كيف حرض الإعلام العبري على قتل الفلسطينيين؟
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
يُعتبر الإعلام أحد أهم أسلحة أي حرب قد تخوضها أي دولة في العالم، حيث يتم استخدامه من قبل الحكومات لتبرير خوض الحروب مع الأعداء والخصوم، إلا أن بعض الوسائل الإعلامية قد تكون موضوعية، وأخرى قد تستخدم التجييش لقتل مواطني العدو حتى لو كانوا مدنيين.
وكان الإعلام الإسرائيلي من النوع الثاني الذي لم يكتف فقط في التحريض والتبرير للحرب على قطاع غزة، بل كان يبرر ويحرض على قتل المدنيين، بل وصل الحد بالبعض لأن يتفاخر بأنه شارك بإلقاء القذائف على بيوت فلسطيني غزة وقتل ساكنيها.
كذلك شارك الإعلام الإسرائيلي في نشر الروايات الكاذبة التي ادعت أن المقاومين قاموا بقطع رؤوس الأطفال الرضع حينما انطلقت عملية طوفان الأقصى، كذلك روجوا ونشروا الاتهامات لأعضاء حماس بأنهم اغتصبوا النساء في المستوطنات.
ولم يقتصر التحريض على وسائل الإعلام التقليدية، بل ساهمت أيضا صفحات عبرية على مواقع التواصل الاجتماعي بهذه الحملات التحريضية على الفلسطينيين. حيث أشارت منصة تحقيقات استخبارات المصادر المفتوحة "إيكاد" إلى أنها كشفت وجود قنوات إسرائيلية على موقع التواصل "تيلغرام"، تنشر محتوى إجراميا ساديا عنيفا، مثل تنكل بالشهداء، تهزأ بهم وبجراحهم وجثثهم، وتحرض على قتل الأطفال والنساء الأبرياء، وتنشر مقاطع مصورة تثبت جرائم تمثيل بالجثث بطريقة
وحشية.
وقالت المنصة في سلسلة تغريدات عبر موقع "إكس" (تويتر سابقا)، إنها "من خلال تحليل رقمي دقيق لكل ما تنشره هذه المجموعات، وجدت أنها تنقسم إلى عدة أنواع، توثيق جرائم التمثيل والتنكيل بالجثث التي تعد جرائم إرهاب دولية، دعوات كثيفة بقصف المدنيين في غزة، والاعتراف بالمجازر والفخر بها والتشجيع عليها، ودعوات لقتل الأطفال وقصفهم في غزة، والسخرية من جثث الشهداء".
#تحقيقات ????| إيكاد تكشف قنوات تيليجرام إسرائيلية تنشر محتوى إجرامي سادي عنيف، تنكل بالشهداء، تهزأ بهم وبجراحهم وجثثهم، وتحرض على قتل الأطفال والنساء الأبرياء، وتنشر مقاطع مصورة تثبت جرائم تمثيل بالجثث بطريقة وحشية.
‼️⚠️ ما كشفناه في هذا التحقيق من بشاعة في المحتوى صادم وعنيف… pic.twitter.com/uIjxgwoDTk — Eekad - إيكاد (@EekadFacts) October 21, 2023
خطاب إعلامي تحريضي
السياسي الفلسطيني والنائب العربي السابق في "الكنيست" الإسرائيلي، جمال زحالقة، يقول إن "الإعلام العبري مُجند للحرب بالكامل وهو يقوم بالتحريض على المزيد ويتجاهل تماما الضحايا الفلسطينيين".
وتابع زحالقة خلال حديثه لـ"عربي21": "أيضا الإسرائيليين لا يكادون يرون صور لما يجري في غزة وهناك تجاهل لعدد الضحايا، كما أنهم لا يذكرون عدد الأطفال الذين استشهدوا في غزة، كما أن المراسلون والمحللون يدعون الجيش لأن يقصف ويدمر ويقتل أكثر، ولديهم معارضة شديدة لأي هدنة أو وقف لإطلاق النار، سوى الهدنة التي رافقها تبادل للأسرى".
وأكد أنه "خلال متابعته للإعلام الإسرائيلي لم يسمع حتى الان أحدا يدعو لوقف إطلاق النار والحرب، وهذا الأمر ينسحب على قنوات التلفزيون والراديو والصحف والمواقع الإلكترونية".
ويرى أن "هذا الأمر ليس مفاجئ لأن أكثر من 95 في المائة من اليهود في إسرائيل يؤيدون الحرب واستمرارها حتى تحقيق الأهداف، وبالنسبة لتأييد الحرب هناك إجماع شبه كامل، لكن هناك قلة قليلة جدا تُشكك في قدرة الجيش الإسرائيلي على تحقيق الأهداف، لكنهم لا يعارضون الحرب".
إعلام مُجند
من جهته أكد الخبير في الشأن الإسرائيلي إليف الصباغ، أن "الإعلام العبري تحول منذ اليوم الأول للحرب إلى إعلام مُجند بالكامل للحرب، ولا يُسمح لأحد فيه بالتفوه بأي مطلب معادي للحرب أو يطالب بوقفها".
ولفت الصباغ خلال حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "الإعلام الإسرائيلي مُجند بكل إعلاميه، حتى أنه يحرض على الحرب والقتل والتدمير ويبرر قتل المدنيين، لدرجة أن أحد الإعلاميين في القناة 14 تفاخر بأنه ذهب مع المقاتلين الإسرائيليين في الدبابة وأعطوه مجال أن يضغط على الزر لتطلق الدبابة قذيفة وتهدم منزلا". وتابع: "وهذا للأسف الشديد هو دور الإعلام الإسرائيلي، حيث انتهى دور الإعلامي الموضوعي الذي يُعطي المجال للآراء المختلفة، فهناك فقط رأي واحد مُجند ومَجند للحرب، وهذا الإعلام فقد أي مصداقية كانت له والتي هي في الأصل كانت ضعيفة".
يُشار أن الاحتلال الإسرائيلي شن عدوان شامل عبر الجو والبحر والبر على قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية حماس في 7 تشرين أول/أكتوبر.
وفي حصيلة غير نهائية خاصة في ظل وجود عدد كبير من جثث الشهداء تحت الأنقاض، وصل عدد الشهداء إلى نحو 19 ألف مواطن، مع إصابة 52 ألف أخرين، 70 في المائة منهم من النساء والأطفال.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة فلسطيني الإعلام العبري الاحتلال الإسرائيلي فلسطين غزة الاحتلال الإسرائيلي الإعلام العبري سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإعلام الإسرائیلی على قتل فی غزة
إقرأ أيضاً:
4 مشاهد تعكس صمود الفلسطينيين أمام حرب غزة.. بينها شابة أتمّت حفظ القرآن
يستمر صمود فئات الشعب الفلسطيني المختلفة أمام الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، رغم الدمار الواسع في القطاع وصعوبة إدخال المساعدات العسكرية وفشل الجهات الدولية المختلفة حتى الآن في وقف الحرب.
ورصد وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» مشاهد لصمود الفلسطينيين، حيث التقطت صورة لسيدة فلسطينية تعلم بناتها القراءة والكتاب أمام منزلهم المدمر جزئيا في غزة.
أم تحمي أولادها بسواتر ترابيةتغطية صحفية: فلسطينية نازحة في مدينة غزة تضع سواتر ترابية بسيطة في خيمتها لحماية عائلتها من أمطار الشتاء pic.twitter.com/69Xv6xnLxy
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) November 25, 2024وكان المشهد الثاني لفلسطينية نازحة في مدينة غزة تضع سواتر ترابية بسيطة في خيمتها لحماية عائلتها من أمطار الشتاء، بعد سقوط أمطار غزيرة أمس على فلسطين في ظل موجة مطيرة تضرب عدة دول عربية منها مصر والأردن والسعودية وقطر والجزائر.
شابة فلسطينية تتم حفظ القرآن الكريمأما المشهد الثالث فهو إتمام الشابة الفلسطينية نور سليمان أبو جودة من خانيونس جنوب القطاع، حفظ القرآن الكريم كاملا رغم ظروف الحرب والنزوح، وحرص والدها على عمل عقد لها من بعض العملات النقدية تكريما لها رغم ضيق ذات اليد في غزة مع استمرار الحصار الإسرائيلي لها.
والمشهد الرابع تضمن جر أطفال فلسطينيين، ثقلا يساوي أضعاف أوزانهم من أجل إيصال المساعدات لأسرهم ونقل الاحتياجات إليهم.
وتستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لأكثر من 415 يوما، وسط استشهاد وإصابة أكثر من 150 ألف شخص أغلبهم من الأطفال والسيدات، فيما توسعت الحرب لتشمل جنوب لبنان منذ الثامن من أكتوبر 2023، اغتالت إسرائيل الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله الجمعة الـ27 من سبتمبر الماضي، ثم اغتالت يحيى السنوار يوم 17 أكتوبر الجاري.