شددت دولة الإمارات العربية المتحدة على الحاجة لإكمال عملية المصالحة الوطنية في ليبيا، على أن تكون شاملة وجامعة ولا تقصي أحداً.

وأكدت أنها ستواصل دعم كافة الجهود المنصبة على تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا والمنطقة العربية، والتي هي في أمس الحاجة لإنهاء الأزمات المتشعبة فيها، موضحة أن هذه المسألة باتت ملحة اليوم أكثر من أي وقت مضى، فالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يشعل مزيداً من التوترات الإقليمية، ويجب بذل كافة الجهود الممكنة للحفاظ على التقدم الذي شهدته دول المنطقة تجاه الحلول السلمية، ومنها ليبيا.

جاء ذلك خلال كلمة السفير محمد أبوشهاب نائب المندوب الدائم لبعثة الإمارات في مجلس الأمن، وذلك خلال جلسة للمجلس، بعنوان «الحالة في ليبيا»، حيث أعرب عن خالص التعازي والمواساة لعائلات الأشخاص الذين غرقوا مؤخراً في حادث مأساوي قبالة سواحل ليبيا، بينهم نساء وأطفال.

وقال السفير محمد أبوشهاب، خلال كلمته: «لقد دخلت ليبيا منذ ثلاثة عشر عاماً منعطفاً حرجاً؛ شهد الشعب الليبي الشقيق خلاله صعوبات جمة بسبب انعدام الأمن والاستقرار، وتردي الأوضاع الإنسانية وظهور تحديات اقتصادية جسيمة، ورغم ذلك؛ تمكن الليبيون خلال السنوات الماضية من إحراز تقدم ملحوظ نحو التوصل إلى تسوية سلمية، تنقل البلاد إلى مرحلة جديدة من السلم والتنمية والازدهار».

وأشار إلى أنه لاتزال هناك عقبات يمكن ولابد من تجاوزها؛ وفي مقدمتها الانقسامات التي أصبحت تهدد المكتسبات التي تحققت في العملية السياسية، حيث يجب إعلاء مصلحة الشعب الليبي فوق كافة الاعتبارات.

ونوه خلال كلمته، بأنه وفي الشهر الأخير من عضوية دولة الإمارات في مجلس الأمن، يؤكد على عدد من المسائل الهامة المتعلقة بالوضع في ليبيا:

أولاً: يجب أن تظل العملية السياسية هي الخيار الأول والوحيد لإرساء الأمن والاستقرار في ليبيا؛ ويعني هذا الالتزام بالحوار واتخاذه سبيلاً لحل الخلافات بين الفرقاء.

ويحدونا الأمل أن تعقد ليبيا انتخاباتها البرلمانية والرئاسية، وفقاً لقوانين متفق عليها، تمهيداً لإنهاء المراحل الانتقالية في البلاد وفق مسارٍ يحظى بتوافق الجميع، ونؤكد على دعمنا لجهود اللجنة المشتركة 6+6 لصياغة القوانين الانتخابية، حيث نأمل من كافة الأطراف التوصل إلى حلول عملية وملموسة وتوافقية في هذا الجانب، ونتطلع الى مواصلة الأمم المتحدة، والمبعوث الخاص، في جهود وساطتهم التي لا غنى عنها لبناء الجسور بين الأطراف الليبية، ومساعدتهم على التوصل إلى تسوية سياسية شاملة وعادلة، بقيادة وملكية ليبية.

ثانياً: إن مستقبل ليبيا وشعبها رهينٌ بخفض التصعيد والابتعاد عن قوة السلاح لإحلال الأمن في البلاد، ونرحب في هذا السياق بما ورد في تقرير الأمين العام حول عدم وجود خروقات لوقف إطلاق النار خلال الفترة المشمولة في التقرير، ونشدد على أهمية استمرار اللجنة العسكرية 5+5 في مساعيها لتثبيت وقف إطلاق النار، وتوحيد المؤسسات العسكرية والأمنية ونأمل أن نرى خطوات ملموسة على أرض الواقع.

ولايزال سحب كافة القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من البلاد بشكل متزامن، ومرحلي، وتدريجي مطلباً لابد منه لترسيخ الأمن والاستقرار في ليبيا، وبما يحفظ وحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها.

ويجب أيضاً مواصلة التصدي للإرهاب في ليبيا واقتلاعه من جذوره، بما يشمل القضاء على تهديدات الجماعات الإرهابية خاصة في الجنوب.

ثالثاً: وبعد مرور ثلاثة أشهر على الفيضانات الكارثية التي ضربت ليبيا، ورغم استمرار جهود التعافي وإعادة الاعمار، لاتزال المدن والمناطق المتضررة بحاجة إلى مزيدٍ من الدعم واستئناف الخدمات الأساسية لسكانها، خاصة مدينة درنة التي نزح الآلاف منها؛ ولهذا.. نشدد على ضرورة مواصلة دعم المجتمع الدولي لهذه المناطق المنكوبة، إلى جانب متابعة المساعي الرامية إلى وضع آلية وطنية تساعد البلاد على إدارة الكوارث والتعامل معها.

وأخيراً، يجب أن يوازي العمل على إحراز تقدم في المسارات الأمنية والسياسية والإنسانية في ليبيا؛ التركيز على مسار الاقتصاد والتنمية؛ باعتباره جوهر إحلال الاستقرار في البلاد على المدى البعيد، وهذا يعني توفير فرص التعليم والعمل للشباب وتمكين المرأة الليبية من القيام بدورها الفاعل في بناء المجتمع وتنميته.

كما يعني هذا صون ثروات الشعب الليبي وتوزيعها بشكلٍ عادل، وبما يتماشى مع مصالح ليبيا ويعود بالمنفعة على أهلها، بما في ذلك عبر الحفاظ على الأصول الليبية المجمدة التي يجب أن تظل رصيداً قيماً للأجيال القادمة، ونكرر هنا دعواتنا السابقة بتحييد قطاعي النفط والمال عن الاستقطاب السياسي والحفاظ على وحدتهما ونزاهتهما.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات ليبيا مجلس الأمن الإمارات الأمن والاستقرار فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

العثور على جثة شاب مجهول الهوية في بادية المثنى وفتح تحقيق موسع

بغداد اليوم – المثنى

أكد مصدر أمني، اليوم الجمعة (31 كانون الثاني 2025)، فتح تحقيق موسع في حادثة العثور على جثة مجهولة الهوية في بادية المثنى.

وقال المصدر، في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "قوة أمنية من الشرطة، وبناءً على بلاغ أحد المدنيين، عثرت على جثة شاب يتراوح عمره بين 15 و20 عاماً، مقتولاً ومرمياً على حافة إحدى المزارع في منطقة فيضة الساعة ضمن بادية المثنى".

وأضاف أن "طبيعة الحادث وحيثياته لا تزال غامضة، لكن الأجهزة الأمنية شكلت فريق تحقيق للوقوف على ملابساته وكشف هوية الجناة"، مشيراً إلى أنه "تم نقل الجثة إلى الطب العدلي وتعميم أوصاف الضحية في مسعى للتعرف على هويته".

وأكد المصدر أنه "لا يمكن الجزم بدوافع الجريمة حالياً، لكن من خلال المؤشرات الأولية، ربما تكون ذات طابع جنائي، إلا أن التحقيقات ستحدد التفاصيل خلال الفترة القادمة".

وشهدت العاصمة بغداد ومحافظات عراقية أخرى، خلال الأيام الماضية، عودة ظاهرة العثور على جثث مجهولة الهوية في ظروف غامضة، ما أثار تساؤلات حول الأسباب والدلالات الأمنية لهذه الحوادث، وسط مخاوف من عودة الانفلات الأمني الذي عرفته البلاد خلال سنوات سابقة.

وأثارت هذه الحوادث قلقًا لدى الشارع العراقي، حيث يخشى البعض من أن تكون مقدمة لعودة سيناريوهات العنف والجريمة المنظمة التي أثرت سلبًا على الأمن المجتمعي في السنوات الماضية.

الحوادث الأخيرة، رغم تصنيفها كجرائم جنائية، تدفع إلى التفكير في ضرورة تعزيز التدابير الوقائية وزيادة اليقظة الأمنية لمواجهة أي تطورات محتملة. ومع استمرار التحديات الأمنية في العراق، تبقى ثقة المواطن في الأجهزة الأمنية ركيزة أساسية لتحقيق الأمن والاستقرار.

وتظل الأجهزة الأمنية أمام تحدٍ مزدوج يتمثل في الحفاظ على الاستقرار الأمني من جهة، ومعالجة هذه الحوادث الجنائية بحزم وشفافية من جهة أخرى، لتطمين المواطنين بأن العراق، رغم صعوبة التحديات، يسير نحو مزيد من الأمن والاستقرار.

 

مقالات مشابهة

  • الطرابلسي: فرض الأمن والاستقرار يتطلب الانضباط
  • النفاتي: تعيين تيتيه قد يعكس تفاهمات دولية حول ليبيا وخطتها ستركز على حفظ مصالح كافة الأطراف
  • تحقيق السلام والاستقرار .. تفاصيل مكالمة ترامب لـ الرئيس السيسي
  • السيسي وترامب يؤكدان الحرص على تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط
  • مجلس الأمن: من المتوقع عقد جلسة حول ليبيا خلال فبراير الجاري
  • مجلس الأمن يمدد ولاية البعثة الأممية في ليبيا حتى يناير 2026
  • بالأرقام والتفاصيل.. الكشف عن كافة العمليات العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة ضد كيان العدو الصهيوني إسناداً لغزة
  • مدير مديرية الأمن العام في محافظة اللاذقية المقدم مصطفى كنيفاتي: يُعتبر نجيب من المتورطين بارتكاب جرائم بحق الشعب السوري، وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود السلطات لمحاسبة المتورطين في الانتهاكات تجاه الشعب السوري وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة
  • لأول مرة منذ 2007.. وزير الصحة يعلن نجاح جهود تحقيق أقل معدل إنجاب خلال الـ17 عاما الماضية
  • العثور على جثة شاب مجهول الهوية في بادية المثنى وفتح تحقيق موسع