لجريدة عمان:
2025-02-07@03:20:43 GMT

التحديات المادية للمشهد الثقافي في عمان

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT

الحضور الثقافي في عُمان يشهد في الفترة الأخيرة تصاعدا عموديا، وبروز وجوه ثقافية شبابية جديدة، ولما تقوم به وزارة الثقافة والرياضة والشباب من دعم لهذه الوجوه الشبابية، وللمبادرات الثقافية المتنوعة، وتسهيل ذلك إلى الحد الأدنى؛ هذا بدوره يدفع من عجلة المشهد الثقافي في عمان، وهذا ما نرجوه لهذا البلد المعطاء والمتنوع والمهم خليجيا وعربيا، بل ودوليا، ولما يحتويه من تنوع ثقافي من السهل إلى الجبل، وفي الماضي والحاضر، وهذا مدرك بشكل واضح.

ونحن لما نتحدث عن الثقافة من حيث الابتداء لا نتحدث عن الجانب المتعلق بالجانب المعرفي البحت، المتمثل في المفردات الثقافية المتمثلة في المعارف النقدية والأدبية والفكرية والفلسفية والعلمية والفنية والاجتماعية والدينية والتأريخية والجغرافية والاقتصادية، سواء في الجوانب الإنسانية أو العلموية، وما يتعلق بهذا الجانب من محاضرات وندوات وإصدارات واختراعات وإبداعات؛ لأن مفهوم الثقافة مفهوم واسع ومعقد في الوقت ذاته، فالثقافة لها ارتباط بالبيئة والتأريخ والحاضر والإنسان، والبيئة ليست لونا واحدا، لهذا الثقافات على مستوى القطر الواحد متنوعة، حتى على مستوى اللغات واللهجات واللباس والأطعمة، وإسقاط ذلك على الفنون والعادات والتقاليد، وما يتقبله ذوق قوم، لا يتقبله آخرون، لكن لا يعني هذا أن يجعل ذوق ما حاكما على الأذواق الأخرى، فالثقافة بمفهومها الواسع تنفتح على جميع هذه الأنواع الثقافية وتحتضنها.

كذلك التأريخ والتعايش مع البيئة يفرزان ثقافات متنوعة، فللبحارة وهم يبحرون شرقا وغربا فنهم وثقافتهم، وللبدو وهم يقطعون الصحاري مع إبلهم وحيواناتهم لهم فنونهم وطبيعتهم الخاصة، وللمزارِع وهو يتعايش مع الماء والخضرة والحيوانات ثقافته وفنه أيضا، هذا التنوع أفاق بذاته على إفرازات ثقافية معاصرة، نتيجة السفر والإعلام والخلطة بسبب السياحة والقراءة ووسائل التواصل الاجتماعي، جعل العالم يعيش في قرية واحدة، تتداخل فيها ثقافات متعددة، وتتأثر بها ثقافات، وتنقرض أيضا ثقافات أخرى، لهذا الإنسان اليوم في المشهد الثقافي أكثر تعقيدا من إنسان الأمس، ولم يعد المشهد الثقافي تلك الصورة الواحدة، والمحددة في لون واحد منعزل عن الآخر، ولو أراد أي قطر أو ثقافة الجمود على ألوان ثقافية محددة، لكنه في الوقت ذاته يجد نفسه أمام عولمة ثقافية لا غنى من الاعتراف بها في الجملة، والذي تجده واقعا أمامك لا يمكن نكرانه بحال من الأحوال.

صحيح على المستوى القطري كما يجعل محمد فيضي من الثقافة «هي قوة وسلطة موجهة لسلوك المجتمع، تحدد لأفراده تصوراتهم عن أنفسهم والعالم من حولهم، وتحدد لهم ما يحبون ويكرهون ويرغبون فيه، ويرغبون عنه، كنوع الطعام الذي يأكلون، ونوع الملابس التي يرتدون، والطريقة التي يتكلمون بها، والألعاب الرياضية التي يمارسونها، والأبطال التاريخيين الذين خلدوا في ضمائرهم، والرموز التي يتخذونها للإفصاح عن مكنونات أنفسهم ونحو ذلك»، بيد أن هذا حرفيا ممكن أن يتناسق قبل عقود من الزمن، لكنه حرفيا لا يمكن أن يتناسق اليوم، إلا إذا عشنا في وهم صراع الأجيال، حيث الثقافة اليوم لم تعد تلك السلطة بالمعنى العلوي، بقدر ما هي متجاوزة لهذه السلطات بانفتاحها على الجميع.

الذي أريد الحديث عنه في هذه المقالة ليس الثقافة بمفهومها الواسع المعقد، وإنما حديثي عن المؤسسات الثقافية بمعناها التقليدي، سواء كانت رسمية أم أهلية، والمعنية بالجوانب الإنسانية الأفقية، أي ذات البعد المعرفي العميق، والذي يبحر في المعرفة رأسا، والتي لها تأثيرها في الوعي الجمعي، وفي الجوانب الاجتماعية والمعيشية، وفي حياة الإنسان وسياساته وتنظيم قوانينه، وفي معرفة ماضيه، وآلية التعامل مع حاضره، وفي نقد واقعه، وإقرار إنسانيه، والتي تنفتح بعمق على الثقافة بمفهومها الواسع السالف ذكره، لتنقلها من الحالة العمودية الطبيعية، إلى الحالة النقدية والاجتماعية التفكيكية، فبقدر انفتاحها الأفقي على جميع الأنواع الثقافية، إلا أنها تغور بعمق في التعامل معها، ليس بمفهوم السلطة العلوية الأحادية، كالرؤية الدينية أو الاجتماعية -بمفهوم العادات والتقاليد- أو السياسية المنغلقة على صورة واحدة أو صور محددة، ولكن لمعاني أبعد، منها معاني استثمارية وسياحية وتعددية إنسانية طبيعية تؤثر في وعي المجتمع ورقيه وتنوعه، وتأثير ذلك على الاجتماع البشري وتطوره ونموه وحرياته.

ولهذا تربط الثقافة اليوم بالحراك الاجتماعي، والحراك الاجتماعي كما يعرفه كاوجة محمد الصغير بأنه «الوضع الذي يشير إلى إمكانية تحرك الأفراد أو الجماعات إلى أسفل أو إلى أعلى الطبقة أو المكانة الاجتماعية في هرم التدرج الاجتماعي أو في إطار النسق الاجتماعي»، فالثقافة بمفهومها الرأسي لها تأثير في هذا الحراك الاجتماعي، حتى على مستوى التنمية والاقتصاد والاستثمار، فالدول المتقدمة تعنى بشكل كبير بالمؤسسات الثقافية وتنوعها ودعمها، كما تعنى بالثقافة -وفق مفهومها الواسع- واستثمارها أيضا، والانفتاح لها.

وإذا جئنا إلى عُمان اليوم، وهي حاضنة لتعددية ثقافية متنوعة لطبيعة تنوع تضاريسها، كما أن لها تأريخها الذي أفرز تنوعا ثقافيا واضحا، بجانب انفتاحها على حضارات قريبة منها كفارس والهند وشرق أفريقيا؛ هذا أثر في التنوع الثقافي في عمان، فضلا عن الجيل الحالي، ونسبته الأكبر من جيل الفتوة والشباب، وانفتاحهم على عوالم معاصرة، مع الهجرات العمالية والسياحية إليها؛ أفرز جوانب ثقافية معاصرة، منها ما تلاقح مع ثقافات البلد، ومنها ما تمايز عنها، كما أن انتقال عمان اليوم وفق رؤية عمان 2040 من قِطْر يعتمد على النفط بشكل كبير، إلى قِطْر مستثمر ومنتج ومساهم في الإبداع والإنتاج والاختراع الذاتي؛ هذا لا يمكن بحال تحققه إلا في مناخ يحتوي هذا التنوع الثقافي من جهة، ومن جهة أخرى يستثمره إيجابا في تحقيق رؤية عمان 2040.

لهذا الاهتمام بالمؤسسات الثقافية اليوم ضرورة ملحة؛ لأنها هي الحلقة المهمة في التعامل مع هذا التنوع الثقافي، لهذا نحن بحاجة اليوم إلى مؤسسات ثقافية بصورة أكبر، وتكون حاضرة -على الأقل- على مستوى المحافظات، وتحتضن المبادرات الشبابية، والاتجاهات المعرفية، ولا تقتصر عند المراكز الثقافية التي تعنى عادة بجوانب تأريخية وفنية معينة، وينتج عنه تنافس واضح، واستيعاب لهذه التعددية الثقافية، ونقلها إلى الحالة الرأسية والإنتاجية بشكل واسع.

وعليه ربما تصطدم مبدئيا هذه المؤسسات الثقافية بالتحديات المادية، وهذا عائد إلى الوعي الجمعي؛ فلا زال ضعيفا في هذا، لهذا هذه المؤسسات الثقافية اليوم على قلتها -رسمية أم أهلية- تعاني بشكل كبير من تحدي الوضع المادي، والذي ينبغي أن لا يكون عقبة يحول دون نتاجها، ولهذا أسبابه الذي بحاجة إلى دراسات جادة في سبب تدنيه اليوم، وإلى عزوف الشركات الكبرى ورجال الأعمال والمجتمع المدني في دعم ذلك بالشكل العام، مع دعم هذه الشركات ورجال الأعمال لجوانب ثقافية معينة وأعمال تطوعية مهمة أيضا، إلا أن النظرة شبه السلبية أو غير الحاضرة على الأقل في دعم المؤسسات الثقافية واضح بشكل كبير، قد يكون الخلل عائدا إلى الوعي الجمعي، أو إلى المردود المباشر ماديا أو اجتماعيا، أو إلى النظرة الاجتماعية السلبية، أو عدم وجود استراتيجيات واضحة من المؤسسات الثقافية ذاتها، كل ذلك محتمل، ويحتاج بذاته إلى دراسة علاجية، لكن أن يهمل هذا الجانب مع دعمه رسميا في بعض الحالات، إلا أن الدعم الرسمي دون وعي جمعي لأهمية ذلك؛ يجعل الصورة غير مكتملة، خصوصا أن هذه المؤسسات في الأصالة مرتبطة بالمجتمع بالشكل الأكبر.

ما أسلفت ذكره لا يعني عدم وجود حالات داعمة في المجتمع، وخلقت مؤسسات ثقافية بذاتها، لكن الحالة الأفقية في هذا تفضي إلى أننا بحاجة إلى اهتمام أكبر، ينتج من وعي مجتمعي بأهمية هذا، خصوصا وأن عمان اليوم لها حضورها العالمي، وهي معنية اليوم في الانفتاح الاستثماري والاقتصادي، وقوة أي بلد بمدى انتشار الوعي الجمعي الإيجابي فيه، خصوصا على المستوى المؤسسي وليس الجمعي فقط، فإذا ما وجد وعي في أهمية هذه المؤسسات الثقافية؛ بلا شك سيكون لها تأثيرها الإيجابي في الرقي بعمان والإنسان ثقافة وتنمية وإبداعا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المؤسسات الثقافیة هذه المؤسسات الثقافی فی على مستوى بشکل کبیر

إقرأ أيضاً:

المهرجانات الشتوية بالمحافظات ..تعزز الثقافة وتسهم في الحفاظ على التراث

تشارك الأسرة العمانية بحضورها للمهرجانات الشتوية في سلطنة عمان في الفعاليات الثقافية والاجتماعية التي تعكس التراث العماني وتعزز من الروابط المجتمعية، حيث تؤدي هذه المهرجانات دورًا في إبراز الفنون التقليدية والحرف اليدوية، وتحافظ على الهوية الثقافية العمانية، كما توفر منصة للفنانين والحرفيين لعرض إبداعاتهم، بما يعزز من فرصهم الاقتصادية ويزيد من الوعي بأهمية التراث الثقافي، ويمثل فرصة للأجيال الجديدة للتعرف على تاريخهم وثقافتهم، ليشجعهم على الحفاظ على هذه التقاليد.

وتعد المهرجانات الشتوية فرصة لجذب السياح من داخل سلطنة عمان وخارجها، ما يعزز القطاع السياحي ويسهم في دعم الاقتصاد المحلي، من خلال تنظيم مهرجانات متنوعة تشمل الفنون، والرياضة، والمأكولات، ليستمتع الزوار بتجربة تعكس التنوع الثقافي لسلطنة عمان، متضمنة مجموعة من الأنشطة الترفيهية والفنية، مثل العروض الموسيقية، والفنون التقليدية، والأسواق الحرفية.

وتولي سلطنة عمان الاهتمام بهذه المهرجانات الشتوية من خلال الإشراف المباشر لمكتب المحافظ في سائر المحافظات، من أجل تعزيز التفاعل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، وتشجيع السياحة، ودعم الاقتصاد المحلي، فضلًا عن كونها منصة لتبادل الأفكار والثقافات بين الزوار والشعب العماني، ما يسهم في تعزيز الروابط بين العماني والمقيم والسائح، حيث تعد المهرجانات من الفعاليات الثقافية والاجتماعية المهمة التي تعكس الهوية المجتمعية وتعزز التفاعل بين الأفراد.

تنوع ثقافي

تؤدي الفعاليات الثقافية دورًا محوريًا في تعزيز الثقافة العمانية والحفاظ على التراث في فعاليات المهرجان، حيث تتميز المهرجانات بتنوعها وغناها، فتجمع بين الفنون التقليدية، والموسيقى، والرقصات الشعبية، ما يسهم في إحياء الموروث الثقافي العماني، كما تعمل المهرجانات على تعزيز الهوية الوطنية من خلال تقديم العروض التي تعكس القيم والتقاليد العمانية، ويتم عرض الحرف اليدوية التقليدية مثل الفخار، والنسيج، وصناعة السيوف، وتقدم كل محافظة ما تشتهر به من عادات وتقاليد وصناعات وحرف وفنون، ما يُظهر مهارات الحرفيين ويعزز من قيمة هذه الحرف كجزء من التراث الثقافي، علاوة على ذلك، تسهم المهرجانات الشتوية في تعزيز السياحة الثقافية، حيث تجذب الزوار من مختلف الأطياف من خلال مشاركة الثقافات ، ليتمكن الزوار من التعرف على سلطنة عمان وثقافتها.

دعم الاقتصاد

تسهم المهرجانات الشتوية في تعزيز الاقتصاد المحلي، من خلال مشاركة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بمنتجاتها، حيث تؤدي دورًا مهمًا في زيادة النشاط السياحي ودعم المنتجات المحلية، وبشكل عام تجذب المهرجانات السياح وخاصة السياحة المحلية من مختلف ولايات المحافظة، وتعزز ثقافة السياحة المحلية، فالأحداث الثقافية والفنية التي تُقام خلال هذه المهرجانات تؤدي إلى زيادة أعداد الزوار، وبالتالي زيادة القوة الشرائية وتعزيز الاقتصاد، بتنشيط الحركة التجارية في المحافظات، حيث تزداد المبيعات في المحلات التجارية والأسواق، كما تؤدي المهرجانات دورًا مهمًا في دعم الحرف اليدوية التقليدية، من خلال عرض المنتجات المحلية، وتوفر منصة لأصحاب الحرف لعرض مهاراتهم وبيع منتجاتهم لتعزيز التنمية الاقتصادية، إلى جانب دورها في تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال جذب الزوار، ما يؤدي إلى زيادة النشاط التجاري في المحافظة.

تعزيز الروابط الاجتماعية

تعد المهرجانات الشتوية فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية بين المجتمع والزوار، من خلال تقديم مجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية والترفيهية، تتيح للزوار التفاعل وتبادل الأفكار والخبرات، وتفتح المهرجانات الأفق أمام كافة الشرائح وخاصة الأطفال للتعرف على بيئاتهم وعاداتهم، كما توفر لهم سبل الترفيه من خلال الفعاليات المتنوعة، وتسهم في إيجاد بيئة اجتماعية حيث يجتمع الناس في مكان واحد للاحتفال، ما يصنع جوًا من البهجة، وتساعد اللقاءات الاجتماعية في المهرجان على بناء علاقات قوية بين الأفراد، وتسهم في تعزيز الشعور بالانتماء إلى المجتمع، وتعد المهرجانات وسيلة لتعزيز الهوية الثقافية وتعليم الأجيال الجديدة عن تراثهم، من خلال الأنشطة والفعاليات المصاحبة للمهرجان.

الترويج السياحي

تبرز أهمية المهرجانات الشتوية في جذب السياح وتعزيز الصورة السياحية للبلاد، ما يجعلها عنصرًا أساسيًا في استراتيجية الترويج السياحي، فسلطنة عمان واحدة من الوجهات السياحية التي تتميز بتنوعها الثقافي والطبيعي، وتؤدي المهرجانات الشتوية دورًا مميزًا لتعزيز السياحة في البلاد، إذ تسهم في جذب السياح من مختلف أنحاء العالم، كما تُعد هذه المهرجانات وسيلة للترويج للتراث الثقافي العماني، ما يساعد على تعزيز الصورة السياحية لسلطنة عمان، وتسهم المهرجانات في دعم الاقتصاد المحلي من خلال زيادة الطلب على الخدمات السياحية مثل الإقامة والمطاعم، ما يعزز من التفاعل بين السياح والمواطنين، ويسهم في بناء جسور ثقافية تعزز من تجربة الزوار.

الأنشطة والفعاليات

تتنوع المهرجانات الشتوية في محافظات سلطنة عمان، بما يميز كل محافظة، ففي محافظة مسقط انطلق مهرجان مسقط عام 1998، ولا يزال يقام سنويًا، وبنجاحه انتهجت سلطنة عمان الاهتمام بقطاع المهرجانات وإقامة المهرجانات الشتوية، وتم اختيار فصل الشتاء لأنه الوقت الأنسب للاستمتاع بالطبيعة، ولأن الأجواء ملائمة وتناسب التجمعات، ولا تقتصر الفعاليات على الفنون والثقافة وحسب، بل تشمل أيضًا الأنشطة الترفيهية، والمعارض، والحرف اليدوية، ما يجعلها جذابة للزوار، من خلال تقديم تجربة ثقافية غنية.

وما يميز المهرجانات الشتوية في سلطنة عمان تنوع فعالياتها بحسب المحافظة، فمنها ما يركز على الفنون والثقافة، بفعاليات الموسيقى والفنون البصرية، ومنها ما يركز على الأنشطة الرياضية والترفيهية، كالرياضات الصحراوية، أو ما يتعلق بالجانب البحري كالمحافظات الممتدة على سواحل بحر عمان، وبحر العرب، والخليج العربي، ناهيك عن الفعاليات التي تتضمن الأطعمة التقليدية والحرف اليدوية، ما يسهم في تعزيز الهوية الثقافية، بالإضافة إلى العروض الفنية، وحلقات العمل، والأسواق التقليدية، وأنشطة متنوعة تجمع بين التراث والفنون والرياضة، حيث يتمكن المجتمع من نقل قيمه وتقاليده إلى الزوار، إلى جانب الأنشطة الاقتصادية التي يقدمها أصحاب المنتجات المحلية والحرف والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بعرض مشروعاتهم ومنتجاتهم، ومواهبهم التي يتمتعون بها من فنون وتراث وعادات وتقاليد.

آراء الزوار

توقفنا مع بعض الزوار الذين حضروا من الولايات للاستمتاع بفعاليات مهرجان «ليالي مسقط»، وكانت أبرز الآراء حول تحسين المهرجان للوصول به إلى العالمية، والمطالبة بالمزيد من الاهتمام بجانب التمويل، ومطالبات تتعلق بالتخطيط اللوجستي، مثل التنسيق مع المنظمين حول التنظيم، كما اقترح بعض الزوار الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لتحسين تجربة الزوار، مثل استخدام التطبيقات الذكية لتسهيل الوصول إلى المعلومات والتذاكر لتقليل الزحام، وتنظيم الدخول وتوسيع نطاق الفعاليات.

وأشاد الزوار بتنظيم المهرجانات الشتوية في سلطنة عمان، كونها تُعد فرصة للأجيال الجديدة للتعرف على تاريخهم وثقافتهم، ما يُشجعهم على الحفاظ على هذه التقاليد، وتوفر منصة للزوار للتعرف على الثقافة المحلية، ما يعزز من فهمهم وتقديرهم لتقاليد المجتمع، وبناء جسور التواصل والتفاعل الاجتماعي، بجذب السياح ودعم الحرف اليدوية، وتعزيز الاقتصاد المحلي، وتحقيق التوازن بين الحفاظ على التراث وتحقيق التنمية المستدامة.

مقالات مشابهة

  • الرحبي: مشاركة عمان في معرض الكتاب فرصةً لاستعراض المشهد الثقافي العُماني وتجسيد روح التواصل مع مصر
  • «الذكاء الاصطناعي» في ندوة تثقيفية بمركز طنطا الثقافي
  • سفير عمان: معرض الكتاب يجسد روح التواصل الحضاري والمعرفي للشعوب
  • مشروع مسرح المواجهة والتجوال يواصل فعالياته الثقافية بقرى المنوفية
  • مسرح المواجهة والتجوال يواصل فعالياته الثقافية بقرى «حياة كريمة» بالمنوفية
  • صالون معرض الكتاب يناقش العلاقات الثقافية بين مصر ولبنان وفلسطين
  • انطلاق مهرجان القرين الثقافي بالكويت في دورته الـ30
  • المهرجانات الشتوية بالمحافظات ..تعزز الثقافة وتسهم في الحفاظ على التراث
  • وزير الثقافة: نواصل تنظيم فعاليات ثقافية تثري المشهد الفني في مصر
  • مبروكة: أعملُ على تطوير سياسات ثقافية فعالة لرفد التنمية المستدامة