هنرى جواينو: أدافع عن فكرة «تحييد أوكرانيا» غير المؤهلة للانضمام للاتحاد الأوروبى غير القادر على تحمل أعباء جديدة

أعرب هنري جواينو، النائب السابق للجمعية الوطنية الفرنسية وعضو حزب الجمهوريين والمستشار الخاص السابق للرئيس نيكولا ساركوزي، عن اقتناعه بأن أوروبا والولايات المتحدة ارتكبتا خطأ استراتيجيا فادحا بالرهان على النصر العسكري في أوكرانيا.

. ويؤكد السياسي الفرنسي في مقابلة بالفيديو مع موقع "لو ديالوج" أن هذه الأفكار انحرفت تمام عن مسارها لعدم انسجامها مع الواقع الموضوعي.

 هنري جواينو


وقال هنري: "أنا لست خبيرا عسكريا، ولكنني أتذكر أنه في أوائل العام الماضي قال العديد من الخبراء المحترفين في الغرب إن أوكرانيا سوف تنفذ في غضون بضعة أشهر هجوما مضادا ناجحا وتصل إلى شبه جزيرة القرم. واليوم، لا يمكن لأحد أن يصف هذا الهجوم المضاد بأنه هجوم ناجح! وهذا ما تؤكده الإحصاءات ذات الصلة؛ فمجرد فكرة أن أوكرانيا كان بإمكانها تحقيق الغلبة على روسيا عسكريا كانت في الأساس فكرة خاطئة وفي الحقيقة فكرة النصر الكامل على روسيا كانت فكرة غبية".
ويقتنع هنري جواينو أن أوكرانيا ليست مستعدة لعضوية الاتحاد الأوروبي، ولا تمتلك بروكسل حاليًا الموارد اللازمة لمثل هذا التوسع مستشهدا في حواره بالمؤشرات الاقتصادية الضعيفة للدول، وخلال حواره مع لو ديالوج قدم هنري رؤية بديلة للوضع المستقبلي لأوكرانيا، والتي يمكن أن تضمن الأمن في أوروبا حيث قال السياسي الفرنسي: "على الصعيد الاقتصادي بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا، هناك فجوة كبيرة. متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في أوكرانيا أقل بكثير من نظيره في دول الاتحاد الأوروبي. وأعتقد أيضًا أنه في ظل الظروف الحالية، فإن الاتحاد الأوروبي ليس مستعدًا للترحيب بأوكرانيا. هذا وقت صعب للغاية بالنسبة للديمقراطيات الأوروبية، فمجتمعنا الآن منقسم للغاية، وزاد مستوى عدم المساواة عدة مرات. وفي مثل هذا الموقف، قد ترغب حكومات دول الاتحاد الأوروبي في تحقيق هذا الهدف، بينما تريد شعوب أوروبا العكس تمامًا".
تابع هنري أن الرأي العام في أوروبا يعارض هذه الفكرة بشكل متزايد قائلا:"لذلك فإن السيناريو الأكثر جدوى هو "تحييد" أوكرانيا. وكما قال كيسنجر، يمكن لأوكرانيا أن تكون جسرًا بين "العالم الروسي" وأوروبا. لا يوجد شيء خطير في الوضع المحايد؛ لقد كانت فنلندا دولة محايدة منذ فترة طويلة. ومنذ عام ١٩٥٥، تمتعت النمسا أيضًا بوضع الحياد، وهو ما لم يمنعها من الاحتفاظ بسيادتها".
وتطرق هنري جواينو إلى تحليل الاتجاهات الرئيسية في السياسة العالمية، مؤكدا غروب شمس عصر الهيمنة الغربية حول العالم، كما طالب الدول الغربية بالواقعية ونسيان زمن الهيمنة قائلا:"لقد انتهت حقبة الهيمنة الغربية على العالم التي دامت خمسمائة عام. يمكن قلب هذه الصفحة. إن العالم يتجه نحو عصر التعددية القطبية والسؤال لن يكون بالفعل: هل سيحب الغرب ذلك أم لا؟ ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما الثمن الذي نحن على استعداد لدفعه مقابل "عالم أحادي القطب"؟ الواقع الموضوعي يوضح أننا لا نستطيع أن نكون "رجال السلام" كما إن "نهاية التاريخ" تعني أن القيم الغربية قد حققت النصر النهائي! وما يدفعنا إلى تجاهل هذا المفهوم الأخير هو أن كل البلدان ليست مثلنا، كما أن الجميع لا يفكرون مثلنا. ولم يعد الغرب يملك الموارد اللازمة للسيطرة على الشئون العالمية؛ لا اقتصاديا ولا ديموغرافيا. وعلينا أن ندرك أن دولنا لن تتاح لها نفس الفرص التي كانت تتيح لها في القرون السابقة".

رولان لومباردى: رئيس تحرير موقع «لو ديالوج»، حاصل على درجة الدكتوراه فى التاريخ، وتتركز اهتماماته فى قضايا الجغرافيا السياسية والشرق الأوسط والعلاقات الدولية وأحدث مؤلفاته «بوتين العرب» و«هل نحن فى نهاية العالم» وكتاب «عبدالفتاح السيسى.. بونابرت مصر».. يخصص افتتاحية العدد لتصريحات مهمة أدلى بها لموقع «لو ديالوج» هنري جواينو، النائب السابق للجمعية الوطنية الفرنسية وعضو حزب الجمهوريين والمستشار الخاص السابق للرئيس نيكولا ساركوزي.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: رولان لومباردي أوكرانيا الاتحاد الأوروبي النصر المحتمل الاتحاد الأوروبی

إقرأ أيضاً:

مناظرة بايدن وترامب.. دفاع مستميت عن “إسرائيل” في الحرب على غزة

يمن مونيتور/ وكالات

دافع الرئيس الأميركي جو بايدن وسلفه دونالد ترامب، عن الكيان الصهيوني المحتل في الحرب والعدوان المستمر على غزة وذلك  في أول مناظرة بينهما قد تُشكّل منعطفا في انتخابات 2024 الرئاسية.

وانتقد ترمب سياسات بايدن تجاه حرب أوكرانيا، وأكد أن “شروط بوتين غير مقبولة، ولكن الحرب كان يجب ألا تبدأ”. وألقى ترمب اللوم على بايدن في تشجيع بوتين على عملية عسكرية في أوكرانيا، نتيجة الانسحاب من أفغانستان، بينما دافع بايدن عن دعمه أوكرانيا بالسلاح وليس بالأموال.

أما فيما يتعلق بالحرب على غزة، فسعى بايدن لترويج خطة وقف إطلاق النار، وشدد على أنه لا يوجد في العالم من يساند “إسرائيل” أكثر من الولايات المتحدة.

وقال “أنقذنا إسرائيل”. وكرر ترمب زعمه أن “حماس لم يكن لها أن تهاجم “إسرائيل” ولا حتى بعد مليون عام” لو كان رئيسًا. وقال عن بايدن: “أصبح وكأنه فلسطيني”، وفق تعبيره.

وفيما يلي أبرز تصريحات جو بايدن خلال المناظرة:

ترامب لا يستحق أن يكون رئيسا. ترامب كان أسوأ رئيس للولايات المتحدة. حتى مايك بنس نائب ترامب لم يؤيده.

دور ترامب في الحدّ من إمكانية الإجهاض أمر فظيع. لدينا أفضل اقتصاد في العالم.

أنت تبالغ وتكذب بشأن الهجرة. أنت شخص مُدان.

حماس هي الطرف الوحيد الذي يريد استمرار الحرب في غزة. ما زلنا نضغط لقبول حماس بخطة إنهاء الحرب في غزة.

على إسرائيل الحذر من استخدام أسلحة معينة في المناطق المأهولة. أنقذنا إسرائيل، ونحن أكبر داعم لها في العالم.

قمت بتوحيد العالم ضد إيران عندما هاجمت إسرائيل.

أبرز تصريحات ترامب،:

بايدن يترك الحدود مفتوحة لتدمير أميركا. فوزي في الانتخابات سيكون الفرصة الأخيرة لإخراج أميركا من الوحل.

حرب أوكرانيا لم تكن لتحدث لو كان لدى الولايات المتحدة قائد. بايدن تسبب في ارتفاع التضخم وقتل المواطنين السود.

إسرائيل هي التي تريد استمرار الحرب، وعلينا أن نسمح لها بالاستمرار. بايدن أصبح كالفلسطينيين وهو فلسطيني سيئ.

سيتوجب عليّ النظر في ما إذا كنت سأدعم قيام دولة فلسطينية لتحقيق سلام دائم.

نقترب من الحرب العالمية الثالثة بسبب بايدن. العالم يتجه للانفجار بسبب قلة الاحترام لأميركا في عهد بايدن.

المناظرة احتلت حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي عالميًا، حيث قال الإعلامي كارل فاسي إن المفاجأة الكبرى في المناظرة الرئاسية الأميركية لم تكن الأداء السيئ لبايدن، بل في أن يفاجأ أحد بأدائه الضعيف.

أمّا المختص في الشؤون الرقمية حسين نديم، فلخص ما حدث في المناظرة بقوله: “هذه المناظرة محرجة. أحدهما لا يستطيع التحدث بالحقيقة، والآخر لا يستطيع التحدث على الإطلاق”.

أمّا المختصة في تاريخ الشرق الأوسط الحديث أسال راد، فعلقت بدورها على الجزء المختص بالحرب على غزة من المناظرة. وقالت: “تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم عندما يقتل ما يقرب من أربعين ألف شخص، ويفقد عشرون ألف طفل، ويشرد ويتضور جوعًا قطاع غزة بأكمله، في حين لا يوجد نقاش سياسي فعلي عن كيفية إنهاء ذلك”. كما أشارت إلى استخدام ترمب كلمة “فلسطيني” على ذلك النحو، وعدم قيام بايدن بتصحيح ذلك”.

إلى ذلك، لفت المختص في الجغرافيا السياسية، مارك روس إلى أنه كان يهتم بالسياسة الوطنية الأميركية منذ الثمانينيات، ويعمل في السياسة الوطنية الأميركية منذ التسعينيات، ولم ير في حياته أداء أكثر سلبية من أداء المرشحين في هذه المناظرة على الإطلاق.

مقالات مشابهة

  • أوربان يكشف عن القوة القادرة على إخراج الاتحاد الأوروبي من أزمته
  • مناظرة بايدن وترامب.. دفاع مستميت عن “إسرائيل” في الحرب على غزة
  • دول تخصص 240 مليار دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا
  • بولندا: الاتفاقية الأمنية مع أوكرانيا على وشك الانتهاء ومن المتوقع توقيعها قبل قمة الناتو المقبلة
  • الاتحاد الأوروبي يفشل في التوصل لآلية تخصيص قرض لأوكرانيا من عائدات الأصول الروسية
  • زعيم اليمين المتطرف في فرنسا يرفض فكرة إرسال جنود لأوكرانيا
  • الاتحاد الأوروبي يقدم 1.9 مليار يورو مساعدات لأوكرانيا
  • الرئيس الأوكراني يوقع اتفاقية أمنية مع الاتحاد الأوروبي
  • "ناشيونال إنترست": كيف تخطط أوكرانيا للرد إذا خسرت؟
  • بوريل: ضمانات الاتحاد الأوروبي الأمنية لكييف تشمل المساعدات العسكرية