الأسبوع:
2025-02-03@08:43:42 GMT

الأب

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT

الأب

منذ فترة قرأت مقالاً للكاتبة الأمريكية إرما بومبيك Erma Bombeck بعنوان: لم يكن أبي يفعل شيئًا، فلماذا افتقدته؟!

جاء فيه: في الصغر فكرت أن الأب مثل مصباح الثلاجة موجود في كل بيت ولا يعرف أحد ماذا يفعل حين يغلق باب الثلاجة!!

كان أبي يغادر البيت كل صباح، ثم يبدو سعيدًا برؤيتنا حين يعود في المساء، كان مشغولاً دائمًا، يقطع الأغصان المتشابكة أمام المنزل لنتمكن من الدخول والخروج، ويتعرض للكثير من وخز الأشواك دون شكوى، يفتح غطاء (برطمان المخلل) دون مشقة رغم عجز الجميع عن ذلك!! يشد حبال الغسيل المرتخية لتتمكن أمي من استخدامها، يضع الزيت على عجلات مزلاجي لأستطيع التزلج بسرعة وسهولة.

لقد ركض بجوار دراجتي ما يقرب من ألف كيلومتر على الأقل حتى تعلمت قيادتها والسيطرة عليها بمفردي، كما قام بالتوقيع مرارًا على شهاداتي الدراسية، والتقط لي عددًا لا يحصى من الصور، ولم يظهر في واحدة منها.

حينما يمرض أحدنا كان يهرع فورًا لإحضار الدواء، لكنه حينما يجرح وجهه أثناء حلاقة ذقنه لا يجد اهتمامًا، ولا يقبله أحد لمواساته.

في يوم أعددت له الشاي عبارة عن ماء مذاب به سكر دون شاي، وبالرغم من ذلك بدا مرتاحًا جدًّا في مقعده وهو يخبرني أن الشاي لذيذ المذاق.

كان يستطيع النزول بمفرده إلى القبو!! وكنت أخاف من آباء كل أصحابي ولا أخاف من أبي.

أثناء لهوي، كنت أعطي الدمية الأم مهام كثيرة، ولم أكن أعرف ماذا يفعل الدمية الأب، فأجعله يقول: أنا ذاهب للعمل، ثم أقذف به تحت السرير.

في التاسعة من عمري لم ينهض أبي ليذهب إلى العمل، ونقل إلى المستشفى ولم يعد!! فأسرعت إلى حجرتي باحثة تحت السرير عن الدمية الأب، ونفضت عنه الغبار، ووضعته على الفراش.

لم أكن أتصور أن ذهابه سيؤلمني إلى هذا الحد، ومازال يؤلمني جدًّا حتى الآن، وأفتقده.

تأثرت كثيرًا بهذا المقال، ورغم نشره منذ سنوات بعيدة إلا أنه مازال صالحًا للنشر خاصة في ظل هشاشة العلاقات الأسرية الناتجة عن ظروف العصر التكنولوجي، ونظرة الأبناء إلى ما يبذله الأب من جهد وتعب باعتباره سلوكًا نمطيًا عاديًّا، فلا يقدرونه حق التقدير إلا حينما يصبحون بدورهم آباء، أو حينما يرحل الأب فينتبهون لما فقدوه بغيابه.

لعل المقال يكون جرس تنبيه، ودعوة إلى تكريم الأب، وتقديره قبل فوات الأوان.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

عمرو أديب: الفلسطينيين ليهم مين؟ ليهم مصر لأنها الأب

أكد الإعلامي عمرو أديب أن الفلسطينيين لهم مصر التي تعد بمثابة الأب لهم، موضحًا أن مصر تحمل دورًا كبيرًا في دعم القضايا الإنسانية والأشقاء العرب. 

وأضاف في برنامجه "الحكاية" المذاع على قناة "MBC مصر"، أن من قرر أن يكون "مصر"، يجب عليه أن يتحمل المسؤولية الكبرى ويؤدي دوره بشكل كامل.

أديب: مصر تتحمل دور الأب في المنطقة ويجب أن تظل عظيمة

وأشار أديب إلى أن مصر، كونها البلد التي تحمل تاريخًا وعظمة، لابد أن تتحمل الدور الكبير، مثلما يكون الأب مطالبًا بكل شيء، مؤكداً أن "مصر هي الأب" في المنطقة وتلعب دورًا محوريًا في دعم الأشقاء الفلسطينيين.

أديب: في رمضان يجب أن نتذكر الدور الذي تقوم به مصر

واختتم أديب حديثه بالإشارة إلى أننا على أعتاب شهر رمضان، داعيًا الجميع إلى التفكير في دور مصر وأهمية العمل الإنساني الذي تقوم به.

مقالات مشابهة

  • ما حكم زواج الرجل من زوجة الابن وأخت زوجة الأب .. الموقف الشرعي
  • مطلق النار على منزل الأب بشعلاني في قبضة الامن... وهذا ما ضبط بحوزته
  • مُلاحقة كاهن... وإطلاق نار كثيف على منزله وسيارته
  • عمرها 5 أعوام..مصر: يعذب ويغتصب ابنته
  • مأساة في سقطرى.. أب يفقد حياته أثناء إنقاذ ابنه من الغرق (صورة)
  • بين الحياة والموت.. ضبط أب عذب طفلته في المنوفية
  • عمرو أديب: الفلسطينيين ليهم مين؟ ليهم مصر لأنها الأب
  • وفــاة أب بعد ساعات من دفن نجله
  • حينما احتفظت إسرائيل بملف لي
  • إعلام عبري بعد استعراض حماس .. ماذا كان يفعل الجيش طوال 14 شهرًا؟