أصل الحكاية ( ٩ ) مقدمات العدوان الثلاثي ١٩٥٦
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
في المقال السابق. في يوليو ١٩٥٦ قصَفت إسرائيل "خان يونس" بالطيران فقام ٢٠٠ مقاتل من أبطال ك١٤١ بهجوم عنيف على المواقع الإسرائيلية فقتلوا (١١٦٠) وجُرِح المئات مقابل استشهاد ٤٦ فدائيا وحاصر الفدائيون"تل أبيب" وأغلقوا الشوارع لمدة أسبوعين حتى أُصِيبَت إسرائيل بالذعر فأجرى الرئيس الأمريكي "أيزنهاور" اتصالا بعبد الناصر لفك حِصار "تل أبيب" ووَعَدَهُ بعدم تكرار اعتداء إسرائيل على "غزة " مجددًا.
و في ١١يوليو ١٩٥٦ اغتالت إسرائيل البطل "مصطفى حافظ" قائد ك١٤١ بطردٍ مُفخخ حَمَلَهُ إليه مُساعِده الفلسطيني" سليمان طلاقة "وأوْهَمهُ أن بِداخلهِ وثائق تدين مسؤولا كبيرا في "غزة "بالتجَسُّسِ لحساب إسرائيل.
كان الرائد " صلاح مصطفى" ( أحد الضباط الأحرار ) ملحقا عسكريا بالأردن و بالتنسيق مع السلطات الأردنية سَهَّل عودة أبطال ك١٤١ من مطار " عَمَّان" إلى القاهرة. واغتالته إسرائيل أيضا في نفس الشهر.
حاولت أمريكا إرغام العرب على الصلح مع إسرائيل وتعيين الحدود القائمة بينهما كي يلتزم بها الفريقان ورفَضَت مصر والدول العربية أي حلٍ لقضية فلسطين لا يكون أساسه عودة اللاجئين إلى أراضيهم التي احتلتها إسرائيل. إذ كانت مؤامرة لتصفية قضية فلسطين وإعطاء الفرصة لليهود لتنفيذ حلمهم بمد دولتهم من النيل إلى الفرات.
بعد حصول مصر على السلاح كانت بريطانيا تشتاط غيظا منذ جَلائها عن مصر و كانت فرنسا غاضبة من مساندة عبد الناصر للجزائر. ورفْضهِ الانضمام لحلف بغداد الذي تتزعمه أمريكا ولم تنضم إليه من الدول العربية سوى العراق.
في هذه الفترة بَلغَت مصر مكانة تجعلها دولة محورية ومؤثرة في المنطقة العربية وهي مؤشرات تُهَدِّد مصالح الاستعمار في الشرق الأوسط وتُمثِّل تغييرا في ميزان القوى مع إسرائيل عسكريا واقتصاديا لاسِيَّما بعد قرار مصر بناء السد العالي واتصالها بالبنك الدولي بحثا عن قرض وكانت أمريكا قد شَجَّعَت البنك هي وبريطانيا وعَرَضَت تقديم مبلغ ٧٠ مليون دولار مع البنك.
لكن في اليوم التالي لجلاء القوات البريطانية من القناة في ١٨يونية١٩٥٦ تقدم " يوجين بلاك" رئيس البنك الدولي إلى الحكومة الَمصرية بطلب توقيع عقد القرض بشروط رأتها مصر أنها خدعة لتقديم معلومات عن أوضاعها الاقتصادية العامة. وفي ١٩يولية ١٩٥٦ بينما "عبد الناصر" مجتمع مع " تيتو" و " نهرو" في جزيرة ( بريوني بيوغسلافيا ) جاء رد واشنطن بعدم رغبتها في تمويل السد العالي وكذلك رفَضَتْ بريطانيا ورفض البنك الدولي.
وفي ٢٦ يوليو ١٩٥٦ أعلن عبد الناصر قراره بتأميم قناة السويس. فكان الخبر مفاجأةً للجميع ولطمة قوية للغرب.
في لندن كان" أنطونيو إيدن" يقيم مأدُبَة عشاء للملك "فيصل" ملك العراق و "نوري السعيد" رئيس وزرائه وعندما معرفتهم الخبر انفجر "إيدن" يتوعد وقِيلَ إن "نوري السعيد" قال له: " اضرِبه ( يقصد عبد الناصر). اضرِبهُ الآن وبشده".
نُكمِل لاحقا
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: عبد الناصر
إقرأ أيضاً:
باجعالة: نطالب بتحقيق دولي شفاف ومحاسبة أمريكا على مجازرها بحق المهاجرين في صعدة
يمانيون../
طالب وزير الشؤون الاجتماعية والعمل، سمير باجعالة، بتشكيل فريق دولي مستقل للتحقيق في الجريمة البشعة التي ارتكبها العدوان الأمريكي فجر اليوم، باستهدافه مركز إيواء المهاجرين غير الشرعيين في مدينة صعدة، والتي أسفرت عن سقوط 68 شهيدًا و47 جريحًا في حصيلة أولية مرشحة للارتفاع.
جاء ذلك خلال لقاء الوزير باجعالة، اليوم الاثنين، بممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لدى اليمن، مارين دين، حيث ناقشا تداعيات الجريمة والموقف المطلوب من المفوضية والمجتمع الدولي إزاء هذه الفاجعة الإنسانية.
واستعرض اللقاء الدور المفترض للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، كونها واحدة من أبرز المنظمات الدولية المعنية بحماية ومساعدة النازحين قسرًا، خاصة في ظل تزايد الأزمات الناتجة عن العدوان المستمر.
وعبر وزير الشؤون الاجتماعية والعمل عن أسفه العميق للمواقف الدولية المخزية، ولتنصل منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات المدعية الدفاع عن حقوق الإنسان، عن مسؤولياتها تجاه ما يتعرض له المدنيون في اليمن من جرائم حرب، مشيرًا إلى أن هذه الجريمة وغيرها من الاعتداءات تأتي في سياق العدوان الأمريكي السافر على الشعب اليمني ومواقفه المبدئية الداعمة للقضية الفلسطينية.
وأكد الوزير باجعالة أن القصف الأمريكي لمركز الإيواء، الذي سبق أن زارته المفوضية واطلعت على إمكاناته المحدودة، يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، داعيًا إلى تحقيق دولي عاجل ومستقل، يضع حداً لجرائم أمريكا بحق الشعوب الحرة.
وانتقد الوزير صمت الأمين العام للأمم المتحدة عن وصف الحقائق بمسمياتها، مذكراً بأن ما يحدث في اليمن ليس نزاعًا داخليًا، بل عدوان خارجي تقوده قوة استعمارية جاءت من وراء البحار لتعيث في الأرض فسادًا، دعماً للكيان الصهيوني الذي ينفذ في غزة حرب إبادة جماعية أمام أعين العالم.
كما أعرب وزير الشؤون الاجتماعية عن استياء الحكومة اليمنية من سلوك المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، الذي وصفه بالمتخاذل، مطالباً المفوضية بتحمل مسؤولياتها كاملة، والعمل بشكل فاعل على التخفيف من معاناة المتضررين والنازحين جراء استهداف العدوان للأحياء السكنية.
وأكد باجعالة أهمية الإسراع في توقيع اتفاقية شراكة رسمية بين الوزارة والمفوضية، لضمان تنسيق العمل الإنساني وفق الأولويات الوطنية، في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
من جانبه، أشار ممثل المفوضية، مارين دين، إلى أن المفوضية على تواصل مع المنسق الإنساني لمتابعة تداعيات الجريمة، معبرًا عن قلقه إزاء سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا، ومؤكدًا استعداد المفوضية لتقديم الدعم اللازم عبر منظمة الهجرة الدولية، مع السعي لحشد تمويلات إضافية لتعزيز الاستجابة الإنسانية في اليمن.
كما أبدى “دين” استعداد المفوضية لمناقشة كافة متطلبات العمل المشترك مع الوزارة خلال الفترة القادمة، تمهيداً لوضع خطة عمل تلبي احتياجات المرحلة الحالية.