كونه مركزا للمعرفة وساحة للحوار، وفضاء واسعا لأحلام الجميع.. وهذا الفعل أحد أهم أدوات المقاومة في زمن رقمي قاسٍ يستهلكنا أكثر مما يعلّمنا؛ ذلك أن أمة لا تحتفي بكلمة، لا تبني مستقبلا. ومعرض الكتاب ليس احتفالا بالورق، بل احتفاء بالعقل، وبما يجعلنا بشرا في عالم واسع يُصادر فينا إنسانيتنا كل يوم.