الأسبوع:
2025-03-10@23:09:34 GMT

الأب

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT

الأب

منذ فترة قرأت مقالاً للكاتبة الأمريكية إرما بومبيك Erma Bombeck بعنوان: لم يكن أبي يفعل شيئًا، فلماذا افتقدته؟!

جاء فيه: في الصغر فكرت أن الأب مثل مصباح الثلاجة موجود في كل بيت ولا يعرف أحد ماذا يفعل حين يغلق باب الثلاجة!!

كان أبي يغادر البيت كل صباح، ثم يبدو سعيدًا برؤيتنا حين يعود في المساء، كان مشغولاً دائمًا، يقطع الأغصان المتشابكة أمام المنزل لنتمكن من الدخول والخروج، ويتعرض للكثير من وخز الأشواك دون شكوى، يفتح غطاء (برطمان المخلل) دون مشقة رغم عجز الجميع عن ذلك!! يشد حبال الغسيل المرتخية لتتمكن أمي من استخدامها، يضع الزيت على عجلات مزلاجي لأستطيع التزلج بسرعة وسهولة.

لقد ركض بجوار دراجتي ما يقرب من ألف كيلومتر على الأقل حتى تعلمت قيادتها والسيطرة عليها بمفردي، كما قام بالتوقيع مرارًا على شهاداتي الدراسية، والتقط لي عددًا لا يحصى من الصور، ولم يظهر في واحدة منها.

حينما يمرض أحدنا كان يهرع فورًا لإحضار الدواء، لكنه حينما يجرح وجهه أثناء حلاقة ذقنه لا يجد اهتمامًا، ولا يقبله أحد لمواساته.

في يوم أعددت له الشاي عبارة عن ماء مذاب به سكر دون شاي، وبالرغم من ذلك بدا مرتاحًا جدًّا في مقعده وهو يخبرني أن الشاي لذيذ المذاق.

كان يستطيع النزول بمفرده إلى القبو!! وكنت أخاف من آباء كل أصحابي ولا أخاف من أبي.

أثناء لهوي، كنت أعطي الدمية الأم مهام كثيرة، ولم أكن أعرف ماذا يفعل الدمية الأب، فأجعله يقول: أنا ذاهب للعمل، ثم أقذف به تحت السرير.

في التاسعة من عمري لم ينهض أبي ليذهب إلى العمل، ونقل إلى المستشفى ولم يعد!! فأسرعت إلى حجرتي باحثة تحت السرير عن الدمية الأب، ونفضت عنه الغبار، ووضعته على الفراش.

لم أكن أتصور أن ذهابه سيؤلمني إلى هذا الحد، ومازال يؤلمني جدًّا حتى الآن، وأفتقده.

تأثرت كثيرًا بهذا المقال، ورغم نشره منذ سنوات بعيدة إلا أنه مازال صالحًا للنشر خاصة في ظل هشاشة العلاقات الأسرية الناتجة عن ظروف العصر التكنولوجي، ونظرة الأبناء إلى ما يبذله الأب من جهد وتعب باعتباره سلوكًا نمطيًا عاديًّا، فلا يقدرونه حق التقدير إلا حينما يصبحون بدورهم آباء، أو حينما يرحل الأب فينتبهون لما فقدوه بغيابه.

لعل المقال يكون جرس تنبيه، ودعوة إلى تكريم الأب، وتقديره قبل فوات الأوان.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

جعجع نعى الراهب الماروني الأب الياس عنداري

نعى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الراهب الماروني اللبناني الأب الياس عنداري، وقال في بيان: "مضى راهب القضية والكاهن المقاوم الى حيث يستحق، بعد مشوار زاخر بالعطاء على الأرض.

غاب الراهب اللبناني الماروني الأب الياس عنداري، رفيق الزمن الصعب والنضال والمقاومة، تاركا في القلب غصة وفي البال ذكريات طبعت جانبا مهما من مسيرة الصمود، وقد واكبني مع الشباب بما أغدقه محبةً وعطفاً من روحه وايمانه الراسخ كصخر لا يتزعزع.

في مرحلة التهجير والملاحقة، فتح الأب عنداري ذراعيه وقلبه للشباب المشردين من ديارهم وأمّن لهم المأكل والمشرب وسقفا يأويهم، فكان أول من رعاهم قبل أن يتولى الحزب والجمعيات المعنية المهمة .

 ابونا الياس، لقد رافقتنا بمحبتك وعنايتك من دير سيدة ميفوق الى دير القطارة والى حيثما حللنا في بلاد جبيل الواسعة .

أمّا في عهد الوصاية والتنكيل، فقد كنت الى جانب الشباب المناضلين في معاناتهم ، مرشدا ومعينا بما قدره لك الله من امكانات وما توافر لك من جهد في تلك الحقبة.

في ديار الخلد ابونا الياس وخلّي عينك علينا من فوق" .

مقالات مشابهة

  • السجن 10 سنوات لقا.تل رضيعته في البحيرة
  • آخر خبر.. آلاف العلويين يدخلون لبنان من سوريا
  • نصف فروج يؤدي إلى جريمة في لبنان.. هذا ما حصل
  • ماذا يفعل النصر في إياب ثمن نهائي «أبطال آسيا»؟
  • أضف الشوفان لوجبة السحور.. واكتشف ماذا يفعل لجسمك
  • شاهد.. الصحفي حسين خوجلي يحكي قصة فضيحة تحكيمية حدثت بإحدى مباريات الهلال بالدوري حينما هدد حكم المباراة لاعب الخصم بالابتعاد عن “النقر” وعدم الاقتراب منه نهائياً وقرار شداد بتكريم الحكم يثير الدهشة!!
  • مجموعة الفردان تسهم بـ5 ملايين درهم في حملة وقف الأب
  • مجموعة الفردان تسهم بـ5 ملايين درهم في حملة «وقف الأب»
  • الأب لعازر عبود يدعو إلى الوحدة والتسامح في ظل الأوضاع الحالية
  • جعجع نعى الراهب الماروني الأب الياس عنداري