لحظات فارقة، يتغير المشهد ويظل البطل واحداً. رجل استثنائى للحظات استثنائية فى تاريخ الوطن. كان عبدالفتاح السيسى على موعد مع التاريخ فى 30 يونيو 2013، وتكررت تلك اللحظات مع اختلاف التفاصيل على مدار السنوات العشر الأخيرة، فى وقت تكتلت فيه التحديات على الوطن فى الداخل والخارج، وكان «السيسى» هو العنوان الذى التف حوله المصريون، حمايةً لاستقرار الوطن وأمنه، وثقةً فى قدرته على العبور بهم إلى المستقبل.
حكاية البطل تبدأ مع حشود المصريين بالملايين فى ميادين مصر، مطالبين برحيل جماعة إرهابية سعت لأن تستأثر بالحكم على حساب مصالح الوطن، الميادين تهتف «يسقط يسقط حكم المرشد»، وأعلام مصر تزين المشهد، تصاحبها صورة لقائد عظيم دعاه المصريون لمساندتهم ضد جماعة العنف والإرهاب.
لحظة فارقة فى تاريخ الوطن العريق لم يقف خلالها القائد صامتاً، فاختار دعم بلده وأهله فى مواجهة الجماعة رغم تهديدات القتل وسفك الدماء التى ألقاها عليه الإرهابى خيرت الشاطر فى اجتماع مدته 45 دقيقة، قابلها القائد بانفعال شديد ورفض قاطع لتهديد جيش مصر وقائده، ليرد بكل حسم: «قسماً بالله اللى هيرفع السلاح فى البلد دى فى وش الجيش لهشيله من فوق وش الأرض».
«إنتو نور عينينا» الجملة الأشهر التى بدأ بها «السيسى» علاقته بالمصريين، فكانت إرادتهم المحرك الرئيسى لتوجهات «عزيز مصر»، يريد شعبه عزيزاً كريماً.
وعلى مدار السنوات العشر، منذ نزول المصريين الميادين مطالبين بخوضه الانتخابات الرئاسية فى 2014، خاض الرئيس التحدى تلو الآخر، فأنقذ «المحروسة» من براثن «أهل الشر» الذين سعوا للفتك بالوطن فى فترة هى الأصعب تاريخياً، ثم انطلق نحو الإصلاح والتنمية والتجديد وبناء الوعى والإنسان.
سنوات عبّر «القائد» خلالها عن صدق إيمانه العميق بقدرة المصريين على التوحد من جديد، وتخطى الأزمات المتوالية، ورفع شأن مصر بين الأمم لتصبح فى مكانتها الحقيقية التى تستحقها.
«تحيا مصر» شعار رفعه القائد لتكون مصر المحروسة أولوية فوق أى أولوية، وتحقق ذلك منذ ولايته الأولى، التى شهدت انطلاق العديد من المشروعات القومية الكبرى فى كل المجالات، مثَّلت حكمة وصدق «زعيم مصر» وتعبيره بالنضال، لترتقى بلاده بين الأمم المتقدمة لتتحقق كلمته «مصر هتبقى قد الدنيا».
«إننى تحملت أمانة المسئولية حين كلفتمونى بها بإرادتكم الحرة، وأرجو الله عز وجل أن يتقبل منى ما بذلته بإخلاص وتجرد وانحياز لهذا الشعب العظيم»، كلمات الرئيس السيسى فى مؤتمر «حكاية وطن» وسط احتشاد للمصريين فى ميادين المحافظات ينادونه بالنزول وتلبية رغبتهم بالترشح لولاية جديدة، وهو ما لباه «عزيز مصر» قائلاً: «أقف مرة أخرى حائراً أمام ضميرى الوطنى، وأقول لكم بصراحة وشفافية تعودنا عليها راجياً أن تسمحوا لى وتتقبلوا ترشحى لمنصب رئيس الجمهورية»، وهو ما قابلته فرحة من المصريين الذين احتشدوا أمام لجان الاقتراع بأعداد غير مسبوقة، لكتابة تفويض جديد لـ«القائد» من أجل مصر المستقبل.. واستكمال مسيرة الجمهورية الجديدة.
عبدالفتاح سعيد حسين خليل السيسى، مواليد 19 نوفمبر عام 1954، ابن منطقة الجمالية بمحافظة القاهرة، تلقّى تعليمه فى مدرسة البكرى الابتدائية، ثم فى مدرسة السلحدار الإعدادية، واستكمل دراسته بالثانوية الجوية، وتخرَّج فى الكلية الحربية «الدفعة ٦٩» فى أبريل 1977.
حصل «السيسى» على ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان عام 1987، وماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان البريطانية عام 1992، كذلك زمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا عام 2003، كما حصل على زمالة كلية الحرب العليا الأمريكية عام 2006.
شغل «السيسى» العديد من المناصب القيادية، فكان قائد كتيبة مشاة ميكانيكى، ثم رئيس فرع المعلومات والأمن بالأمانة العامة لوزارة الدفاع، ورئيس أركان لواء مشاة ميكانيكى، وقائد لواء مشاة ميكانيكى، ورئيس أركان الفرقة الثانية مشاة ميكانيكى، وقائد فرقة مشاة ميكانيكى، ورئيس أركان المنطقة الشمالية العسكرية، ثم قائد المنطقة الشمالية العسكرية، ثم نائب مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، فمديراً لإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع.
وفى 2012 أصبح القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربى والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء. وبإرادة المصريين تولى «السيسى» رئاسة مصر فى 2014، وفى أعقاب انتخابات حرة نزيهة أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات أمس، فوزه بفترة رئاسية جديدة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الحياة السياسية الحوار الوطني
إقرأ أيضاً:
عبدالفتاح السيسي.. 70 سنة في حب مصر (بروفايل)
الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يحتفل بعيد ميلاه الـ 70 اليوم الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 أفنى حياته في خدمة مصر على مدار السنوات الماضية وذلك منذ التحاقه بالقوات المسلحة حتى الوصول لقصر الإتحادية.
الرئيس عبد الفتاح السيسي ولد 19 نوفمبر عام 1954 في حي الجمالية بمدينة القاهرة، ولكن ترجع أصول عائلته إلى محافظة المنوفية، لذلك يحتفل اليوم الثلاثاء بعيد ميلاده السبعين.
وحسب الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية، فاسمه بالكامل عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسي، متزوج ولديه أسرة مُكوَّنة من السيدة قرينته انتصار أحمد عامر وثلاثة أبناء وابنة واحدة وهم: مصطفى، محمـود، حسـن، وأخيرًا آية عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسي.
الرئيس عبدالفتاح السيسي بدأ حياته العسكرية عام 1970 طالبا في المدرسة الثانوية الجوية، وتخرج في الكلية الحربية المصرية عام 1977 حاصلا على درجة البكالوريوس، كما حصل على درجة الماجستير من كلية القادة والأركان في مصر عام 1987.
وفي عام 1992، حصل على درجة الماجستير من كلية القادة والأركان البريطانية بنفس التخصص، فيما حصل على زمالة كلية الحرب العليا الأمريكية عام 2006.
وتدرج الرئيس عبدالفتاح السيسي في المناصب داخل القوات المسلحة، فترأس فرع المعلومات والأمن بالأمانة العامة لوزارة الدفاع، قائد كتيبة مشاة ميكانيكية، ملحق دفاع بالمملكة العربية السعودية، قائد لواء مشاة ميكانيكية، قائد فرقة مشاة ميكانيكية (الفرقة الثانية)، رئيس أركان المنطقة الشمالية العسكرية، قائد المنطقة الشمالية العسكرية (فبراير 2008 - يناير 2010)، مدير المخابرات الحربية والاستطلاع (يناير 2010 - أغسطس 2012).
وفي 12 أغسطس 2012 تولى منصب وزيرا للدفاع بعد ترقيته من رتبة لواء إلى رتبة فريق أول، في 26 مارس 2014، أعلن عبد الفتاح السيسي استقالته من منصبه كوزير الدفاع والترشح رسميا لانتخابات رئاسة الجمهورية، بعد إطاحة الشعب المصري بحكم الإخوان من خلال ثورة 30 يونيو 2013.
وفاز السيسي برئاسة مصر بنسبة 96.9% عام 2014، ليصبح سادس رئيس في مصر، وترشح مرة أخرى للرئاسة عام 2018 وفاز بنسبة 97.08%، كما فاز بولاية رئاسية ثالثة بنسبة 89.6 % في الانتخابات الرئاسية 2024.