الخبير الفلاحي لـعربي21: النفق أثبت فشل الاحتلال.. تحدث عن مسار حرب غزة
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
يستمر العدوان على قطاع غزة منذ 73 يوما، موقعا نحو 20 ألف شهيد، وعلى الرغم من وصول قوات الاحتلال إلى مدينة خانيونس جنوب القطاع، إلا أن المقاومة لا تزال تقاتل ببسالة، وتكبد جيش الاحتلال الإسرائيلي خسائر فادحة.
ولتحليل مسار الحرب عسكريا، التقت "عربي21" بالخبير العسكري والاستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي، والذي أكد أن النفق الضخم الذي أعلن الاحتلال عن كشفه قرب معبر بيت حانون (إيرز) شمال قطاع غزة، ما هو إلا فشل استخباري جديد يضاف إلى الفشل في كشف هجوم 7 تشرين أول/ أكتوبر ومنعه قبل وقوعه.
وأوضح الفلاحي بأنه على الرغم من توغل الاحتلال بعدة مناطق في قطاع غزة، إلا أنه لم يتمكن من السيطرة عليها بشكل كامل، بمعنى دباباته ثبتت في بعض المناطق، ولكن مع ذلك لا زال القتال محتدم في مناطق أخرى.
ولفت إلى أن هناك عدة عوامل تتحكم في متى ستنتهي هذه الحرب، منها مدى مقدرة فصائل المقاومة على الاستمرار، كذلك تأثير الضغوطات الداخلية في إسرائيل.
وتاليا نص الحوار:
كيف تقيم الوضع العسكري لجيش الاحتلال والمقاومة بعد وصول الأول لخانيونس؟
التقييم للمعركة بشكل عام بعد 73 يوم من المعارك الضارية التي تدور في قطاع غزة سواء في القطاع الشمال والان في القطاع الجنوبي، هو أن هجوم العدو في البداية كان على جبهة ضيقة وهي باتجاه القطاع الشمالي.
وبعد انتهاء الهدنة انتقل لمرحلة ثانية بالهجوم على جبهة واسعة، وبذلك أصبح الهجوم شامل للقطاعين الشمالي الجنوبي، وبالتالي هناك إشكال حقيقي بالنسبة لقوات جيش الاحتلال على مستوى الخطط والعمليات، وعلى مستوى الفشل الاستخباري وادارة المعركة بما فيها التكتيكات التي تستخدم للسيطرة على المناطق.
ونعم استطاع العدو خلال الفترة الماضية أن يتوغل في كثير من المناطق، ولكنه لم يتمكن من السيطرة عليها بشكل كامل، إضافة لذلك هناك مناطق أصبحت تحت سيطرة العدو بمعنى نجح بالتوغل فيها، وهناك مناطق أخرى يتم القتال عليها وتحتدم المعارك فيها، أو أراضي لا زالت تحت سيطرة المقاومة.
وبالتالي نحن نتكلم عن ميدان تتشابك وتتداخل فيه القطاعات بشكل كبير جدا، ونحن أمام مرحلة صعبة وحاسمة بالنسبة للطرفين، لذلك اعتقد بأن هذه المرحلة تسمى مرحلة التعادل أو التوازن الاستراتيجي لكلا الطرفين، فالمدافع يحاول منع تحقيق المهاجم لاهدافه، والمهاجم يحاول الوصول إلى الأهداف التي وضعها لتحقيق أهداف سياسية أطلق من أجلها العملية العسكرية.
قلت إن الاحتلال فشل استخباريا، لو توضح لنا كيف ذلك؟
نعم بداية دعني أقول بأن الفشل الاستخباري لدى الاحتلال هو فشل متراكم، أولا الفشل في عدم كشف الهجوم الذي تم في 7 تشرين أول/أكتوبر باتجاه مناطق غلاف غزة، حيث فشلت الاستخبارات العسكرية لجيش الاحتلال بكشف هذا الهجوم وبالتالي فشلت معه جميع الأجهزة الأمنية، ويُعد هذا إشكال حقيقي بالنسبة لهذه الأجهزة.
يضاف إلى ذلك بأنه عندما تم الدخول إلى منطقة غلاف غزة تم تدمير القطاعات العسكرية والاستخبارية المسؤولة عن هذه المنطقة، ولهذا تم المجيء بقطاعات جديدة للعمل فيها وليس لديهم معلومات مفصلة عن الأرض ولا عن طبيعة القطاعات التي تقاتل في داخل مدينة غزة.
إذن هم ليس لديهم معلومات عسكرية أو استخباراتية يمكن من خلالها وضع الخطط لتنفيذ عملية حربية أو عملية هجوم داخل قطاع غزة، وهذا الأمر جعل الاحتلال يستند على معطيات ومعلومات غير دقيقة، الأمر الذي جعله يتكبد خسائر كبيرة جدا سواء كان بداية في القطاع الشمالي أو الان في خان يونس.
لذلك نرى بأن تكلفة هذه المعركة قد ارتفعت بشكل كبير جدا، والسبب الرئيسي هو عدم وجود معلومات دقيقة عن الأماكن التي تتواجد فيها المقاومة، ولهذا نرى حتى هذه اللحظة الصواريخ تنطلق من داخل القطاع باتجاه عمق الأراضي المحتلة.
قلت إن وضع الاحتلال عسكريا غير جيد، لكن هل وصوله لخانيونس في الجنوب يعني أنه سيطر على قطاع غزة؟
لا أبدا، كما قلت هو في بداية الهجوم ركز هجومه وجهده العسكري بشكل كامل على القطاع الشمالي ولكن لم تتم السيطرة عليه، الان تم تجزئة هذا الجهد العسكري إلى اتجاهين رئيسيين، فهو يتجه باتجاه الجنوب في الوقت الذي لم يحسم فيه الشمال، وبالتالي هو في مشكلة حقيقية لأنه كان يتصور بأن المعارك في مناطق الجنوب قد تكون أقل حدة من الشمال، ولكنه أيضا اصطدم بمقاومة كبيرة جدا.
ويوم أمس صرح الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال بأن معارك خانيونس ستكون طويلة وقد تستغرق أشهر، وهذا يدل على أن هناك ضراوة في المعارك وشدة في المقاومة.
لذلك أعتقد بأن قيادات الاحتلال تتخبط في مسألة تحقيق الأهداف العسكرية، فهم حتى هذه اللحظة لم يستطيعوا تدمير قدرات حماس ولم يستطيعوا الوصول إلى الأسرى، وبالتالي هناك إشكال حقيقي في تحقيق هذه الأهداف.
يوم أمس عرض جيش الاحتلال صورا لنفق ضخم قريب من معبر بيت حانون، لكنه لم يعلن متى تم كشفه، برأيك لماذا اختار هذا التوقيت بالذات للإعلان عنه؟
فيما يخص هذا النفق، يمكنني القول إن هذا فشل استخباري آخر، أولا إذا تم السيطرة على هذا النفق وأنه يمكن أن يؤدي إلى أنفاق أخرى، كيف تم الكشف عن هذه المعلومة؟! لأنه في السياق العسكري عندما تكون هناك معلومات مهمة لا يتم الكشف عنها إلا بعد فترة بعيدة بحيث تُرفع السرية عن هذه المعلومات ويتم الإدلاء بها.
وبالتالي كيف تم الإعلان عن وجود هذا النفق إن لم تنتفي الحاجة منه أصلا، إضافة إلى ذلك فإن طول هذا النفق كما رشحت المعلومات 4 كيلو متر، ولكن ماذا تعني الأربعة كيلو متر أمام شبكة أنفاق تمتد إلى أكثر من 500 كيلو متر؟! أنا أعتقد أن هذا لا يعني شيئا، وليس له تأثيرا على المستوى العملياتي والاستراتيجي بالنسبة للأنفاق الموجودة لدى فصائل المقاومة.
ولهذا لا شك بأن الاحتلال يحاول منذ بداية المعركة الوصول إلى هذه الأنفاق، ولو وصل إلى بعضها إلا أنه لم يصل لكامل شبكتها، إذن أعتقد أنه في مسألة الأنفاق المعركة لا زالت في بدايتها، ولذلك هناك إشكال حقيقي ومعاناة يعانيها جيش الاحتلال مع وجودها.
لنعد لمسألة السيطرة، هل بعد الإعلان عن هذا النفق يمكن القول إن الاحتلال دخل القطاع ولكن لم يسيطر؟
نعم لا شك بأنه مع هذه القوة القتالية الكبيرة والدعم الغربي والقوة التدميرية التي استخدمها الاحتلال سيستطيع الدخول إلى مناطق معينة، ولكن بناء على طبيعة المعركة الدفاعية فإن المعركة الأولى لا تُحدد نجاح الهجوم من فشله، أيضا يكون دحر العدو على شكل مراحل.
حيث يتم امتصاص زخمه وإدخاله إلى منطقة قتل داخل المناطق المبنية والدفاعية، ثم بعد ذلك يبدأ الهجوم المضاد على هذه القطاعات التي تقدمت وعندئذً تكون الخسائر كبيرة، لأنه في هذه الحالة تُحيد القوة الجوية والمدفعية وتصبح القدرات العسكرية والتكتيكات التي يستخدمها كل طرف هي الحكم والفيصل.
لذلك نرى بأن هناك إشكالية كبيرة لدى قيادة جيش الاحتلال في الدخول لهذه المناطق، وهذا النفق لا يعني شيئا قياسا بشبكة الأنفاق الكبيرة الموجودة في القطاع، ولكن الجيش يريد القول -بأنه استطاع الوصول إلى بعض الأنفاق-، وهي للدعاية الإعلامية أكثر مما هي للعمل الاستخباري والتعبوي.
هناك حديث عن ضغط أمريكي على جيش الاحتلال للانتقال إلى المرحلة الثانية من الهجوم.. ما هي ملامح هذه المرحلة في تقديرك؟
بداية دعني أقول إنه ليس هناك خلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل فيما يخص مسألة الحرب على قطاع غزة، بالعكس هناك توافق تام بينهما، وهناك دعم أمريكي غير مسبوق لهذا الكيان.
مسألة ثانية، الكلام الذي جاء به مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان –بأنه يجب على إسرائيل أن تنهي هذه المرحلة وتبدأ مرحلة أقل كثافة- هو لذر الرماد في العيون، والدليل على هذا أنه بالأمس كان هناك تدمير لمربع سكني كامل حيث تم دكه وتسويته بالأرض.
أيضا تم أول أمس تجريف مستشفى كمال عدوان ودفن الناس وهم أحياء، وبالتالي الكلام الأمريكي ليس له قيمة لأن ما يجري على الأرض يُعطي دلالة واضحة على أن الولايات المتحدة هي من قدمت السلاح لقتل المدنيين، وبالتالي اعتقد أن هذه المرحلة التي تكلم عنها سوليفان لا أساس لها في الواقع.
إذن هل يمكن اعتبار الحديث عن وجود ضغط أمريكي على الاحتلال هو فقط للاستهلاك الداخلي في الولايات المتحدة؟
نعم، ولا شك أن هذه الرؤية الأمريكية التي يتكلمون عنها هي نتيجة الضغط الذي يُمارس على الولايات المتحدة في الأروقة الدولية وخاصة في الأمم المتحدة، الأمر الثاني هناك ضغوطات داخلية على الإجراءات التي تتخذها الحكومة، حيث هناك تدني في شعبية الرئيس جو بايدن بشكل كبير جدا والتي وصلت إلى أكثر من 68 في المائة، وبالتالي هو يخشى من خسارة الانتخابات القادمة.
وحتى هذه الإجراءات التي قام بها ليس لها أي تأثير على مجريات الأحداث في الداخل، ويتم تسويق هذا الكلام بهذه الطريقة فقط للتخلص من الضغوطات التي تُمارس على الادارة إضافة إلى أنه للدعاية الإعلامية فقط.
خرج آلاف من أهالي الأسرى الإسرائيليين في مظاهرات منددة بنتنياهو، برأيك ما تأثيرها على المسار العسكري، وهل يمكن أن تدفع جيش الاحتلال لوقف عملياته في القطاع؟
هناك ثلاث نقاط رئيسية هي التي يمكن أن تجعل لهذه الحرب منحى أخر في مسألة وقفها والتوصل لاتفاقات، النقطة الأولى، ارتفاع الخسائر في الميدان، حيث قد يجبر هذا الأمر قوات الاحتلال على وقف القتال والذهاب للتفاوض وابرام صفقة تبادل أسرى.
النقطة الثانية، الوضع الاقتصادي العام، حيث لولا الدعم الغربي سواء كان العسكري أو الاقتصادي لإسرائيل لما استطاعت أن تستمر وتقاتل طوال هذه المدة وهذا الأمر واضح جدا.
أما النقطة الثالثة فهي قضية الأسرى والتي بدأت تضغط بشكل كبير جدا ولا يمكن تجزئتها من قبل حكومة نتنياهو، ولكن إصراره هو وحكومته من اليمين المتطرف على الاستمرار في هذه الحرب لأنه يعرف جيدا أنه بمجرد أن تقف الحرب سيتم تحويله للمحاكمة والمساءلة القانونية، لذلك هم يصرون هو ووزير دفاعه غالانت والبقية على الذهاب إلى أبعد مدى في هذه الحرب.
لذلك هذا الملف خاصة بعد مقتل الثلاثة أسرى بدأ يضغط بشكل كبير جدا، لأن أحد أهداف العملية العسكرية هو اعادة الأسرى، ولكنه اعادهم مقتولين، الان ثلاثة وقبلهم كان هناك الأسير ساعر باروخ، بمعنى نحن نتكلم عن أسرى يتم قتلهم الان بأسلحة صهيونية.
إذن هناك إشكال حقيقي في تحقيق هذا الهدف، لذلك هذه المظاهرات تضغط الان بشكل كبير جدا، أيضا هناك معارضة من اليسار تقول –بأنه يجب على نتنياهو الرحيل وأن يتم وقف الحرب وأن عليه الذهاب لصفقة تبادل أسرى-.
إذن برأيك من سينتصر بالنهاية خوف نتنياهو على مستقبله السياسي، أم صوت أهالي الأسرى المطالب بعودتهم ووقف الحرب؟
من المعروف أن هناك ضغوطات داخلية كبيرة، حيث يوجد ضغط من المعارضة على نتنياهو، وبكل معركة انت تحتاج لبيئة سياسية متوافقة وجبهة داخلية متماسكة، وهذا شرط أساسي يجب توافره حينما تتوجه لأي حرب، ولكن الان لا توجد جبهة سياسية متوافقة، كما أن هناك إشكالات وخلافات بين القيادة العسكرية ونتنياهو.
وبالتالي الجبهة الداخلية المتماسكة بدأت تتفلت، والدليل على ذلك هناك مظاهرات الان انتقلت إلى باب وزارة الدفاع، إذن نحن نتكلم عن ضغوطات تُمارس، ولكن إلى أي مدى سيذهب نتنياهو في هذا الأمر؟! انا اعتقد بأن هذا سيعتمد على تطورات الموقف في الداخل وفي ساحة القتال.
أخيرا متى وكيف تتوقع أن تكون نهاية هذه الحرب؟
توقيت نهاية الحرب سيعتمد على طبيعة المعركة التي تجري الآن، بمعنى حسب القدرات القتالية لفصائل المقاومة ومدى امكانيتها على الاستمرار في المقاومة ومدى قدرتها على منع الاحتلال من تحقيق أهدافه.
كذلك يعتمد الأمر على مدى قدرة المقاومة على إحداث أكبر خسائر في الآليات والمعدات والقوة البشرية، حيث هذا ما سيجعل الاحتلال يعيد حساباته ويلجأ إلى التفاوض والاتفاق حول وقف إطلاق نار شامل.
يضاف إلى ذلك الضغوطات الداخلية والوضع الاقتصادي للكيان الصهيوني والضغوطات الدولية التي تُمارس الان بشكل كبير جدا، وبالتالي هذه النقاط مجتمعة يمكن أن تكون أسباب ضاغطة على جيش الاحتلال لإنهاء هذه الحرب، ولهذا لا يمكن أن نضع سقف زمني لانتهاء الحرب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مقابلات غزة الاحتلال فلسطين غزة الاحتلال القسام طوفان الاقصي مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة بشکل کبیر جدا جیش الاحتلال هذه المرحلة الوصول إلى هذه الحرب هذا الأمر فی القطاع هذا النفق قطاع غزة أن هناک یمکن أن التی ت
إقرأ أيضاً:
مع اقتراب صفقة التبادل.. ما هي الوحدة التي احتفظت بأسرى الاحتلال 15 شهراً؟
#سواليف
مع تقدم #مفاوضات #صفقة_تبادل_الأسرى ووقف إطلاق النار بين #المقاومة_الفلسطينية و #حكومة_الاحتلال، تتجه الأنظار نحو إمكانيات المقاومة في الاحتفاظ بأسرى الاحتلال لديها على مدار 15 شهراً من #حرب_الإبادة_الجماعية التي شُنت ضد قطاع #غزة، وفي ظل جهود استخباراتية عالمية للوصول إلى معلومات عن أماكن احتجاز المقاومة لأسرى الاحتلال.
خلال الهدنة الأولى التي حصلت في شهر تشرين ثاني/نوفمبر 2023 والتي أفرجت خلالها المقاومة عن عدد من #أسرى_الاحتلال مقابل تبيض سجون الاحتلال من الأطفال والنساء، ظهرت ترتيبات عناصر كتائب القسام بتسليم أسرى الاحتلال للصليب الأحمر، وسط تعقيدٍ بالمشهد أعجز الاحتلال عن تتبع مسار المقاومين الذين خرجوا بالأسرى حتى أوصلوهم لطواقم الصليب، ما يعكس جهود المقاومة في تأمين أسرى الاحتلال والتعامل معهم وفق ضوابط خاصة ومعقدة يعجز الاحتلال عن حلها، ليبرز اسم #وحدة_الظل_القسامية المتخصصة بهذا المجال، فما هي هذه الوحدة؟
التأسيس والإعلان
مقالات ذات صلة بايدن يطالب بتعديل الدستور وإلغاء حصانة الرئيس الأمريكي 2025/01/16في مطلع عام 2016، أعلنت #كتائب الشهيد عز الدين #القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، في فيلم وثائقي أنتجه الإعلام العسكري الخاص بها، عن وحدة عسكرية سرية، متخصصة بتأمين وإخفاء أسرى الاحتلال؛ لضمان الحفاظ على حياتهم وعدم وصول استخبارات الاحتلال لهم، واستخدامهم كورقة ضغط في عمليات التبادل للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
وأوضحت القسام أن قيادتها تعمل على اختيار عناصر وحدة الظل بعناية فائقة، ووفق معاير صعبة واختبارات مباشرة وغير مباشرة يجتازها العناصر، ثم يت تأهيلهم لدورات قتالية وأمنية لرفع قدراتهم.
وذكرت القسام في حينها أن أهم معايير القبول هي انتماء العنصر العميق للقضية الفلسطينية ورغبته بالفداء والتضحية، والذكاء والقدرة على اتخاذ القرار في الوقت الصعب، والأهم من ذلك السرية والكتمان، مع القدرات العسكرية والأمنية.
وكان تأسيس وحدة الظل عام 2006 بعد اختطاف المقاومة للجندي بجيش الاحتلال “جلعاد شاليط” بعملية الوهم المتبدد، ووقع على عاتقها تأمين الجندي، فيما استمرت المهمة خمس سنوات، إلى أن أُفرج عنه مقابل الإفراج عن 1050 أسير فلسطيني بصفقة وفاء الأحرار عام 2011.
واستمرت الوحدة بمهامها عام 2014 بعد أسر كتائب القسام لأربعة من جنود الاحتلال خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في ذلك العام، والتي استمرت بالاحتفاظ بهم حتى يومنا هذا.
المعاملة والمبدأ
يقوم مبدأ معاملة الأسرى في هذه الوحدة كما أعلنت كتائب القسام على “معاملة أسرى الاحتلال بكرامة واحترام وفق أحكام الإسلام، وتوفير الرعاية التامة لهم، المادية والمعنوية، مع الأخذ بعين الاعتبار مطريقة عاملة الاحتلال للأسرى الفلسطينيين، التي تنعكس على معاملة المقاومة لأسرى الاحتلال لديها.
وبعد الهدنة الأولى عام 2023 أكدت إحدى أسيرات الاحتلال المفرج عنهن أنها تلقت معاملة حسنة من عناصر المقاومة الذين أشرفوا على احتجازها.
القادة والعناصر
كشفت كتائب القسام عام 2022، أن قائد لواء غزة الشهيد باسم عيسى، هو من شكل الفريق الأول لوحدة الظل المسؤولة عن تأمين الجندي “جلعاد شاليط”.
وروى الشهيد في التسجيل المصور تم نشره في حينها تفاصيل الاحتفاظ بـ”شاليط” قائلاً: “تواصل معي الإخوة وطلبوا مني أتواجد في مكان بعد عملية الخطف، فتوجهت إلى المكان ووجدت الجندي مع الإخوة، وحينها بدأ الاحتلال بقصف شوارع القطاع، فقلت لهم أنا بوخذ الجندي وبحميه وما حدا يتواصل معي، ونقلناه إلى مكان آخر ضمن ترتيبات وإجراءات أمنية مشددة، بعرف دواوين اليهود في هاي القصص، همي ما عندهم أي دليل وبضربوا فتاشات عشان نحركه”.
وكشفت القسام تباعاً عن أسماء الشهداء الذين تركوا بصمة واضحة في تأسيس وعمل الوحدة، وكان أبرزهم الشهيد سامي الحمايدة الذي استشهد بعملية اغتيال عام 2008، والشهيد خالد أبو بكر الذي استشهد خلال الاشتباك مع قوة خاصة لجيش الاحتلال على مدخل أحد أنفاق المقاومة عام 2013، برفقة الشهيد محمد داود.
إضافة للشهيد عبد الله لبد، الذي استشهد إثر قصف إسرائيلي عام 2011، والشهيد عبد الرحمن المباشر الذي استشهد عام 2015 برفقة 6 من مقاومين القسام إثر انهيار نفق للمقاومة عليهم.
طوفان الأقصى واتساع المهمة
بعد معركة “طوفان الأقصى” التي شنتها المقاومة الفلسطينية على الاحتلال يوم 7 تشرين الأول/أكنوبر 2023، كان لهذه الوحدة دور في حراسة وتأمين ما بين 200 إلى 250 أسيراً من أسرى الاحتلال الذين تم اختطافهم والعناية بهم.
واستطاعت الوحدة على مدار 15 شهراً من حرب الإبادة، الاحتفاظ بأسرى الاحتلال في ظل ظروف صعبة عاشها قطاع غزة، تمثلت بالغارات الإسرائيلية المدمرة، والتوغل البري لجيش الاحتلال داخل القطاع، ومنظومات المراقبة والتجسس بتعاون أمريكي، فضلاً عن عملاء الاحتلال على الأرض.