الصهاينة يقتلون الصحفيين بدم بارد!!

«تُبقيك الصحافة مزروعًا في الأرض».. عبارة شهيرة للكاتب الأمريكي «راي برادبري» صاحب رواية «فهرنهايت 451» تعكس إلى حد كبير أهمية الصحافة في كشف الحقائق على مرأى ومسمع من التاريخ، وهو الأمر الذي يقوم به الصحفيون الأبطال على أرض غزة الصامدة في مواجهة جحافل العدو الصهيوني الإرهابي الذي يخوض حربَ إبادة جماعية غيرَ مسبوقة ضد النساء والأطفال والشيوخ من المدنيين الأبرياء.

وقد دفع الصحفيون من أعمارهم ثمنًا فادحًا وهم يواجهون البربرية الصهيونية كاشفين حقيقتهم الإرهابية أمام العالم، وحتى مساء الأربعاء المنقضي (13 ديسمبر الجاري) سقط نحو (19) ألفًا من الشهداء، ونحو (50) ألفًا من المصابين، بينما وصل عدد الشهداء من الصحفيين إلى (89) شهيدًا، وهو رقم غير مسبوق تاريخيًّا!!

وبمقارنة بسيطة، نجد أن هذا الرقم المفزع للصحفيين الضحايا على يد الصهاينة منذ يوم 7 أكتوبر 2023م -أي في أقل من ثلاثة أشهر- قد فاق عدد الصحفيين الذين قُتلوا في الحرب العالمية الثانية (1939-1945م).. أي على مدار ست سنوات في أكبر حرب عرفها التاريخ وقع فيها عشرات الملايين من القتلى والجرحى، وهي الحرب التي سقط فيها (69) صحفيًّا فقط!!.

فيما فقد (63) صحفيًّا حياتهم في الحرب المستعرة خلال الاحتلال الأمريكي لفيتنام، والذي استمر قرابة 20 عامًا ما بين عامَي (1955- 1975م)، بينما فقد (17) صحفيًّا حياتهم في الحرب الكورية التي استمرت 3 سنوات (1950- 1953م)، وهو نفس العدد الذي فقد بمقتضاه الصحفيون حياتهم خلال الحرب الروسية الأوكرانية منذ فبراير 2022م!!

ومنذ 7 أكتوبر الماضي، ارتفع عدد الصحفيين الذين تعتقلهم السلطات الإسرائيلية إلى (24) صحفيًّا ليرتفع بذلك عدد الصحفيين المعتقلين لديها إلى (39) صحفيًّا!!

وما بين الاغتيال والاعتقال للصحفيين، يكثف الصهاينة خطتهم الممنهجة على أرض غزة لطمس الحقيقة وإسكات صوت الحق الكاشف لإرهابهم الذي فاق كل الحدود، وهو ما دعا منظمة «مراسلون بلا حدود» في بداية شهر نوفمبر المنقضي لرفع دعوى قضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل بشأن «جرائم حرب» ارتُكبت ضد الصحفيين الفلسطينيين، وهو الأمر الذي تكرر في دعوى قضائية أخرى رفعها الاتحاد الدولي للصحفيين ضد إسرائيل مؤخرًا.

ورغم ما يتعرض له الصحفيون من قتل واعتقال على أرض غزة، فإنهم ما زالوا يواصلون عملهم لنقل الحقائق عن الوحشية الصهيونية، وفي ظروف بالغة الخطورة، في ظل استهدافهم.. من جانب، وإصابة أو استشهاد عوائلهم.. من جانب آخر، مع اضطرار بعضهم للقيام بدور إنساني كمسعفين.

المصدر: الأسبوع