لجريدة عمان:
2024-11-15@21:42:28 GMT

السبل الكفيلة بنجاح الصناعات الثقافية

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT

أدرت منذ أسبوع في صلالة ندوة عن الاقتصاد الثقافي ضمن برامج المديرية العامة للثقافة والرياضة بمحافظة ظفار، وقبل التطرق إلى العنوان أود أن أعرج قليلا على تعريف الاقتصاد الثقافي الذي يقصد به «النشاط الاقتصادي الخاص بالقيم والممتلكات الثقافية والفنية ويركز على الصناعات الثقافية والابداعية الشاملة للأدب والفنون التشكيلية والسينما والموسيقى والمسرح والتراث الثقافي اللامادي والمعارض والمتاحف والصناعات الإبداعية كالحرف والمشغولات اليدوية».

ويعد الاقتصاد الثقافي جزءا مهما من الاقتصاد الوطني لأي دولة ونظرا لأهميته المادية والمعنوية فقد تضمنت الاستراتيجية الثقافية الوطنية (2021-2023) في أحد محاورها السبعة على (الصناعات الإبداعية الثقافية) التي تتحقق نتائجها من خلال «تعزيز المساهمة الاقتصادية للقطاع الثقافي، وتقديم التسهيلات للمشاريع في مجال الصناعات الإبداعية، وتعزيز الوعي بأهمية الاستثمار في المجال الثقافي، ودعم وتشجيع الاستثمار في مشاريع ثقافية إبداعية مستدامة».

أثناء النقاش حول أهمية المنتج الثقافي وكيفية تسويقه مع الفنانة التشكيلية ميادة ريحان ومنتج الأفلام الوثائقية الإعلامي محمد بن تمان المعشني، تذكرت المناطق الفريدة في المحافظات التي يمكن أن تقوم عليها صناعات ثقافية مستدامة مثل إنشاء استديوهات مفتوحة لتصوير الأفلام السينمائية على غرار مدينة ورزازات في المغرب، وأذكر على سبيل المثال حديقة الصخور الطبيعية في مدينة الدقم التي نأمل تسجيلها في مواقع التراث الثقافي العالمي، واستثمار المكان في مناشط ثقافية وسياحية نفعية، وهنا نوجه الدعوة إلى هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم للالتفات إلى الصناعات الثقافية في المنطقة الواعدة بأن تكون شريانا للاقتصاد العُماني، والاهتمام بالمجال الثقافي نظرا لتوفر عناصر نجاح الاستثمار في القطاع المذكور في الدقم مثل إقامة مهرجان ثقافي سنوي يخصص لكل دورة مجالا للأدب والمسرح والسينما والموسيقى، تفتتح خلال المهرجان معارض تشكيلية وصور فوتوغرافية ومعارض للصناعات اليدوية والحرفية، ومعرض للكتاب وغيرها من الصناعات الثقافية التي يمكن أن تعود بالنفع للمؤسسات والأفراد، ولضمان نجاح ذلك نأمل من الهيئة استطلاع الآراء وسبر أغوار الرأي العام والتشاور مع أصحاب المصلحة من المثقفين والمبدعين وبيوت الخبرة لإنجاح المشروع الثقافي.

تبادر إلى ذهني أثناء الندوة أرقام عائدات فيلم (أفاتار) الجزء الثاني وقد تجاوزت المليارين و147 مليون دولار، ولم يمض على عرض الفيلم أكثر من سنة واحدة، هذا المثال دليل على نجاح الصناعات الثقافية والفرص المستقبلية في هذا المجال الواعد، صحيح أننا لا نمتلك في الحاضر بنية أساسية لصناعة السينما والدراما، ولكن الثقافة العُمانية زاخرة بالمفردات الفردية التي تشكل محتوى ثقافيا مهما وفريدا من نوعه على المستوى الإقليمي.

إن قيمة المنتج الثقافي لا تكمن في قيمته المادية وإنما المعنوية وقد آن الأوان لدعم المنتج المثقف العماني عبر تشريعات وقوانين محلية منها حماية حقوقه الملكية والفكرية وسهولة تسجيل المنتج لدى الجهات المختصة لحفظ حقوق المبدع وحماية إبداعه، إضافة إلى إلزام مؤسسات القطاع الخاص في تبني مشاريع لاقتناء المنتج الثقافي العُماني كاقتناء الأعمال الفنية بكافة أنواعها، وتخصيص جوائز مجزية للمحترفين والترويج لأعمالهم ومنحهم تسهيلات لإقامة المعارض المتخصصة ومنافذ لتسويق الأعمال.

إن حضور الفنان والمبدع العُماني في المجتمع يعد قيمة واعترافا به وبمنتجه الثقافي، ولذلك فإنا نأمل من القائمين على مشاريع تطوير المدن السياحية في سلطنة عمان تخصيص قاعات وفضاءات تُمكن الفنان من عرض أعماله الفنية وتسويقها، خاصة في الأمكنة التي يرتادها السياح مثل الفنادق والمنتجعات وصالات المطارات والموانئ، فالأرقام المتوفرة عن عدد السياح الذين ينزلون بمطارات عُمان وموانئها كُثر ولكن لا تتوفر معطيات ولا أرقام حقيقية عن إقبال السياح على المنتج الثقافي العُماني.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الصناعات الثقافیة الع مانی

إقرأ أيضاً:

«دولي الفروسية» يشيد بنجاح «عمومية أبوظبي»

 
أبوظبي (وام)
أكد الاتحاد الدولي للفروسية أن دولة الإمارات وفرت جميع الإمكانات لنجاح اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولي في أبوظبي خلال الفترة من 10 إلى 13 نوفمبر الحالي.

أخبار ذات صلة تكريم فاطمة بنت هزاع في احتفالية اتحاد الفروسية والمجموعة السابعة الواحة الزراعية.. ملتقى الاستدامة في مهرجان الشيخ زايد

وأوضح البلجيكي إنجمار دي فوس رئيس الاتحاد الدولي للفروسية أن عمومية الاتحاد الدولي 2024 في أبوظبي تمثل نقطة تحول في مسيرة التطور برياضات الفروسية، بحضور ومساهمات مسؤولي الاتحادات الوطنية، والمناقشات الثرية التي جرت في جو أسري وتنظيم مميز وطقس مثالي، لتحقيق نقلة نوعية ملموسة لكافة مجالات الفروسية.
وأضاف: هذه المرة الثالثة التي أزور فيها دولة الإمارات، وسبق لي حضور فعاليات بطولة العالم للقدرة في بوذيب في 2023، وحضوري أيضاً الجولة الأولى من دوري لونجين للأمم بنسخته الأولى في أبوظبي خلال فبراير من العام الحالي.
وأثنى إنجمار دي فوس على مبادرة اتحاد الإمارات للفروسية والمجموعة الإقليمية السابعة في الاتحاد الدولي لتكريم المميزين من الفرسان والشركاء في عام 2024، وقال إن الفرسان يستحقون الجوائز التي منحت لهم لأنهم عملوا بجدية كبيرة للوصول إلى المراكز الأولى، مشيراً إلى أن التكريم يكتسب أهمية أيضاً بوجود مسؤولي الاتحادات الوطنية حول العالم.

مقالات مشابهة

  • جامعة حلوان تعلن إنطلاق المسابقة الفنية الثقافية "الفن يحارب الفساد"
  • ”صرخة قلب أب”: رسالة مؤثرة من برلماني إصلاحي يدافع عن حق الأب في الاحتفال بنجاح ابنته”
  • أمين «صناعة المصريين»: توجيه الاستثمارات نحو ما يحتاجه الاقتصاد يعزز قدراته التنافسية
  • كامل الوزير: نعمل على إزالة جميع التحديات التي تواجه قطاعات الصناعة المختلفة
  • وزير الثقافة الفلسطيني: البشر والممتلكات الثقافية أهداف للإبادة الصهيونية
  • «جنوب إفريقيا» تهنئ مصر بنجاح استضافة المنتدى الحضري
  • «الصناعات والحرف اليدوية» يستعرض استراتيجية زيادة التصدير إلى الأسواق
  • إنجي المقدم: شخصيتي في «وتر حساس» لا تشبهني وفخورة بنجاح المسلسل
  • وفد عُماني يطلع على التجربة القطرية في التنمية الاجتماعية
  • «دولي الفروسية» يشيد بنجاح «عمومية أبوظبي»