لجريدة عمان:
2024-11-23@19:24:35 GMT

أصبح حل «اللا دولة» أمرًا أكثر واقعية

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT

استخدم المؤرخ السوري «قسطنطين زريق» كلمة «النكبة» عام 1948 في إشارة منه إلى ما تعرَّض له الفلسطينيون من تهجير قسري من أرضهم وبيوتهم لإقامة دولة إسرائيل الحديثة، وذلك في كتابه الذي صدر عام 1948 وحمل عنوان «معنى النكبة».

وقد التقيت قبل سنوات بالروائي اللبناني «إلياس خوري» في بيروت، وكان حينها يشغل منصب رئيس تحرير مجلة «الدراسات الفلسطينية» التي تصدر باللغة العربية، وأخبرني «خوري» أن نكبة عام 1948 لم تكن حينها خطة لحظية أو حدثا عابرا، بل هي جزء من عملية مخططة، وقال: «هي نكبة دائمة، أعني أن الكارثة ستكون مستمرة على الفلسطينيين».

ومنذ ذلك الحين، 1948، تحدث الكثير من السياسيين والمثقفين الفلسطينيين عن منطق «الدولة الإسرائيلية»، التي تعتمد على طرد الفلسطينيين والعرب من المنطقة الواقعة ما بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط؛ لإنشاء دولة إسرائيلية يهودية عرقية ودينية، وهذا ما قصده «خوري» بالنكبة الدائمة على الفلسطينيين.

وفي 11 نوفمبر الماضي، تحدث وزير الزراعة الإسرائيلي «آفي ديختر» بكلام أثار دهشة الصحافة، حيث قال: «نحن الآن نواصل نكبة غزة»، وقال المدير السابق لجهاز الأمن الإسرائيلي الداخلي «شين بيت»: «نكبة غزة 2023.. ستنتهي بهذا الشكل».

وفي بداية شهر نوفمبر، استقبلت إذاعة «كول باراما» وزير التراث الإسرائيلي «أميهاي إلياهو»، وسأله المذيع عن إمكانية استخدام قنبلة نووية على غزة لتسويتها بالأرض والقضاء على كل شيء فيها، فأجاب الوزير بقوله: «هذه طريقة واحدة، والطريقة الثانية هي التوصل إلى ما يهم أهل غزة، وما يخيفهم، وما يردعهم،، إنهم حقا لا يخشون من الموت».

كما قال: إنه يجب على إسرائيل أن تحتل قطاع غزة بالكامل، وعند سؤاله ماذا عن الفلسطينيين؟ أجاب: «بإمكانهم الذهاب إلى إيرلندا، أو إحدى الصحاري، يجب أن يجد وحوش غزة الحل بأنفسهم».

نكبة غزة

لقد أصبح نهج الإبادة والانسلاخ من الإنسانية هو الأمر الطبيعي لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتانياهو»، الذي قام بتعليق عضوية وزير التراث الإسرائيلي «أميهاي إلياهو»، إلا أنه لم يحاسب وزير الدفاع الإسرائيلي «يوآف جالانت» الذي قال في وصفه للفلسطينيين بأنهم: «حيوانات بشرية»؛ لأن هذا الوصف يعبر عن المسؤولين الكبار في إسرائيل، الذين أصبحوا الآن يتحدثون بهذه اللغة.

يواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ «نكبة غزة»، في بداية الهجوم، وجهت إسرائيل المدنيين الفلسطينيين بأن يتحركوا إلى جنوب قطاع غزة، على طول طريق صلاح الدين، الواقع بين الشمال والجنوب في منطقة يبلغ طولها 40 كيلومترا وتضم 2.3 مليون فلسطيني؛ وذلك لأنهم سيكثفون الهجوم على شمال غزة وخاصة مدينة غزة.

وفعلا انتقل حوالي 1.5 مليون من أهل غزة من الجزء الشمالي إلى الجنوب، وكرر الجيش الإسرائيلي كلامه بأن الجنوب ستكون منطقة آمنة، أما العدد الباقي من الفلسطينيين الذين بقوا في شمال غزة فقد تعرضوا لقصف مكثف لم يسبق له مثيل في أي وقت مضى، أكثر مما حدث في عام 2006، فالحرب الحالية شملت غارات جوية ضد مخيمات اللاجئين المزدحمة، مثل مخيمات جباليا.

وفي أواخر الشهر الماضي - نوفمبر- وبعد خمسة أسابيع من القصف الوحشي على شمال غزة، كثفت إسرائيل هجماتها الجوية على ثاني أكبر مدينة في غزة، وهي مدينة خان يونس، إضافة إلى بدء عملية برية على المناطق التي يجب أن تكون آمنة حيث وجهت إسرائيل المدنيين الفلسطينيين إلى التوجه إليها ليحتموا بها، وبعد مرور الأسبوع الأول من ديسمبر الحالي حاصرت الدبابات الإسرائيلية مدينة خان يونس، وبدأت الطائرات الإسرائيلية بقصف بعض القرى الصغيرة في جنوب غزة.

فبعد أن وجهوا نحو 1.8 مليون فلسطيني للذهاب إلى جنوب غزة، بدأوا في قصف ذلك الجزء، وقبل ذلك رفضت إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية الكافية إلى أهل غزة، وهذا ما يعني أن تسعة من بين كل عشرة من أهل غزة يعيشون بلا طعام لعدة أيام متواصلة، وذلك وفق ما نُقل إلى الأمم المتحدة «برنامج الغذاء العالمي» من أن الكثير لم يأكلوا منذ 10 أيام.

أجبرت هذه الحرب عددا كبيرا من أهلي غزة للتوجه نحو الحدود المصرية، وتعميقا للنكبة الدائمة في ذلك الجزء من الأرض الفلسطينية المحتلة بدأت إسرائيل بعدوانها على الضفة الغربية.

وفي 18 أكتوبر، قبل أن تتحرك القوات الإسرائيلية إلى خان يونس بمدة طويلة، نشر الجيش الإسرائيلي تغريدة يوجه فيها سكان غزة بالتحرك نحو المنطقة الإنسانية «المواصي»، وبعد ثلاثة أيام وجَّه الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين للتحرك من «جنوب وادي غزة» نحو «المواصي»، ليحتشد عدد كبير في هذه البقعة الصغيرة «8.55 كيلومتر مربع»، ويجدون بأنها بلا خدمات أساسية، بما في ذلك شبكة الإنترنت، إضافة إلى أن الجيش الإسرائيلي يُطلق أسلحته من مكان قريب.

وقال أحد الفلسطينيين «محمد غانم» الذي كان يعيش قرب مستشفى الشفاء شمال غزة: «المواصي منطقة ليست إنسانية ولا حتى آمنة».

يأمل الفلسطينيون في جنوب غزة أن يخرجوا من هذه الحرب بأمان قبل أن تجدهم القنابل الإسرائيلية، اليوم وصل عدد الشهداء إلى أكثر من 18000 شهيد، وكتب أحد أصدقاء الفلسطينيين في رسالة نصية: «حتى إذا تركنا منازلنا، وذهبنا إلى المنفى، سوف نُقتل هناك».

لقد أرسل الرسالة بعد أن تأكد أن عدد الفلسطينيين الذين طردوا من منازلهم منذ السابع من أكتوبر أكبر من عدد الذين طردوا في نكبة 1948، «هذه النكبة الثانية»، قال لي ذلك وهو بالقرب من الحدود بين غزة ومصر.

تصويت الإبادة

دعت الكثير من الجهات إلى وقف النار، جراء الهجوم الإسرائيلي المروع على الفلسطينيين منذ الأسبوع الثاني من أكتوبر، فقد استخدمت إسرائيلي قوة نارية - ممولة من الدول الغربية وخاصة المملكة المتحدة والولايات المتحدة- بشكل عشوائي ضد شعب يعيش في ازدحام في مناطق غزة.

لتملأ صور العنف والقصف والدمار والضحايا كافة مواقع التواصل الاجتماعية، وحتى الأخبار بثت تلك الكارثة، فلم يكن بوسعها تجاهل ما يحدث، وقد دحضت هذه الصور والمقاطع كل الحجج الإسرائيلية وحجج الداعمين لهم في تبرير أفعالهم.

وانطلقت مسيرات الاحتجاج التي ضمت عشرات الملايين في مختلف أنحاء العالم، وخاصة في الدول الداعمة لإسرائيل، فقد واجهوا بشجاعة حكوماتهم التي حاولت تظليل الرأي العام بأن المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين هي مظاهرات معادية للسامية، ولكن باءت محاولاتهم بالفشل.

كان هذا الادعاء - المظاهرات المؤيدة لوقف إطلاق النار والتضامن مع غزة أنها معادية للسامية - محاولة مضحكة في توظيف معاداة السامية في هذه الحرب، ولكن هذا التوظيف لا يعمل كما تريد تلك الحكومات، بل تزايدت الدعوات العالمية لوقف إطلاق النار بشكل واسع، الأمر الذي أدى فعلا إلى الضغط على الحكومات للتحرك.

في الثامن من ديسمبر الحالي قدمت دولة الإمارات قرارا وصف بأنه «موجز وبسيط وحاسم» لوقف إطلاق النار في غزة، كما جاء في كلمة مأخوذة من سفير الإمارات لدى الأمم المتحدة محمد عيسى أبو شهاب.

واستشهد الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جوتيريش» بالمادة 99 من الميثاق الذي يتيح له التشديد على أهمية الحدث من خلال ما يعرف بـ«الدبلوماسية الوقائية»، وقد استخدم هذا الخطاب ثلاث مرات فقط في السابق، أثناء النزاعات في جمهورية الكونجو عام 1960، وفي إيران عام 1979، وفي لبنان عام 1989، وقد أيَّد ما يقرب من 100 دولة عضو في الأمم المتحدة القرار، ويقول «أنطونيو جوتيريش»: إنه يُطلب من شعب غزة أن يتحركوا كالكرات البشرية دون أدنى وسائل الانتقال، ولا أدنى حماية للبقاء على قيد الحياة»، ويضيف: «لا يوجد مكان آمن في غزة».

وصوت على القرار 13 عضوا في المجلس، بما في ذلك فرنسا، إلا أن المملكة المتحدة امتنعت عن التصويت، وواحد فقط رفع يده لاستخدام حق النقض ضد القرار، إنه نائب السفير الأمريكي «روبرت وود».

وبعد أربعة أيام من القرار، طرح المصريون في 12 ديسمبر نفس القرار بشكل تقريبي، وذلك في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقال رئيس الجمعية «دينيس فرانسيس» -وهو من دولة ترينيداد وتوباغو- قال: «لدينا أولوية واحدة، واحدة فقط، هي إنقاذ الأرواح، أوقفوا هذا العنف حالا»، وكان التصويت على القرار هائلا، فقد صوتت 153 دولة لصالح القرار، وصوتت 10 دول فقط ضده، وامتنعت 33 دولة عن التصويت.

وأعتقد أنه من المهم ذكر الدول التي صوتت ضد قرار وقف إطلاق النار، وهي النمسا، جمهورية التشيك، جواتيمالا، إسرائيل، ليبيريا، ميكرونيزيا، ناورو، بابوا غينيا الجديدة، باراجواي، والولايات المتحدة.

وامتنعت العديد من الدول الأوروبية -من بلغاريا إلى المملكة المتحدة- عن التصويت، لكن الأمور تبدو معقدة، فحتى أوكرانيا لم تصوت مع إسرائيل بهذا القرار، بل امتنعت عن التصويت.

إن استخدام حق «الفيتو» الأمريكي في مجلس الأمن، والأصوات المعارضة في الجمعية العامة، تُعتبر في الواقع تأييدًا لما يسمى «النكبة الدائمة» للشعب الفلسطيني، وفكرة عدم وجود دولة لهم، هذا القرار سيفهم بهذا الشكل في جميع أنحاء العالم، وليس فقط في منطقة «المواصي» حيث تتزايد الهجمات العسكرية، بل أيضًا في التظاهرات التي قد تحدث في أماكن مختلفة من العالم من نيويورك إلى غاية جاكرتا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی إطلاق النار عن التصویت نکبة غزة شمال غزة أهل غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل النازية تبيد الفلسطينيين بـ«الفيتو» الأمريكى

مئات الشهداء والمصابين فى محارق مروعة ببيت لاهيا شمال غزة
تطاير أشلاء الضحايا.. وعجز فى انتشال المفقودين تحت الأنقاض

 

صرخات الأطفال ونحيب النساء يشق ليل غزة الحالك والغارق فى حمامات الدم بأطنان الفسفور الأبيض والأسلحة الأمريكية المحرمة دوليا تصهر أجساد البراءة وتمزق أرواحهم جثثا ملقاة على الأرض، وأحياء تحت الأنقاض، وسط عجز الأهالى عن انتشالهم.
ولم تمض ساعات قليلة على الفيتو الأمريكى فى مجلس الأمن رفضا لوقف التطهير العرقى للشعب الفلسطينى صاحب الأرض إلا واستقبلت تل أبيب الضوء الاخضر الأمريكى لتواصل القضاء على ما تبقى من حياة فى سلسلة مجازر فى القطاع تركز معظمها فى بيت لاهيا شمالا.
ويتم نقل الحالات الخطيرة على الأكتاف إلى داخل مستشفى كمال عدوان فى بيت لاهيا للتعامل معها، فى ظل واقع صحى صعب ومترد؛ جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلى المتكرر والحصار المطبق بينما تسارع الكوادر العاملة، وعلى رأسها الطواقم الطبية، فى انتشال جثث الشهداء من مكان المجزرة وتعالج الجرحى ميدانيا، فى ظل عدم وجود مركبات إسعاف لنقلهم.
وقصفت مدفعية إسرائيلية البلدة تزامنا مع سماع أصوات إطلاق نار كثيف، وتدخل الحرب على قطاع غزة يومها الـ412، فى وقت يتجه فيه الاحتلال الإسرائيلى لتعزيز سيطرته العسكرية على قطاع غزة المحاصر وسط مؤشرات ملموسة إلى بدء تطبيقه الحكم العسكرى، فضلاً عن التأسيس لتطلعات المستوطنين وخططهم للاستيطان فى القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة فى غزة أن الاحتلال الإسرائيلى ارتكب 5 مجازر ضد العائلات وصل منها للمستشفيات 88 شهيداً و176 مصاباً على الأقل حتى الآن.
وظهرت المبانى وهى مدمرة بالكامل، وتحول بعضها إلى أكوام من ركام وحطام يملأ الشوارع، بينما تعرضت مبان أخرى لتصدعات وتشققات كبيرة جراء القصف الإسرائيلى، ما يجعلها غير صالحة للسكن.
أكد شهود عيان لـ«الوفد» أن عشرات المنازل فى محيط مستشفى كمال عدوان سويت بالأرض وعشرات المنازل الأخرى تضررت بشكل كبير جدا بفعل القصف الإسرائيلى المدمر. وأضافوا أن هذه المنازل تعود لعائلات المدهون، وخضر، وأبو وادى، وشقورة، ونصار.
وأوضح الشهود أن عشرات الشهداء والمفقودين ما زالوا تحت الأنقاض، وتقوم مجموعات من الأهالى بانتشالهم بأيديهم العارية وبمعدات بسيطة جدا، فى ظل غياب منظومة الدفاع المدنى قسرا.
وقصف طيران الاحتلال الإسرائيلى خيمة نازحين فى منطقة البصة بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة. وشن غارة على مدينة غزة شمالى القطاع. ونسف عدداً من المبانى السكنية غرب مدينة رفح جنوبى قطاع غزة.
وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكرى لحركة حماس أنها استهدفت دبابة إسرائيلية من نوع «ميركافاه» بقذيفة «تاندوم» بالقرب من منطقة الصفطاوى غرب معسكر جباليا شمال القطاع.
وأعلن الاحتلال الإسرائيلى أنه اعترض قذيفة صاروخية واحدة أطلقت من جنوب قطاع غزة، وذلك فى أعقاب دوى صفارات الإنذار فى منطقة كرم أبو سالم المحاذية لقطاع غزة.
وأكدت سرايا القدس أنها قصفت بالاشتراك مع كتائب الشهيد أبو على مصطفى عناصر الاحتلال الإسرائيلى وموقع «أبو عريبان» فى محور «نتساريم» بوابل من قذائف الهاون الثقيلة.
وأكدت حركة المقاومة حماس فى بيان، إن مجزرة بيت لاهيا تأكيد لاستمرار حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطينى ونتيجة للفيتو الأمريكى الوقح، وإفشال قرار مجلس الأمن بوقف العدوان.
وأضافت الحركة «العدو الصهيونى المجرم يواصل ارتكاب جرائمه، إمعاناً فى حرب الإبادة الوحشية ضد شعبنا الفلسطينى، مستنداً إلى غطاء أمريكى إجرامى، ودعم عسكرى وسياسى لا محدود، وآخره الفيتو الذى أفشل به أمس قراراً فى مجلس الأمن لوقف إطلاق النار فى غزة».
وحمّلت المجتمع الدولى والمؤسسات الأممية المسئولية عن استمرار هذه المجازر بحق أهل شمال قطاع غزة، وذلك نتيجةً للصمت والعجز عن تفعيل آليات الحماية من الإبادة والتطهير، والقيام بالدور القانونى والأخلاقى فى حماية شعبنا أمام هذه الانتهاكات غير المسبوقة.
ودعت حماس لحراك عالمى من كافة الأطراف، والضغط لوقف الإبادة الصهيونية بحق شعبنا، واتخاذ الإجراءات الكفيلة التى تردع الكيان عن مواصلة جرائمه، وخططه الممنهجة لتهجير الفلسطينيين.
وناشدت حماس وسائل الإعلام للاستمرار فى تركيز التغطية الإعلامية على ما يحدث فى شمال قطاع غزة، وتكثيف نقل المأساة الإنسانية المتصاعدة، والمجازر المروّعة، وحرب التجويع اللا إنسانية، التى يتعرّض لها المدنيون الأبرياء العزل على يد قوات الاحتلال الإسرائيلى.
وأعلن المستشار الإعلامى لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، «عدنان أبو حسنة» أن 7 مخابز فقط من أصل 19 مخبزا تدعمها المنظمات الإنسانية تعمل فى القطاع اعتبارا من 20 نوفمبر الجارى. وتتوزع المخابز فى دير البلح وخان يونس ومدينة غزة.
وحذر «أبو حسنة» من عدم اتخاذ إجراءات فورية لتحسين إدخال الوقود ومادة الطحين وتسهيل عمليات النقل ومنع العصابات من سرقة ما يدخل كفيل بأن يدفع القطاع إلى مجاعة حقيقية.
وأضاف: «تعمل المخابز الثلاثة فى جنوب وسط غزة بكامل طاقتها بينما تعمل المخابز الأربعة فى مدينة غزة بمستوى إنتاج 50% بسبب تحديات السلامة والأمن المتمثلة فى رفع الوقود عند معبر كرم أبو سالم وبعد تأخيرات فى تسليم الوقود من الجنوب». ‏

مجلس الشيوخ الأمريكى.. ومجلس الشيوخ الأمريكى ينتصر للاحتلال
فشل مساعى وقف بيع أسلحة «الإبادة الجماعية» لتل أبيب

فشلت جميع التحركات الرامية إلى دفع ثلاثة قرارات، والتى كانت ستوقف عملية بيع أسلحة أميركية لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار مؤخراً نتيجة معارضة من الحزبين الجمهورى والديمقراطى ولم يكن من المتوقع أن يتم تمريرها. حيث صوت مجلس الشيوخ الأمريكى بأغلبية ساحقة على رفض ثلاثة جهود قادها السيناتور التقدمى بيرنى ساندرز، حيث حصلت على نحو 20 صوتًا فقط من أصل 100 من أعضاء المجلس، حيث انضم معظم الديمقراطيين إلى كل الجمهوريين ضد التدابير. وتشمل قرارات بيع الأسلحة قذائف الدبابات، وقذائف الهاون، ونوع من معدات التوجيه الخاصة بالقنابل التى تُلقى فى غزة.
وفى تصريح سبق الجلسة أكد ساندرز إن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو «انتهك القانون الدولى والأمريكى، وانتهك حقوق الإنسان وعرقل المساعدات الإنسانية»، فيما لفت إلى أن القرارات لن تؤثر على أى من الأنظمة التى تستخدمها إسرائيل للدفاع عن نفسها من الهجمات الواردة، وركز بدلاً من ذلك على الأسلحة الهجومية. وأكد أمام مجلس الشيوخ أن حكومة رئيس الوزراء نتنياهو المتطرفة لم تشن حرباً ضد حماس فحسب. بل إنها شنت حرباً شاملة ضد الشعب الفلسطينى.
وتابع ساندرز: «الكثير مما يحدث هناك تم بأسلحة أمريكية ودعم دافعى الضرائب الأميركيين»، مضيفا أن الولايات المتحدة قدمت أكثر من 18 مليار دولار من المساعدات العسكرية لإسرائيل وسلمت أكثر من 50 ألف طن من الأسلحة والمعدات العسكرية، وأضاف «الولايات المتحدة الأمريكية متواطئة فى هذه الفظائع، ولابد أن ينتهى هذا التواطؤ».
وصوّت السيناتور إد ماركى، ديمقراطى من ولاية ماساتشوستس، لصالح القرارات، وقال فى بيان له إن «استراتيجية الولايات المتحدة المتمثلة فى منح حكومة نتنياهو شيكًا مفتوحًا للأسلحة الهجومية لا يمكن أن تستمر». وأضاف «لا يحق لأى دولة، حتى لو كانت حليفة مقربة مثل إسرائيل، الحصول على مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة دون الالتزام بالقانون الأميركى والدولى».
وصوت السيناتور مارتن هاينريش، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ماساتشوستس، لصالح القرارات أيضًا، وقال فى بيان إن خفض التصعيد فى الحرب «لا يمكن أن يحدث إذا نظرنا إلى الاتجاه الآخر عندما يتعلق الأمر بكيفية استخدام أسلحة محددة وثمنها الاستثنائى».
وأعلن ديمقراطيون آخرون عن تصويتهم ضد القرارات. وفى ذلك أكد السيناتور كاثرين كورتيز ماستو، ديمقراطية من نيفادا إنها «ستقف دائمًا بفخر لدعم أقوى حلفائنا». وعلى نحو مماثل، قال السيناتور جاكى روزن، ديمقراطى من نيفادا إن «إسرائيل حليفتنا فى الشرق الأوسط، ويجب علينا أن نفعل كل ما فى وسعنا لمساعدتها فى الدفاع عن نفسها». كما صوّت جميع الجمهوريين الحاضرين ضد القرارات مبررين الأمر بأن الحد من قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها يساعد أعداءها بحسب معتقداتهم.
وخلال الحملة الرئاسية، انتقد التقدميون المناهضون للحرب بشكل ممنهج تعامل إدارة بايدن مع الحرب، ودفعوا إلى إنهاء الصراع وانتقدوا تحالف البيت الأبيض مع إسرائيل ونتنياهو.
وكان ساندرز قد قدم هذه الإجراءات فى سبتمبر الماضى بينما واصلت إسرائيل هجومها على غزة، والذى أسفر عن استشهاد 43 ألف شخص على الأقل. وبموجب القانون الأمريكى، لا يجوز تقديم المساعدة العسكرية لقوات الأمن الأجنبية التى ارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان. ومع ذلك، رفضت إدارة بايدن إلى حد كبير وقف نقل الأسلحة إلى إسرائيل، على الرغم من الاتهامات المستمرة بارتكاب جرائم حرب من قبل خبراء حقوق الإنسان.
وهذه ليست المرة الأولى التى يقود فيها ساندرز مثل هذا الجهد، ولم يكن من المتوقع أن يتم تمريره. لكن المؤيدين كانوا يأملون أن يشجع الدعم الكبير فى مجلس الشيوخ حكومة إسرائيل، وإدارة جو بايدن على بذل المزيد من الجهود لحماية المدنيين فى غزة.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، دمر الجيش الإسرائيلى أكثر من 65% من المساكن والمدارس والمرافق الصحية. كما دُمرت جميع الجامعات الـ12 فى القطاع، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية وفا. وتقدر الأمم المتحدة أيضًا أن حوالى 90% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون فلسطينى قد نزحوا. كما أكد خبراء الأمن الغذائى العالمى أن المجاعة فى شمال غزة وشيكة.

مقالات مشابهة

  • المجلس الدولي للاتصالات يعتمد قرارا حول حماية الصحفيين الفلسطينيين
  • قرار الجنائية الدولية انتصار للعدالة الدولية
  • رسائل تهديد أميركية لأوروبا بسبب دعمها قرار الجنائية ضد إسرائيل
  • إسرائيل توقف أوامر اعتقال المستوطنين بتهمة الاعتداء على الفلسطينيين
  • عن جريمـ.ـة “غوط الشعال”.. حمزة: قتـ.ـل الأبرياء في دولة البلهاء أصبح حدثاً عابراً
  • القرار 1701 .. حجر الزاوية لأي هدنة بين إسرائيل وحزب الله
  • إسرائيل النازية تبيد الفلسطينيين بـ«الفيتو» الأمريكى
  • درة: أصبح هناك توجهات لطمس هوية الفلسطينيين
  • حمّى تشريعات تستهدف الفلسطينيين بالكنيست الإسرائيلي
  • كاتب صحفي: أمريكا تشارك إسرائيل في قتل الفلسطينيين واللبنانيين