لجريدة عمان:
2024-10-03@22:07:04 GMT

اغتيال الأطفال والمرضى.. جرائم وليست انتصارات

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT

اغتيال الأطفال والمرضى.. جرائم وليست انتصارات

مضى أكثر من سبعين يومًا منذ أن بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الشاملة التي تشنها على قطاع غزة، ولم تستطع حتى الآن تحقيق أي من أهدافها الاستراتيجية التي أعلنت عنها في بداية الحرب، وفي مقدمتها القضاء الكامل على حركة حماس، بل إنها لم تستطع حتى الآن الكشف عن تصفية أو اعتقال أي من مقاتلي حماس، ولا يبدو أنها في طريقها لفعل ذلك على المديين القصير والمتوسط، وحتى على المستوى البعيد فإن حماس وجميع حركات المقاومة في فلسطين لا يمكن أن تتلاشى؛ لأنها فكرة والفكرة لا يمكن أن تموت، وما دام هناك احتلال ستبقى هناك مقاومة سواء كان اسمها حماس أو سرايا القدس أو الجهاد أو أي اسم ترى فيه المقاومة رمزية أقوى.

. وعلى إسرائيل ومن يناصرها من الغرب أن يستوعب ذلك، ومهما طال وقت الاحتلال عاما أو عامين أو عقدا أو عقدين، فإن المقاومة ستبقى مستمرة وتطوّر من أدواتها وتكتيكاتها القتالية، وكل جيل يأتي يكون أكثر حقدًا على إسرائيل وعلى من يناصرها؛ لأنه يرث في جيناته وفي ثقافته وفي عقيدته كل الندوب والآلام والمشاهد التي تسبب بها الاحتلال منذ عامه الأول إلى اللحظة التي يعيشها كل فلسطيني ولو بعد خمسين سنة من الآن.

ومن يعد إلى تفاصيل الحرب الإجرامية التي تضاف إلى جرائم الاحتلال الصهيوني منذ أكثر من سبعة عقود ونصف مضت، سيكتشف أن هدفها الأساسي لم يكن حركة حماس التي لم تستطع إسرائيل وأمريكا وبريطانيا حتى الآن الكشف عن أماكن وجودها رغم المساحة الضيقة لقطاع غزة، بل كان هدفها الأساسي القضاء على المدنيين وبشكل خاص الأطفال والنساء ليتحقق الهدف الاستراتيجي للحرب الإسرائيلية/الغربية وهي الإبادة الجماعية والعرقية، فالاحتلال الإسرائيلي الذي يوصف بأنه احتلال إحلالي يهدف إلى إحلال اليهود الصهاينة محلّ السكان الأصليين لفلسطين، يمارس كل السبل من أجل تحقيق هذا الهدف وفي مقدمة ذلك الإبادة الجماعية التي يمارسها الآن أمام مرآى العالم في العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين بموافقة القوى الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية التي استخدمت حق الفيتو ضد مشروع «وقف إطلاق النار»، ولا معنى لهذا الفيتو إلا الموافقة على الجرائم الإسرائيلية وما فيها من تصفية عرقية وجرائم حرب.

لذلك لا يمكن لإسرائيل ولا للغرب الذي يقف معها بكل قوته في هذه الحرب الحديث عن انتصارات في غزة.. فلا يمكن أن يكون قصف المستشفيات والمدارس والبنى الأساسية مثل محطات تحلية المياه والمخابز انتصارات تتفاخر به الجيوش، ولا يمكن أن تكون عمليات تصفية الأطفال الآمنين في بيوتهم أو الأطفال الخدج في المستشفيات مما يفخر به، إنها جرائم على العدو ومن يناصره أن يشعروا بالعار تجاهها، قبل أن يشعروا بالخوف من وقوفهم ذات يوم خلف قضبان محاكم جرائم الحرب.. أو خلف قضبان محاكم التاريخ.

لم تقاتل إسرائيل حتى الآن كتائب المقاومة وفق قواعد الاشتباك في الحروب، إنها تمارس أحقادها التاريخية التي لم تستمدها من ندوب المواجهات المباشرة وإنما من على صفحات أوهام كتبها العقدية.. فهي ليست حربا حضارية كما يكرر نتانياهو دائما.. إنها حرب عقدية دينية قائمة على أوهام وأكاذيب صدقّها الصهاينة وبرروا بها جرائمهم.. فهل سيبقى العالم يصدقها رغم كل هذا الكشف الذي استطاعت الحرب على غزة أن تحدثه أمام العالم أجمع؟!!

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: حتى الآن یمکن أن

إقرأ أيضاً:

حماس: النار التي تشعلها إسرائيل ستحرقها

قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن ما وصفتها بالنار التي تشعلها إسرائيل في المنطقة ستحرقها، مشددة على أن "جرائم الاحتلال لن تفلح في إخضاع شعبنا ومقاومته".

وشددت حماس في بيان على أن "النار التي تسعى حكومة الاحتلال لإشعالها في المنطقة لن تحرق سوى الكيان الغاصب المحتل".

وأضاف البيان أن "جرائم الاحتلال في قطاع غزة واستهداف المدنيين في مراكز الإيواء وسائل لن تفلح في إخضاع شعبنا ومقاومتنا".

وتابع بيان حماس أن "المجازر الصهيونية المتواصلة بتواطؤ ودعم من الإدارة الأميركية لن تضعف عزيمة شعبنا وصموده أو تخضع مقاومته".

وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن قوات الاحتلال ارتكبت 5 مجازر بالقطاع، مما أسفر عن عشرات الشهداء و165 مصابا خلال 24 ساعة، مضيفة أن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر ارتفع إلى 41 ألفا و689 شهيدا و96 ألفا و625 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وكانت طائرات إسرائيلية قصفت مدرسة مسقط التي تؤوي نازحين بمنطقة الزرقاء في حي التفاح بمدينة غزة ومعهد الأمل للأيتام الذي يؤوي نازحين غرب مدينة غزة.

ومنذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي تشن إسرائيل أعنف وأوسع هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع حزب الله قبل نحو عام، مما أسفر حتى صباح الأربعاء عما لا يقل عن 1073 قتيلا -بينهم أطفال ونساء- و2955 جريحا وأكثر من مليون نازح.

في المقابل، يستمر دوي صفارات الإنذار بوتيرة غير مسبوقة في أنحاء إسرائيل إثر إطلاق كثيف من حزب الله لصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وسط تعتيم صارم من الرقابة العسكرية الإسرائيلية على الخسائر البشرية والمادية، حسب مراقبين.

وردا على اغتيال إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ومجازرها بغزة ولبنان أطلقت إيران أمس الثلاثاء عشرات الصواريخ على إسرائيل (180 بتقدير تل أبيب)، مما تسبب في إصابات بشرية وأضرار مادية وإغلاق المجال الجوي، في حين هرع ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ فيما كانت صفارات الإنذار تدوي بكامل البلاد.

مقالات مشابهة

  • بعد إعلان جيش الاحتلال اغتيال 3 قيادات بارزة من «حماس».. من هو روحي مشتهي؟
  • جيش الاحتلال: اغتيال 3 قيادات في حركة «حماس» بغارة قبل 3 أشهر
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال 3 قيادات في حركة حماس بغزة قبل 3 أشهر
  • حماس: النار التي تشعلها إسرائيل ستحرقها
  • حماس: جرائم الاحتلال واستهداف المدنيين بغزة لن تفلح في إخضاع شعبنا ومقاومته
  • حماس تبارك الرد الإيراني الصاروخي على جرائم العدو المتواصلة في لبنان وفلسطين
  • "حماس" تبارك الصواريخ الإيرانية وتقول إنها رد مشرف ورسالة قوية
  • "حماس" تبارك الرد الإيراني وتقول إنها رد مشرف ورسالة قوية
  • عن كثب.. ما هي جرائم الحرب التي ارتكبتها اسرائيل؟
  • إعلام أمريكي: 5 مخاطر تنتظر الاحتلال الإسرائيلي بعد اغتيال حسن نصر الله