هدى إبراهيم الخميس تكتب: اللغة مسكن الوجود
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
بالأمس انطلقت احتفالية «أيام العربية»، تحت شعار «اللغة العربية لغة الشعر والفنون»، واستمعنا بكل تقدير وامتنان إلى كلمة الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، ومداخلات أهل الفكر والثقافة والفنون وعشاق اللغة بمحاور أساسية استراتيجية من لحن الحروف العربية والشعر العربي والفنون وتحديات التلقي وآفاق الترجمة إلى شعرية اللغة وفنية القصيدة سعياً لبحث التحديات التي تواجهها لغتنا واستشراف مستقبلها.
أكتب لكم لا لكوني كاتبة أو أديبة بل لكوني ابنة هذه اللغة، أمسها ويومها وغدها، وكما يقول جبران خليل جبران: «لي من لغتي قيثارة أتناولها فأستخرج منها أغنية تحلم بها روحي».
مع ما تتفرد به لغتنا من إعجاز وقدسية وجمال أتوقف عند أمر آخر، وهو قدرتها على توحيدنا بتنوعنا وتعددنا واختلاف لهجاتنا، توحدنا كأمة عربية من 456 مليوناً في 22 دولة، وما يقارب الملياري مسلم في 57 دولة إسلامية.
تقع على عاتقنا مسؤولية الحفاظ على لغتنا وهويتنا في زمن متسارع وتقنيات متغيرة، وأن نكون الأمناء على تحقيق أهداف ثلاثة تعليم العربية بحداثة جاذبة، ومحتوى أخاذ، ونشرها وترجمتها إلى اللغات العالمية الحية وترسيخ مكانتها العالمية لغير الناطقين بها.
وفي ظل ريادة الإمارات لصناعة نهضة عربية شهدنا مبادرات طموحة وحراكاً وإنجازات من جائزة الشيخ زايد للكتاب، وشهادة الكفاءة الدولية في اللغة العربية – «سمة»، وتقرير حالة اللغة العربية وقمتها، ومجمع اللغة العربية في الشارقة، إلى محرك البحث باللغة العربية الإماراتي الهوية «جيس». وما زال أمامنا الكثير من العمل في التعليم بأسلوب حديث ومعاصر بروائع وكنوز العربية نعلق قلوب أبنائنا بها من جديد ونعيد حلة الفخر لها.
النشر والترجمة
وفي نشر اللغة العربية وترجمتها من خلال حفظ حقوق مؤلفينا وملكياتهم الفكرية، ودعم التفرغ الأدبي والإقامات الإبداعية، كمسؤولية وطنية للمؤسسات والأفراد، تعزيزاً للاقتصاد الإبداعي، وقد كان لنا شرف المساهمة في دعم النشر والكتاب والناشرين، كمحرك أساسي لنهضة المعارف واستثماراً في المواهب والقدرات لبناء الحضارة، سئلت «ما العائد الذي تجنونه من دعمكم للنشر؟، قلت لهم إن خدمة الكاتب ونشر الكتاب لا تقدران بثمن. وفي ترسيخ مكانة اللغة العربية لغير الناطقين بها، أو ليس قدر الإمارات أن تحمل رسالة العربية إلى العالم في المسرح والسينما والموسيقى والحروفية والتشكيل والخط، أو ليس من حق لغتنا علينا أن يكون لها أكاديميتها العالمية أسوة بالأكاديمية الفرنسية، والمجلس الثقافي البريطاني ومعهد غوته وغيرها.
مع الشعار الذي يعليه ملتقانا «اللغة العربية لغة الشعر والفنون»، تحضرني مقولة الفيلسوف الألماني هيدجر «اللغة مسكن الوجود، في حماها يسكن الإنسان والمفكرون والشعراء»، هم الذين يصونون هذا الحمى بترنيمة أم وحكاية جدة ووصية أب، ومع العربية كلمة الحق والخلود أُعلي رسالة الأمل، لأن اللغة العربية لغة الشعر والفنون.. لغة الحياة.
مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون أخبار ذات صلة سلطان القاسمي: لابد من إعادة الزخم للغة العربية خليل عيلبوني يحاضر عن «اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي»
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: اللغة العربية مركز أبوظبي للغة العربية اللغة العربیة
إقرأ أيضاً:
جامعة زايد تطلق منصة “زاي” لتطوير تعليم اللغة العربية
أعلنت جامعة زايد، أمس، إطلاق منصة “زاي”، وهي منصة رقمية جديدة تهدف إلى تطوير تعليم اللغة العربية على المستويين المحلي والإقليمي، من خلال توفير أدوات وموارد مبتكرة لدعم المعلمين والطلبة والباحثين.
حضر إطلاق المنصة معالي عائشة ميران، المدير العام لهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، والدكتور مايكل ألين، مدير الجامعة بالإنابة، وناديا بهويان، نائب مدير الجامعة ورئيسة الشؤون الأكاديمية فيها وعدد من أعضاء مجلس أمناء جامعة زايد.
وتعزز المنصة قدرة المعلمين على تحسين النتائج التعليمية عبر أدوات تشخيصية ذكية ومحتوى تدريبي للمعلّمين ومعلومات بحثية للمهتمين بالبحوث العلمية المنشورة والمتعلّقة بتعليم اللغة العربية، ما يدعم التزامها بتحسين مستوى الإلمام باللغة العربية وأساليب تدريسها.
وتتيح المنصة أدوات تعليمية ذكية مثل “سرد” لتشخيص مستوى القراءة باللغة العربية التي تساعد المعلمين في تقييم القراءة المبكّرة لدى الطلبة وتخطيط التدخلات اللازمة، وتتضمن معلومات عن مشروع “بارِق”وهو مشروع يموله مركز أبوظبي للغة العربية، بالتعاون مع جامعة نيويورك أبوظبي، حيث يعمل على تصنيف مقروئية النصوص العربية من خلال قاعدة بيانات تشمل 10 ملايين كلمة من الأجناس الأدبية والعلمية المختلفة.
وقالت معالي شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة تنمية المجتمع ورئيسة مجلس أمناء جامعة زايد، إن منصة “زاي”، تعكس التزام الجامعة بالارتقاء بالتعليم وتعزيز اللغة العربية، وتمكين المعلمين وإعداد أجيال متجذرة في هويتها العربية، ليتولوا من بعدها مسؤولية بناء مستقبل يليق بطموح دولة الإمارات.
وتم تطوير المنصة من خلال تعاون مشترك مع مجموعة من الشركاء الإستراتيجيين من أنحاء الدولة والعالم، وذلك بهدف تعزيز قدراتها وتوسيع نطاق تأثيرها.
من جانبها قالت الدكتورة هنادا طه ثومور، أستاذة كرسي اللغة العربية في جامعة زايد ومديرة مركز “زاي” لتعليم اللغة العربية، إن جوهر كل تجربة تعليمية ناجحة يعتمد بشكل كبير على المعلمين المتميزين الذين يسهمون في بناء أجيال قادرة على التفكير والإبداع، وإن المنصة تشكل أداة أساسية لكل معلم يسعى لتعزيز مهارات القراءة لدى الطلبة، وتنمية قدراتهم اللغوية، وإلهامهم لاستكشاف غنى وعمق اللغة العربية، مضيفة: “نحن جميعا نتحمل مسؤولية جماعية في نقل لغتنا وثقافتنا للأجيال القادمة، لضمان استمرار تأثيرها في عالم يشهد تغيرات سريعة”.
وتتماشى جهود المنصة مع المبادرات الوطنية، بما في ذلك تركيز الدولة على تعزيز المهارات اللغوية العربية منذ سن مبكرة، وتسهم في تطوير أدوات وإطارات عمل تتجاوب مع احتياجات المعلمين والمتعلمين المتزايدة، ما يسهم في تحسين تعليم اللغة العربية على الصعيدين المحلي والعالمي.
وتمثل هذه المنصة خطوة جديدة نحو تغيير كيفية تدريس وتعلم اللغة العربية، حيث تمكن المعلمين والطلبة من الوصول إلى أدوات تعزز مهاراتهم وترسخ ارتباطهم الدائم باللغة العربية.وام