مسيرة حاشدة بشرم الشيخ احتفالا بفوز الرئيس السيسي في الانتخابات
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
انطلقت مسيرة حاشدة بالسيارات، من منطقة حي النور بشرم الشيخ، في أجواء مبهجة احتفالا بفوز الرئيس عبد الفتاح السيسي، بفترة رئاسية جديدة، بمشاركة مشايخ وعواقل بدو المدينة ووديانها، كما حرص الأطفال والنساء على المشاركة.
أعلام مصر ترفرف في شرم الشيخورفع المشاركون في الاحتفالات أعلام مصر وصور الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مشهد يوثق فرحة أهالي شرم الشيخ، بهذا الحدث الكبير الذي يضمن لهم استكمال مسيرة الإنجازات.
وقال محمد عبدالله، أحد العاملين بقطاع السياحة بشرم الشيخ: «نحن الآن في احتفالية أشرحت قلوبنا جميعا، في صورة حية من الديمقراطية ترسل برسالة للعالم، بأن شعب مصر يسير خلف قيادة حكيمة ورئيس واع بقضايا وطنه وسوف نصل بمصر إلى المزيد من النجاح والأمن و الأمان».
أمّا هاني شحاتة من سيناء، فقال: «خرجت للاحتفال مع أسرتي وأهالي المدينة فنحن اليوم نشهد استمرار الأمن والأمان، وظفرنا برئيس حكيم يسير بنا في خطي التقدم والازدهار، فنحن ورائه ولن نتخل عنه».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: شرم الشيخ جنوب سيناء مسيرة حاشدة الانتخابات الرئاسية
إقرأ أيضاً:
الشيخ الحصري.. مسيرة حياة كرست لخدمة القرآن الكريم
45 عاما مرت على رحيل الشيخ محمود خليل الحصري، الذي كان رئيسا للاتحاد العالمي لقراء القرآن الكريم، قرأ في معظم بلاد العالم، المسلمين وغير المسلمين، وقرأ في جبل عرفات والمسجد الحرام، وقرأ في الروضة الشريفة في المسجد النبوي بالمدينة المنورة، وقرأ في أوروبا وآسيا، وهو أول من استقبله الرئيس الأميركي جيمي كارتر ليقرأ القرآن في الكونغرس.
لم يؤثر عنه أنه كان يقوم بعمل في كل حياته إلا كونه خدمة للقرآن وسعيا في حفظ كتاب الله والعمل به، في عام 1961م عين بقرار جمهوري شيخا لعموم المقارئ المصرية، وفي العام التالي عين نائبا لرئيس لجنة مراجعة المصاحف وتصحيحها بالأزهر الشريف ثم رئيسا لها بعد ذلك.
ولد الشيخ القارئ محمود خليل الحصري، شيخ عموم المقارئ المصرية، رئيس لجنة تصحيح المصحف الأسبق، في 17 سبتمبر/أيلول من عام 1917، في قرية شبرا النملة إحدى قرى محافظة الغربية وتوفي في 24 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1980.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"حبيبتي غزة".. هكذا تغلّب الروائي يسري الغول على مآسي القتل والمجاعةlist 2 of 2تحت القصف في غزة.. فريق محلي ينقذ تاريخا مدفونا تحت الأنقاضend of listوالشيخ محمود خليل الحصري، سمي بهذا الاسم نسبة لمهنة والده، الذي كان يعمل بصناعة "الحصير" لفرش المساجد الصغيرة بالقرى المصرية قديما، قبل تعميم فرشها بالسجاد حديثا، وهبه والده لحفظ القرآن، فحفظه ولم يتعد عمره 8 سنوات، ودرس في المسجد الأحمدي في مدينة طنطا وتعلم القراءات العشر، وكل ما كتبه من كتب، وكل ما خطت يداه كان عن القرآن وأحكام قراءته، ووقفه وابتدائه، ومشاهير القراء واختلاف قراءاتهم للقرآن، بدأ قارئا في قريته ثم في القرى المجاورة، ثم قارئا في مسجد الحسين، ثم بعد ذلك عميد القراء ورئيس اتحاد قراء العالم.
وهنا نشير إلى الدور الكبير للشيخ الحصري في إنشاء أول إذاعة للقرآن الكريم في العالم، وقصة أول جمع صوتي للقرآن الكريم بعد 1400 سنة من أول جمع كتابي له في عهد خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبي بكر الصديق.
إعلانفي أوائل الستينيات من القرن الماضي، ظهرت طبعة فاخرة من المصحف تحوي تحريفات خبيثة لبعض آيات القرآن، منها قوله تعالى: "ومَن يَبتغِ غَيرَ الإسلام دِينا فلن يُقبَل منهُ وهو في الآخرة من الخاسرين {85}" (سورة آل عمران)، وطبعت مع حذف كلمة "غير"، فأصبحت الآية تعطي عكس معناها تماما، وفي زيارة خارجية للشيخ الحصري عام 1962، فوجئ بتحريف مخل لبعض آيات المصحف الشريف، فما كان منه إلا أن عرض المشكلة على شيخ الأزهر، ومجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة.
تمخضت الجهود والآراء عن تسجيل صوتي للمصحف المرتل برواية حفص عن عاصم بصوت القارئ الشيخ محمود خليل الحصري، على أسطوانات توزع نسخ منها على المسلمين في أنحاء العالم الإسلامي، ثم تبين أن هذه الوسيلة لم تكن فعالة في إنجاز الهدف المنشود من ورائها؛ نظرا لعجز القدرات والإمكانات المادية في الدول الإسلامية في ذلك الوقت، فصدر قرار جمهوري بإنشاء أول إذاعة للقرآن الكريم تبث في كل أنحاء العالم.
وفي تمام الساعة السادسة صباح الأربعاء الموافق 11 ذي القعدة سنة 1338 هـ، الموافق 25 مارس/آذار سنة 1964، كان صوت الشيخ الحصري أول صوت يبث عبر أثير إذاعة القرآن الكريم، الذي حددت ساعات بثها في البداية لآيات القرآن الكريم بالقراءات العشر لمدة 14 ساعة يوميا.
وفي حوار مع الشيخ الحصري قال: "سجلت قراءة ورش في 68 أسطوانة، كل منها 40 دقيقة تقريبا، واستغرق مدة تسجيلها 3 أشهر، خلاف شهر البروفات، فيما لا يقل عن 8 ساعات تسجيل يوميا، وطلبت دولة المغرب الشقيق من مصر أن تسجل لها الرواية التي تعودوا قراءتها، وهي رواية ورش حتى يتم النفع في جميع أنحاء العالم".
إعلانوتوالت تسجيلاته الخالدة للقرآن الكريم برواياته المختلفة لأول مرة في تاريخ الإسلام، فكان أول من سجل المصحف المرتل في أنحاء العالم برواية قالون ورواية الدوري وذلك عام 1968، وفي العام التالي كان أول من سجل المصحف المعلم في أنحاء العالم (طريقة التعليم)، وفي عام 1975 كان أول من رتل القرآن الكريم في العالم بطريقة المصحف المفسر (مصحف الوعظ)، وفي عام 1977 كان أيضا أول من رتل القرآن الكريم في أنحاء العالم الإسلامي في الأمم المتحدة أثناء زيارته لها بناء على طلب جميع الوفود العربية والإسلامية.
سافر الشيخ الحصري إلى الولايات المتحدة لأول مرة موفدا من وزارة الأوقاف للجاليات الإسلامية بأميركا الشمالية والجنوبية عامي 1971، 1973، وقرأ القرآن في الأمم المتحدة أثناء زيارته لها، كما قرأه في قاعة الكونغرس في البيت الأبيض، وخلال المؤتمر الإسلامي الأول في الهند، قرأ القرآن في حضور الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس الهندي جواهر لال نهرو وزعيم المسلمين بالهند، بالإضافة إلى ترتيله للآيات الكريمة في القاعة الملكية وقاعة هايوارت المطلة على نهر التايمز في لندن، ودعاه مجلس الشؤون الإسلامية إلى المدينتين البريطانيتين ليفربول وشيفيلد للقراءة أمام الجاليات العربية والإسلامية في كل منها.
بعد ذلك وضع الحصري خطة إيفاد بعثات دينية لتلاوة القرآن للمسلمين في كل دول العالم، واصطحب الشيخ شلتوت، شيخ الأزهر، في جولة أخرى إلى باكستان والملايو والفلبين وهونغ كونغ وإندونيسيا، وتوالت البعثات في هذا العام، فخرجت 500 بعثة لتحيي شهر رمضان في كل أنحاء العالم.
أوصى الشيخ الحصري بثلث ماله لخدمة كتاب الله، وبناء معاهد القرآن الكريم، وبنى في قريته مسجدا ومعهدا لدراسة وحفظ القرآن، وأتم بناءهما قبل رحيله بعام واحد، إلى جانب مسجد في العجوزة بشارع الفلوجة، والثالث في ميدان الحصري بمدينة 6 أكتوبر، وصار اسمه معروفا بالجامع وبالميدان الذي بني المسجد فيه.
إعلانامتدت رحلة الحصري لأكثر من 55 عاما، واستطاع من خلالها أن يكون خير سفير للقرآن الكريم، ففي 24 نوفمبر/تشرين الثاني 1980، عقب واحدة من تلك السفريات إلى الأراضي المقدسة، وفور انتهائه من صلاة العشاء، رحل الشيخ، خلال رحلة عمره التي أوقفها لخدمة القرآن الكريم، فخلد الله ذكره وكرمه أعظم تكريم، فلا يمر يوم إلا وملايين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يستمعون إلى صوته وينتفعون بطريقته في مختلف قراءات القرآن الكريم.
واليوم يكون قد مر أكثر من 60 عاما على تسجيل أول نسخة للقرآن بصوته، وهي النسخة المرتلة التي قال إنها أفضل ما تركته في حياتي مع أسطوانات تعليم الصلاة بجميع اللغات ومشروع القرآن المعلم، وكان القصد منه تعليم القرآن على طريقة الترديد والإعادة.
ولم تكن القراءة فقط هي سلاح الشيخ في خدمة كتاب الله، فقد ترك تراثا خالدا في توجيه أطفال وشباب وقراء القرآن الكريم للتمسك بأساليب القراءة الصحيحة بالقراءات العشر التي تعارف عليها القراء، وكان يحزنه جدا أن يرى بعض القراء وهم يحيدون عن تلك القراءات السليمة بالقفز فوق الآيات أو بالتغني بالقرآن، ولهذا خصص للقراء كتابا نادرا في أسلوبه، وهو يوجه القراء نحو القراءات الصحيحة السليمة.
ويقف كتاب "مع القرآن الكريم" موقفا حازما من بعض القراءات التي تركها كبار القراء أمثال الشيخ مصطفى إسماعيل، وهو من هو في إقراء القرآن، وكذلك شيخ آخر كانت له شهرة شعبية واسعة، وهو الشيخ عنتر مسلم رحمهما الله، فلم يستح من الشيخ مصطفى إسماعيل وانتقده بشدة في هذا الكتاب، وإن لم يذكر اسمه، بل أتى بقراءته ووصفها بالقراءة القبيحة، ومنع الشيخ عنتر مسلم من أن ينتسب قارئا في الإذاعة.
والكتاب لأهميته وعلو قيمته قدمه شيخ الأزهر الشيخ محمود شلتوت.
إعلانوالكتاب يناقش قضايا مهمة في فضل تلاوة القرآن واستماعه، وكيفية تلاوته ولماذا أنزل القرآن على 7 أحرف وحكمة ذلك، وحكم جمع القراءات في المحافل، وحكم التغني وتحسين الصوت به.
يقول الشيخ محمود خليل الحصري: "رأيت بعض قراء هذا العصر يجورون عن القصد ويميلون عن الجادة، وينحرفون عن الصواب في تلاوة القرآن الكريم، إذ يقرؤون من الآيات ما يوافق هواهم من دون رعاية للترتيب، وهم بذلك يقطعون ما وصل الله".
ويعمدون إلى إعادة الآية وتكرارها بروايات مختلفة، وقراءات متنوعة في المجلس الواحد، وتلك بدعة محدثة لم تؤثر عن سلف الأمة الصالح، فوضعت هذا الكتاب نصيحة لكتاب الله تعالى، وتبيينا للصواب في قراءته، وذودا عن أقدس ما يعتز به المسلمون، وإرشادا لجمهرة التالين والسامعين".
ويقول إن ترتيب الآيات أمر توقيفي ليس من صنع البشر، بل هو متلقى من رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن رب العزة جل جلاله، وكذلك ترتيب السور، فإن جماهير العلماء من الخلف إلى السلف أجمعوا على أنه توقيفي كترتيب الآيات.
ولهذا الترتيب حكمة بالغة، وأسرار سامية تكفل علماء المسلمين بكشفها وبيانها، وكان الرسول وصحابته والتابعون يقرؤون القرآن على هذا الترتيب البديع، والتنسيق المعجز.
ولكن مما يؤسف له أن قراء القرآن الكريم في هذا العصر -إلا النزر اليسير- قد ابتدعوا في قراءتهم بدعة سيئة، وطريقة مقيتة، ينكرها الدين، ويأباها الشرع، وينفر منها قلب المؤمن المفعم بحب القرآن وتقديسه، الغيور على صيانته من عبث العابثين وهذيان اللاعبين.
تلك الطريقة القبيحة المستهجنة، والبدعة الضالة المحدثة هي: أن القارئ يخالف الترتيب الذي أنزل الله القرآن عليه، فيبدأ قراءته بسورة معينة أو جزء مخصوص من القرآن الكريم، ولكنه لا يصل الآيات بعضها ببعض، بل ينتقي آيات معينة على مزاجه الخاص، ويترك آيات أخرى لا توافق مزاجه، ولا تلائم هواه، وقد يعمد في قراءته إلى الاقتصار على آيات الوعد والبشارة، دون آيات الوعيد والنذارة، وقد صرح البعض غفر الله له، بأنه ترك آيات الزجر والإنذار رعاية لشعور السامعين وإحساسهم.
إعلانوالقارئ الذي يقتصر في قراءته على آيات الوعد والتبشير كأنه أكثر أدبا وأشد رعاية لشعور السامعين من القرآن الكريم، وكأنه يزعم أن عنده من الرحمة بالخلق والإشفاق عليهم ما ليس عند أرحم الراحمين وليس عند المبعوث رحمة للعالمين.
إن هذه الطريقة تذهب بجانب هام من آيات الإعجاز للقرآن الكريم، وهي إحكام نسجه، وتناسق نظمه وتعانق جمله وكلمه، والعلاقة الكاملة بين سوره وآياته، حيث إن جميع آياته بمثابة الحلقة المفرغة لا يدرى أين طرفاها.
ثم هي في الوقت نفسه تشوش على السامع، وتوقعه في حيرة ولبس، وتحول دون فهمه لكتاب الله وتدبره، والانتفاع بهديه ورشاده.
ذلك أن بين آي القرآن وثيق الصلة، ووشيج التناسق، وكمال الارتباط، فتكون النتيجة الحتمية لذلك التشويش على القارئ، وبلبلة فكره وتشتت فهمه. ولذلك نهى الله عن اتباع هذه الطريقة، وأمر أن يقرأ القرآن بترتيب الله لا بترتيب عباده، قال تعالى: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" (الحشر -7).
ويوجه الحصري حديثه للقراء: ونتوجه إلى السادة القراء في جميع البلاد والأقاليم، وخصوصا قراء الإذاعة بالرجاء الأكيد والأمل الوطيد أن يلتزموا القراءة من مكان واحد، وأن يصلوا الآيات بعضها ببعض، وأن يعدلوا عن هذه السنة الهوجاء، سنة القفز والالتقاط، هذه السنة السمجة التي تمزق كتاب الله عز وجل، وتبعد المسلمين عن فهم أسراره والانتفاع بأنواره.
وكان بعض كبار القراء أمثال الشيخ مصطفى إسماعيل كثيرا ما يجمعون بين القراءات السبع أو العشر في بعض آيات أو آية واحدة، حيث يقرأ الآية برواية، ثم يعيدها برواية أخرى، ووصفها بأنها قراءة مبتدعة ومستحدثة ولم تكن في العصر النبوي ولا في عهد الخلفاء الراشدين، ولا في الصدر الأول، ولا في عصر الأئمة المجتهدين.
ومن أقبح أنواع الجمع ما يسمونه الجمع الحرفي، وهو أن يعمد القارئ إلى كلمة مشتملة على روايات متعددة، أو أوجه متنوعة فيعيد هذه الكلمة بعدد ما فيها من الروايات أو الأوجه في نفس واحد.
إعلانفيقول مثلا كما جاء في سورة يوسف على لسان امرأة العزيز: "وقالت هيت لك. وقالت هيت لك. وقالت هيت لك. وقالت هئت لك. وقالت هئت لك" يقصد القارئ بذلك الإغراب على السامعين، وإيهامهم أن عنده من كثرة الروايات والأوجه ما ليس عند غيره.
ويضيف الحصري: "وكل من عنده أدنى مسكة من فهم أو ذوق يدرك أن هذا النوع يخل بنظم القرآن، ويضيع رونق التلاوة، ويذهب بجمال الأداء، والقارئ الذي في قلبه بقية من دين، وأثارة من توقير القرآن وتقديسه، لا يرتكب هذه الجريمة النكراء في تلاوة كلام رب العالمين".
وقصارى القول إنه يجب على القارئ أن يقرأ لراوٍ واحد، سواء كان حفص أم غيره، وإذا قرأ حزبا أو نصفه أو ربعه لراوٍ كورش مثلا، وأراد أن يقرأ حزبا آخر فله أن ينتقل لراوٍ آخر، وعليه ألا يقرأ لراوٍ ما، إلا إذا كان واثقا مما يقرأ متثبتا من أصول الراوي وفرشه، فإذا شك في وجه أو طريق فعليه أن يدع ما يريبه إلى ما لا يريبه، ويقرأ بما هو مثبت منه، حتى لا يخلط بين رواية ورواية، وحتى لا يقرأ بما لم يرد عن الراوي الذي يقرأ له.
الموسيقى والتطريبوعن حكم التغني وتحسين الصوت بالقرآن فقد كان للشيخ الحصري بحث طويل أفرد فيه رأي المؤيدين والرافضين، حيث اختلف العلماء في التطريب بالقرآن، والترجيع فيه، والتغني به، وتحسين الصوت بقراءته. فذهب فريق إلى كراهيته وإنكاره، ومن هؤلاء أنس بن مالك، وسعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير، والحسن البصري، وابن سيرين، ومالك بن أنس، وأحمد بن حنبل، ولهم أدلتهم القوية في هذا المذهب.
وذهب فريق إلى إباحة التطريب بالقرآن، وتحسين الصوت عند قراءته، ومن هذا الفريق عبد الله بن عباس، وعبد الله بن مسعود، وعطاء بن رباح، وأبو حنيفة وأصحابه، والشافعي وأصحابه، وابن المبارك، والطبري، وابن العربي، وغيرهم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "زينوا القرآن بأصواتكم"، وفي لفظ عند الدارمي "حسنوا القرآن بأصواتكم، فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا".
إعلانوانتهى الحصري إلى أن تحسين الصوت والتطريب به حال القراءة مستحب ومطلوب شرعا، ومحل اختلاف العلماء في القراءة بالألحان، إذا كانت دائرة في القواعد المحددة والأحكام المقررة التي وضعها علماء التجويد، واستنباطها من القراءة التي وصلت إلينا بالتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم، والخروج عن القواعد والأحكام المنظمة للقراءة أجمع العلماء على حرمتها.
ويقول الشيخ الحصري في نهاية بحثه: "يجوز للقارئ أن يقرأ بآية نغمة من النغمات الموسيقية، الحجاز، النهاوند، العشاق، الصبا، العجم، الرسب، إلى غير ذلك من النغمات، بشرط أن يحافظ كل المحافظة على قواعد التجويد، ويجعل التزامه بالقواعد في المحل الأول، قبل مراعاة قواعد الموسيقى، وضبط الكلمة القرآنية من ناحية التجويد، ولو ترتب عليه الإخلال بقواعد الموسيقى".
أما إذا كانت القراءة بهذه النغمات تؤدي إلى الإخلال بأصول التلاوة وأحكام الأداء، فإن القراءة بها تكون محرمة بإجماع المسلمين، يأثم القارئ بقراءتها، ويأثم المستمع بسماعها، بحسب الشيخ الحصري.