تحقيقات موسعة فتحتها نيابة دار السلام فى واقعة مقتل مراهقة على يد أمها بسبب مشاهدتها للأفلام الأباحية، واعترفت الأم بارتكاب الجريمة، نافية قصدها قتل طفلتها قائلة "مكنش قصدي أموتها ولله"

واستمعت النيابة العامة لأقوال جدة الفتاة المجني عليها، حيث قالت إنها تقيم مع أحفادها في نفس البيت ويوم الواقعة تفاجأت بأن حفيدها الصغير يخبر والدته بأن شقيقته تشاهد فيديو غير أخلاقي عبر هاتفها، فقامت والدتها بدخول غرفتها دون أن تشعر،  وأمسكت هاتفها المحمول وبدأت بالتعدى عليها بالضرب.

وتابعت الجدة أنه عقب ذلك قامت بتفتش هاتفها فوجدتها تراسل شابا يكبرها ويتحدثان بطرق غير لائقة، فثارت وبدأت تتعدى عليها بالضرب المبرح أكثر واكثر، وعندما قاومتها الفتاة ورفضت ضربها أحضرت الأم سكين وطعنتها بظهرها فسقطت على الأرض.

وأدلت الأم المتهمة خلال التحقيقات، أن ابنها صاحب الـ9 سنوات أخبرها بأن شقيقته الكبرى تشاهد الأفلام الإباحية داخل غرفتها، موضحةً أنها تسللت إلى غرفة ابنتها وتأكدت من حديث ابنها الصغير.

أخوها جبلي السكينة عشان أدبها

وأضافت أنها شعرت بالغضب من ابنتها وأبرحتها ضربًا وانهالت عليها بسيل من السباب والشتائم، مشيرةً إلى أن الأخ الصغير أحضر لها سكينًا لتؤدب ابنتها فقامت بطعنها في ظهرها.

وأضافت الأم باكية: "حاولت أنقذها لكن أول ماوصلنا المستشفي كانت ماتت"

وجاء في مناظرة النيابة أن الجثة لفتاة قاصر في العقد الثاني من العمر مصابة بجرح طعني غائر بمنطقة الظهر، وتعرضت لنزيف حاد، تسبب في وفاتها في الحال، بالإضافة إلي كدمات وجروح نتيجة الضرب باليد والعصي.

وكانت أجهزة الأمن بمديرية أمن القاهرة تلقت بلاغا من شرطة النجدة بوجود جريمة قتل داخل شقة بمنطقة دار السلام.

وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية وعثر على جثة مراهقة عمرها 13 سنة مصابة بطعنة سكين فى الظهر.

وبإجراء التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة والدتها وعمرها 32 سنة، بعدما شاهدت الأم ابنتها تشاهد فيلما منافيا للآداب وألقى القبض على المتهمة وتحرر المحضر اللازم بالواقعة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مراهقة دار السلام نيابة دار السلام مديرية امن القاهرة شرطة النجدة

إقرأ أيضاً:

قصة الوادي الصغير (33)

 

الكاتب -  حمد الناصري

رجل طويل القامة من الوادي الصغير، صَلب العُود، يبدو في الأربعين من عُمره وإلى جانبه رجل عجوز أبيض الوجه، له ملامح وجه هادئة، بشرته بيضاء، انحنى ظهرهُ وتكسّر، يقبض بأصابعه عصاً غليظة والرجل الأربعيني قريب إلى ملامح وجهه، تعود جُذورهما إلى أعراب الساحل الجنوبي للأعراب ويلتقي ذلك الساحل ببحر المرجان غرباً وتكون الرمال الغربية امتداداً للرمال الذهبية الواسعة، وقف بجرأة وشجاعة وهبّ بقامته القصيرة وقال:

ـ دعكم من هذه التنظيرات جميعها، فالتاريخ لا يرحم، والفتنة لا تُستقصى، ولا يكاد يُستثنى أو ينجو منها أحد.. والفتنة لا تزال محدقةٌ بالساحل والوادي والرمال لا تخلُوا من أحد لا بحراً ولا رمالاً ولم ينجُ ساحلٌ ولا سهلٌ ولا جبالٌ ولا وادٍ .. واعلموا بأنّ الاخوين لم يفرّا لينجوا بنفسهما ورجال سيح المالح في حاجة ماسّة إليهما ، ولكن الظروف كانت قاسية وعاشا في أصْعَبها وأكثرها قسوة ، والغربيين والشرقيين كانوا معاً في مُواجهة واحدة ضدهم وبأمر الغُرباء هم الذين قد قتلوا بأيديهم الناس وتركوا القاصرين منهم للموت جوعاً وأهلنا في الحارات والكثبان وأحياء الرمال وجزء من رمال الوادي سَعوا إلى إمداد الذين بقوا منهم بالأمان ، واستطاعوا مُزاولة البيع والشراء بقدر عيشهم ، ولكنّ الاخوين ، فلوع وفالع ، تآمروا مع الغربيين ، فبارت تجارتهم وكسد بيعهم وتوقّفت المُبادلات فمات الناس جوعاً.. ولم يكن الشرقيين بأحسن من الغربيين، فقد كادوا بأهلنا في سيح المالح ورمال الأعراب والحارات وجزء كبير من الوادي والقرى الجبلية الواقعة على البحر الكبير ورمال الساحل الجنوبي وبحر المرجان كيداً وحقداً، وقطعوا الإمدادات من البحر وتوقفت المُبادلات التجارية مع ذوي السحنة الرصاصية وفارعي الطول وذوي العيون السود، وكان ذلك فِعل إجرامي مُورس في حقّ أهلنا، وجزاء اعتدائهم، كان تمرّداً على أنفسهم، فتآمروا على بعضهم وانقسموا، فاستغل الغُرباء ضعفهم، فقهروهم بالجوع والموت.. ثم تلتها مجاعة كبرى ، تضرّرت منها مُجتمعات الأعراب قاطبة وخاصة أعراب الوادي الصغير وأعراب الرمال والكثبان وحارات الساحل الطويل وقعدة بني زهران ورمال بن العُوران ، مجاعة شديدة على رجالنا الأعراب ، فلم يكن بيدهم ما يزرعونه ، لا يفعلون شيئًا سوى اقتتالهم وتخوين بعضهم لبعض، وميلهم للغُرباء شرقاً وغرباً مُقابل المال أو تبادلات تجارية خفيفة، وازدادت المجاعة واشتدّت وساءت الأحوال وقويت شوكة أولاد هادِن ورملة ياكوف حتى كانت عيون مُخبريهم في كل أحياء الأعراب بدواً وحضراً وساحلاً وبحاراً ، وأقاموا على المَمرّات المائية العميقة عسكرتهم ، وتحكّموا في التجارة البحرية غرباً وشرقاً .. وفي ظنّي، أنّ عدالة السماء أظهرت القوتين الشرقية والغربية والقوة الحادية عشرة كعقوبة يستحقّها الأعراب.
 
  قال رجل ذو لحية طويلة من قرية الأعلى البحرية.. بغضب:
 
ـ ليس ذلك واجباً عليك أن تقول فينا ما لا تعلم وتهرف بما لا تعرف.. وتقضي علينا ما أنت قاضٍ بلسان قبيح مُلتوٍ وذم لرجال قدّموا أرواحهم دفاعاً عن رمال الأعراب وكثبانها وعن البحر الكبير وعن السيح المالح والحارات والساحل الطويل وقعدان الرمال الذهبية.

قال العجوز المنحنى ظهره وهو يُمسك عصاً غليظة يتوكأ عليها وقد أوقف عينيه في عين المُتحدث ذو اللحية الطويلة من قرية الأعلى البحرية:

أسكت يا أبا صالح ولا تذمّ رجال الوادي الصغير، فهم رجال صدقوا وقاوموا وقدّموا وضحّوا بأنفسهم لتكونوا أعراباً لا يتطاول عليكم الغُرباء.. وما يُحزنني، ويُكدّر خاطري ذلك التقعّر بلسانٍ سَليط، وبأسلوب مُتنطّع ومُلتوٍ وذلك هو النّقص.

قال الشاب الأربعيني وهو يتجاهل أبا صالح ويمدّ بصره إلى الرمال:
ـ مخاوف غير طبيعية تُحيط بالوادي الصغير، فالواقع المُحيط بنا لا يُبشّر بخير، ولا تستطيع إلغاء مخاوفك والأخطار تُحيط بك، دعني أوضّح لك شيئاً ممّا بدأته من قول لعلّي أعمل صالحاً يُرضي الأطراف جميعها وأراني رجل صالح في أهلي إذا تمكّنت من خدمتهم.. فالأسباب التي أشرت إليها، ليست في "فلوع " ولا في " فالع " فالموقف كان عصيباً وبائساً.. لقد أصدرتَ أحكاماً، وكأنّك قاضٍ من الغُرباء ولم تكن بيدك حيثيات الموقف العصيب، وحكمت على فالع وفلوع بالموت، فمن الذي حكم عليهما الغُرباء أم أنت وشهيّة الانتقام؟
نحن نعلم كثيراً ممّا تعلمه بتوجيه الغرباء، فالمُؤامرات والدسائس لم نتخلّص منها. ثمّ حرّك سبابته وجعلها في مدّها، وضغط على بوزه قائلا: أنتَ لست من الذين يختصّون بشأن مُحاكمة الذين خلعوا أنفسهم أو خانوا أو هربوا أو خافوا على وحدتهم، فأنت حتى اللحظة لم تُفرّق بين الخائن بأمره والمخلوع بقوة غيره؟ لكنك أوقفتَ اختصاصك في الفوضى، وتحريك تجمّعات صغيرة مُمزّقة، وحذَوْت حذوها وتحدّثت باسم الوادي الصغير.. واشعلت فتنة لتصيبنّكم نارها في الحارات العشر وسواحلها المُهادنة؟ وانظر أنّ الساحل الطويل لا يزال مُهادن حتى يقضي الرجال أمرهم فيه.
ولا اعتقد أنكّ نسيت أو تناسيتَ ثقة الرجلين بك "فالع وفلوع" وكنت أحد ركائز الرجلين وتنظر إلى إعلاء شأنهما؟ فما بالكَ اليوم جئت بالنقيض أم بك غيظ عليهما ونفسك توّاقة لموتهما؟ أم جئت بأمر من دفعك لتعبث بما اجتمع عليه رجال الوادي وتُشتّت أفكارهم وتفتنهم فيما تسوقه إليهم من أفكار الغُرباء الخلّاقة للفوضى، كضمان بقائك حياً؟

سحب نفساً عميقاً، ورفع رأسه إلى أعلى واستطرد قائلا: يا أخي كنْ رجلاً نقياً، طيباً مع الجماعة والناس، بعيداً عن أذى الغير، وإنْ كان بك غيظ على الرجلين "فالع وفلوع" فاكتم غيظك ولا تعبث بفتنة الغرباء، وإنْ أرادوا التخلّص منك، فسوف يفعلوا بك كما فعلوا بغيرك..؛؟ وهُنا انظر إلى حالك، كما بدأتم تعودون؟
وأعلم أنّ " تحالف الوادي الصغير" يتطلّب منّا الالتفاف، فمرحلة التكوين صعبة وقد تكون قاسية، والمُهمّة تتطلّب منا الالتفاف على بعضنا بعناية كبيرة والاصطفاف حول كلمة واحدة.. فلا تشغلنا بفيض تُرّهاتك الحاقدة، وأنا أضمن لك البقاء حيّاً في الوادي الصغير، وإن رضيت بقول غيرنا فتحمّل عاقبة أمرك.
ثم التفت إلى الحضور وقال: اسمعوا.. وعُوا أيّها الناس..  كلمة أخيرة أقولها لكم جميعاً، إنْ أُعْدم فلوع إعداماً واضحاً، بدون مُحاكمة، فمن حقّ أهله ومجتمعه وأصدقائه أنْ يختصموا معكم بل ويُخاصموكم كيف يشاؤون وبالطريقة التي يرغبون.
 
قال رجل ذو بشرة داكنة عُرف بالأحمق المجنون من كثبان الوادي:

ـ هذه قضية أمة ورجال، لا تتلاعبوا بكلماتكم؛ خيانة المجتمع من خيانة رمال الأعراب.. وخيانة البحر من خيانة الرمال، ومن خانَ الوادي الصغير كمن خانَ الأعراب جميعاً.. دعوا الرجلين " فلوع وفالع " يُدافعان عن أنفسهما، ويسردان قصتهما الكاملة. ثم قولوا ما تشاؤون وترغبون، واكذبوا كيفما شئتم وترافعوا بحماقتكم، ثم تقاتلوا واقتلوا بعضكم بأموالكم.. واسحقوا بعضكم وساووا بينهم والتراب.. ثم ادفعوا على الغُرباء أغلى كنوزكم وقدّموهم على أنفسكم ثمّ هُم ـ أي الغُرباء ـ يعدلوا في تخاصمكم ويقضوا بينكم، غير عابئين بكم ولا بما تُقدّموه لهم من معلومات لتمكينهم في رمالكم وبحاركم ثم لا تكونوا.. ثم يعدلوا بينكم ويقضوا أمركم، وهكذا دواليك. تسير الأمور في رمال الأعراب، يأتي خلفٌ من بعد خلفٍ ثم لا يكون خلفاً إلا بَعد موت خلفٍ قبله بأيديكم ورماحكم أو بمُدية الأوغاد الذين يتربّصون بكم.
إنّي أسألكم أليس فيكم رجل رشيد، ولا عاقل بصير، ولا ذو لُبّ قويم.

ضحك الجميع واستبشر الرجال فرحين برشاده الأحمق المجنون فقد دوّت كلماته أرجاء المكان، وعلت الأصوات، بأنّ كلام الأحمق المجنون فيه رشادة وتعقّل وبصيرة.

يتبع 34

مقالات مشابهة

  • قصة الوادي الصغير (33)
  • أوبو تطلق هاتفها الاقتصادي Oppo A58 4G بأداء مقبول وسعر رائع
  • جنايات الزقازيق تنظر محاكمة المتهمة بانهـاء حياة زوجها بمساعدة نجلها و2 أخرين بالشرقية
  • إلهام شاهين تحيى الذكرى السادسة لوفاة والدتها «صور»
  • إلهام شاهين في ذكرى رحيل والدتها: "لن أنساكِ لحظة"
  • الأمن يكشف تفاصيل مقتل طالب على يد عامل داخل محل بلاي ستيشن بحلوان
  • الأرض تحت سكين الاستيطان ودم الفلسطيني لا يجف
  • بسبب سرقة دراجة نارية .. تفاصيل مقتل عامل دليفري وإصابة آخر
  • المتهم بالشروع في قتل شاب بدار السلام يكشف تفاصيل الجريمة
  • شاهد بالفيديو.. تمت مواجهته باعترافات والدة فتاة مراهقة تزوجها غصباً عنها.. استخبارات الجيش تلقي القبض على “دعامي” داخل الخرطوم أنكر علاقته بالدعم السريع