الخبير الفلاحي لـعربي21: النفق أثبت فشل الاحتلال.. تحدث عن مسار حرب غزة
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
يستمر العدوان على قطاع غزة منذ 73 يوما، موقعا نحو 20 ألف شهيد، وعلى الرغم من وصول قوات الاحتلال إلى مدينة خانيونس جنوب القطاع، إلا أن المقاومة لا تزال تقاتل ببسالة، وتكبد جيش الاحتلال الإسرائيلي خسائر فادحة.
ولتحليل مسار الحرب عسكريا، التقت "عربي21" بالخبير العسكري والاستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي، والذي أكد أن النفق الضخم الذي أعلن الاحتلال عن كشفه قرب معبر بيت حانون (إيرز) شمال قطاع غزة، ما هو إلا فشل استخباري جديد يضاف إلى الفشل في كشف هجوم 7 تشرين أول/ أكتوبر ومنعه قبل وقوعه.
وأوضح الفلاحي بأنه على الرغم من توغل الاحتلال بعدة مناطق في قطاع غزة، إلا أنه لم يتمكن من السيطرة عليها بشكل كامل، بمعنى دباباته ثبتت في بعض المناطق، ولكن مع ذلك لا زال القتال محتدم في مناطق أخرى.
ولفت إلى أن هناك عدة عوامل تتحكم في متى ستنتهي هذه الحرب، منها مدى مقدرة فصائل المقاومة على الاستمرار، كذلك تأثير الضغوطات الداخلية في إسرائيل.
وتاليا نص الحوار:
كيف تقيم الوضع العسكري لجيش الاحتلال والمقاومة بعد وصول الأول لخانيونس؟
التقييم للمعركة بشكل عام بعد 73 يوم من المعارك الضارية التي تدور في قطاع غزة سواء في القطاع الشمال والان في القطاع الجنوبي، هو أن هجوم العدو في البداية كان على جبهة ضيقة وهي باتجاه القطاع الشمالي.
وبعد انتهاء الهدنة انتقل لمرحلة ثانية بالهجوم على جبهة واسعة، وبذلك أصبح الهجوم شامل للقطاعين الشمالي الجنوبي، وبالتالي هناك إشكال حقيقي بالنسبة لقوات جيش الاحتلال على مستوى الخطط والعمليات، وعلى مستوى الفشل الاستخباري وادارة المعركة بما فيها التكتيكات التي تستخدم للسيطرة على المناطق.
ونعم استطاع العدو خلال الفترة الماضية أن يتوغل في كثير من المناطق، ولكنه لم يتمكن من السيطرة عليها بشكل كامل، إضافة لذلك هناك مناطق أصبحت تحت سيطرة العدو بمعنى نجح بالتوغل فيها، وهناك مناطق أخرى يتم القتال عليها وتحتدم المعارك فيها، أو أراضي لا زالت تحت سيطرة المقاومة.
وبالتالي نحن نتكلم عن ميدان تتشابك وتتداخل فيه القطاعات بشكل كبير جدا، ونحن أمام مرحلة صعبة وحاسمة بالنسبة للطرفين، لذلك اعتقد بأن هذه المرحلة تسمى مرحلة التعادل أو التوازن الاستراتيجي لكلا الطرفين، فالمدافع يحاول منع تحقيق المهاجم لاهدافه، والمهاجم يحاول الوصول إلى الأهداف التي وضعها لتحقيق أهداف سياسية أطلق من أجلها العملية العسكرية.
قلت إن الاحتلال فشل استخباريا، لو توضح لنا كيف ذلك؟
نعم بداية دعني أقول بأن الفشل الاستخباري لدى الاحتلال هو فشل متراكم، أولا الفشل في عدم كشف الهجوم الذي تم في 7 تشرين أول/أكتوبر باتجاه مناطق غلاف غزة، حيث فشلت الاستخبارات العسكرية لجيش الاحتلال بكشف هذا الهجوم وبالتالي فشلت معه جميع الأجهزة الأمنية، ويُعد هذا إشكال حقيقي بالنسبة لهذه الأجهزة.
يضاف إلى ذلك بأنه عندما تم الدخول إلى منطقة غلاف غزة تم تدمير القطاعات العسكرية والاستخبارية المسؤولة عن هذه المنطقة، ولهذا تم المجيء بقطاعات جديدة للعمل فيها وليس لديهم معلومات مفصلة عن الأرض ولا عن طبيعة القطاعات التي تقاتل في داخل مدينة غزة.
إذن هم ليس لديهم معلومات عسكرية أو استخباراتية يمكن من خلالها وضع الخطط لتنفيذ عملية حربية أو عملية هجوم داخل قطاع غزة، وهذا الأمر جعل الاحتلال يستند على معطيات ومعلومات غير دقيقة، الأمر الذي جعله يتكبد خسائر كبيرة جدا سواء كان بداية في القطاع الشمالي أو الان في خان يونس.
لذلك نرى بأن تكلفة هذه المعركة قد ارتفعت بشكل كبير جدا، والسبب الرئيسي هو عدم وجود معلومات دقيقة عن الأماكن التي تتواجد فيها المقاومة، ولهذا نرى حتى هذه اللحظة الصواريخ تنطلق من داخل القطاع باتجاه عمق الأراضي المحتلة.
قلت إن وضع الاحتلال عسكريا غير جيد، لكن هل وصوله لخانيونس في الجنوب يعني أنه سيطر على قطاع غزة؟
لا أبدا، كما قلت هو في بداية الهجوم ركز هجومه وجهده العسكري بشكل كامل على القطاع الشمالي ولكن لم تتم السيطرة عليه، الان تم تجزئة هذا الجهد العسكري إلى اتجاهين رئيسيين، فهو يتجه باتجاه الجنوب في الوقت الذي لم يحسم فيه الشمال، وبالتالي هو في مشكلة حقيقية لأنه كان يتصور بأن المعارك في مناطق الجنوب قد تكون أقل حدة من الشمال، ولكنه أيضا اصطدم بمقاومة كبيرة جدا.
ويوم أمس صرح الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال بأن معارك خانيونس ستكون طويلة وقد تستغرق أشهر، وهذا يدل على أن هناك ضراوة في المعارك وشدة في المقاومة.
لذلك أعتقد بأن قيادات الاحتلال تتخبط في مسألة تحقيق الأهداف العسكرية، فهم حتى هذه اللحظة لم يستطيعوا تدمير قدرات حماس ولم يستطيعوا الوصول إلى الأسرى، وبالتالي هناك إشكال حقيقي في تحقيق هذه الأهداف.
يوم أمس عرض جيش الاحتلال صورا لنفق ضخم قريب من معبر بيت حانون، لكنه لم يعلن متى تم كشفه، برأيك لماذا اختار هذا التوقيت بالذات للإعلان عنه؟
فيما يخص هذا النفق، يمكنني القول إن هذا فشل استخباري آخر، أولا إذا تم السيطرة على هذا النفق وأنه يمكن أن يؤدي إلى أنفاق أخرى، كيف تم الكشف عن هذه المعلومة؟! لأنه في السياق العسكري عندما تكون هناك معلومات مهمة لا يتم الكشف عنها إلا بعد فترة بعيدة بحيث تُرفع السرية عن هذه المعلومات ويتم الإدلاء بها.
وبالتالي كيف تم الإعلان عن وجود هذا النفق إن لم تنتفي الحاجة منه أصلا، إضافة إلى ذلك فإن طول هذا النفق كما رشحت المعلومات 4 كيلو متر، ولكن ماذا تعني الأربعة كيلو متر أمام شبكة أنفاق تمتد إلى أكثر من 500 كيلو متر؟! أنا أعتقد أن هذا لا يعني شيئا، وليس له تأثيرا على المستوى العملياتي والاستراتيجي بالنسبة للأنفاق الموجودة لدى فصائل المقاومة.
ولهذا لا شك بأن الاحتلال يحاول منذ بداية المعركة الوصول إلى هذه الأنفاق، ولو وصل إلى بعضها إلا أنه لم يصل لكامل شبكتها، إذن أعتقد أنه في مسألة الأنفاق المعركة لا زالت في بدايتها، ولذلك هناك إشكال حقيقي ومعاناة يعانيها جيش الاحتلال مع وجودها.
لنعد لمسألة السيطرة، هل بعد الإعلان عن هذا النفق يمكن القول إن الاحتلال دخل القطاع ولكن لم يسيطر؟
نعم لا شك بأنه مع هذه القوة القتالية الكبيرة والدعم الغربي والقوة التدميرية التي استخدمها الاحتلال سيستطيع الدخول إلى مناطق معينة، ولكن بناء على طبيعة المعركة الدفاعية فإن المعركة الأولى لا تُحدد نجاح الهجوم من فشله، أيضا يكون دحر العدو على شكل مراحل.
حيث يتم امتصاص زخمه وإدخاله إلى منطقة قتل داخل المناطق المبنية والدفاعية، ثم بعد ذلك يبدأ الهجوم المضاد على هذه القطاعات التي تقدمت وعندئذً تكون الخسائر كبيرة، لأنه في هذه الحالة تُحيد القوة الجوية والمدفعية وتصبح القدرات العسكرية والتكتيكات التي يستخدمها كل طرف هي الحكم والفيصل.
لذلك نرى بأن هناك إشكالية كبيرة لدى قيادة جيش الاحتلال في الدخول لهذه المناطق، وهذا النفق لا يعني شيئا قياسا بشبكة الأنفاق الكبيرة الموجودة في القطاع، ولكن الجيش يريد القول -بأنه استطاع الوصول إلى بعض الأنفاق-، وهي للدعاية الإعلامية أكثر مما هي للعمل الاستخباري والتعبوي.
هناك حديث عن ضغط أمريكي على جيش الاحتلال للانتقال إلى المرحلة الثانية من الهجوم.. ما هي ملامح هذه المرحلة في تقديرك؟
بداية دعني أقول إنه ليس هناك خلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل فيما يخص مسألة الحرب على قطاع غزة، بالعكس هناك توافق تام بينهما، وهناك دعم أمريكي غير مسبوق لهذا الكيان.
مسألة ثانية، الكلام الذي جاء به مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان –بأنه يجب على إسرائيل أن تنهي هذه المرحلة وتبدأ مرحلة أقل كثافة- هو لذر الرماد في العيون، والدليل على هذا أنه بالأمس كان هناك تدمير لمربع سكني كامل حيث تم دكه وتسويته بالأرض.
أيضا تم أول أمس تجريف مستشفى كمال عدوان ودفن الناس وهم أحياء، وبالتالي الكلام الأمريكي ليس له قيمة لأن ما يجري على الأرض يُعطي دلالة واضحة على أن الولايات المتحدة هي من قدمت السلاح لقتل المدنيين، وبالتالي اعتقد أن هذه المرحلة التي تكلم عنها سوليفان لا أساس لها في الواقع.
إذن هل يمكن اعتبار الحديث عن وجود ضغط أمريكي على الاحتلال هو فقط للاستهلاك الداخلي في الولايات المتحدة؟
نعم، ولا شك أن هذه الرؤية الأمريكية التي يتكلمون عنها هي نتيجة الضغط الذي يُمارس على الولايات المتحدة في الأروقة الدولية وخاصة في الأمم المتحدة، الأمر الثاني هناك ضغوطات داخلية على الإجراءات التي تتخذها الحكومة، حيث هناك تدني في شعبية الرئيس جو بايدن بشكل كبير جدا والتي وصلت إلى أكثر من 68 في المائة، وبالتالي هو يخشى من خسارة الانتخابات القادمة.
وحتى هذه الإجراءات التي قام بها ليس لها أي تأثير على مجريات الأحداث في الداخل، ويتم تسويق هذا الكلام بهذه الطريقة فقط للتخلص من الضغوطات التي تُمارس على الادارة إضافة إلى أنه للدعاية الإعلامية فقط.
خرج آلاف من أهالي الأسرى الإسرائيليين في مظاهرات منددة بنتنياهو، برأيك ما تأثيرها على المسار العسكري، وهل يمكن أن تدفع جيش الاحتلال لوقف عملياته في القطاع؟
هناك ثلاث نقاط رئيسية هي التي يمكن أن تجعل لهذه الحرب منحى أخر في مسألة وقفها والتوصل لاتفاقات، النقطة الأولى، ارتفاع الخسائر في الميدان، حيث قد يجبر هذا الأمر قوات الاحتلال على وقف القتال والذهاب للتفاوض وابرام صفقة تبادل أسرى.
النقطة الثانية، الوضع الاقتصادي العام، حيث لولا الدعم الغربي سواء كان العسكري أو الاقتصادي لإسرائيل لما استطاعت أن تستمر وتقاتل طوال هذه المدة وهذا الأمر واضح جدا.
أما النقطة الثالثة فهي قضية الأسرى والتي بدأت تضغط بشكل كبير جدا ولا يمكن تجزئتها من قبل حكومة نتنياهو، ولكن إصراره هو وحكومته من اليمين المتطرف على الاستمرار في هذه الحرب لأنه يعرف جيدا أنه بمجرد أن تقف الحرب سيتم تحويله للمحاكمة والمساءلة القانونية، لذلك هم يصرون هو ووزير دفاعه غالانت والبقية على الذهاب إلى أبعد مدى في هذه الحرب.
لذلك هذا الملف خاصة بعد مقتل الثلاثة أسرى بدأ يضغط بشكل كبير جدا، لأن أحد أهداف العملية العسكرية هو اعادة الأسرى، ولكنه اعادهم مقتولين، الان ثلاثة وقبلهم كان هناك الأسير ساعر باروخ، بمعنى نحن نتكلم عن أسرى يتم قتلهم الان بأسلحة صهيونية.
إذن هناك إشكال حقيقي في تحقيق هذا الهدف، لذلك هذه المظاهرات تضغط الان بشكل كبير جدا، أيضا هناك معارضة من اليسار تقول –بأنه يجب على نتنياهو الرحيل وأن يتم وقف الحرب وأن عليه الذهاب لصفقة تبادل أسرى-.
إذن برأيك من سينتصر بالنهاية خوف نتنياهو على مستقبله السياسي، أم صوت أهالي الأسرى المطالب بعودتهم ووقف الحرب؟
من المعروف أن هناك ضغوطات داخلية كبيرة، حيث يوجد ضغط من المعارضة على نتنياهو، وبكل معركة انت تحتاج لبيئة سياسية متوافقة وجبهة داخلية متماسكة، وهذا شرط أساسي يجب توافره حينما تتوجه لأي حرب، ولكن الان لا توجد جبهة سياسية متوافقة، كما أن هناك إشكالات وخلافات بين القيادة العسكرية ونتنياهو.
وبالتالي الجبهة الداخلية المتماسكة بدأت تتفلت، والدليل على ذلك هناك مظاهرات الان انتقلت إلى باب وزارة الدفاع، إذن نحن نتكلم عن ضغوطات تُمارس، ولكن إلى أي مدى سيذهب نتنياهو في هذا الأمر؟! انا اعتقد بأن هذا سيعتمد على تطورات الموقف في الداخل وفي ساحة القتال.
أخيرا متى وكيف تتوقع أن تكون نهاية هذه الحرب؟
توقيت نهاية الحرب سيعتمد على طبيعة المعركة التي تجري الآن، بمعنى حسب القدرات القتالية لفصائل المقاومة ومدى امكانيتها على الاستمرار في المقاومة ومدى قدرتها على منع الاحتلال من تحقيق أهدافه.
كذلك يعتمد الأمر على مدى قدرة المقاومة على إحداث أكبر خسائر في الآليات والمعدات والقوة البشرية، حيث هذا ما سيجعل الاحتلال يعيد حساباته ويلجأ إلى التفاوض والاتفاق حول وقف إطلاق نار شامل.
يضاف إلى ذلك الضغوطات الداخلية والوضع الاقتصادي للكيان الصهيوني والضغوطات الدولية التي تُمارس الان بشكل كبير جدا، وبالتالي هذه النقاط مجتمعة يمكن أن تكون أسباب ضاغطة على جيش الاحتلال لإنهاء هذه الحرب، ولهذا لا يمكن أن نضع سقف زمني لانتهاء الحرب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مقابلات غزة الاحتلال فلسطين غزة الاحتلال القسام طوفان الاقصي مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة بشکل کبیر جدا جیش الاحتلال هذه المرحلة الوصول إلى هذه الحرب هذا الأمر فی القطاع هذا النفق قطاع غزة أن هناک یمکن أن التی ت
إقرأ أيضاً:
نهاد عوض لـعربي21: مسلمو أمريكا أصبح لديهم لوبي فاعل لا يمكن تجاوزه (فيديو)
قال المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR) ، نهاد عوض، إن "المسلمين الأمريكيين أصبح لديهم لوبي سياسي فاعل، لا يمكن تجاهله أو تجاوزه في المشهد السياسي الأمريكي"، متوقعا "حدوث قفزة في صعود المسلمين إلى الكونغرس الأمريكي، خاصة أن نسبة مشاركة المسلمين في الحياة السياسية تزداد يوما بعد يوم".
وأشار، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، إلى أن "نتائج الانتخابات الأمريكية لم تكن مفاجئة للجالية المسلمة؛ حيث صوت المسلمون ضد سياسة بايدن وكمالا هاريس التي خيبت آمالهم، لا سيما فيما يخص القضايا الإنسانية وقضية فلسطين على وجه الخصوص"، موضحا أن "التصويت تفرق بين حزب الخضر بنسبة 55%، وترامب بنسبة 23%، فيما حصلت هاريس على 21% من أصوات المسلمين".
وذكر المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، الذي يعد أكبر منظمة غير ربحية في الولايات المتحدة للدفاع عن الحقوق المدنية للمسلمين، أن "المسلمين سبق أن عانوا من سياسات ترامب في ولايته الأولى، لكنهم وقفوا ضدها. ومع أن ترامب حاول استمالة الجالية العربية والمسلمة، لا تزال هناك مخاوف من تكرار السياسات السلبية كحظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة أو تأييد الحكومة الإسرائيلية المتطرفة في خطط التوسعة أو التطبيع على حساب الفلسطينيين".
عوض أشار إلى أن "اللوبي الإسرائيلي، رغم قوته، بدأ يفقد نفوذه تدريجيا خاصة بين الشباب الأمريكي"، مؤكدا أن "هناك نمو للوعي الرافض للهيمنة الإسرائيلية بسبب السياسات الاقتصادية والأوضاع المعيشية المتردية".
وإلى نص المقابلة المصورة مع "عربي21":
كيف تقرأ نتائج الانتخابات الأمريكية، وهل حملت أي مفاجآت برأيكم؟
النتائج لم تفاجئنا في الولايات المتحدة. قد تكون فاجأت العديد من المراقبين أو المهتمين بهذا الشأن من خارج الولايات المتحدة. عدم المفاجأة لا يعني الرضا أو الاستياء، وإنما لأن غالبية المسلمين والعرب في الولايات المتحدة اتخذوا قرار التصويت عن قصد وإرادة، وهو مبني على مبادئ وحسابات كثيرة.
وبالرغم من ذلك كان هناك انقساما داخل الصوت المسلم والعربي في كافة الولايات، وخاصة في الولايات المتأرجحة، لكن القاسم المشترك بين جميع مَن صوّتوا -أو أغلبهم- أنهم كانوا غير راضين عن سياسة إدارة بايدن، أو البرنامج السياسي لكمالا هاريس، وهذا الغضب هو الذي دفع المسلمين للمشاركة في التصويت أكثر من الماضي.
رأى المصوّتون أن تباين الأصوات هو الأنسب لأنهم كانوا يبحثون عمَن يعبر عن شعورهم، أو استيائهم، وكذلك هو وسيلة لعقاب المرشحة الرئاسية كمالا هاريس، لذا ذهبت غالبية الأصوات إلى مرشحة الحزب البديل حزب الخضر(جيل ستاين)، ثم في المرتبة الثانية المرشح ترامب، والثالثة لصالح هاريس، وكان ذلك بواقع 55% لصالح جيل ستاين، وحوالي 23% لصالح ترامب، وحوالي 21% لصالح كمالا هاريس.
الناخب المسلم اعتاد التصويت للحزب الديمقراطي بنسبة تتجاوز 70% خلال الأعوام الماضية.. ما الذي اختلف هذه المرة؟
الذي اختلف هو موقف إدارة بايدن، والبرنامج السياسي لكمالا هاريس؛ فهناك شعور بخيبة الأمل، بل وخيانة هذه المرشحة وإدارتها الديمقراطية لقيم الإنسانية، وخيانة الوعود باحترام حقوق الإنسان داخل الولايات المتحدة وخارجها، وبالطبع غزة لم تكن السبب الوحيد، هناك أسباب أخرى لكن أهم ما يشغل المسلم الأمريكي هو حرب الإبادة في غزة.
ما آثار نتائج الانتخابات على وضع المسلمين داخل وخارج الولايات المتحدة؟
المسلمون بصدد التعاطي مع إدارة ترامب القادمة، وقد عاشوا وتفاعلوا من قبل مع سياساته المؤذية ولم يفت ذلك في عضدهم في الوقوف أمام سياساته، وخاصة مع قرار حظر دخول المسلمين الولايات المتحدة، واستهداف الأقليات المهاجرة بترحيلهم، وفصل أبنائهم عن أسرهم.
وأيضا تفاعلهم مع سياسة ترامب تجاه الشرق الأوسط، وهي السياسة المرتجلة التي تعتمد على شخصه، وتلغي الأسس الديمقراطية، ودعائم الحكم في الولايات المتحدة، باستخدام المحسوبية والشخصنة في اتخاذ القرار.
هل ستكون إدارة ترامب القادمة مختلفة عما كانت عليه؟، نحن لا نستطيع التنبؤ بشكل كبير، إلا أن الجميع يلحظ أن ترامب حاول التواصل مع الجالية المسلمة والعربية لكسب أصواتها، وأن يكونوا جزءا من هامش النصر له في تفوقه على كمالا هاريس، وخاصة في الولايات المتأرجحة، وبالتحديد في ولاية ميشيغان، وبعض مناطق تركز العرب والمسلمين مثل منطقة ديربورن، وعموم الولاية المهمة، وقد اعترف ترامب بجميل المسلمين والعرب في هذه الولاية، وأثرها على فوزه في هذه الانتخابات الرئاسية.
هل سينعكس ذلك إيجابا؟، أعتقد أننا سنشهد تخفيف في حدة السياسة المعادية للمسلمين في الولايات المتحدة، وقد لاحظنا ذلك منذ عدة أشهر، لكننا أيضا لسنا سذج، وندرك السياسة وثمنها، وندرك المصالح السياسية، نحن ندور حول مصالحنا، ولا ننكر بعض الأمور الطفيفة المستجدة.
أما عن سياسته تجاه الشرق الأوسط، فأعتقد أن المسلمين والعرب الذين أيّدوه بإمكانهم أن يستفيدوا من التواصل معه، لتحييد جزء من سياسته تجاه الوضع في فلسطين، وموضوع التسوية، وتعديل سياسته تجاه التطبيع مع الدول العربية على حساب الفلسطينيين.
يجب إعلاء أصوات المسلمين والعرب الذين دعموه وأيّدوه إن كانت هناك تسوية بأن ترتكز على العدالة، بخلاف ما جرى في فترة رئاسته الأولى عندما أعطى الحق لإسرائيل بضم الجولان، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وغيرها من التجاوزات السياسية الأمريكية التقليدية.
فهل سنرى تكرار هذا المشهد وإرضاء حكومة اليمين المتطرف حكومة نتنياهو، من خلال ضم الضفة الغربية، أو ترحيل الفلسطينيين إلى الأردن أو إلى سيناء، وإخلاء شمال غزة أو إخلاء غزة بشكل كامل.. لا يمكن التنبؤ بدقائق هذه السياسة، لكننا نتوقع أن يكون هناك شيئا منها، وسنستمر في مواجهة هذه السياسة إذا شرع بها.
هل صوت المسلم الأمريكي بات مؤثرا في الانتخابات عموما أم لا؟
لا يمكن لأي عاقل أو مراقب أو حتى سياسي في الولايات المتحدة أن ينكر تعاظم وجود المسلمين، وتأثيرهم السياسي في الساحة الأمريكية، بل نذكر الأسبوع الماضي، وخلال استطلاع النتائج وفرز الأصوات، كانت كل وسائل الإعلام الأمريكية تتحدث عن أهمية الصوت العربي والمسلم في حسم المعركة الانتخابية بولاية ميشيغان والولايات المتأرجحة الأخرى، وليس ذلك فقط، بل كيف خسر الحزب الديمقراطي أكثر من 10 ملايين صوت من فئة الشباب الذين لم يرضوا عن سياسة إدارة بايدن، وهم حلفاء طبيعيين لقضايا المسلمين أو قضية فلسطين بالتحديد.
كيف يمكن للمسلمين المساهمة في المشهد السياسي الأمريكي للمطالبة بحقوقهم؟
أن يكونوا جزءا واضحا وجليا من هذا الحراك السياسي والعملية السياسية الأمريكية، كما يجب أن ينخرطوا ويستثمرون بالعمل السياسي ليس فقط خلال فترة الانتخابات، بل عن طريق إعداد وتطوير الكوادر السياسية على مستوى الولايات المتحدة.
نسبة مشاركة المسلمين في الحياة السياسية تزداد يوما بعد يوم، ولدينا حتى الآن حوالي 43 مسلما ومسلمة في مجالس النواب المحلية، وإذا أرادوا أن يرتقوا ويتقدموا إلى مقاعد الكونغرس الأمريكي خلال السنوات القادمة؛ فهناك رصيد من الكوادر السياسية المتدربة التي بإمكانها أن ترتقي إلى مستويات أعلى، وهذا تطور طبيعي إيجابي نشهده ونحن جزء منه في حياة المسلمين السياسية الأمريكية.
هل يمكن أن نشهد قفزة في صعود المسلمين إلى الكونغرس الأمريكي؟
بالفعل قد نشهد قفزة كبيرة في صعود المسلمين إلى الكونغرس. وكما أسلفت هناك حوالي 43 عضوا في مجالس نواب محلية تابعة للولايات بإمكانهم خوض الانتخابات على مستوى الكونغرس، وسنشهد كل سنتين زيادة ملموسة في عدد المسلمين الذين يدخلون الكونغرس الأمريكي؛ فهناك خبرات متراكمة، واهتمام وإدراك بضرورة التركيز على الانخراط في الحياة والعملية السياسية؛ حرصا على مصالحنا ومصلحة البلاد، وكذلك في محاولة لترشيد سياسة الولايات المتحدة تجاه المسلمين في الولايات المتحدة ومع العالم العربي والإسلامي.
هل يمكن أن يكون هناك «لوبي إسلامي» مستقبلا في الولايات المتحدة؟
ليس مستقبلا بل اليوم؛ فما يسمى باللوبي الإسلامي موجود الآن بالفعل، ويتعاظم أثره وينتشر بشكل أكبر، وقد أطلقت عدد من المؤسسات -بما فيها "كير"- لجان عمل سياسية، وبعض هذه اللجان تعمل منذ سنوات، ولكن خلال هذه السنة بدأت تعمل على مستوى الولايات وعلى المستوى الفيدرالي، وهذا المشهد لم تشهده الولايات المتحدة من قبل.
كيف ترى تأثير وقوة اللوبي الصهيوني (الإيباك) الموالي لإسرائيل في أمريكا؟
لا يمكن لعاقل أن ينكر عمق أثر بل الدمار التي تحدثه المؤسسات الموالية لإسرائيل على الحياة والسياسة الأمريكية، وعلى العدالة خارج الولايات المتحدة بشكل خاص، لكننا نلحظ أن هذا "العملاق الظالم" بدأت تتفلت الأمور من بين أصابعه، وبدأ نفوذه يتآكل، والدليل على ذلك مئات الملايين التي ضخها اللوبي الموالي لإسرائيل لحماية وإنجاح كمالا هاريس في هذه الانتخابات، ولم يفيدها بشيء.
لذلك، نلاحظ تراجع في نفوذ اللوبي الموالي لإسرائيل وتآكل روايته على مستوى الرأي العام وخاصة بين الشباب الأمريكي واليهودي، وهذا لا يعني أنه إلى زوال قريب؛ فهذه أيضا من المبالغات، لكن لا أحد ينكر تآكل وتراجع نفوذ اللوبي الإسرائيلي على الرأي العام الأمريكي.
هذا الأمر بات جليا وواضحا للجميع وليس للجاليات العربية والمسلمة فحسب؛ فهناك مكونات أمريكية مجتمعية، وسياسية، وثقافية، وحتى أكاديمية ترفض هيمنة ونفوذ اللوبي الموالي لإسرائيل على سياسة الولايات المتحدة، واستغلال مقدراتها بتمويل وتجهيز دعم حرب إبادة على الفلسطينيين، في حين أن المواطن الأمريكي يشتكي من قلة لقمة العيش، ويشتكي من البطالة، والتضخم المالي وغلاء الأسعار وتراجع الاقتصاد الأمريكي، وهذه أحدى الأسباب التي فاز بسببها ترامب، وهو معالجة الاقتصاد، بعد إخفاق سياسة بايدن الاقتصادية التي تعتبر "كريمة" مع إسرائيل، لكنها عاجزة أمام احتياجات المواطن الأمريكي.
هل يمكن أن نرى اليوم الذي يصبح فيه اللوبي الإسلامي أكثر قوة من اللوبي الصهيوني في أمريكا؟
نعم، هناك مساحات للتحسن، لكننا أمام عدو وخصم كبير، وله جذور عميقة مُضرّة للحياة السياسية الأمريكية. لذا، نحن نعمل على إحداث نوع من التوازن من خلال التعاون مع فئات أمريكية مساندة لنا في الولايات المتحدة للتخلص من قبضة نفوذ اللوبي الإسرائيلي الذي يضر بمصالح الولايات المتحدة، وهذه مسيرة ستأخذ وقتا طويلا لكننا نسير في الاتجاه الصحيح والمستقبل ليس في صالح اللوبي الموالي لإسرائيل.
هل علاقة ترامب بالمسلمين خلال فترة رئاسته الجديدة ستكون مشابهة لعلاقته بهم خلال ولايته السابقة؟
ترامب تراجع عن خطابه المعادي للمسلمين والعرب خلال الشهور الماضية؛ لأنه يدرك أنهم الآن رقما سياسيا لا يمكن تجاوزه، وهو أيضا بحاجة للعمل معهم، لكن هل سيفي بوعده لمَن ساعده في النصر؟، هناك نوع من التفاؤل الحذر، وأيضا هناك تشاؤم حذر بنفس القيمة؛ لأننا لا يجب أن ننسى من هو هذا الشخص وسياسته الارتجالية، وهو رجل أعمال يسعى نحو مصلحته الشخصية، وتشابك المصالح بين الفئات المتخاصمة قد يقود إلى توافق بين هذه المصالح، وإن كان جزئيا أو مرحليا أو مؤقتا.
كيف أثرت سياسات ترامب السابقة المتعلقة بالهجرة وحظر السفر على الجالية المسلمة؟
الجميع شاهد ظلم هذه السياسة، ومع الأسف المحكمة الدستورية العليا وافقت ترامب في بعض هذه السياسات، كما أخفق في تطبيق بعض السياسات على بعض الولايات التي رفضت الانصياع لأوامره الرئاسية؛ لأنها ولايات زرقاء (أي ديمقراطية) ذات اقتصاد خاص ومستقل، وبإمكانهم ألا ينصاعوا لسياساته الخاصة برفض استقبال بعض المهاجرين أو تطبيق عقوبات عليهم، لكن أيضا بإمكانه أن يهددهم بمنع المساعدات الفيدرالية عند الحاجة، لكن إن نفذ دونالد ترامب عمليات التهجير القسري ضد الآلاف من المهاجرين غير الموثقين؛ فالمسلمين وغيرهم في شراكة من حيث المساندة لمواجهة هذه السياسات بقدر الإمكان، بمعنى آخر سياسة ترامب القادمة ستشهد تغييرا طفيفا بسبب اعترافه بفضل هذه الأقليات، وإعطائه هامش النصر، لكنه لن يتراجع عن هذه السياسات بشكل كامل لأنها كانت جزء من برنامجه السياسي الذي نجح بموجبه.
لماذا هناك انقسام بين المسلمين في أمريكا، ومَن الذي يمثلهم اليوم؟
الانقسام كان في توجهات الناخبين؛ لأنهم أرادوا أن يُحدثوا تغييرا، وأرادوا عقاب الحزب الديمقراطي، واجتهدوا في تحديد مرشحهم، لأنهم يتفقوا على الأجندة، وهذا الخلاف سطحي تكتيكي، والذي قاد إلى هذا الغضب هو الظلم الذي وقع على الفلسطيني وكيفية التعبير عنه ولمن يجب ان يصوتون.
المسلمون وغيرهم متحدون في موضوع الدفاع عن الإنسانية والوقوف أمام الظلم، لكن العبرة بكيفية توظيف هذا الغضب، وتقديمه في برنامج سياسي فاعل.
هناك اجتهادات متوقعة ومسموحة وبريئة، ولا يجب أن ندين أو نعاقب أو نلوم كل مَن صوّت لأنه صوّت من باب الحرص على تأدية الواجب، والقيام بما هو سليم وصائب من وجهة نظرهم.
الجالية المسلمة ليست على قلب رجل واحد؛ فهذا التوقع غير منطقي لأنها جالية متنوعة وفئات مجتمعية متنوعة، وهو أمر موجود في كل المكونات المجتمعية الأمريكية، وأحيانا قد تكون الجالية المسلمة أكثر توحدا من أي مجموعة أخرى، لكنها لن تكون متحدة مئة بالمئة؛ فالناس خلقوا بطباع وأولويات، ومشارب، وتوجهات مختلفة، لكن بشكل عام المسلمون الأمريكيون يسيرون في الاتجاه نحو النضج السليم.
هل تتوقع قيام ترامب باختيار مسلمين ضمن إدارته الجديدة أم لا؟
نعم، أتوقع ذلك إذا التزم دونالد ترامب بوعده بالوفاء للمسلمين والعرب الناخبين الذين صوّتوا له وكانوا سببا في انتصاره فإنه سيُعين مسلمين وعربا في بعض المواقع بما فيها في مناصب تنسيقية؛ فهذا كان جزءا من المطالب التي تقدم بها بعض الأشخاص الذين التقوا به.
كيف تنظر لمستقبل المسلمين في أمريكا، وما المطلوب منهم اليوم؟
المستقبل بيد الله، وإذا التزم المسلمون بهدي دينهم، وبأخلاق التعامل، وقاموا بواجبهم، وأدركوا أهميتهم الاستراتيجية، والمسؤوليات المُلقاة على عاتقهم كمواطنين أمريكيين يجب أن يساهموا في إنعاش الحياة الأمريكية، وترشيد سياستها تجاه جميع مكونات المجتمع الأمريكي نحو العدالة والإنصاف والرخاء، وأيضا ترشيد السياسة الأمريكية تجاه قضايا الأمة العربية والإسلامية.
ونتمنى أن يركزوا في البناء الاستراتيجي، بأن يركزوا على تنمية قدرات المؤسسات السياسية، وأن يشجعوا أبناءهم وبناتهم بالتوجه لدراسة العلوم السياسية، والقانون، وصناعة الأفلام، والإعلام، ودراسة التاريخ؛ ليملأوا هذه الفجوة التي عانى منها العرب والمسلمون على مدى اجيال.
وقد اقترحت على العديد من المراكز الإسلامية في أمريكا تخصيص منح دراسية سنوية لتشجيع الطلبة للتوجه نحو هذه الدراسات؛ لصناعة منصات تفرز كوادر سياسية واجتماعية وإعلامية وقانونية تدعم وتحمي مصالحهم، وأيضا تساهم في تقديم نفس سياسي جديد يشارك في صياغة السياسة والمعادلة الأمريكية.
ويجب علينا تطوير المؤسسات السياسية، ونحن في منظمة "كير" كنّا، ولا زلنا، المؤسسة المسلمة الوحيدة التي قامت بتطوير مجموعة عمل سياسية تسمى "كير باك"، والتي ستكون المنافس الوحيد والرئيسي في الساحة الأمريكية لنفوذ "الإيباك" على السياسية والكونغرس الأمريكي. وخلال العام الماضي، ومنذ اندلاع "طوفان الأقصى" تم إنشاء نحو 50 مؤسسة إسلامية تُسمى "لجنة العمل السياسي" في ولايات عديدة، والتي تركز على المال السياسي وتأييد مرشحين في الأحزاب والانتخابات المحلية.