واشنطن تعاني لتجميع تحالف دولي في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
لكن يبدو أن التعقيدات تُلاحق واشنطن ليس فقط في مهام هذا التعاون الدولي، بل أيضاً في تاريخ إعلانه، إذ إن موقع «أكسيوس» الأميركي كان قد ذكر أن موعد الإعلان هو يوم الجمعة الماضي.
وفي نهاية الأسبوع، أعلن المتحدث الأميركي جون كيربي أن وزارتَي الخارجية والدفاع تعملان على تجنيد أكبر عدد ممكن من الدول لإرسال سفن إلى فرقة العمل المشترك التي تعمل تحت القيادة المركزية للجيش الأميركي.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن فرقة العمل الجديدة لن ترافق السفن المبحرة، لكن حقيقة وجود المزيد من السفن الحربية في المنطقة، قد تخلق ردعاً وتمنع الهجمات، كما تسمح بتقديم المساعدة السريعة للسفن التي تتعرّض للهجوم.
و أسقط اليمن بدخوله الحرب إلى جانب المقاومة الفلسطينية، دفعة واحدة، حالات الاستخفاف والتوهين التي مورست عليه لعقود طويلة.
ولذلك شنّت دول التحالف العربي وشركاؤها الغربيون الحرب عليه لسنوات بهدف إعادته إلى الهيمنة وإخضاعه للوصاية، حينما قرّر التمرّد عليهم ونيل حريته الوطنية.
وبقراره الجريء في فرض حصار مائي على إسرائيل، جعل اليمن جميع داعمي إسرائيل يقفون مذهولين أمام تحدّي صنعاء في مواجهة الغرب الذي يتصرّف على أن البحر الأحمر وبحر العرب وباب المندب حق حصري لدوله، سيما أن ما يحصل في البحر الأحمر هذه الفترة، لم يكن يخطر في بال أحد من الدول الغربية.
وحيث ظهر أن كل الغرب بكامل قدراته التكنولوجية وأساطيله عاجز عن استشراف المستقبل بأن اليمن ينطلق بسرعة نحو تفعيل قدراته العسكرية وتوظيف موقعه الجغرافي في سبيل القضية الفلسطينية.
وقد واصلت واشنطن البحث في طريقة لتشكيل هيكل عسكري موسّع في البحر الأحمر.
وهو بند رئيسي في زيارة أوستن التي تشمل البحرين وقطر والسعودية وإسرائيل.
وتشير المعطيات إلى أن التحالف سيقتصر على توسيع «قوة المهام المشتركة 153»، التي تضم 39 دولة ومهمتها في الأصل مكافحة تهريب السلاح إلى «أنصار الله» عبر البحر الأحمر وخليج عدن، ومقر قيادتها في البحرين.
وقد دفع موقف اليمن الولايات المتحدة وإسرائيل إلى البحث عن بدائل عن قواتهما لمعالجة الموقف.
لكنّ دول الخليج لا تبدو متحمّسة للأمر، وهي أوكلت إلى وكلائها في اليمن لعب الدور العملاني.
وهي خطوة لا تغيّر من الوقائع التي تزعج واشنطن التي تبدو في وضع التشكيك من قبل الحلفاء على نحو أفقدها القدرة على تجميع تحالف دولي قوي.
وقالت وكالة «بلومبرغ» إن الدبلوماسية الأميركية تواجه معضلة على كل الجبهات، حيث تشعر الدول بالجرأة المتزايدة على التشكيك فيها، ولا سيما في الحرب بين إسرائيل وغزة، ما يدفعها إلى تقييد الوقت المتاح أمام حليفتها إسرائيل لإنهاء المعركة.
اليمن في حالة استعداد لحرب يريدها أكثر صعوبة على الإسرائيليين والأميركيين من جبهتَي غزة ولبنان ورغم توقّعه تلقّيه ضربات جوية أميركية على غرار تلك التي توجهها القوات الأميركية في العراق، فإن اليمن ماضٍ في قرار المواجهة مهما كانت النتائج.
وستكون جبهته أصعب على الإسرائيليين والأميركيين من جبهتَي الشمال والجنوب، وأكثر كلفة على الاقتصاد الدولي، خاصة إذا جرّت معها الصومال المنفلتة هي الأخرى من كل القيود والالتزامات الدولية، وفق قيادات يمنية.
وقد أعدّت صنعاء العدة لتلك المواجهة. هذا ما كتبه على منصة «إكس»، نائب وزير خارجية صنعاء، حسين العزي، الذي أكّد «أننا لم نستعد لقب اليمن السعيد، إلا أننا استعدنا لقب اليمن مقبرة الغزاة»، ودعا الشعب اليمني لشد الأحزمة «فالحرب مع الحلف الصهيوني الدولي أمر محتمل».
لقمان عبدالله
الاخبار اللبنانية
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: البحر الأحمر فی البحر
إقرأ أيضاً:
مسؤول كبير في البنتاغون: واشنطن فشلت في البحر الأحمر وصنعاء أصبحت قوة صاروخية مخيفة
الجديد برس|
أكد بيل لابلانت، وكيل وزارة الحرب الأمريكية لشؤون الاستحواذ والاستدامة وكبير مسؤولي مشتريات الأسلحة في البنتاغون، أن قوات صنعاء قد أذهلت الخبراء العسكريين الأمريكيين بتطورها السريع، وصبحت تمتلك تكنولوجيا صناعة الصواريخ الباليستية، التي كانت حتى وقت قريب حكرًا على الدول المتقدمة فقط.
وفي تصريحاته التي نقلها موقع “أكسيوس” الأمريكي خلال قمة مستقبل الدفاع في واشنطن العاصمة، أقرّ لابلانت بفشل الولايات المتحدة في مواجهة القوات اليمنية في معركة البحر الأحمر، قائلاً: “أنا مهندس وفيزيائي، وعملت في مجال الصواريخ طوال حياتي المهنية.. وما رأيته من أعمال قام بها “الحوثيون” خلال الأشهر الستة الماضية أمر أذهلني”.
وأضاف: “القوات المسلحة اليمنية تلوح بأسلحة متطورة بشكل متزايد، بما في ذلك الصواريخ التي يمكنها القيام بأشياء مذهلة”. وأشار إلى أن ما حدث في البحر الأحمر يعكس تطور القدرات الصاروخية لليمنيين، الذين أصبحوا يمتلكون تقنية لا تستطيع القيام بها سوى الدول المتقدمة.
وأكد لابلانت أن “اليمنيين باتوا يمثلون تهديدًا جديًا، خاصة بعد ضربهم حاملة الطائرات الأمريكية (إبراهام) ومدمرتين أمريكيتين بالصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة”.
واختتم المسؤول الأمريكي تصريحاته قائلاً: “إذا أصاب صاروخ باليستي سفينة قتالية، فهذا يوم سيئ للغاية لذا علينا أن نبتعد عن البحر الأحمر”.. مضيفاً بـ قوله: إن الجيش اليمني أصبح مُخيفاً.
جاءت تصريحات لابلانت في وقت يشهد فيه البحر الأحمر تصعيدًا عسكريًا متزايدًا، حيث نجحت القوات المسلحة اليمنية في تنفيذ ضربات نوعية ضد أهداف أمريكية، مما يعكس التحول الكبير في توازن القوى الإقليمية وقدرة اليمن على تطوير تقنيات صاروخية متقدمة رغم الحصار المستمر.