سنوات من التهميش عاشتها الحياة السياسية فى مصر، كانت الأولوية لفئة معينة أو حزب بعينه، وظهر ذلك جلياً حينما تولى تنظيم الإخوان الإرهابى مقاليد الحكم فى مصر، عندها أدركت الدولة بعد ثورة 30 يونيو، وتحديداً مع تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم، ضرورة تحقيق إصلاح سياسى يضمن انفتاحاً سياسياً وحرية فى ممارسته على النحو الذى ينظمه الدستور والقانون بعد أن نجحت الجهود فى تثبيت ركائز الدولة، والتغلب على التحديات الأمنية.

ومن أجل انفتاح سياسى وحزبى، عملت الدولة على إحداث نقلة نوعية فى الإصلاح السياسى وبلورته بشكل أشمل من خلال توجيه الدعوة للحوار الوطنى فى أبريل 2022، ‏فتحدث الرئيس السيسى، خلال حفل إفطار الأسرة المصرية وقتها، عن إصلاح سياسى وحوار وطنى يتسع لقوى سياسية عدة، ويشمل أولويات وقضايا العمل الوطنى، وبالنظر إلى طبيعة الترتيبات السياسية التى سادت خلال السنوات الماضية فإن حواراً بهذا الشمول والاتساع هو فى حد ذاته يريد إصلاحاً سياسياً، ويمثل فتح حوار تشارك فيه قوى سياسية عدة ويغطى قضايا العمل الوطنى الرئيسية فتحاً للمجال العام وهو المضمون الأهم لدعوة الإصلاح السياسى التى أطلقها الرئيس.

‏فيما أكدت إدارة الحوار الوطنى على الإيمان العميق لدى القيادة السياسية بأنه لا مجال لإقصاء أى وجه أو رأى طالما أن مختلف هذه التوجهات والآراء تنطلق من أسس وطنية فى المقام الأول.

ولكى يكتمل التمكين السياسى كان لا بد من مظلة جامعة توحد صفوف شباب الأحزاب وتدمج السياسيين المستقلين معاً على مسار صحيح وواضح هدفه الأساسى مصلحة الوطن، مظلة تعلو تحتها الأصوات وتختلف الأيديولوجيات وتتعدد وجهات النظر، ولكن كل ذلك من أجل هدف واحد هو مصر، ومن هنا كانت فكرة تدشين «تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين»، التى تضم مجموعة من الكوادر السياسية والحزبية الشبابية، وجرى الدفع بهم على اختلاف توجهاتهم وأيديولوجياتهم فى الترشح للمؤسسة التشريعية بجناحيها مجلسى «النواب والشيوخ»، وحققت قدراً كبيراً من التمكين السياسى للشباب.

وقال النائب تيسير مطر، أمين عام تحالف الأحزاب المصرية، عضو مجلس الشيوخ، إنه من غير المقبول ما يردده البعض من أن الأحزاب السياسية ليس لها أى دور فاعل على الأرض، لافتاً إلى أن من يردد مثل هذه الأقاويل يريد هدم البنية السياسية فى مصر وله أهداف مغرضة، ولا يسعى سوى نحو الخلافات وليس ما هو منوط بنا الآن نحو بناء الدولة ومواجهة التحديات.

من جانبها، قالت النائبة غادة على، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن «التنسيقية» أسهمت بشكل ملموس فى تمكين الشباب من المشاركة فى الحياة السياسية ولديها رؤية تتعلق بالمحور السياسى والاقتصادى والمجتمعى، ورؤية «التنسيقية» تستهدف تعزيز مسيرة الوصول إلى الجمهورية الجديدة، وهى من مسماها منصة قائمة على أفكار الشباب، ومن أهم مستهدفاتها تنمية الحياة السياسية وخلق كوادر سياسية من الشباب سواء من الحزبيين أو المستقلين، بمختلف أيديولوجياتهم وخبراتهم المهنية والأكاديمية.

وأكدت النائبة مارسيل سمير، عضو مجلس النواب عن «التنسيقية»، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى قدم دعماً حقيقياً للشباب كانوا قد افتقدوه منذ سنوات طويلة، إذ آمن بهم وبأحلامهم وطموحاتهم وفتح أمامهم الطريق للانطلاق والإبداع.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الحياة السياسية الحوار الوطني الحیاة السیاسیة

إقرأ أيضاً:

نداء من المجلس الوطني الأرثوذكسي بشأن الحكومة.. ماذا طلب؟

تمنى "المجلس الوطني الأرثوذكسي" "أن تكون تسمية وزراء طائفة الروم الأرثوذكس هذه المرة من خارج قيد الأحزاب والتيارات السياسية، وأن تتمثل الطائفة بشخصيات ذووي اختصاص وكفاءات وسيرة جيدة".    
وفي بيان له، قال المجلس: "على أثر الاجتماع الطارئ الذي عقده المجلس الوطني الأرثوذكسي اللبناني مساء البارحة، حيث رفع رئيسه روبير الأبيض الصوت عاليا، مطالبا بالتمثيل الحقيقي للطائفة من خلال تشكيل الحكومة المنتظرة، ندعو رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والرئيس المكلف القاضي نواف سلام إلى أن تكون تسمية وزراء طائفة الروم الأرثوذكس هذه المرة من خارج قيد الأحزاب والتيارات السياسية".
وتمنى "أن تتمثل الطائفة بشخصيات ذووي اختصاص وكفاءات وسيرة جيدة "، وقال: "اسمحوا لنا بأن يكون التمثيل حقيقيا، لا نريد أن تطرح أسماء وزرائنا من خارج القيد الأرثوذكسي. وبما أننا نكن الاحترام لكل مكونات المجتمع اللبناني، فعليكم احترامنا إذا، فليس هناك أي طرف سياسي أو طائفي يتقدم عن الآخر، كلنا متساوون في الحقوق والواجبات، ولبنان للجميع".
وتوجه إلى الرئيس المكلف بالقول: "خوفا من انزلاقكم في الشرك السياسي، أعلنتم طريقة تشكيل حكومة تكنوقراط من الأحزاب والتيارات السياسية، وأدخلوكم في البزار الوزاري ووقعتم في فخ التليف، فإذا كنتم تريدون تطبيق وثيقة الطائف احترموا روح الاتفاق من جانب المهلة الدستورية  للتشكيل، ولكن الطائف كرس الطائفية فماذا تريدون إذا؟ هل علينا الانتظار أشهر لبدء مسيرة العهد مع العلم أن خطاب القسم كان هو الانطلاقة بمسيرة إعادة بناء الوطن، لا إعادة التوافق السياسي المنقسم على ذاته منذ عقود وعلى قول المثل، البيضة قبل أو الدجاجة".
أضاف: "أمامنا استحقاقات، ولدينا شغور في كل القطاعات، فمؤسسات الدولة في انتظارنا... هل علينا البحث عمن يحمي الطائفة الأرثوذكسية وتمثيلها؟ أين هو الميثاق الوطني الحقيقي؟ وما هو معياره؟ لقد طفح الكيل منذ عهود عدة، ونحن صامتون على أمل أن نرى أحدا من هؤلاء المعنيين أخذ هذا في الاعتبار".   وتابع: "تهميش الطائفة الأرثوذكسية جريمة كبيرة بحقها، ونحن نؤمن بالدولة ومؤسساتها، ولا نريد حصتنا عبر غطاء طائفي آخر، ولدينا حقوق وواجبات، كما باقي الطوائف".
وسأل: "ما هو معيار اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب؟ لافتا إلى أن "هناك آليات دستورية وقانونية عبر الخدمة المدنية لاختيار الاشخاص في الإدارات العامة"، وقال: "لا نستطيع الاستمرار في هذا النهج "كل من إيدو إلو"، نحن نريد العودة إلى روحية القسم وتطبيقه والعمل بالمداورة في كل المواقع والمراكز الحكومية، وأولها مجلس الوزراء".   أضاف: "لا احتكار لأي موقع لأحد. حان الوقت للتغيير والإصلاح، فاعملوا على هذا الاساس وانهضوا بهذا الوطن، اللبنانيون يعقدون آمالا على هذا العهد، انطلقوا بمسيرة وطنية إنقاذية حقيقية وشاملة، فهناك الكثير من التحديات والعمل على إعادة انتظام الدولة ومؤسساتها، العالم في انتظارنا متوقعا منا التغيير، فاظهروا لهم أننا قادرون على إنقاذ لبنان وإعادة بناء مجتمع صالح لديه إيمان بوطنه".

مقالات مشابهة

  • تحالف الأحزاب: نرفض مقترح "ترامب" بشأن تهجير الفلسطينيين.. وندعم قيادتنا السياسية
  • احتفالية كبرى بمناسبة يوم البيئة الوطني 2025
  • بمناسبة عيد الطيران المصري.. الناقل الوطني يطرح تخفيضات 50% على تذاكر السفر
  • نائب رئيس حزب مصر أكتوبر : هدفنا تقديم نموذج فعال في الحياة السياسية المصرية
  • الحوار الوطني يهنئ الشعب المصري بعيد الشرطة
  • «الحوار الوطني» يهنئ الشعب المصري بمناسبة عيد الشرطة
  • نداء من المجلس الوطني الأرثوذكسي بشأن الحكومة.. ماذا طلب؟
  • التكتل الوطني للأحزاب السياسية يدعو مجلس القيادة الرئاسي الى استثمار الفرصة التاريخية لإنهاء الانقلاب
  • لقجع يطرح وصفة إعادة بناء القطيع الوطني وعودة أسعار اللحوم الحمراء إلى مستواها الطبيعي
  • الأحزاب والقوى السياسية تدين التصنيف الأمريكي وتؤكد مواجهة كل أشكال الاستهداف