خبير عسكري لـعربي21: نفق بيت حانون أثبت فشل الاحتلال.. وهذه العوامل تحدد وقت انتهاء الحرب
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
يستمر العدوان على قطاع غزة منذ 73 يوما، موقعا نحو 20 ألف شهيد، وعلى الرغم من وصول قوات الاحتلال إلى مدينة خانيونس جنوب القطاع، إلا أن المقاومة لا تزال تقاتل ببسالة، وتكبد جيش الاحتلال الإسرائيلي خسائر فادحة.
ولتحليل مسار الحرب عسكريا، التقت "عربي21" بالخبير العسكري والاستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي، والذي أكد أن النفق الضخم الذي أعلن الاحتلال عن كشفه قرب معبر بيت حانون (إيرز) شمال قطاع غزة، ما هو إلا فشل استخباري جديد يضاف إلى الفشل في كشف هجوم 7 تشرين أول/ أكتوبر ومنعه قبل وقوعه.
وأوضح الفلاحي بأنه على الرغم من توغل الاحتلال بعدة مناطق في قطاع غزة، إلا أنه لم يتمكن من السيطرة عليها بشكل كامل، بمعنى دباباته ثبتت في بعض المناطق، ولكن مع ذلك لا زال القتال محتدم في مناطق أخرى.
ولفت إلى أن هناك عدة عوامل تتحكم في متى ستنتهي هذه الحرب، منها مدى مقدرة فصائل المقاومة على الاستمرار، كذلك تأثير الضغوطات الداخلية في إسرائيل.
وتاليا نص الحوار:
كيف تقيم الوضع العسكري لجيش الاحتلال والمقاومة بعد وصول الأول لخانيونس؟
التقييم للمعركة بشكل عام بعد 73 يوم من المعارك الضارية التي تدور في قطاع غزة سواء في القطاع الشمال والان في القطاع الجنوبي، هو أن هجوم العدو في البداية كان على جبهة ضيقة وهي باتجاه القطاع الشمالي.
وبعد انتهاء الهدنة انتقل لمرحلة ثانية بالهجوم على جبهة واسعة، وبذلك أصبح الهجوم شامل للقطاعين الشمالي الجنوبي، وبالتالي هناك إشكال حقيقي بالنسبة لقوات جيش الاحتلال على مستوى الخطط والعمليات، وعلى مستوى الفشل الاستخباري وادارة المعركة بما فيها التكتيكات التي تستخدم للسيطرة على المناطق.
ونعم استطاع العدو خلال الفترة الماضية أن يتوغل في كثير من المناطق، ولكنه لم يتمكن من السيطرة عليها بشكل كامل، إضافة لذلك هناك مناطق أصبحت تحت سيطرة العدو بمعنى نجح بالتوغل فيها، وهناك مناطق أخرى يتم القتال عليها وتحتدم المعارك فيها، أو أراضي لا زالت تحت سيطرة المقاومة.
وبالتالي نحن نتكلم عن ميدان تتشابك وتتداخل فيه القطاعات بشكل كبير جدا، ونحن أمام مرحلة صعبة وحاسمة بالنسبة للطرفين، لذلك اعتقد بأن هذه المرحلة تسمى مرحلة التعادل أو التوازن الاستراتيجي لكلا الطرفين، فالمدافع يحاول منع تحقيق المهاجم لاهدافه، والمهاجم يحاول الوصول إلى الأهداف التي وضعها لتحقيق أهداف سياسية أطلق من أجلها العملية العسكرية.
قلت إن الاحتلال فشل استخباريا، هل يمكن توضيح ذلك؟
نعم بداية دعني أقول بأن الفشل الاستخباري لدى الاحتلال هو فشل متراكم، أولا الفشل في عدم كشف الهجوم الذي تم في 7 تشرين أول/أكتوبر باتجاه مناطق غلاف غزة، حيث فشلت الاستخبارات العسكرية لجيش الاحتلال بكشف هذا الهجوم وبالتالي فشلت معه جميع الأجهزة الأمنية، ويُعد هذا إشكال حقيقي بالنسبة لهذه الأجهزة.
يضاف إلى ذلك بأنه عندما تم الدخول إلى منطقة غلاف غزة تم تدمير القطاعات العسكرية والاستخبارية المسؤولة عن هذه المنطقة، ولهذا تم المجيء بقطاعات جديدة للعمل فيها وليس لديهم معلومات مفصلة عن الأرض ولا عن طبيعة القطاعات التي تقاتل في داخل مدينة غزة.
إذن هم ليس لديهم معلومات عسكرية أو استخباراتية يمكن من خلالها وضع الخطط لتنفيذ عملية حربية أو عملية هجوم داخل قطاع غزة، وهذا الأمر جعل الاحتلال يستند على معطيات ومعلومات غير دقيقة، الأمر الذي جعله يتكبد خسائر كبيرة جدا سواء كان بداية في القطاع الشمالي أو الان في خان يونس.
لذلك نرى بأن تكلفة هذه المعركة قد ارتفعت بشكل كبير جدا، والسبب الرئيسي هو عدم وجود معلومات دقيقة عن الأماكن التي تتواجد فيها المقاومة، ولهذا نرى حتى هذه اللحظة الصواريخ تنطلق من داخل القطاع باتجاه عمق الأراضي المحتلة.
قلت إن وضع الاحتلال عسكريا غير جيد، لكن هل وصوله لخانيونس في الجنوب يعني أنه سيطر على قطاع غزة؟
لا أبدا، كما قلت هو في بداية الهجوم ركز هجومه وجهده العسكري بشكل كامل على القطاع الشمالي ولكن لم تتم السيطرة عليه، الان تم تجزئة هذا الجهد العسكري إلى اتجاهين رئيسيين، فهو يتجه باتجاه الجنوب في الوقت الذي لم يحسم فيه الشمال، وبالتالي هو في مشكلة حقيقية لأنه كان يتصور بأن المعارك في مناطق الجنوب قد تكون أقل حدة من الشمال، ولكنه أيضا اصطدم بمقاومة كبيرة جدا.
ويوم أمس صرح الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال بأن معارك خانيونس ستكون طويلة وقد تستغرق أشهر، وهذا يدل على أن هناك ضراوة في المعارك وشدة في المقاومة.
لذلك أعتقد بأن قيادات الاحتلال تتخبط في مسألة تحقيق الأهداف العسكرية، فهم حتى هذه اللحظة لم يستطيعوا تدمير قدرات حماس ولم يستطيعوا الوصول إلى الأسرى، وبالتالي هناك إشكال حقيقي في تحقيق هذه الأهداف.
يوم أمس عرض جيش الاحتلال صورا لنفق ضخم قريب من معبر بيت حانون، لكنه لم يعلن متى تم كشفه، برأيك لماذا اختار هذا التوقيت للإعلان عنه؟
فيما يخص هذا النفق، يمكنني القول إن هذا فشل استخباري آخر، أولا إذا تم السيطرة على هذا النفق وأنه يمكن أن يؤدي إلى أنفاق أخرى، كيف تم الكشف عن هذه المعلومة؟! لأنه في السياق العسكري عندما تكون هناك معلومات مهمة لا يتم الكشف عنها إلا بعد فترة بعيدة بحيث تُرفع السرية عن هذه المعلومات ويتم الإدلاء بها.
وبالتالي كيف تم الإعلان عن وجود هذا النفق إن لم تنتفي الحاجة منه أصلا، إضافة إلى ذلك فإن طول هذا النفق كما رشحت المعلومات 4 كيلو متر، ولكن ماذا تعني الأربعة كيلو متر أمام شبكة أنفاق تمتد إلى أكثر من 500 كيلو متر؟! أنا أعتقد أن هذا لا يعني شيئا، وليس له تأثيرا على المستوى العملياتي والاستراتيجي بالنسبة للأنفاق الموجودة لدى فصائل المقاومة.
ولهذا لا شك بأن الاحتلال يحاول منذ بداية المعركة الوصول إلى هذه الأنفاق، ولو وصل إلى بعضها إلا أنه لم يصل لكامل شبكتها، إذن أعتقد أنه في مسألة الأنفاق المعركة لا زالت في بدايتها، ولذلك هناك إشكال حقيقي ومعاناة يعانيها جيش الاحتلال مع وجودها.
لنعد لمسألة السيطرة، هل بعد الإعلان عن هذا النفق يمكن القول إن الاحتلال دخل القطاع ولكن لم يسيطر؟
نعم لا شك بأنه مع هذه القوة القتالية الكبيرة والدعم الغربي والقوة التدميرية التي استخدمها الاحتلال سيستطيع الدخول إلى مناطق معينة، ولكن بناء على طبيعة المعركة الدفاعية فإن المعركة الأولى لا تُحدد نجاح الهجوم من فشله، أيضا يكون دحر العدو على شكل مراحل.
حيث يتم امتصاص زخمه وإدخاله إلى منطقة قتل داخل المناطق المبنية والدفاعية، ثم بعد ذلك يبدأ الهجوم المضاد على هذه القطاعات التي تقدمت وعندئذً تكون الخسائر كبيرة، لأنه في هذه الحالة تُحيد القوة الجوية والمدفعية وتصبح القدرات العسكرية والتكتيكات التي يستخدمها كل طرف هي الحكم والفيصل.
لذلك نرى بأن هناك إشكالية كبيرة لدى قيادة جيش الاحتلال في الدخول لهذه المناطق، وهذا النفق لا يعني شيئا قياسا بشبكة الأنفاق الكبيرة الموجودة في القطاع، ولكن الجيش يريد القول -بأنه استطاع الوصول إلى بعض الأنفاق-، وهي للدعاية الإعلامية أكثر مما هي للعمل الاستخباري والتعبوي.
هناك حديث عن ضغط أمريكي على جيش الاحتلال للانتقال إلى المرحلة الثانية من الهجوم.. ما هي ملامح هذه المرحلة في تقديرك؟
بداية دعني أقول إنه ليس هناك خلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل فيما يخص مسألة الحرب على قطاع غزة، بالعكس هناك توافق تام بينهما، وهناك دعم أمريكي غير مسبوق لهذا الكيان.
مسألة ثانية، الكلام الذي جاء به مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان –بأنه يجب على إسرائيل أن تنهي هذه المرحلة وتبدأ مرحلة أقل كثافة- هو لذر الرماد في العيون، والدليل على هذا أنه بالأمس كان هناك تدمير لمربع سكني كامل حيث تم دكه وتسويته بالأرض.
أيضا تم أول أمس تجريف مستشفى كمال عدوان ودفن الناس وهم أحياء، وبالتالي الكلام الأمريكي ليس له قيمة لأن ما يجري على الأرض يُعطي دلالة واضحة على أن الولايات المتحدة هي من قدمت السلاح لقتل المدنيين، وبالتالي اعتقد أن هذه المرحلة التي تكلم عنها سوليفان لا أساس لها في الواقع.
إذن هل يمكن اعتبار الحديث عن وجود ضغط أمريكي على الاحتلال هو فقط للاستهلاك الداخلي في الولايات المتحدة؟
نعم، ولا شك أن هذه الرؤية الأمريكية التي يتكلمون عنها هي نتيجة الضغط الذي يُمارس على الولايات المتحدة في الأروقة الدولية وخاصة في الأمم المتحدة، الأمر الثاني هناك ضغوطات داخلية على الإجراءات التي تتخذها الحكومة، حيث هناك تدني في شعبية الرئيس جو بايدن بشكل كبير جدا والتي وصلت إلى أكثر من 68 في المائة، وبالتالي هو يخشى من خسارة الانتخابات القادمة.
وحتى هذه الإجراءات التي قام بها ليس لها أي تأثير على مجريات الأحداث في الداخل، ويتم تسويق هذا الكلام بهذه الطريقة فقط للتخلص من الضغوطات التي تُمارس على الادارة إضافة إلى أنه للدعاية الإعلامية فقط.
خرج آلاف من أهالي الأسرى الإسرائيليين في مظاهرات منددة بنتنياهو، برأيك ما تأثيرها على المسار العسكري، وهل يمكن أن تدفع جيش الاحتلال لوقف عملياته في القطاع؟
هناك ثلاث نقاط رئيسية هي التي يمكن أن تجعل لهذه الحرب منحى أخر في مسألة وقفها والتوصل لاتفاقات، النقطة الأولى، ارتفاع الخسائر في الميدان، حيث قد يجبر هذا الأمر قوات الاحتلال على وقف القتال والذهاب للتفاوض وابرام صفقة تبادل أسرى.
النقطة الثانية، الوضع الاقتصادي العام، حيث لولا الدعم الغربي سواء كان العسكري أو الاقتصادي لإسرائيل لما استطاعت أن تستمر وتقاتل طوال هذه المدة وهذا الأمر واضح جدا.
أما النقطة الثالثة فهي قضية الأسرى والتي بدأت تضغط بشكل كبير جدا ولا يمكن تجزئتها من قبل حكومة نتنياهو، ولكن إصراره هو وحكومته من اليمين المتطرف على الاستمرار في هذه الحرب لأنه يعرف جيدا أنه بمجرد أن تقف الحرب سيتم تحويله للمحاكمة والمساءلة القانونية، لذلك هم يصرون هو ووزير دفاعه غالانت والبقية على الذهاب إلى أبعد مدى في هذه الحرب.
لذلك هذا الملف خاصة بعد مقتل الثلاثة أسرى بدأ يضغط بشكل كبير جدا، لأن أحد أهداف العملية العسكرية هو اعادة الأسرى، ولكنه اعادهم مقتولين، الان ثلاثة وقبلهم كان هناك الأسير ساعر باروخ، بمعنى نحن نتكلم عن أسرى يتم قتلهم الان بأسلحة صهيونية.
إذن هناك إشكال حقيقي في تحقيق هذا الهدف، لذلك هذه المظاهرات تضغط الان بشكل كبير جدا، أيضا هناك معارضة من اليسار تقول –بأنه يجب على نتنياهو الرحيل وأن يتم وقف الحرب وأن عليه الذهاب لصفقة تبادل أسرى-.
برأيك من سينتصر بالنهاية خوف نتنياهو على مستقبله السياسي، أم صوت أهالي الأسرى المطالب بعودتهم ووقف الحرب؟
من المعروف أن هناك ضغوطات داخلية كبيرة، حيث يوجد ضغط من المعارضة على نتنياهو، وبكل معركة انت تحتاج لبيئة سياسية متوافقة وجبهة داخلية متماسكة، وهذا شرط أساسي يجب توافره حينما تتوجه لأي حرب، ولكن الان لا توجد جبهة سياسية متوافقة، كما أن هناك إشكالات وخلافات بين القيادة العسكرية ونتنياهو.
وبالتالي الجبهة الداخلية المتماسكة بدأت تتفلت، والدليل على ذلك هناك مظاهرات الان انتقلت إلى باب وزارة الدفاع، إذن نحن نتكلم عن ضغوطات تُمارس، ولكن إلى أي مدى سيذهب نتنياهو في هذا الأمر؟! انا اعتقد بأن هذا سيعتمد على تطورات الموقف في الداخل وفي ساحة القتال.
أخيرا متى وكيف تتوقع أن تكون نهاية هذه الحرب؟
توقيت نهاية الحرب سيعتمد على طبيعة المعركة التي تجري الآن، بمعنى حسب القدرات القتالية لفصائل المقاومة ومدى إمكانيتها على الاستمرار في المقاومة ومدى قدرتها على منع الاحتلال من تحقيق أهدافه.
كذلك يعتمد الأمر على مدى قدرة المقاومة على إحداث أكبر خسائر في الآليات والمعدات والقوة البشرية، حيث هذا ما سيجعل الاحتلال يعيد حساباته ويلجأ إلى التفاوض والاتفاق حول وقف إطلاق نار شامل.
يضاف إلى ذلك الضغوطات الداخلية والوضع الاقتصادي للكيان الصهيوني والضغوطات الدولية التي تُمارس الان بشكل كبير جدا، وبالتالي هذه النقاط مجتمعة يمكن أن تكون أسباب ضاغطة على جيش الاحتلال لإنهاء هذه الحرب، ولهذا لا يمكن أن نضع سقف زمني لانتهاء الحرب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مقابلات غزة الاحتلال الفلاحي فلسطين غزة الاحتلال القسام طوفان الاقصي مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة بشکل کبیر جدا جیش الاحتلال هذه المرحلة الوصول إلى هذه الحرب فی القطاع هذا النفق هذا الأمر قطاع غزة یمکن أن أن هناک التی ت
إقرأ أيضاً:
روسيا تحذر: استخدام صواريخ توروس سيورط ألمانيا بشكل مباشر في حرب أوكرانيا
عواصم " وكالات": قالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية اليوم الخميس إن استخدام صواريخ توروس لضرب بنية تحتية حيوية روسية سيعتبر مشاركة مباشرة من ألمانيا في حرب أوكرانيا.
وقال فريدرش ميرتس الذي سيتولى المستشارية الألمانية إنه يدعم مسألة تزويد أوكرانيا بصواريخ كروز ألمانية الصنع. وفي سياق آخر اكدت ماريا زاخاروفا إن أوكرانيا تنتهك بشكل يومي اتفاق وقف الهجمات على البنية التحتية للطاقة الذي توسطت فيه الولايات المتحدة.
وأضافت المتحدثة أن أوكرانيا نفذت إجمالي 80 ضربة على البنية التحتية للطاقة منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ، وأن روسيا أطلعت الولايات المتحدة على هذه المعلومات.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع في موسكو قولها اليوم الخميس إن كييف شنت عشر هجمات على البنية التحتية الروسية للطاقة خلال يوم واحد حتى الآن.
وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات مرارا بانتهاك اتفاق وقف هذه الهجمات منذ التوصل له في مارس.
وفي الاثناء، قضت محكمة روسية اليوم بسجن النائب السابق لرئيس هيئة الأركان العامة للجيش الروسي سبع سنوات في مستعمرة جزائية بتهمة تلقي رشاوى بمئات الآلاف من الدولارات.
واللفتنانت جنرال فاديم شامارين واحد من مجموعة مسؤولين عسكريين روس كبار متهمين بالفساد في سلسلة فضائح طالت أعلى مستويات المؤسسة العسكرية الروسية العام الماضي.
وتشير الملاحقات القضائية إلى سعي الرئيس فلاديمير بوتين للقضاء على الفساد وعدم الكفاءة والهدر في الميزانية العسكرية الروسية الضخمة بينما تواصل روسيا حربها في أوكرانيا للعام الرابع.
وقالت لجنة التحقيق الروسية إن شامارين (53 عاما) تلقى رشاوى بقيمة 36 مليون روبل (440 ألف دولار) بين عامي 2019 و2023 من مصنع في جبال الأورال يُنتج معدات اتصالات مقابل زيادة حجم العقود الحكومية الممنوحة للمصنع.
وأفادت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء بأن شامارين أقر بالذنب.
واضطلع شامارين منذ عام 2020 بمسؤولية الإشراف على فيلق الإشارة المسؤول عن الاتصالات العسكرية بما يشمل ضمان سرية إشارات القيادة في ساحة المعركة.
وجردته المحكمة من رتبته ومنعته من الخدمة العامة لمدة سبع سنوات.
وتشمل سلسلة الفضائح، وهي الأكبر التي تطال الجيش الروسي منذ سنوات، قضايا جنائية ضد نواب سابقين لوزير الدفاع السابق سيرجي شويجو قبل تغييره في تعديل وزاري العام الماضي وتوليه منصب أمين عام مجلس الأمن الروسي.
في الجانب الاوكراني، ذكر الرئيس فولوديمير زيلينسكي، أن بلاده تنتج الآن 40% من الأسلحة المستخدمة على الخطوط الأمامية، حيث تزيد كييف من إنتاج الأسلحة المحلية وسط استمرار الغزو الروسي.
وقال زيلينسكي، خلال اجتماع مع ممثلي صناعة الدفاع في كييف، إن "صناعتنا الدفاعية تصنع بالفعل أكثر من ألف نوع من الأسلحة: من قذائف المدفعية إلى الصواريخ والأسلحة بعيدة المدى، وصولا إلى طائراتنا المسيرة.
ويتم إنتاج أكثر من 40% من جميع الأسلحة المستخدمة على الخطوط الأمامية للدفاع عن بلدنا في أوكرانيا"، بحسب ما ذكره المكتب الرئاسي.
وأشار زيلينسكي إلى أن قطاع الدفاع المتنامي في أوكرانيا يوظف الآن نحو 300 ألف شخص، ويجذب عددا متزايدا من الشركاء الدوليين. وتشمل النجاحات المحلية الإطلاق السريع لطائرات مسيرة قتالية جديدة، وإنتاج المدفعية، ومؤخرا، أنظمة صواريخ أوكرانية الصنع رغم أن كمياتها لا تزال محدودة في الوقت الحالي.
واعترف زيلينسكي بأنه رغم التقدم فإن أوكرانيا لا تزال تعتمد بشكل كبير على توريدات الأسلحة الأجنبية، بما في ذلك الدبابات والمركبات المدرعة وأنظمة الدفاع الجوي المتقدمة.
وفي الأسبوع الماضي، اقترح زيلينسكي على الولايات المتحدة صفقة بقيمة 15 مليار دولار لشراء 10 أنظمة دفاع جوي من طراز باتريوت لتعزيز حماية أوكرانيا من الهجمات الصاروخية الروسية.
وفي خطوة غربية تجاه موسكو، استبعد البرلمان الألماني (بوندستاج) سفيري روسيا وبيلاروس من المشاركة في مراسم إحياء الذكرى السنوية الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية المقررة في الثامن من مايو المقبل.
واستندت إدارة البرلمان في قرارها بتوصية من وزارة الخارجية الألمانية التي نصحت بعدم دعوة ممثلي البلدين إلى مثل هذه الفعاليات التذكارية.
وقال المكتب الصحفي للبرلمان ردا على استفسار من وكالة الأنباء الألمانية إنه تمت دعوة السلك الدبلوماسي، الذي يضم جميع السفراء المعتمدين في برلين، إلا أنه تم - كما جرت العادة - أخذ "تقييم الحكومة الألمانية لدعوة الممثلين" في الاعتبار. وأضاف المكتب: "وقد أدى هذا التقييم إلى عدم دعوة سفيري الاتحاد الروسي وبيلاروس، من بين آخرين".
وكانت وزارة الخارجية الألمانية قد نصحت في وقت سابق الولايات والبلديات والمواقع التذكارية الاتحادية بعدم السماح لممثلي روسيا وبيلاروس بالمشاركة في الفعاليات التذكارية التي تحيي ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية، وذلك على خلفية مخاوف من أن روسيا قد "تستغل هذه الفعاليات وتربطها بشكل مسيء بحربها العدوانية ضد أوكرانيا".
وشارك السفير الروسي سيرجي نيتشاييف أمس في مراسم لإحياء ذكرى مرتفعات زيلوف شرقي برلين، حيث سقط نحو 33 ألف جندي من الجيش الأحمر، إلى جانب 16 ألف جندي ألماني وألفي جندي بولندي، في أكبر معركة في الحرب العالمية الثانية على الأراضي الألمانية. ورغم أن نيتشاييف لم يكن مدعوا بشكل فعلي من قبل المنظمين، لم يمنع ذلك مشاركته والترحيب به.
وانتقد السفير الأوكراني، أوليكسي ماكييف، هذا التصرف بشدة، وأعرب عن استيائه بشكل خاص من ارتداء نيتشاييف لشريط القديس جورج، وهو شارة عسكرية روسية.
وقال ماكييف في تصريحات لـ(د ب أ): "هذا استهزاء واضح بالضحايا - ضحايا ما قبل 80 عاما وضحايا اليوم". وأشار السفير إلى مقتل 55 مدنيا، بينهم 11 طفلا، مؤخرا في هجمات روسية في كريفي ريه وسومي. وأضاف ماكييف: "يمثل الرجل الذي يحمل شريط القديس جورج الدولة التي تتحمل المسؤولية الكاملة عن جرائم الحرب هذه".
ومنذ عام 2005 أصبح شريط القديس جورج الرمز الأكثر أهمية في روسيا لانتصار الاتحاد السوفييتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، لكنه صار يعني أيضا بشكل متزايد دعم سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ولذلك تم حظر هذا الرمز في أوكرانيا، كما تقوم دول أخرى من الاتحاد السوفييتي السابق بتقييد استخدامه.
ومن المقرر أن يشارك في مراسم إحياء الذكرى في البرلمان المستشار الألماني الجديد الذي سيكون قد تولى منصبه في ذلك الحين فريدريش ميرتس، والرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، ورئيسة البرلمان الاتحادي يوليا كلوكنر، ورئيسة مجلس الولايات (بوندسرات) أنكه ريلينجر، ورئيس المحكمة الدستورية العليا شتيفان هاربارت.
من جهة اخرى، قال رئيس صربيا الشعبوي، ألكسندر فوشيتش، اليوم إنه لم يغير رأيه بشأن حضور عرض النصر الذي ينظمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر المقبل في موسكو، على الرغم من الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها من قبل الاتحاد الأوروبي بسبب قراره.
وحذر مسؤولون أوروبيون الرئيس الصربي من أن زيارته لموسكو للمشاركة في إحياء ذكرى الحرب العالمية الثانية ستعتبر خرقا لمعايير عضوية الاتحاد الأوروبي للدول المرشحة للانضمام، وقد تقوض طموحات صربيا المعلنة في الانضمام إلى التكتل.
كما أن الزيارة ستعتبر فعليا بمثابة دعم للرئيس الروسي بوتين وللحرب التي تخوضها موسكو ضد أوكرانيا.
وكان فوشيتش، الذي عبر في عدة مناسبات عن مواقف مؤيدة لروسيا، صرح بأن وحدة عسكرية صربية ستشارك في عرض 9 مايو في الساحة الحمراء بالعاصمة الروسية، وأضاف أن صربيا تشارك للمرة الأولى في تنظيم العرض "بشكل مشترك".
وقال فوشيتش للصحفيين: "في الفترة المقبلة، سنتعرض لضغوط بشأن الحدث في موسكو الذي أعلنا عن مشاركتنا فيه".