الحروي يبارك لمنتخب الناشئين .. عانقتم القلوب وننتظر فرحة وطن!!
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
عدن (عدن الغد) خاص:
بارك نائب رئيس نادي الصقر و رياض عبدالجبار الحروي ، وصول منتخب الناشئين إلى نصف نهائي بطولة غرب آسيا التي تحتضنها سلطة عمان ، بعدما اجتازوا عصر اليوم منتخب الإمارات بهدفي عادل عباس .
ووصف الحروي فوز المنتخب وذهابه إلى نهائي لبطولة ، بحدث يلامس قلوب كل اليمنيين وحديث يعيد إلى الاذهان شيء من حدث سابق كان فيه المنتخب ، قد صنع فرحة عانقت كل بيت ومنحت العمق الوطني ، مدى يتجاوز الحدود ، عطفا على واقع تتعايش فيه البلاد.
وقال " الحروي" في الرياضة ومن بوابة كرة القدم ، نتناسى كل شيء يعطل حوار النفس ، وهؤلاء الصغار اليوم يصنعون لنا الحلوى ويمنحونا مساحة لنصنع في محتوى نفسياتنا ، مجال مفتوح لشيء منتظر ، نتمناه ، سيناريو مكرر ، نحتاجه ونمتلك فيه الإرادة وثوب الفخر بهؤلاء الصغار أصحاب القدرات الكبيرة ، رجال الارض والهوية والوطن والشموخ .. هي قبلة أرسلها من هنا ، لتجد مساحتها على جبين كل لاعب في قوام هذا المنتخب الذي يصنع فرح وسرور واغنية بالحان العطاء الكبير ..
سعداء بكل ما تحقق وما مر به الفتيان بفانلية الوطن ، فتحقيق 4 أنتصارات على العراق ثم عمان " المستضيف" ولبنان واليوم الإمارات ، يؤكد قيمة ما نمتلكه من مواهب ، يحتاج فقط إلى مساحة دعم دائمة مع المباريات وقيمة الإعداد ، لنكون رقم صعب يصنع الأحداث ويحقق الإنجازات .
وختم " الحروي" شكرا يا صغارنا .. عطاءكم يذهب إلى كل بيت ويحط في كل القلب .. لنا معكم موعد من بوابة الانتظار .
المصدر: عدن الغد
إقرأ أيضاً:
فرحة شراء قوالب الثلج
حمود بن علي الطوقي
قضيتُ السنوات العشر الأولى من طفولتي في قريتي السباح، تلك القرية الوادعة التي احتضنت أجمل ذكرياتي الرمضانية، رغم أن رمضان في تلك الأيام كان يتزامن مع فصل الصيف (القيظ) حيث تصل درجات الحرارة إلى مستوياتها القصوى، إلا أن لهذا الشهر روحًا خاصة لا تشبه أي وقت آخر.
وفي النهار، كنا نذهب إلى المدارس، ومن لم يلتحق بالمدارس الحكومية كان يلتحق بمدارس تحفيظ القرآن وكان عمي المغفور له بإذن الله هو معلم القرآن لأطفال القرية والقرى المجاورة مثل قرية الجبل والمويلح والمعترض.
كانت القرية تخلو من الزحام وتنتظر عودة الطلاب إلى مدارسهم، ورغم حرارة الشمس إلا أننا كنا نجد من ظلال النخيل الممتدة وأشجار المانجو تعطينا القوة للصمود لتكملة ما تبقى من نهار اليوم الطويل نحن الأطفال -وأنا منهم- نرى في الصيام مغامرة كبيرة نتسابق فيها على الصمود دون أن يضعف جسدنا أمام العطش.
وبعد صلاة الظهر، وحتى قبيل صلاة العصر كنا نجتمع مع آبائنا في سبلة القرية، تلك السبلة البسيطة المبنية من مواد غير ثابتة وسقفها المصنوع من جذوع الأشجار، هذه السبلة لم تكن مجرد مكان للراحة؛ بل كانت بمثابة مدرسة مفتوحة نتعلم منها الحرف التقليدية؛ فقد تعلمنا منها السمت العماني وتعلمنا من آبائنا كيفية صناعة "الخصف" و"السرد" و"المبدع " وغيرها من الصناعات التي تعتمد على سعف النخيل، أيضاً كنا نستمع إلى قصص الكبار عن الماضي وكيف كانوا يقضون رمضان في سنواتهم الأولى.
وبعد صلاة العصر، كان لنا وقت خاص نجتمع فيه تحت شجرة ضخمة عند مدخل القرية، "السوقمة"، حيث كنا نلعب "الكيرم" ونتنافس بشغف، بينما كان الأطفال الأكبر سنًا يستمتعون بلعبة "الحواليس" لكسر الوقت حتى يحين موعد الإفطار؛ ولم يقتصر نشاطنا على اللعب فقط، بل كان بعض أصدقائنا يتسلقون النخيل لقطف التمر وتجهيزه لموائد الإفطار، في مشهد يعكس روح التعاون بينهم، وكان منظرهم وهم يتنقلون بين النخيل بسرعة ورشاقة يثير إعجابنا، وننتظر نزولهم لنحصل على بعض التمر الطازج الذي كان يعتبر مكافأة لصيامنا.
ولأن رمضان كان في عز موسم اللقيط؛ حيث تصل حرارة الجو إلى ذروتها، ولم تكن الكهرباء قد وصلت إلى القرية بعد، فقد كان برودة الماء ترفًا نلجأ لتحقيقه بشراء الثلج؛ لا أنسى مشهد تاجر الثلج الذي كان يصل إلى القرية من خلال حماره حاملًا قوالب الثلج الكبيرة، وكنا نترقب وصوله بفارغ الصبر نحمل أوعيتنا الصغيرة ونتحلق حوله بشوق، بينما كان يكسر القوالب بأداة حادة ويبيع الثلج حسب قدرة كل منا المالية، وكان هذا المشهد من أجمل لحظات اليوم إذ كنا نحمل قطع الثلج الصغيرة ونركض بها إلى منازلنا قبل أن تذوب لنضيفها إلى الماء ونستمتع ببرودته وسط قيظ النهار.
ومع اقتراب المغرب، كانت رائحة الطعام تعم المكان، ونبدأ نحن الأطفال بالعودة إلى بيوتنا حاملين معنا فرحة يوم آخر من رمضان في قريتنا، حيث البساطة والجمال والدفء العائلي، ورغم بساطة الحياة حينها، إلا أن رمضان في قريتي السباح لا يزال يحتفظ بطعمه الخاص وذكراه العطرة التي ستظل محفورة في وجداني.
رابط مختصر