لجريدة عمان:
2025-03-28@00:01:27 GMT

السبل الكفيلة بنجاح الصناعات الثقافية

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT

أدرت منذ أسبوع في صلالة ندوة عن الاقتصاد الثقافي ضمن برامج المديرية العامة للثقافة والرياضة بمحافظة ظفار، وقبل التطرق إلى العنوان أود أن أعرج قليلا على تعريف الاقتصاد الثقافي الذي يقصد به «النشاط الاقتصادي الخاص بالقيم والممتلكات الثقافية والفنية ويركز على الصناعات الثقافية والابداعية الشاملة للأدب والفنون التشكيلية والسينما والموسيقى والمسرح والتراث الثقافي اللامادي والمعارض والمتاحف والصناعات الإبداعية كالحرف والمشغولات اليدوية».

ويعد الاقتصاد الثقافي جزءا مهما من الاقتصاد الوطني لأي دولة ونظرا لأهميته المادية والمعنوية فقد تضمنت الاستراتيجية الثقافية الوطنية (2021-2023) في أحد محاورها السبعة على (الصناعات الإبداعية الثقافية) التي تتحقق نتائجها من خلال «تعزيز المساهمة الاقتصادية للقطاع الثقافي، وتقديم التسهيلات للمشاريع في مجال الصناعات الإبداعية، وتعزيز الوعي بأهمية الاستثمار في المجال الثقافي، ودعم وتشجيع الاستثمار في مشاريع ثقافية إبداعية مستدامة».

أثناء النقاش حول أهمية المنتج الثقافي وكيفية تسويقه مع الفنانة التشكيلية ميادة ريحان ومنتج الأفلام الوثائقية الإعلامي محمد بن تمان المعشني، تذكرت المناطق الفريدة في المحافظات التي يمكن أن تقوم عليها صناعات ثقافية مستدامة مثل إنشاء استديوهات مفتوحة لتصوير الأفلام السينمائية على غرار مدينة ورزازات في المغرب، وأذكر على سبيل المثال حديقة الصخور الطبيعية في مدينة الدقم التي نأمل تسجيلها في مواقع التراث الثقافي العالمي، واستثمار المكان في مناشط ثقافية وسياحية نفعية، وهنا نوجه الدعوة إلى هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم للالتفات إلى الصناعات الثقافية في المنطقة الواعدة بأن تكون شريانا للاقتصاد العُماني، والاهتمام بالمجال الثقافي نظرا لتوفر عناصر نجاح الاستثمار في القطاع المذكور في الدقم مثل إقامة مهرجان ثقافي سنوي يخصص لكل دورة مجالا للأدب والمسرح والسينما والموسيقى، تفتتح خلال المهرجان معارض تشكيلية وصور فوتوغرافية ومعارض للصناعات اليدوية والحرفية، ومعرض للكتاب وغيرها من الصناعات الثقافية التي يمكن أن تعود بالنفع للمؤسسات والأفراد، ولضمان نجاح ذلك نأمل من الهيئة استطلاع الآراء وسبر أغوار الرأي العام والتشاور مع أصحاب المصلحة من المثقفين والمبدعين وبيوت الخبرة لإنجاح المشروع الثقافي.

تبادر إلى ذهني أثناء الندوة أرقام عائدات فيلم (أفاتار) الجزء الثاني وقد تجاوزت المليارين و147 مليون دولار، ولم يمض على عرض الفيلم أكثر من سنة واحدة، هذا المثال دليل على نجاح الصناعات الثقافية والفرص المستقبلية في هذا المجال الواعد، صحيح أننا لا نمتلك في الحاضر بنية أساسية لصناعة السينما والدراما، ولكن الثقافة العُمانية زاخرة بالمفردات الفردية التي تشكل محتوى ثقافيا مهما وفريدا من نوعه على المستوى الإقليمي.

إن قيمة المنتج الثقافي لا تكمن في قيمته المادية وإنما المعنوية وقد آن الأوان لدعم المنتج المثقف العماني عبر تشريعات وقوانين محلية منها حماية حقوقه الملكية والفكرية وسهولة تسجيل المنتج لدى الجهات المختصة لحفظ حقوق المبدع وحماية إبداعه، إضافة إلى إلزام مؤسسات القطاع الخاص في تبني مشاريع لاقتناء المنتج الثقافي العُماني كاقتناء الأعمال الفنية بكافة أنواعها، وتخصيص جوائز مجزية للمحترفين والترويج لأعمالهم ومنحهم تسهيلات لإقامة المعارض المتخصصة ومنافذ لتسويق الأعمال.

إن حضور الفنان والمبدع العُماني في المجتمع يعد قيمة واعترافا به وبمنتجه الثقافي، ولذلك فإنا نأمل من القائمين على مشاريع تطوير المدن السياحية في سلطنة عمان تخصيص قاعات وفضاءات تُمكن الفنان من عرض أعماله الفنية وتسويقها، خاصة في الأمكنة التي يرتادها السياح مثل الفنادق والمنتجعات وصالات المطارات والموانئ، فالأرقام المتوفرة عن عدد السياح الذين ينزلون بمطارات عُمان وموانئها كُثر ولكن لا تتوفر معطيات ولا أرقام حقيقية عن إقبال السياح على المنتج الثقافي العُماني.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الصناعات الثقافیة الع مانی

إقرأ أيضاً:

"لقاء أصحاب الأعمال العُماني الهندي" يستكشف الفرص الاستثمارية الواعدة بالقطاعات الاستراتيجية

 

 

 

 

 

◄ إطلاق كتاب يتناول العلاقات التاريخية والاقتصادية والدبلوماسية بين عُمان والهند

مسقط- الرؤية

نظمت غرفة تجارة وصناعة عُمان وبالتعاون مع منظمة التجارة الاقتصادية الهندية لقاء أصحاب الأعمال العُماني الهندي، بحضور سعادة الشيخ فيصل بن عبدالله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان، وسعادة أوسكار كيركيتا رئيس لجنة الطاقة في منظمة التجارة الاقتصادية الهندية، وعدد من أصحاب وصاحبات الأعمال من سلطنة عُمان وجمهورية الهند، وذلك في فندق الشيراتون مسقط.

وناقش اللقاء سبل تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين وتبادل الخبرات، إلى جانب استكشاف الفرص الاستثمارية الواعدة في عدة قطاعات اقتصادية مُهمة مثل الطاقة المتجددة، والنفط والغاز، والثروة السمكية وتربية الأحياء المائية، والصناعة، والتجارة، والصحة والأدوية، والموارد البشرية، بهدف تفعيل شراكات اقتصادية استراتيجية تسهم في تحقيق التنمية المستدامة.

وأكد سعادة الشيخ فيصل بن عبدالله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان، أن لقاء أصحاب الأعمال العُماني الهندي يعد امتدادًا للجهود المتواصلة التي تبذلها غرفة تجارة وصناعة عُمان لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين القطاع الخاص في سلطنة عُمان وجمهورية الهند، كما يعد فرصة جديدة لاستكشاف آفاق التعاون المشترك وتحقيق الاستفادة القصوى من الفرص الاقتصادية الواعدة في البلدين.

وأشار سعادته إلى أن العلاقات الاقتصادية بين سلطنة عُمان وجمهورية الهند شهدت تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، فقد تجسد هذا التطور في العديد من المنتديات والملتقيات الاقتصادية التي ساهمت في تعزيز التعاون بين البلدين، واستكشاف فرص الاستثمار في مجالات متعددة، كما أسهمت هذه الفعاليات في بناء جسور من التعاون المستدام؛ حيث باتت الشراكة الفعلية والابتكار أساسا لنجاح هذا التعاون المشترك، مؤكدا أن اللقاءات الثنائية بين أصحاب الأعمال في البلدين تسهم في توطيد الروابط التجارية من خلال توقيع الشراكات وتبادل الخبرات والفرص الجديدة.

وقال سعادة الشيخ فيصل الرواس: "يأتي هذا اللقاء ليركز على قطاعات واعدة تدخل في صلب جهود تحقيق التنمية المستدامة، وهي الطاقة المتجددة، وقطاع النفط والغاز، وقطاع الثروة السمكية وتربية الأحياء المائية، والصناعة الصحة والأدوية، وقطاع التجارة، والموارد البشرية، لنعمل معا على استكشاف الفرص وتحويلها إلى شراكات ومشاريع إنتاجية".

 من جانبه، تحدث سعادة أوسكار كيركيتا رئيس لجنة الطاقة في منظمة التجارة الاقتصادية الهندية، حول أهمية تعزيز العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين سلطنة عُمان وجمهورية الهند، مؤكدًا على دور التعاون العُماني الهندي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز الاستثمارات المتبادلة.

وتطرق البروفيسور الدكتور سريينافاسان خبير الأيورفيدا في مجلس تجارة الهند بدول مجلس التعاون الخليجي، إلى سبل تعزيز التعاون في مجال الأيورفيدا والطب التقليدي بين سلطنة عُمان وجمهورية الهند، مُستعرضًا أهمية تبادل المعرفة والخبرات في هذا المجال لتعزيز الصحة العامة في كلا البلدين، وتعزيز التعاون في البحوث المتعلقة بالعلاجات الطبيعية والطب التقليدي.

وتحدث الدكتور أبراهام سيباستيان أخصائي أشعة في مجلس تجارة الهند بدول مجلس التعاون الخليجي، حول توسيع شراكات التجارة وإتاحة الأسواق بين الهند ودول مجلس التعاون الخليجي. كما استعرض الدكتور أسيف إقبال الرئيس العالمي في المنظمة الاقتصادية التجارية الهندية، أهمية تعزيز المبادرات التجارية والاستثمارية الثنائية بين سلطنة عُمان وجمهورية الهند.

وشهد اللقاء عقد لقاءات ثنائية بين أصحاب وصاحبات الأعمال من سلطنة عُمان وجمهورية الهند، بهدف استكشاف فرص التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية، مما يعزز من الفرص التجارية والاستثمارية بين البلدين.

وعلى هامش اللقاء، اجتمع سعادة الشيخ فيصل بن عبدالله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان، مع الوفد الهندي برئاسة سعادة أوسكار كيركيتا رئيس لجنة الطاقة في منظمة التجارة الاقتصادية الهندية؛ إذ استعرض الاجتماع سبل تعزيز التعاون في القطاعات الاستراتيجية المُستهدفة، وتعزيز فرص توسيع العلاقات التجارية والاستثمارية بين سلطنة عُمان وجمهورية الهند.

وتضمن اللقاء إطلاق كتاب يتناول العلاقات التاريخية والاقتصادية والدبلوماسية بين سلطنة عُمان وجمهورية الهند؛ وذلك احتفالًا بالذكرى 70 عامًا على العلاقات بين البلدين.

مقالات مشابهة

  • دورة حتا الرمضانية تختتم بنجاح كبير وتتوّج الأبطال
  • ماني ينفجر غاضبًا في وجه الانتقادات المتكررة
  • اجتماع في البيضاء لمناقشة الآليات الكفيلة بتعزيز الاداء ومستوى الانضباط الوظيفي
  • نيكول سابا تحتفل بنجاح مسلسل وتقابل حبيب
  • "لقاء أصحاب الأعمال العُماني الهندي" يستكشف الفرص الاستثمارية الواعدة بالقطاعات الاستراتيجية
  • مواجهة الخطابات الطائفية.. الإعلام الديني العُماني أنموذج يحتذى
  • رضوي عادل: سعدت بنجاح فهد البطل واستقبلت ردود افعال إيجابية
  • وزير الاقتصاد يرأس اجتماعاً لمناقشة تشجيع الاستثمار وتوطين الصناعات
  • اجتماع يناقش توطين الصناعات وحماية المنتجات المحلية وتهيئة البنية التشريعية الاقتصادية
  • اجتماع برئاسة وزير الاقتصاد يناقش توطين الصناعات وحماية المنتجات المحلية وتهيئة البنية التشريعية الاقتصادية