لجريدة عمان:
2025-04-02@20:38:15 GMT

التحديات المادية للمشهد الثقافي في عمان

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT

الحضور الثقافي في عُمان يشهد في الفترة الأخيرة تصاعدا عموديا، وبروز وجوه ثقافية شبابية جديدة، ولما تقوم به وزارة الثقافة والرياضة والشباب من دعم لهذه الوجوه الشبابية، وللمبادرات الثقافية المتنوعة، وتسهيل ذلك إلى الحد الأدنى؛ هذا بدوره يدفع من عجلة المشهد الثقافي في عمان، وهذا ما نرجوه لهذا البلد المعطاء والمتنوع والمهم خليجيا وعربيا، بل ودوليا، ولما يحتويه من تنوع ثقافي من السهل إلى الجبل، وفي الماضي والحاضر، وهذا مدرك بشكل واضح.

ونحن لما نتحدث عن الثقافة من حيث الابتداء لا نتحدث عن الجانب المتعلق بالجانب المعرفي البحت، المتمثل في المفردات الثقافية المتمثلة في المعارف النقدية والأدبية والفكرية والفلسفية والعلمية والفنية والاجتماعية والدينية والتأريخية والجغرافية والاقتصادية، سواء في الجوانب الإنسانية أو العلموية، وما يتعلق بهذا الجانب من محاضرات وندوات وإصدارات واختراعات وإبداعات؛ لأن مفهوم الثقافة مفهوم واسع ومعقد في الوقت ذاته، فالثقافة لها ارتباط بالبيئة والتأريخ والحاضر والإنسان، والبيئة ليست لونا واحدا، لهذا الثقافات على مستوى القطر الواحد متنوعة، حتى على مستوى اللغات واللهجات واللباس والأطعمة، وإسقاط ذلك على الفنون والعادات والتقاليد، وما يتقبله ذوق قوم، لا يتقبله آخرون، لكن لا يعني هذا أن يجعل ذوق ما حاكما على الأذواق الأخرى، فالثقافة بمفهومها الواسع تنفتح على جميع هذه الأنواع الثقافية وتحتضنها.

كذلك التأريخ والتعايش مع البيئة يفرزان ثقافات متنوعة، فللبحارة وهم يبحرون شرقا وغربا فنهم وثقافتهم، وللبدو وهم يقطعون الصحاري مع إبلهم وحيواناتهم لهم فنونهم وطبيعتهم الخاصة، وللمزارِع وهو يتعايش مع الماء والخضرة والحيوانات ثقافته وفنه أيضا، هذا التنوع أفاق بذاته على إفرازات ثقافية معاصرة، نتيجة السفر والإعلام والخلطة بسبب السياحة والقراءة ووسائل التواصل الاجتماعي، جعل العالم يعيش في قرية واحدة، تتداخل فيها ثقافات متعددة، وتتأثر بها ثقافات، وتنقرض أيضا ثقافات أخرى، لهذا الإنسان اليوم في المشهد الثقافي أكثر تعقيدا من إنسان الأمس، ولم يعد المشهد الثقافي تلك الصورة الواحدة، والمحددة في لون واحد منعزل عن الآخر، ولو أراد أي قطر أو ثقافة الجمود على ألوان ثقافية محددة، لكنه في الوقت ذاته يجد نفسه أمام عولمة ثقافية لا غنى من الاعتراف بها في الجملة، والذي تجده واقعا أمامك لا يمكن نكرانه بحال من الأحوال.

صحيح على المستوى القطري كما يجعل محمد فيضي من الثقافة «هي قوة وسلطة موجهة لسلوك المجتمع، تحدد لأفراده تصوراتهم عن أنفسهم والعالم من حولهم، وتحدد لهم ما يحبون ويكرهون ويرغبون فيه، ويرغبون عنه، كنوع الطعام الذي يأكلون، ونوع الملابس التي يرتدون، والطريقة التي يتكلمون بها، والألعاب الرياضية التي يمارسونها، والأبطال التاريخيين الذين خلدوا في ضمائرهم، والرموز التي يتخذونها للإفصاح عن مكنونات أنفسهم ونحو ذلك»، بيد أن هذا حرفيا ممكن أن يتناسق قبل عقود من الزمن، لكنه حرفيا لا يمكن أن يتناسق اليوم، إلا إذا عشنا في وهم صراع الأجيال، حيث الثقافة اليوم لم تعد تلك السلطة بالمعنى العلوي، بقدر ما هي متجاوزة لهذه السلطات بانفتاحها على الجميع.

الذي أريد الحديث عنه في هذه المقالة ليس الثقافة بمفهومها الواسع المعقد، وإنما حديثي عن المؤسسات الثقافية بمعناها التقليدي، سواء كانت رسمية أم أهلية، والمعنية بالجوانب الإنسانية الأفقية، أي ذات البعد المعرفي العميق، والذي يبحر في المعرفة رأسا، والتي لها تأثيرها في الوعي الجمعي، وفي الجوانب الاجتماعية والمعيشية، وفي حياة الإنسان وسياساته وتنظيم قوانينه، وفي معرفة ماضيه، وآلية التعامل مع حاضره، وفي نقد واقعه، وإقرار إنسانيه، والتي تنفتح بعمق على الثقافة بمفهومها الواسع السالف ذكره، لتنقلها من الحالة العمودية الطبيعية، إلى الحالة النقدية والاجتماعية التفكيكية، فبقدر انفتاحها الأفقي على جميع الأنواع الثقافية، إلا أنها تغور بعمق في التعامل معها، ليس بمفهوم السلطة العلوية الأحادية، كالرؤية الدينية أو الاجتماعية -بمفهوم العادات والتقاليد- أو السياسية المنغلقة على صورة واحدة أو صور محددة، ولكن لمعاني أبعد، منها معاني استثمارية وسياحية وتعددية إنسانية طبيعية تؤثر في وعي المجتمع ورقيه وتنوعه، وتأثير ذلك على الاجتماع البشري وتطوره ونموه وحرياته.

ولهذا تربط الثقافة اليوم بالحراك الاجتماعي، والحراك الاجتماعي كما يعرفه كاوجة محمد الصغير بأنه «الوضع الذي يشير إلى إمكانية تحرك الأفراد أو الجماعات إلى أسفل أو إلى أعلى الطبقة أو المكانة الاجتماعية في هرم التدرج الاجتماعي أو في إطار النسق الاجتماعي»، فالثقافة بمفهومها الرأسي لها تأثير في هذا الحراك الاجتماعي، حتى على مستوى التنمية والاقتصاد والاستثمار، فالدول المتقدمة تعنى بشكل كبير بالمؤسسات الثقافية وتنوعها ودعمها، كما تعنى بالثقافة -وفق مفهومها الواسع- واستثمارها أيضا، والانفتاح لها.

وإذا جئنا إلى عُمان اليوم، وهي حاضنة لتعددية ثقافية متنوعة لطبيعة تنوع تضاريسها، كما أن لها تأريخها الذي أفرز تنوعا ثقافيا واضحا، بجانب انفتاحها على حضارات قريبة منها كفارس والهند وشرق أفريقيا؛ هذا أثر في التنوع الثقافي في عمان، فضلا عن الجيل الحالي، ونسبته الأكبر من جيل الفتوة والشباب، وانفتاحهم على عوالم معاصرة، مع الهجرات العمالية والسياحية إليها؛ أفرز جوانب ثقافية معاصرة، منها ما تلاقح مع ثقافات البلد، ومنها ما تمايز عنها، كما أن انتقال عمان اليوم وفق رؤية عمان 2040 من قِطْر يعتمد على النفط بشكل كبير، إلى قِطْر مستثمر ومنتج ومساهم في الإبداع والإنتاج والاختراع الذاتي؛ هذا لا يمكن بحال تحققه إلا في مناخ يحتوي هذا التنوع الثقافي من جهة، ومن جهة أخرى يستثمره إيجابا في تحقيق رؤية عمان 2040.

لهذا الاهتمام بالمؤسسات الثقافية اليوم ضرورة ملحة؛ لأنها هي الحلقة المهمة في التعامل مع هذا التنوع الثقافي، لهذا نحن بحاجة اليوم إلى مؤسسات ثقافية بصورة أكبر، وتكون حاضرة -على الأقل- على مستوى المحافظات، وتحتضن المبادرات الشبابية، والاتجاهات المعرفية، ولا تقتصر عند المراكز الثقافية التي تعنى عادة بجوانب تأريخية وفنية معينة، وينتج عنه تنافس واضح، واستيعاب لهذه التعددية الثقافية، ونقلها إلى الحالة الرأسية والإنتاجية بشكل واسع.

وعليه ربما تصطدم مبدئيا هذه المؤسسات الثقافية بالتحديات المادية، وهذا عائد إلى الوعي الجمعي؛ فلا زال ضعيفا في هذا، لهذا هذه المؤسسات الثقافية اليوم على قلتها -رسمية أم أهلية- تعاني بشكل كبير من تحدي الوضع المادي، والذي ينبغي أن لا يكون عقبة يحول دون نتاجها، ولهذا أسبابه الذي بحاجة إلى دراسات جادة في سبب تدنيه اليوم، وإلى عزوف الشركات الكبرى ورجال الأعمال والمجتمع المدني في دعم ذلك بالشكل العام، مع دعم هذه الشركات ورجال الأعمال لجوانب ثقافية معينة وأعمال تطوعية مهمة أيضا، إلا أن النظرة شبه السلبية أو غير الحاضرة على الأقل في دعم المؤسسات الثقافية واضح بشكل كبير، قد يكون الخلل عائدا إلى الوعي الجمعي، أو إلى المردود المباشر ماديا أو اجتماعيا، أو إلى النظرة الاجتماعية السلبية، أو عدم وجود استراتيجيات واضحة من المؤسسات الثقافية ذاتها، كل ذلك محتمل، ويحتاج بذاته إلى دراسة علاجية، لكن أن يهمل هذا الجانب مع دعمه رسميا في بعض الحالات، إلا أن الدعم الرسمي دون وعي جمعي لأهمية ذلك؛ يجعل الصورة غير مكتملة، خصوصا أن هذه المؤسسات في الأصالة مرتبطة بالمجتمع بالشكل الأكبر.

ما أسلفت ذكره لا يعني عدم وجود حالات داعمة في المجتمع، وخلقت مؤسسات ثقافية بذاتها، لكن الحالة الأفقية في هذا تفضي إلى أننا بحاجة إلى اهتمام أكبر، ينتج من وعي مجتمعي بأهمية هذا، خصوصا وأن عمان اليوم لها حضورها العالمي، وهي معنية اليوم في الانفتاح الاستثماري والاقتصادي، وقوة أي بلد بمدى انتشار الوعي الجمعي الإيجابي فيه، خصوصا على المستوى المؤسسي وليس الجمعي فقط، فإذا ما وجد وعي في أهمية هذه المؤسسات الثقافية؛ بلا شك سيكون لها تأثيرها الإيجابي في الرقي بعمان والإنسان ثقافة وتنمية وإبداعا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المؤسسات الثقافیة هذه المؤسسات الثقافی فی على مستوى بشکل کبیر

إقرأ أيضاً:

مركز الشارقة الذكي لإدارة مخاطر الطقس يواجه التحديات المناخية

الشارقة: «الخليج»

أكد الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير جامعة الشارقة، أن مركز الشارقة الذكي لإدارة مخاطر الطقس والتغيرات المناخية، يمثل تجسيداً عملياً لتوجيهات سموّ الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس الجامعة، الرامية إلى تحويل التحديات إلى فرص عبر البحث العلمي التطبيقي.

وكان قد وجه سموّه بإنشاء المركز بعد المنخفض الجوي الاستثنائي الذي ضرب الدولة في أبريل 2024، وتسبَّب في هطل أمطار غير مسبوقة أدت إلى تحديات كبيرة في مختلف مناطق الدولة.

جاء ذلك خلال حضوره للقاء الأول للتبادل التقني، ونظمه مركز الشارقة الذكي لإدارة مخاطر الطقس والتغيرات المناخية، بحضور نحو 30 جهة محلية من وزارات وهيئات وطنية ذات صلة وثيقة بالتحديات التي تواجه الدولة في الطقس والتغيرات المناخية وما يترتب عليها من مشكلات وتحديات في قطاعات مختلفة، على أن يكون اللقاء بداية لانطلاق سلسلة من الفعاليات التي تسعى إلى ترجمة الأبحاث العلمية إلى إجراءات ملموسة، انسجاماً مع رؤية الدولة في مواجهة التغير المناخي وبالجمع بين الخبرات الأكاديمية والسياسات الحكومية.

شريك للمجتمع

وأكد الدكتور النعيمي، خلال كلمته الافتتاحية، أن الجامعة تهدف عبر المركز أن يكون شريكاً استراتيجياً في خدمة المجتمع وليس مجرد مركز أكاديمي، حيث تعمل الفرق البحثية على دراسة المشكلات الواقعية وتقديم حلول قائمة على البيانات لدعم صناع القرار في الدولة بشكل عام وإمارة الشارقة بشكل خاص.

وشدد على أن التحديات المناخية لا تعرف حدوداً، ولذا تسعى الجامعة إلى تعزيز التعاون وتبادل المعرفة، انسجاماً مع رؤية الدولة في قيادة الجهود العالمية للاستدامة ونجاح الجامعة في مسعاها مرهون بالشراكة الفعّالة مع جميع الجهات، لأن التخطيط الاستباقي والمشاركة المجتمعية، أساس بناء مجتمع مرن ومستعد للسيناريوهات المناخية المختلفة، لذلك كان إطلاق المركز جزءاً من استراتيجية الجامعة، هدف لتعزيز البحث العلمي التطبيقي المتعدد التخصصات وخلق منصة بحثية تُعنى بدراسة المخاطر المناخية وتحليلها وتقديم توصيات استباقية للحد من آثارها، بتوحيد الجهود البحثية بين تخصصات الجامعة المختلفة مع مشاركة الهيئات والمؤسسات الوطنية وأفراد المجتمع، للعمل على ابتكار أدوات ذكية تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، لرصد التغيرات المناخية وتحسين جاهزية الدولة والأفراد للتعامل معها.

الاستراتيجيات الوطنية

وأشادت الدكتورة العنود الحاج، الوكيلة المساعدة لقطاع التنمية الخضراء والتغير المناخي بالوكالة في وزارة التغير المناخي والبيئة، بدور الجامعة الرائد في تعزيز الاستدامة، قائلةً «لا يمكن فصل البحوث العلمية عن الواقع الذي نعيشه أو المستقبل الذي نصبو إليه فالأزمات المناخية تتطلب أبحاثاً تطبيقيةً ترسم خريطة طريق للإجراءات التنفيذية، وتكشف النقاب عن المخاطر المُحدقة، سواءً تلك التي نواجهها اليوم أو التي ستظهر غداً».

تغير المناخ: تحديات وطنية وحلول علمية

وأوضحت أن «تغير المناخ أحد أبرز القضايا التي توليها دولة الإمارات أولويةً قصوى، نظراً لتأثيراته المتشعبة على القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، ورؤية الوزارة واستراتيجيتها تُبنى على نتائج البحوث العلمية. والتنمية السريعة التي شهدها العالم جاءت بمزايا اقتصادية، لكنها خلَّفت تداعيات بيئية خطرة، مثل تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي ولذا فإن تبني سياسات مستنيرة كالاقتصاد الأخضر والطاقة المتجددة والتخطيط الحضري المستدام، هو السبيل الأمثل لتحقيق التوازن بين النمو والحفاظ على الموارد».

حلول ملموسة

وقال الدكتور معمر بالطيب، نائب مدير الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا: «إن المركز نموذج حي لالتزام الجامعة بتحويل الأبحاث العلمية إلى حلول ملموسة تخدم قضايا المجتمع وخلق منصة بحثية تُعلي قيمة العلم التطبيقي في مواجهة التحديات المحلية والعالمية، فالبحث العلمي ليس غايةً بذاتها، بل أداة لصناعة مستقبل آمن عبر شراكات مجتمعية فاعلة تدمج المعرفة الأكاديمية بالواقع العملي».

وتابع: إن التحديات التي تواجه البشرية، تُذكّرنا بأن المعرفة يجب أن تكون جسراً يربط بين المختبرات العلمية وحياة الناس اليومية. ومن هذا المنطلق، فإن تبادل البيانات والخبرات عصب نجاح أي مبادرة بحثية وهذه الشراكات لا تُثري البحث العلمي فحسب، بل تضمن أن تكون مخرجاته واقعية وقابلة للتنفيذ على أرض الواقع.

حلول مبتكرة

الدكتور قاسم ناصر، مدير المركز، قدم عرضاً للحضور عن المركز كونه منصةً متعددة التخصصات تجمع بين الخبرات العلمية والتقنية لمواجهة التحديات المناخية التي تواجه إمارة الشارقة والدولة بشكل عام. انطلاقاً من تجربة الدولة مع الأمطار الاستثنائية في أبريل 2024 والمركز يعمل على تطوير حلول مبتكرة تعتمد على أحدث التقنيات، مثل الأقمار الصناعية المكعبة والمزودة بأجهزة استشعار فائقة الدقة ونماذج الذكاء الاصطناعي للتنبّؤ بالفيضانات وتحليل البيانات الضخمة عبر نظم المعلومات الجغرافية (GIS)..

كما تطرق إلى عدد من المشاريع البحثية مثل: مثل نظام الإنذار المبكر الذكي للفيضانات وتقييم المخاطر المتعددة الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والصحية والبيئية، بوضع خريطة شاملة للمناطق المعرضة للخطر وتصميم بنى تحتية مستدامة قادرة على الصمود مع السيناريوهات المناخية المختلفة وأنظمة لرصد الأمراض المرتبطة بالفيضانات، مثل الملاريا وغيرها وتعزيز جاهزية المنشآت الطبية عبر تدريب الكوادر وتحديث المناهج الأكاديمية في مجال الطب الكارثي وإطلاق حملات توعوية متعددة اللغات لتمكين المجتمع من مواجهة الأزمات، بالتعاون مع المدارس والقطاع الخاص.

تخفيف المخاطر الصحية

خلال اللقاء شاركت الدكتورة لوسي سمرجيان، رئيسة قسم علوم الصحة البيئية في الجامعة، بعرضٍ مفصّل عن المشاريع البحثية الطبية الرامية إلى تعزيز الصحة العامة أثناء الأزمات المناخية، موضحة أن الفريق البحثي الخاص بجانب الطب والعلوم الصحية في المركز يعمل على دراسة تأثير الفيضانات على جودة المياه وانتشار الأمراض والملوثات البيولوجية والكيميائية في مياه الفيضانات.

كما استعرضت خطة عمل لتخفيف المخاطر الصحية خلال الكوارث، تشمل إنشاء خط ساخن للاستشارات الطبية عن بُعد بالتعاون مع العيادة الطبية للجامعة وتدريب فرق طبية تطوعية على إدارة الحالات الطارئة بالشراكة مع مركز التميز للشيخوخة الصحية وتوظيف الذكاء الاصطناعي في توقع فاشيات الأمراض وتخصيص الإمدادات الطبية بكفاءة، إلى جانب استخدام الطائرات بدون طيار لنقل الأدوية إلى المناطق المنكوبة ومشروع تطوير نماذج تنبؤية ذكية تربط بين شدة الفيضانات وكثافة السكان لتحديد أوقات الاستجابة المثلى للطوارئ وتحليل البيانات التاريخية لتحسين تخطيط الموارد الطبية.

نظام ذكي

ثم قدم الدكتور طارق مرابطين، أستاذ مشارك في قسم الهندسة المدنية والبيئية، عرضاً تفصيلياً عن سلسلة مشاريع بحثية لكليات الهندسة والحوسبة والمعلوماتية والعلوم تهدف إلى تعزيز قدرة البنية التحتية على مواجهة التحديات المناخية، لا سيما الفيضانات وأوضح أن الفريق يعمل على تطوير نظام ذكي لإدارة مياه الأمطار في ضاحية السيوح دراسة تجريبية، يشمل تصميم بنى تحتية قادرة على امتصاص الصدمات المائية عبر تقنيات حصاد الأمطار وأنظمة ضخ آلية تعتمد على بيانات الأقمار الصناعية ونماذج التنبؤ الهيدرولوجية.

كما استعرض مشروعاً لرسم خرائط جيوهيدرولوجية دقيقة للمناطق تجمع المياه الجوفية في الشارقة باستخدام تقنيات الاستشعار عن بُعد والذكاء الاصطناعي، بهدف تحديد مناطق تخزين المياه الجوفية وتجنُّب استنزافها ومشروع للتصريف الذكي للفيضانات، يعتمد على نماذج هيدرولوجية متقدمة وتقنيات ضخ أوتوماتيكية لتجنب تجمع المياه في المناطق الحضرية ومشروع لتوظيف الطائرات بدون طيار، لرصد التضاريس وتحديد المسارات الآمنة لإخلاء السكان أثناء الكوارث.

الحلول المجتمعية

الدكتور أحمد فاروق والدكتور سيد علي حسين، من كلية الاتصال والدكتور محمد سالم الجنيبي والدكتورة أسماء السعدي، من كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، قدموا استراتيجية شاملة لربط الأبحاث العلمية بالحلول المجتمعية، عبر عدد من المشاريع لتعزيز الوعي وبناء القدرات المجتمعية في مواجهة التغير المناخي، حيث استعرضوا مبادرة «سفراء المركز» التي تهدف إلى تمكين المجتمع بنشر الوعي العلمي والعمل التطوعي وتتضمن المبادرة تدريب شباب وطلبة الجامعة على مفاهيم إدارة الكوارث المناخية وتأهيلهم لنقل المعرفة إلى المدارس والقطاع الخاص وسيعمل السفراء حلقة وصل بين المركز والمجتمع، لدعم خطط الإخلاء وتوزيع الموارد خلال الطوارئ وتعزيز ثقافة الاستعداد المبكر وصميم أدوات إعلامية مبتكرة.

مقالات مشابهة

  • سعر الذهب في عمان اليوم الأربعاء 2 أبريل 2025
  • القمة الثقافية - أبوظبي تلقي الضوء على العلاقة الحيوية بين الثقافة والإنسانية
  • القمة الثقافية أبوظبي تعقد دورتها السابعة في أبريل الجاري
  • سعر الذهب في عمان اليوم الثلاثاء 1 أبريل 2025
  • ملتقى الفنانين والأدباء يُحيي عيد الفطر المبارك بفعالية ثقافية وفنية بمحافطة مأرب
  • الثقافية الخارجية: تعزيز التمثيل المصري من خلال المشاركة في البريكس
  • وزير الثقافة من كفردبيان: مصرون على مواجهة التحديات وامام لبنان فرصة لاستعادة عافيته
  • حزب «الوعي» يطلق «وثيقة سند مصر» لدعم الوطن في مواجهة التحديات ورفض مخطط التهجير
  • العيد الأول في سوريا بعد الأسد.. فرحة رغم التحديات
  • مركز الشارقة الذكي لإدارة مخاطر الطقس يواجه التحديات المناخية