الجودة وتأثيرها على التنمية الاقتصادية
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
تُعرف الجودة بأنها درجة وفاء المنتج لاحتياجات ورغبات المستهلك، سواء المستهلك الداخلي أو المستهلك الخارجي، ويعتبر المُنتج على درجة عالية من الجودة إذا كان تصميمه وتعبئته وتغليفه ودرجة إنتاجه مطابقا لرغبات واحتياجات المستهلك وتسبق توقعاته بدرجة عالية، بالإضافة إلى مراعاة النواحي الاقتصادية، وتعتبر الجودة أحد أهم مبادئ الادارة فى الوقت الحاضر، وتتسم الإدارة فى الماضى على نجاح الشركة من خلال تصنيع منتجات وتقديم خدمات بشكل أسرع وأرخص، ثم السعى لتصريفها فى الأسواق، وتقديم خدمات لتلك المنتجات بعد بيعها من أجل إصلاح العيوب الظاهرة فيها، إلا أن مبادئ الجودة غيرت ذلك المفهوم القديم واستبدلته بمفهوم آخر، وهو الاهتمام بما يرغبه المستهلك في السلعة وتصنيع منتجات بشكل أفضل وهذا هو الطريق الأمثل الذى يؤدى الى تصنيعها بشكل أسرع وأرخص، وتعتبر التنمية الشاملة والمتطورة فى أى دولة هى إحدى الدعائم الأساسية للقوة الاقتصادية والتى تعتمد على تطبيق إدارة الجودة الحديثة التى بدورها تؤدى إلى الاستغلال الأمثل للموارد، التقدم التكنولوجى وتحسين الانتاجية كماً ونوعاً، وخفض التكاليف، وتحسين بيئة العمل، وتعزيز القدرة على المنافسة وبالتالى رفع مستوى المعيشة وخفض معدل البطالة وزيادة متوسط نصيب الفرد والحد من التضخم، وحققت إدارة الجودة الشاملة على مدى العقدين الماضيين من الزمن، انتشاراً كبيراً لدى العديد من الشركات العالمية الأمريكية، واليابانية، والأوروبية، بل وأصبحت فلسفة إدارة الجودة الشاملة هاجساً تنشده جميع المنظمات على مختلف أنشطتها ومستوياتها، وذلك لما تحققه من عائد كبير على تلك المنظمات، سواء من حيث تحسين جودة السلعة أو الخدمة أو من حيث تقليل التكاليف، حيث اتسع نطاقها لتشمل الأجهزة الحكومية أيضاً، وقد قام العديد من الكتّاب والباحثين بتطوير منهج إدارة الجودة الشاملة، ووضع كل منهم نموذجاً خاصاً به، وكذلك الحال بالنسبة للشركات، التي وضعت هي أيضاً نموذجاً خاصاً بها، ولقد استحوذ موضوع التنمية المستدامة على اهتمام كبير خلال السنوات الأخيرة، وهذا على صعيد الساحة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية العالمية، حيث أصبحت الاستدامة التنموية مدرسة فكرية عالمية تنتشر في معظم دول العالم النامي، ولعل تحقيق الجودة هي أحد السبل لتجسيد التنمية المستدامة على مستوى المؤسسات الاقتصادية، لا سيما وأن التوجه الحالي أصبح يهتم أكثر بجودة السلع والخدمات وفقاً لخصائص ومواصفات معمول بها عالمياً، تتماشى هذه المواصفات حسب رغبات المستهلك وكذا تعمل هذه المواصفات على دعم المحافظة على البيئة وتحقيق العدالة الاجتماعية في المؤسسة الاقتصادية، لذلك فرضت المنظمات الأوروبية على الدول النامية تطبيق مواصفات معينة على الصادرات الزراعية بداية من جودة السلعة والمؤسسات المنتجة لهذه السلعة والمواصفات والمعايير البيئية التى تُطبق على السلعة بداية من زراعتها حتى إنتاجها، بالإضافة للمعايير الاجتماعية التي يتم تطبيقها على العاملين في مجال إنتاج السلعة، والمواصفات المتعلقة بسلامة الغذاء، وتُعد الجودة من أهم المقومات التي تساعد على زيادة وتنمية الصادارت الزراعية وتعتبر قضية تنمية الصادرات الزراعية من أهم التحديات التي تواجه الاقتصاد فى الدول النامية خاصةً في ظل المتغيرات التي تؤثر على القطاع الزراعي بأكمله، الأمر الذي سوف يكون له تأثير كبير على التجارة الخارجية الزراعية خاصةً الصادرات الزراعية، ونظراً لدخول المؤسسات الصناعية مرحلة الانتاج الصناعى الكمى من أجل التصدير فقد باتت الحاجة ماسة إلى وجود مواصفات للمنتجات المصنعة ذات جودة عالية لذلك أصبح تطبيق المواصفات أداة فعالة لنقل التكنولوجيا وتطوير جودة المنتج.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إدارة الجودة
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية السوري: نواجه تحدي ديون حلفاء الأسد.. ورؤيتنا هي التنمية الاقتصادية
شدد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال السورية، أسعد الشيباني، على تخطيطهم لخصخصة الموانئ والمصانع المملوكة للدولة، مشيرا إلى أن البلاد تواجه تحديات منها ديون بـ30 مليار دولار لحليفي الرئيس المخلوع بشار الأسد، وهما إيران وروسيا.
وقال الشيباني في لقاء موسع مع صحيفة "فايننشال تايمز"، الأربعاء، إنهم يخططون لخصخصة الموانئ والمصانع المملوكة للدولة، ودعوة الاستثمار الأجنبي وتعزيز التجارة الدولية في إطار إصلاح اقتصادي يهدف إلى إنهاء عقود من الدولة المنبوذة.
وأضاف أن "رؤية (الأسد) كانت هي دولة أمنية. أما رؤيتنا فهي التنمية الاقتصادية"، مشددا على ضرورة أن يكون "هناك قانون ويجب أن تكون هناك رسائل واضحة لفتح الطريق أمام المستثمرين الأجانب، وتشجيع المستثمرين السوريين على العودة إلى سوريا".
وأشار الشيباني في حديثه الذي يسبق مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي 2025، بمدينة دافوس السويسرية، وهي أول مشاركة سورية في تاريخ الحدث السنوي، إلى أنه سيستخدم الرحلة لتجديد الدعوات لرفع العقوبات التي فرضت في عهد الأسد، والتي يقول إنها "ستمنع التعافي الاقتصادي السوري وتحبط الاستعداد الواضح للدول الأخرى للاستثمار".
وقال المسؤول السوري إن "التكنوقراط والموظفين المدنيين السابقين في عهد الأسد عملوا على الكشف عن الأضرار التي لحقت بالبلاد وخزائنها من قبل النظام، الذي أدار اقتصادا اشتراكيا مغلقا"، حسب الصحيفة.
ووفقا للشيباني، فإن تشمل هذه التحديات اكتشاف ديون بقيمة 30 مليار دولار لحلفاء الأسد السابقين إيران وروسيا، واحتياطيات أجنبية غير موجودة في البنك المركزي، وتضخم رواتب القطاع العام وانحدار الصناعات مثل الزراعة والتصنيع، التي أهملتها وقُوضت بسبب سياسات الأسد الفاسدة.
تحديات هائلة
وأقر الشيباني بأن التحديات المقبلة هائلة وسوف تستغرق سنوات لمعالجتها، موضحا أن السلطات تشكل لجنة لدراسة الحالة الاقتصادية والبنية الأساسية في سوريا وستركز على جهود الخصخصة، بما في ذلك مصانع النفط والقطن والأثاث.
وأضاف أنهم سوف يستكشفون الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتشجيع الاستثمار في المطارات والسكك الحديدية والطرق، مشددا على أن التعافي هو الأولوية الفورية، بما في ذلك تأمين الخبز الكافي والمياه والكهرباء والوقود لشعب دفعه حكم الأسد والحرب والعقوبات إلى حافة الفقر.
وقال الوزير السوري "لا نريد أن نعيش على المساعدات الإنسانية، ولا نريد من الدول أن تعطينا المال وكأنها ترمي الاستثمار في البحر"، معتبرا أن المفتاح هو تخفيف العقوبات الأمريكية والأوروبية التي فرضت على سوريا خلال عهد نظام الأسد.
طمأنة الدول العربية والغربية
وتطرق وزير الخارجية السورية إلى أن عمل الإدارة الجديدة في دمشق على طمأنة المسؤولين العرب والغربيين بأن سوريا "لا تشكل تهديدا".
وبحسب "فايننشال تايمز"، فإن البعض في المنطقة، ولا سيما الإمارات العربية المتحدة ومصر، يخشون من عودة ظهور الجماعات الإسلامية مثل جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، في حين تخشى دول عربية أخرى أن يؤدي نجاح الثورة في سوريا إلى إحياء المشاعر الثورية في بلدانها.
وقال الشيباني إن الحكومة الجديدة لا تخطط "لتصدير الثورة والبدء في التدخل في شؤون الدول الأخرى"، موضحا أن أولويتهم ليست تشكيل تهديد للآخرين، بل بناء تحالفات إقليمية تمهد الطريق للازدهار السوري.
وأشار إلى أن "العلاقة الخاصة" بين سوريا وتركيا، ستسمح للبلاد بالاستفادة من تكنولوجيا أنقرة وثقلها الإقليمي وعلاقاتها الأوروبية.
كما تطرق وزير الخارجية السوري إلى ملف قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي تسيطر على ما يعادل ربع مساحة البلاد في شمال شرقي سوريا، مشيرا إلى أن وجود هذه القوات "لم يعد له مبرر".
وتعمل الإدارة السورية على دمج هذه القوات التي تعتبرها تركيا خطرا على أمنها القومي بسبب ارتباطها بحزب العمل الكردستاني، في هيكلة القوات المسلحة، لكن "قسد" ترفض الانضواء تحت راية وزارة الدفاع في الحكومة الجديدة سوى في حال محافظتها على كتلتها.
وقال الشيباني لـ"فايننشال تايمز"، "تعهدنا بضمان حقوق الأكراد في الدستور الجديد وتمثيلهم بالحكومة الجديدة"، حسب تعبيره.