الجزيرة:
2025-04-28@13:10:05 GMT

كاتب أميركي: السلام يقتضي المواجهة مع إسرائيل

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT

كاتب أميركي: السلام يقتضي المواجهة مع إسرائيل

كتب الصحفي الأميركي ديفيد إغناتيوس مقالة بصحيفة "واشنطن بوست" يحكي فيها ما شاهده في زيارة له للضفة الغربية الأسبوع الماضي، وعايش خلالها معاناة الفلسطينيين من المضايقات التي يتعرضون لها سواء من الحكومة أو المواطنين الإسرائيليين.

وقال إنه طاف أرجاء الضفة الغربية -مدنها وقراها- طيلة 3 أيام من التلال القاحلة أسفل الخليل في الجنوب، إلى مرتفعات نابلس الطباشيرية في الشمال.

وأضاف أن ما رآه كان نمطا من الهيمنة الإسرائيلية وسوء المعاملة الروتيني الذي يجعل الحياة اليومية إذلالا للعديد من الفلسطينيين، ويمكن أن تعيق المستقبل السلمي الذي يقول الإسرائيليون والفلسطينيون إنهم يريدونه.

تمييز عنصري فاضح

وتحدث إغناتيوس عن قيادة السيارات على طرقات الضفة الغربية ساخرا بقوله إنها حال لـ"ذي طبقتين"، حيث يتجول الإسرائيليون بسياراتهم التي تحمل لوحات صفراء على طريق سريعة تخضع لحراسة مشددة، في حين يتنقل الفلسطينيون بسيارات ذات لوحات بيضاء في طرق وعرة.

وأردف أنه شاهد تكدس السيارات عند نقاط التفتيش الإسرائيلية بالقرب من بيت لحم ونابلس، والتي كانت تصطف أكثر من نصف ميل، ويمكن أن يطول انتظارها للعبور للناحية الأخرى لأكثر من ساعتين.

ويصف إغناتيوس التأخير والإهانات والاعتداءات الصريحة على الفلسطينيين بأنها أضحت "روتينا قاتما"، ويضيف أن جولته بالضفة الغربية كانت بمثابة "اختبار لواقع" يشي بما يمكن أن يحدث في اليوم الذي يلي انتهاء الحرب في غزة.

وقال إن الرئيس الأميركي جو بايدن وغيره من زعماء العالم يعربون عن أملهم في إقامة دولة فلسطينية بمجرد هزيمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، معلقا بأنه يتمنى أن يرى ذلك يتحقق، مضيفا "لكن على الناس أن يكونوا واقعيين بشأن ما يعترض (هذا الأمل) من عقبات تبدو أمام ناظرينا".

حكاية خيالية

ولا يخفي إغناتيوس تشاؤمه إزاء ذلك، حيث يشير إلى أن الأمل المشترك في إقامة دولة فلسطينية أشبه ما يكون بحكاية "خيالية" في خضم الضغوط اليومية الطاحنة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح أن العقبات التي تقف في طريق الدولة الفلسطينية تكمن في المستوطنات والبؤر الاستيطانية الإسرائيلية المنتشرة على قمم التلال في الضفة الغربية، والتي ترمز أسوارها العالية وجدرانها الخرسانية إلى ثباتها وعدم إمكانية تحريكها من مكانها.

وقال إن دانييل سايدمان، المحامي الإسرائيلي -الذي ربما يكون المنتقد الرئيس لحركة الاستيطان في إسرائيل– أخبره بأن المستوطنات أقيمت للحيلولة دون إنشاء دولة فلسطينية.

ووفقا لسايدمان نفسه، فإن إنهاء الاحتلال سيكون ضروريا لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة، مضيفا أن ما يزيد على 700 ألف إسرائيلي تقريبا يعيشون في مستوطنات الضفة الغربية، وأن 200 ألف على الأقل سيضطرون إلى المغادرة، بحسب تقديراته.

حرب أهلية

لكنه يعتقد أن بعض المستوطنين سيقاومون، محذرا في الوقت ذاته من أن "هناك احتمالا كبيرا لنشوب حرب أهلية بين دولة إسرائيل و"دولة يهودا والسامرة الاستيطانية"، مستخدما مصطلحات المستوطنين التوراتية لمناطق الضفة الغربية.

وبالنسبة للمستوطنين، فإن إعاقة قيام دولة فلسطينية هي جزء من المهمة التي تقع على عاتقهم، كما يقول يهودا شاؤول، الخبير الإسرائيلي البارز في شؤون المستوطنات.

وأشار شاؤول إلى أن ماتيتياهو دروبلز، الذي كان آنذاك رئيسا لقسم المستوطنات في المنظمة الصهيونية العالمية، أفصح عام 1980 صراحة عن هدفه في خطة شاملة. فقد كتب في ذلك الوقت أن "الأقلية العربية المعزولة بالمستوطنات اليهودية، ستجد صعوبة في وحدة أراضيها وتواصلها السياسي".

وزاد دروبلز "إن الطريقة الأفضل والأكثر فعالية لإزالة أي لبس حول نيتنا في التمسك بمنطقة يهودا والسامرة إلى الأبد، تكمن في تسريع الزخم الاستيطاني في هذه الأراضي".

وطبقا لإغناتيوس، فإن بايدن هو أحدث رئيس يواجه حقيقة أن معالجة القضية الفلسطينية تعني مواجهة إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بالمستوطنات.

أكبر زيادة في المستوطنات

وتتزايد أعداد المستوطنات الرسمية والبؤر الاستيطانية "غير المعترف بها"، حيث تؤكد "حركة السلام الآن" الإسرائيلية أن هذا العام شهد أكبر زيادة منذ أن بدأت تتّبع نمو المستوطنات في عام 2012.

كما تفاقمت في السنوات الأخيرة بصورة "مخيفة" أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون ضد الفلسطينيين، في وقت يقول المدافعون عن حقوق الإنسان إنها جهود متعمدة "لتخويفهم من أجل إبعادهم عن الأراضي التي يعتقد المستوطنون أن الله أعطاها لإسرائيل".

ومنذ هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شن المستوطنون 343 اعتداء ضد الفلسطينيين، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. كما تم تهجير ما لا يقل عن 143 أسرة فلسطينية تضم 1026 فردا -من بينهم 396 طفلا- بسبب أعمال العنف. وقتل المستوطنون 8 فلسطينيين وأصابوا 85 آخرين، بحسب المكتب الأممي نفسه.

ودائما ما يفلت المستوطنون العنيفون من العقاب، حيث لفت إغناتيوس إلى أنه تم إغلاق 93% من أصل 1597 تحقيقا فتحته الشرطة الإسرائيلية ما بين عامي 2005 و2022، في قضايا قيل إن إسرائيليين ألحقوا الأذى بالفلسطينيين، دون توجيه لائحة اتهام، وفقا لمنظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية "يش دين"؛ التي قالت إن حوالي 3% فقط منها تمخضت عن توجيه إدانات.

ويمضي إغناتيوس في رواية مشاهداته، فيقول إن التهديد الذي يتعرض له الفلسطينيون يزداد حدة في المنطقة (ج)، حيث يفوق عدد الإسرائيليين عدد الفلسطينيين بأكثر من 400 ألف إلى 300 ألف.

ويفرض الجيش الإسرائيلي قيودا مشددة على سفر الفلسطينيين إلى هناك، ويهاجم المستوطنون بانتظام القرى ومخيمات البدو.

أحد المؤشرات

إن أحد المؤشرات التي تدل على أن إدارة بايدن ربما تأخذ قضية المستوطنات على محمل الجد -برأي الكاتب الأميركي- كان الإعلان في ديسمبر/كانون الأول الجاري عن أن المستوطنين الذين يُعتقد أنهم شاركوا في هجمات عنيفة ضد الفلسطينيين قد يُحرمون من تأشيرات الدخول إلى الولايات المتحدة، مع أفراد أسرهم. ومع ذلك فإن إغناتيوس لا يعد ذلك حلا لهذه المشكلة الكبيرة، بل "هي البداية".

ويصف مدينة القدس بأنها جوهرة وسط هذه الأرض، وهي أيضا ساحة المعركة "الأشد اضطرابا" بين المستوطنين الإسرائيليين، والمكان الذي ستواجه فيه الولايات المتحدة التحدي الأكبر في صياغة تسوية.

إن أحد الأهداف الكبيرة للمتدينين المحافظين من الإسرائيليين هو زيادة وجودهم في جميع أنحاء منطقة القدس. فإلى الجنوب -بحسب سايدمان- يخطط المستوطنون لتركيب عربة تلفريك فوق حي سلوان ذي الأغلبية الفلسطينية. وإلى الشمال -حيث المواقع المسيحية- يدور الحديث عن إنشاء مدينة ترفيهية توراتية تشرف عليها سلطة الحدائق الإسرائيلية.

ويقول إغناتيوس إن سايدمان أبلغه بأن الصراع السياسي حول القدس "ظل مدفوعا بجنون المتدينين المهووسين بإشعال الحرائق".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الضفة الغربیة دولة فلسطینیة

إقرأ أيضاً:

تراكم أخطاء إتفاقيات السلام … وثمارها المرة الحرب الحالية .. 2023 – 2025م .. وفي الحروب التي ستأتي !

تراكم أخطاء إتفاقيات السلام …
وثمارها المرة الحرب الحالية … 2023 – 2025م … وفي الحروب التي ستأتي !
إن هذه الحرب بكل فظاعاتها وإجرامها المرتكب من القوات المتمردة هي نتيجة حتمية للأخطاء التفاوضية الكارثية لكل إتفاقيات السلام منذ 1972م ، ومن هذه الأخطاء مثالا لا حصرا :
+ قبول التفاوض مع الحركات المتمردة.
+ دمج المتمرد في الجيش والأسوأ أن يكون ضابطا في الجيش ويتمرد ثم يعاد دمجه من جديد.
+ تعيين قيادات التمرد في المناصب القيادية في الدولة.
+ السكوت عن إنتزاع إقرار بتجريم استهداف الممتلكات العامة :
في كل الإتفاقيات سكت المفاوض الحكومي عن إنتزاع إقرار واعتذار من الحركات المتمردة عن إستهدافها وتخريبها للبنيات التحتية والممتلكات العامة وهذا التخريب للممتلكات العامة تحديدا ظل ممارسة كل الحركات المتمردة ، وليت الأمر توقف عند ذلك فقد وصل إلى أن يتحول المتمرد السابق إلى مفاوض حكومي في تمرد تال !
+ السكوت عن ترويج المتمرد السابق لسرديته الخاصة وتاريخه الشخصي الذي يسميه كفاحا ونضالا.
فبعد إنضمام المتمرد السابق لأجهزة الدولة تم السكوت عن قيام المتمردين السابقين بالترويج لقتالهم ضد الجيش السوداني باعتباره كفاح ونضال وإسباغ هالات البطولة على قياداتهم ما يعني تجريما ضمنيا للجيش السوداني وهضما لتضحيات ضباطه وجنوده.
كل هذه التفريطات شجعت التكاثر المتزايد للحركات حتى تضخمت أعداد الحركات المسلحة ووصلت العشرات وصارت بارعة في تكتيكات الإنشقاقات بحيث يتفاوض منها جزء وينضم لإجهزة الدولة بيننا يظل شقهم الآخر متمترسا في الميدان.
ولكل هذه الأخطاء المتراكمة لا ييأس التمرد الحالي 2023م – 2025م وداعميه من إرتكاب الجرائم والانتهاكات لأن لديهم سوابق لا يختلف عنها إلا باختلاف القوة والكم وجميعها تم السكوت عنها في مفاوضات السلام بل وتم لاحقا إصدار قرارات بالعفو أو إلغاء العقوبات عن مرتكبيها.
وحتى لا تتواصل دورات الحروب فلا مناص لكل الحركات المتمردة حاليا أو التي وصلت للمناصب من التبروء والإعتذار عن كل ما مارسته من استهداف للممتلكات العامة وتحريضها على الحصار الاقتصادي للسودان والمؤسسات السودانية مع تجريم استخدام مصصطلحات التهميش والعدالة والمساواة كمبررات لحمل السلاح.
#كمال_حامد ????

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ممثلة فلسطين أمام محكمة العدل: “إسرائيل” حولت غزة إلى “جهنم” ودمرت حياة الفلسطينيين
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منازل الفلسطينيين جنوب الضفة الغربية وتُشرّد سكانها
  • عاجل | القناة 12 الإسرائيلية: شركة فيرجين أتلانتيك البريطانية لن تعود للعمل في إسرائيل وتغلق خطها الجوي إلى تل أبيب
  • عاجل - محكمة العدل الدولية تبدأ جلسات استماع بشأن التزامات إسرائيل الإنسانية تجاه الفلسطينيين
  • نتنياهو يكرّر رفضه لإقامة دولة فلسطينية ويتهم الفلسطينيين بعرقلة السلام
  • هآرتس: التحريض على إبادة الفلسطينيين سائد في إسرائيل
  • تراكم أخطاء إتفاقيات السلام … وثمارها المرة الحرب الحالية .. 2023 – 2025م .. وفي الحروب التي ستأتي !
  • كاتب أميركي: ترامب يدمر 100 عام من الميزة التنافسية الأميركية في 100 يوم
  • ‏"معاريف" الإسرائيلية نقلًا عن مسؤولين عسكريين: لا علاقة للجيش الإسرائيلي بالانفجار الذي وقع في إيران
  • إسرائيل مأزومة للغاية من الداخل.. فما الذي يمنعها من الانهيار؟