رولان لومباردى يكتب: مستشار ساركوزي السابق يتحدث.. هنري جواينو: من الخطأ الكبير التفكير في «النصر المحتمل» لأوكرانيا في الحرب!
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
هنرى جواينو: أدافع عن فكرة «تحييد أوكرانيا» غير المؤهلة للانضمام للاتحاد الأوروبى غير القادر على تحمل أعباء جديدة
أعرب هنري جواينو، النائب السابق للجمعية الوطنية الفرنسية وعضو حزب الجمهوريين والمستشار الخاص السابق للرئيس نيكولا ساركوزي، عن اقتناعه بأن أوروبا والولايات المتحدة ارتكبتا خطأ استراتيجيا فادحا بالرهان على النصر العسكري في أوكرانيا.
. ويؤكد السياسي الفرنسي في مقابلة بالفيديو مع موقع "لو ديالوج" أن هذه الأفكار انحرفت تمام عن مسارها لعدم انسجامها مع الواقع الموضوعي.
وقال هنري: "أنا لست خبيرا عسكريا، ولكنني أتذكر أنه في أوائل العام الماضي قال العديد من الخبراء المحترفين في الغرب إن أوكرانيا سوف تنفذ في غضون بضعة أشهر هجوما مضادا ناجحا وتصل إلى شبه جزيرة القرم. واليوم، لا يمكن لأحد أن يصف هذا الهجوم المضاد بأنه هجوم ناجح! وهذا ما تؤكده الإحصاءات ذات الصلة؛ فمجرد فكرة أن أوكرانيا كان بإمكانها تحقيق الغلبة على روسيا عسكريا كانت في الأساس فكرة خاطئة وفي الحقيقة فكرة النصر الكامل على روسيا كانت فكرة غبية".
ويقتنع هنري جواينو أن أوكرانيا ليست مستعدة لعضوية الاتحاد الأوروبي، ولا تمتلك بروكسل حاليًا الموارد اللازمة لمثل هذا التوسع مستشهدا في حواره بالمؤشرات الاقتصادية الضعيفة للدول، وخلال حواره مع لو ديالوج قدم هنري رؤية بديلة للوضع المستقبلي لأوكرانيا، والتي يمكن أن تضمن الأمن في أوروبا حيث قال السياسي الفرنسي: "على الصعيد الاقتصادي بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا، هناك فجوة كبيرة. متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في أوكرانيا أقل بكثير من نظيره في دول الاتحاد الأوروبي. وأعتقد أيضًا أنه في ظل الظروف الحالية، فإن الاتحاد الأوروبي ليس مستعدًا للترحيب بأوكرانيا. هذا وقت صعب للغاية بالنسبة للديمقراطيات الأوروبية، فمجتمعنا الآن منقسم للغاية، وزاد مستوى عدم المساواة عدة مرات. وفي مثل هذا الموقف، قد ترغب حكومات دول الاتحاد الأوروبي في تحقيق هذا الهدف، بينما تريد شعوب أوروبا العكس تمامًا".
تابع هنري أن الرأي العام في أوروبا يعارض هذه الفكرة بشكل متزايد قائلا:"لذلك فإن السيناريو الأكثر جدوى هو "تحييد" أوكرانيا. وكما قال كيسنجر، يمكن لأوكرانيا أن تكون جسرًا بين "العالم الروسي" وأوروبا. لا يوجد شيء خطير في الوضع المحايد؛ لقد كانت فنلندا دولة محايدة منذ فترة طويلة. ومنذ عام ١٩٥٥، تمتعت النمسا أيضًا بوضع الحياد، وهو ما لم يمنعها من الاحتفاظ بسيادتها".
وتطرق هنري جواينو إلى تحليل الاتجاهات الرئيسية في السياسة العالمية، مؤكدا غروب شمس عصر الهيمنة الغربية حول العالم، كما طالب الدول الغربية بالواقعية ونسيان زمن الهيمنة قائلا:"لقد انتهت حقبة الهيمنة الغربية على العالم التي دامت خمسمائة عام. يمكن قلب هذه الصفحة. إن العالم يتجه نحو عصر التعددية القطبية والسؤال لن يكون بالفعل: هل سيحب الغرب ذلك أم لا؟ ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما الثمن الذي نحن على استعداد لدفعه مقابل "عالم أحادي القطب"؟ الواقع الموضوعي يوضح أننا لا نستطيع أن نكون "رجال السلام" كما إن "نهاية التاريخ" تعني أن القيم الغربية قد حققت النصر النهائي! وما يدفعنا إلى تجاهل هذا المفهوم الأخير هو أن كل البلدان ليست مثلنا، كما أن الجميع لا يفكرون مثلنا. ولم يعد الغرب يملك الموارد اللازمة للسيطرة على الشئون العالمية؛ لا اقتصاديا ولا ديموغرافيا. وعلينا أن ندرك أن دولنا لن تتاح لها نفس الفرص التي كانت تتيح لها في القرون السابقة".
رولان لومباردى: رئيس تحرير موقع «لو ديالوج»، حاصل على درجة الدكتوراه فى التاريخ، وتتركز اهتماماته فى قضايا الجغرافيا السياسية والشرق الأوسط والعلاقات الدولية وأحدث مؤلفاته «بوتين العرب» و«هل نحن فى نهاية العالم» وكتاب «عبدالفتاح السيسى.. بونابرت مصر».. يخصص افتتاحية العدد لتصريحات مهمة أدلى بها لموقع «لو ديالوج» هنري جواينو، النائب السابق للجمعية الوطنية الفرنسية وعضو حزب الجمهوريين والمستشار الخاص السابق للرئيس نيكولا ساركوزي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: رولان لومباردي أوكرانيا الاتحاد الأوروبي النصر المحتمل الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
حسبو البيلي يكتب: الوعي الغائب
هل شكّلت الحرب الحالية نقلة في وعي القيادات العليا للدولة بقضايا الأمن القومي والسيادة؟ بمعنى هل دفعتهم إلى إدراك إخفاقاتهم في هذا الجانب خلال فترة حكم حمدوك، مما جعلهم يعيدون النظر في سياساتهم ويتبنون رؤية جديدة تعالج تلك الإخفاقات وتضع أسسا لمرحلة مختلفة بمبادئ جديدة.أم أنهم لا يرون في الحرب مع الجنجويد سوى المعركة الوحيدة على السيادة، بينما كل ما دونها مجرد قضايا هامشية لا تستحق النقاش والتفكير ..
المجموعة الحالية من قيادات الدولة كانت جزءا من مشهد انهيار سيادة السودان وأمنه القومي خلال سنوات الخراب الديسمبري، وساهمت قراراتها بشكل مباشر في تطبيع السياسيين والمواطنين مع العمالة والخيانة، إلى درجة فقدان الحساسية تجاه أفعال السياسيين مع السفارات، بل وحتى قبول الدولة نفسها بفتح أبواب مؤسساتها الحيوية أمام جهات أجنبية، والسماح ببعثات مشبوهة تحت شعارات المدنية والانتقال الديمقراطي وغيرها..
استعادة الحساسية المفقودة تجاه قضايا السيادة والأمن القومي لن تتحقق بمجرد خطاب محاربة الجنجويد، بل تتطلب مراجعة حقيقية لفترة الخراب الديسمبري، والاعتراف بأن ما حدث لم يكن مجرد تسهيل للقوى الخارجية لانتهاك سيادة السودان، بل كان توفيراً للبيئة الخصبة التي سمحت بتمدد النشاط التآمري والتخريبي ضد الدولة، عبر قرارات وسياسات هدامة قامت بها جهات عليا..
أولى خطوات التصحيح تبدأ بإجراءات واضحة تُنهي مظاهر تلك المرحلة، وإبعاد المجموعات المتورطة التي فتحت قنوات تواصل مع أطراف خارجية، والتي لعبت دور العملاء السياديين، فأضرت بالسودان وأمنه القومي وسيادته واستقراره وعلى رأسهم الفريق الغالي .
حسبو البيلي
إنضم لقناة النيلين على واتساب