ترامب يخطط لإعادة تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية بشكل جذري
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
أفادت وكالة “رويترز” للأنباء، اليوم الاثنين، نقلاً عن مصادر، بأن الولاية الثانية المحتملة لدونالد ترامب في البيت الأبيض قد تشهد توقف واشنطن عن تمويل أوكرانيا والانسحاب من الناتو وقطع العلاقات الاقتصادية مع الصين.
خلال فترة رئاسته 2017-2021 ، انتهى الأمر بعرقلة العديد من سياسات ترامب من قبل مسؤولين حكوميين غير منتخبين وأحيانا حتى من عينهم ، وفقا للعديد من الروايات الداخلية.
وزعمت “رويترز”، أن ترامب يسعى للالتفاف على هذه المشكلة من خلال تعيين “موالين” أكثر قابلية لقبول “سياساته وأهوائه الانعزالية”.
واعترفت “رويترز”، بأن ترامب نفسه قدم القليل من الأدلة حول نواياه، حيث واستند إلى مقابلات مع ما يقرب من 20 من المساعدين والدبلوماسيين الحاليين والسابقين، معظمهم لم يتم ذكر أسمائهم.
ووفقا لثمانية دبلوماسيين أوروبيين، هناك “مخاوف حادة” من أن تقوم إدارة ترامب الثانية بقطع المساعدات عن أوكرانيا، وتشكك في ما إذا كانت ستحترم التزام الولايات المتحدة 'بالدفاع عن حلفائها في الناتو'.
وقال دبلوماسي من إحدى دول البلطيق: “هناك شائعات بأنه يريد إخراج الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي أو الانسحاب من أوروبا، بالطبع يبدو الأمر مثيرا للقلق ولكن لسنا في حالة ذعر”.
وحدد دبلوماسي آخر، يمثل إحدى الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي في شمال أوروبا، الخيارات التي أرسلتها سفاراته وبعض السفارات الأخرى إلى عواصمهم بشأن انتخابات نوفمبر 2024.
وقال إنه إ”ذا أعيد انتخاب الرئيس الحالي، الديمقراطي جو بايدن، فإن الأمور قد تسير على ما يرام: فالولايات المتحدة تواصل إعادة تأهيل نفسها”.
وأضاف أن “النسخة المعتدلة من رئاسة ترامب الثانية ستكون تكرارا لولايته الأولى مع بعض الدلالات العدوانية. وإذا نفذ بالفعل تعهداته بتفكيك جهاز الدولة العميقة، فسيكون ذلك خيار يوم القيامة”.
ويعتبر ترامب حاليا المرشح الأوفر حظا لترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة.
وقال الدبلوماسيون لـ”رويترز”، إنه “إذا هزم بايدن، فمن المرجح أن يعين موالين له في مناصب رئيسية في البنتاجون ووزارة الخارجية ووكالة المخابرات المركزية، والذين سيكون ولاؤهم الأساسي له. وهذا من شأنه أن يمكنه من تعزيز أولويات سياسته الخارجية بشكل أسرع وأكثر كفاءة مما كان قادرا عليه عندما كان في منصبه سابقا”.
وأضافوا أن “إجراء التعيينات السياسية هو حق دستوري لرؤساء الولايات المتحدة. ومع ذلك، ألمح ترامب إلى أنه قد يقوم بتطهير الرتب الدنيا من البيروقراطية الفيدرالية، حيث وصف في مناسبات عديدة “مستنقع واشنطن” بأنه عائق أمام الإصلاحات الحقيقية.
وقال روبرت أوبراين، المستشار الرابع للأمن القومي لترامب، لرويترز: “أدرك الرئيس ترامب أن الموظفين يمثلون السياسة. في بداية إدارته، كان هناك الكثير من الأشخاص الذين كانوا مهتمين بتنفيذ سياساتهم الخاصة، وليس سياسات الرئيس”.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حلف شمال الأطلسي دونالد ترامب البيت الأبيض أوكرانيا الصين الناتو
إقرأ أيضاً:
الخارجية الأمريكية تستعين بالذكاء الاصطناعي لرصد المتعاطفين مع القضية الفلسطينية
أفادت تقارير إعلامية بأن وزارة الخارجية الأمريكية بدأت بتنفيذ مبادرة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لرصد الأجانب المقيمين في الولايات المتحدة الذين يُشتبه في تعاطفهم مع القضية الفلسطينية، بهدف إلغاء تأشيراتهم.
ووفقًا لموقع "أكسيوس"، ستعتمد السلطات الأمريكية على أدوات الذكاء الاصطناعي لمراجعة حسابات وسائل التواصل الاجتماعي لحاملي التأشيرات الطلابية الأجانب، بحثًا عن أي دلائل على تعاطفهم مع المقاومة الفلسطينية خصوصًا بعد هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
كما تشمل هذه الملاحقة الذي أُطلق عليه اسم "رصد وإلغاء"، مراجعة المقالات الإخبارية لتحديد أسماء الأفراد الأجانب الذين تورطوا في أنشطة "معادية للسامية" بحسب وصفهم.
وفي هذا السياق، صرّح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قائلًا: "من يدعم المنظمات الإرهابية المصنفة، بما في ذلك حماس، يشكّل تهديدًا لأمننا القومي. الولايات المتحدة لن تتسامح مع الزوار الأجانب الذين يدعمون الإرهابيين".
وستقوم السلطات أيضًا بفحص قواعد البيانات الحكومية للتحقق مما إذا كانت إدارة بايدن قد سمحت ببقاء أي حاملي تأشيرات تم اعتقالهم داخل الولايات المتحدة.
وأكد مسؤول في وزارة الخارجية لصحيفة "ذا بوست" أن "الزوار الأجانب الذين يدعمون الإرهابيين" قد تُلغى تأشيراتهم.
وتأتي هذه الإجراءات عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف التمويل الفيدرالي عن الجامعات التي تسمح بـ"الاحتجاجات غير القانونية"، مؤكدًا أن مثيري الشغب سيتم سجنهم أو ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية، فيما سيواجه الطلاب الأمريكيون عقوبات تشمل الفصل الدائم أو الاعتقال، وفقًا لطبيعة الجريمة.
وتُعتبر هذه المبادرة جزءًا من نهج حكومي شامل لمكافحة "معاداة السامية"، يتم تنفيذه بالتنسيق بين وزارة الخارجية ووزارة الأمن الداخلي ووزارة العدل.
وكشف مسؤولون أن مراجعة سجل التأشيرات الطلابية منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023 لم تُظهر أي عمليات إلغاء تأشيرات خلال إدارة بايدن، ما اعتبروه مؤشرًا على "تجاهل لإنفاذ القانون".
ووفقًا لإحصاءات وزارة الأمن الداخلي، بلغ عدد حاملي تأشيرات الطلاب "F-1" و"M-1" نحو 1.5 مليون شخص في عام 2023.
وتتمتع وزير الخارجية بسلطات واسعة بموجب "قانون الهجرة والجنسية لعام 1952" لإلغاء تأشيرات الأجانب الذين يُعتبرون تهديدًا للأمن القومي.
وكان روبيو، عندما كان عضوًا في مجلس الشيوخ، قد دعا إدارة بايدن إلى إلغاء تأشيرات الأجانب المتورطين في موجة معاداة السامية التي اجتاحت الولايات المتحدة.
وفي كانون الأول/يناير الماضي، أصدر ترامب أمرًا تنفيذيًا يوجه الوكالات الفيدرالية باستخدام جميع صلاحياتها لمكافحة معاداة السامية، بما في ذلك إلغاء تأشيرات الطلاب الأجانب المتورطين في اضطرابات مناهضة للاحتلال الإسرائيلي داخل الجامعات.
وقال ترامب في هذا الصدد: "سأُلغي سريعًا تأشيرات جميع المتعاطفين مع حماس داخل الجامعات، التي أصبحت مرتعًا للتطرف كما لم تكن من قبل."
ورغم المخاوف التي أثارها منتقدو هذه الإجراءات بشأن حرية التعبير، أكد مسؤول في الخارجية أن "أي وزارة جادة في حماية الأمن القومي لا يمكنها تجاهل المعلومات المتاحة علنًا حول المتقدمين للحصول على تأشيرات، بما في ذلك تلك التي توفرها أدوات الذكاء الاصطناعي."