عيّاد: اللغة العربية تشكلت في أطرها وسياقاتها أسس الحضارة الكونية العظمى
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
شارك الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عياد في فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية الذي نظمته جامعة الأزهر بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر.
أمين «البحوث الإسلامية» يلتقي نائب رئيس جامعة دار الهدى الهندية لمناقشة التعاون في برامج علمية وأكاديمية أمين البحوث الإسلامية يلتقي وفدًا إندونيسيًا لبحث التعاون العلمي والدعويجاء ذلك بحضور الدكتور سلامة داوود رئيس جامعة الأزهر، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، والدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، والدكتور حسن الصغير أمين عام هيئة كبار العلماء، الشيخ أيمن عبد الغني رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، والدكتور محمد المحرصاوي رئيس الجامعة السابق، ونواب رئيس جامعة الأزهر، وعدد من عمداء ووكلاء وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة، وعدد من وعاظ وواعظات الأزهر الشريف.
وقال الأمين العام في كلمته التي ألقاها خلال الحفل، إن هذا اللقاء يأتي في وقت نشعر فيه جميعًا بمزيد من الأسى والحزن والإحباط، ولعل ذلك يرجع إلى طبيعة هذه اللغة التي أراد الله عز وجل لها أمرًا؛ وأراد لها منسوبيها أمرًا آخر، كما أن الواقع الذي نحياه في هذا الزمان وما يحدث في بلادنا العربية والإسلامية في فلسطين الحبيبة وغزة الأبية؛ من أوضح الأمور على ضرورة النظر في مزيد عناية بهذه اللغة العربية، والشعور بشرف الانتساب إليها، مضيفًا أن الله تبارك وتعالى أنزل القرآن الكريم بهذه اللغة، ووحد المنتسبين إلى هذا الدين بهذه اللغة؛ إلا أن الواقع يشهد بالإعراض عنها والشعور بالدونية لدى المستغربين ومن يدور في فلكهم؛ إلا أن الله عز وجل أراد لهذه اللغة العلو والسيادة والقدسية ما ليس لغيرها.
الاحتفال باللغة والحديث عنها من أوجب الواجباتأضاف عياد أن الاحتفال باللغة والحديث عنها من أوجب الواجبات في هذه الآونة سيما مع هذا الغزو الصهيوني الغاشم، والذي يحاول أن يفصل بين الدين وأهله، وهذا الغزو الثقافي الذي يحاصرنا من كل جهة رغبة منه في قطع أي صلة بين هذه اللغة وبين الناطقين بها، مشيرًا أن كل أمة من الأمم تفتخر بلغتها وتعتز بها وتعتقد أنها أفضل اللغات، ولا عجب في ذلك، فاللغة هي هوية الأمة وسبيل مجدها وتاريخ حضارتها، كما أنها بالنسبة للأمم جميعًا أداة تواصلها وطريقة تفكيرها، ورمز عزتها، ومصدر فخرها، وأسلوب حياتها؛ مؤكدًا أن اللغة للأمة العربية هي كل هذا وتزيد عليه أنها لغة دينها وكتاب ربها، جعل الله فهمها ضرورة وتعلمها شرفا، لهذا كان ارتباط المسلم بلغته مختلفًا عن ارتباط أي إنسان بأية لغة أخرى، إذ لا يستطيع المسلم أن يقرأ كتابه بغير لغته التي نزل بها، كما لا يتأتى له القيام بأداء شعائره وإتمام عباداته بدونها.
أوضح الأمين العام أن اللغة العربية وسيلة المسلم لفهم مقاصد النص القرآني ومعانيه وغاياته الكبرى المتمثلة في تلقي الأحكام الشرعية منه؛ ولذلك استعان العلماء باللغة العربية وفنونها في فهم مراد الله في كتابه والكشف عن أسراره، وتحديد دلالاته، والوقوف على مراميه ومقاصده، ونظر إليها العلماء على أنها من الدين، حيث إن فهم مراد القرآن والسنة من أوجب الواجبات، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، مشيرًا أن اللغة العربية مهمة جدًا للعلوم الشرعية بشكل عام، ولعلوم القرآن والتفسير بشكل خاص؛ ومن ثم فقد أولاها العلماء موفور العناية، ومزيد الاهتمام؛ حيث حرص العلماء على دراسة اللغة وارتبط ذلك بحرصهم على فهم القرآن من جهة ودراسة لغته من جهة أخرى باعتبارها مصدر العقائد والأحكام والتشريعات.
وأشار عياد إلى أن اللغة العربية فضلها كبير وشأنها عظيم؛ حيث انتقلت من كونها لغة خاصة إلى لغة كونية حين أصبحت لغة القرآن الكريم، وحوت عقيدة كونية أعلنت عن نفسها عقيدة للبشر عامة؛ وهذا ما جعلها في أقل من قرن، لغة عالمية كبرى تشكلت في أطرها وسياقاتها أسس الحضارة الكونية العظمى التي سادت العالم قرونا عديدة، وامتدت على مساحات شاسعة من قارات العالم القديم، وغدت لغة الحضارة الإنسانية التي انحلت في بوتقتها لغات وحضارات متعددة، وشكلت حلقة محورية في الحلقات الحضارية الإنسانية الكبرى، وظلت عبر القرون لغة الحياة والعلم والفكر الإنساني.
وختم الأمين العام كلمته بالتأكيد على ضرورة التمسك باللغة العربية، والحفاظ عليها والعمل على استعادة مكانتها؛ خصوصًا مع كثرة التحديات وتعدد المعوقات التي تعمل على وأد اللغة والاستهانة بها والخروج بها والدعوة إلى استبدالها أو العمل على تغييرها أو على الأقل مسخها باعتبار ذلك يؤدي إلى مسخ الهوية، موضحًا أن العربية تعاني ما تعانيه الأمة، ولكنها تملك على الرغم من كل ما أصابها ويصيبها من وهن ومن جناية أبنائها عليها عناصر قوة تمكنها من التجدد والانتشار، لكونها مرتكز العقيدة الإسلامية، ولغة حضارة كونية ما زالت تفرض حضورها في العالم حتى يومنا هذا، ولغة تمتاز بمرونة وقابلية غير محدودة للتعبير عن الفكر والعلم والمعارف الإنسانية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البحوث الاسلامية الدكتور نظير عياد جامعة الأزهر مفتي الجمهورية اللغة العربیة الأمین العام أن اللغة
إقرأ أيضاً:
رئيس معهد الشارقة للتراث: مجمع القرآن.. منارة للإبداع المعرفي
الشارقة: «الخليج»
أكد الدكتور عبدالعزيز المسلّم، رئيس معهد الشارقة للتراث، أن مجمع القرآن الكريم أيقونة حضارية فريدة، أُنشئ ترجمة لرؤية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الهادفة إلى جعل الإمارة منارةً للإبداع والثقافة والتعليم، يقصدها طلبة العلم من دول العالم كافة.
جاء ذلك خلال زيارته ومرافقته الباحثة في التراث الثقافي من كوريا الجنوبية إلى المجمع، حيث كان في استقباله الدكتور فيصل السويدي مدير إدارتي المتاحف والاتصال والتسويق المؤسسي، الذي أطلعه خلال جولته على نفائس المخطوطات النادرة التي يعود تاريخها إلى القرنين الثاني والثالث الهجريين، وتاريخ كتابة المصحف وعلومه وأعلامه، ودور المجمع الذي يشكل علامة فارقة في الإرث الحضاري المعرفي.
وقال المسلّم: تثبت الشارقة كل يوم أنها منارة للثقافة والعلم والحضارة الإنسانية التي جعلتها من أولوياتها، لتوكّد أن الاستثمار الثقافي والمعرفي في بناء الإنسان هو الثروة الحقيقية للإسهام في تنمية المجتمع وبناء مستقبل أفضل للأجيال. وأضاف أن مجمع القرآن يُعد أحد الصروح الثقافية والمعرفية، التي تربط الشارقة بالعالم من خلال الدراسات والبحوث العلمية ومتاحفه وما تضمّه من كنوز.