خبير دولي: انصار الله قوة اقليمية وامريكا لن تستطيع ايقافهم
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
واضاف في مقال له بعنوان "اليمن والإقليم ومعادلة البحر الأحمر" ان الحرب العبثية التي شُنت على اليمن واليمنيين خلال السنوات الماضية، لم تمنع من البقاء ضمن عناوين المعادلات الجيوسياسية، بل والبقاء كـ فاعلين مؤثرين في عموم معادلات الإقليم، ومع المستجدات الشرق أوسطية،
واضاف: وعلى اعتبار ان اليمن ضمن محور مناهض للسياسات الأمريكية، فإن اليمن واستحواذه على نقاط القوة وتمكنه من تحقيق معادلات ردع في مياه البحر الأحمر والمضائق، فإنه بلا ريب بات رقماً صعباً لا يمكن الالتفاف عليه في النظام الاقليمي الجديد رغم العدوان المتكرر عليه،
وقال إن معادلة المياه اليوم تدخل في صلب المعادلات الشرق أوسطية، وستضع حداً للهلوسات الأمريكية والغربية المتعلقة باخراج اليمن والمقاومة من دائرة التأثير والفاعلية.
واستطرق الدكتور مرهج الى بداية التطورات في فلسطين، عندما حذر أنصار الله في اليمن “إسرائيل” من الدخول في مرحلة الهجوم البري على غزة مشيرا الى الكثيرون لم ياخذوا هذا الموقف على محمل الجد، ولكن بعد ثلاثة أيام من بدء الهجوم البري، قامت اليمن بإطلاق عدة صواريخ وطائرات دون طيار وتم استهداف ميناء ومدينة إيلات في أقصى جنوب فلسطين لإظهار تمسكها بكلمتها.
واضاف: كما أن تهديد سفن الشحن المتجهة إلى الأراضي الفلسطينية أو منها والسيطرة على سفينة “جالاكسي ليدر” نذيراً بأن العمليات لا تزال مستمرة وهذه الحادثة أثارت قلق الولايات المتحدة ، وكان “جيك سوليفان”، مستشار الأمن القومي لجو بايدن، أعلن الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة تتفاوض مع دول أخرى وتحاول إقناعها بتشكيل قوة بحرية دولية لضمان المرور الآمن للسفن في البحر الأحمر.
واكد ان “سكاي نيوز عربية” نقلت عن مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية قوله إن الولايات المتحدة تحاول ضم 40 دولة إلى هذه القوة البحرية الدولية، وحسب هذا المسؤول الأمريكي، فإن “القوة البحرية المذكورة ستراقب مساحة ثلاثة ملايين ميل من المياه الدولية وتشمل الدول الأعضاء في القيادة المركزية الأمريكية”.
واوضح ان ما سبق يُعد دليلاً على أن اليمن بات يشكل تحولاً هاماً في ملفات الاقليم، والخشية الأمريكية من قوة "الحوثيين" وتأثير أوراقهم في عناوين الإقليم، دفع الولايات المتحدة إلى المطالبة بتشكيل تحالف بحري
واكد ان مصير التحالفات الأمريكية محكوم بالفشل، وبالتالي فإن مصير تحالف البحر الاحمر ضد "انصار الله" مصيره الفشل أيضاً، خاصة أن التحالف المذكور ضد اليمن الذي خرج من الاختبار القاسي لحرب الثماني سنوات مع أحدث الجيوش في المنطقة، واليوم يعترف المحللون بأنه لا يمكن تجاهل دور اليمن في تحديد مصير المنطقة.
واشار الى ان ما يحدث من تطورات في البحر الأحمر يرقى إلى أن يكون معادلة استراتيجية فرضتها قوة انصار الله البحرية، مبيننا ان التطورات تشي صراحة أنهم بصدد فرض حصار بحري اقتصادي بمقومات استراتيجية على الممر البحري الواصل حتى اسرائيل، وهذا جوهر ما يقومون به وجوهر رسائلهم للإقليم، وفي جانب آخر فإن قوة أنصار الله البحرية تريد استثمار هذا الواقع لجهة فك الحصار عن اليمن وسوريا ولبنان، والأهم إيقاف الحرب في غزة، ودون ذلك فإن الحصار الذي فرض لن يُفك حتى تطبيق مطالب أنصار الله.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الولایات المتحدة البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
"سي إن إن" تتساءل: هل تستطيع دول "الناتو" البقاء بدون الدعم الأمريكي؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
طرحت شبكة "سي إن إن" الأمريكية سؤالا مفاده: هل بمقدور دول حلف شمال الأطلنطي (الناتو) البقاء بدون الدعم الأمريكي؟ وأشارت الشبكة في مقال تحليلي للكاتب براد ليندون إلى أن الدول الأوروبية جميعها تواجه في الوقت الراهن موقفا عصيبا بعد إعلان الولايات المتحدة تخليها عن الدور الذي كانت تضطلع به داخل الحلف خاصة وأن واشنطن ظلت على مدار ما يقرب من 80 عاما تمثل العمود الفقري للناتو الذي يضمن أمن واستقرار القارة الأوروبية.
وأشار المقال إلى أن العداء الواضح الذي أظهره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنظيره الأوكراني فلودومير زيلينسكي إلى جانب استعداده لتبني وجهة نظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكذلك تصريحاته الأخيرة بشأن التشكيك في استمرار الولايات المتحدة في الدفاع عن دول الناتو "بدون مقابل" دفعت قادة الدول الأوروبية في التفكير في فكرة لم تكن مطروحة من قبل بل ولم تخطرعلى بال أحد قبل ذلك وهي: هل الولايات المتحدة تعد شريكا أمنيا جدير بالثقة في وقت تعصف فيه أعنف حرب منذ أربعينات القرن الماضي بالقارة الأوروبية؟
ويلفت المقال إلى أن دول الناتو بمفردها وبدون الدعم الأمريكي تشكل قوة لا يستهان بها في ظل إمكانياتها المتمثلة في قوات تصل إلي ما يربو على مليون جندي من 31 دولة مسلحين بعتاد عسكري حديث ومتطور إلى جانب امتلاكها للتمويل اللازم والتكنولوجيا المتطورة التي تمكنها من الدفاع عن نفسها دون الحاجة للولايات المتحدة.
وأشار المقال إلى أن ألمانيا والولايات المتحدة تأتيان على رأس قائمة الدول الداعمة لميزانية الناتو الدفاعية والأمنية حيث بلغت إسهامات كلا منهما ما يقرب من 16% تليهما بريطانيا بنسبة إسهامات تصل إلى 10%، لافتا إلى أنه في هذه الحالة لن تجد الدول الأوروبية صعوبة كبيرة في تعويض الفراغ الذي سوف تخلفه الولايات المتحدة في حال انسحابها من الحلف.
وأشار المقال إلى تقدير الخبير الاستراتيجي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية "بين شراير" الذي أعرب عن اعتقاده أنه إذا تمكنت الدول الأوروبية من تعزيز وحدتها وتقوية وحدة صفها وقامت بشراء العتاد اللازم للدفاع عن أمنها بمقدورها في هذه الحالة أن تشكل قوة ردع تقليدية ونووية لروسيا.
وأكد الخبير الاستراتيجي كما يشير المقال على أن الدول الأوروبية بمفردها قادرة على إدارة مواردها اللازمة لحماية أمنها بكفاءة ولكن السؤال المهم الذي يطرح نفسه هو: هل لدى الدول الأوروبية الرغبة الحقيقية للقيام بهذا الدور؟
ولفت المقال إلى أن هذا السؤال هو جوهر المسألة حيث أن الولايات المتحدة ظلت على مدار 75 عاما من خلال 14 إدارة أمريكية بما فيها إدارة دونالد ترامب الأولى هي العمود الفقري وحجر الزاوية الذي ساعد على تماسك التحالف.
وأضاف المقال أنه خلال الحرب الباردة شكلت القوات الأمريكية على الأراضي الأوروبية قوة ردع للطموحات السوفيتية لتوسيع حلف وارسو كما أن حملات الناتو في منطقة البلقان في فترة التسعينات من القرن الماضي تمت بمساعدة القوات الأمريكية، موضحا أنه حتى العشرين من يناير الماضي وقبل تولي دونالد ترامب منصبه كانت واشنطن على قائمة دول الحلف الداعمة لأوكرانيا.
إلا أن الكثير من المحللين يرون أن تلك الحقبة من التضامن بين دول الناتو عبر الأطلنطي والتي استمرت لعقود طويلة قد تنتهي بعد تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة.
وأشار المقال في هذا السياق إلى تصريحات الخبير الاستراتيجي ومساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق "دان فرايد" حيث يقول أن اللقاء العاصف بين ترامب وزيلينسكي مؤخرا في المكتب البيضاوي والذي في أعقابه أعلن الرئيس الأمريكي وقف المساعدات الأمريكية لكييف تسبب في صدع كبير ليس فقط في علاقة واشنطن بكييف ولكن في سياسة الولايات المتحدة "لدعم العالم الحر" والتي بدأت منذ عهد الرئيس ترومان وحتى إدارة الرئيس ريجان.
وفي الوقت نفسه يرى كثير من المحللين أنه في حالة انسحاب القوات الأمريكية من أوروبا سوف تترك بنية تحتية مهمة داخل القارة الأوروبية حيث أن لديها 31 قاعدة عسكرية دائمة في أوروبا إلى جانب منشأت برية وبحرية وجوية والتي سوف تكون متاحة للقوات الأوروبية التي سوف تحل محل القوات الأمريكية.
ويشير المقال في الختام إلى أن الأمل يحدو الكثيرين أن يكون الحديث عن انسحاب الولايات المتحدة من حلف الناتو مجرد تهديد من جانب ترامب بهدف إجبار دول الحلف على العمل من أجل زيادة ميزانية الإنفاق العسكري.