شارك مركز الدبلوماسية المناخية التابع لأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، بالتعاون مع شركة دي إل إيه بايبر وبرعاية من الاتفاق العالمي للأمم المتحدة في تنظيم فعالية دبلوماسية رفيعة المستوى حضرها نخبة من الدبلومسيين وصناع القرار، سلطت الضوء على أهمية الدور المحوري للاقتصاد الأزرق، في إطار الاستخدام المستدام لموارد المحيطات من أجل تحقيق النمو الاقتصادي وتحسين سبل المعيشة لمستقبل أفضل مع الحفاظ على النظام البيئي للمحيطات، فضلاً عن أهمية الدور الحيوي للسلك الدبلوماسي في تعزيز وتحقيق الأهداف الاستراتيجية للأمم المتحدة في مجال حماية النظم البيئية البحرية.

وناقش الحضور أهمية اتخاذ خطوات جوهرية لتسهيل التحول نحو اقتصاد أزرق مستدام يسهم باستغلال الأدوات المالية المخصصة لإدارة النظم البيئية البحرية والحفاظ عليها، وتطوير السياحة الساحلية والبحرية المستدامة، والاهتمام بسلاسل القيمة البحرية المستدامة، والمبادرات الحيوية الأخرى للحفاظ على نظام المحيطات البيئي، كما دعوا إلى دعم الدول الجُزرية الصغيرة، وهي 38 دولة جزرية صغيرة وتعتبر واحدة من أكثر المناطق عرضة لخطر التغير المناخي، بما في ذلك دولة جزيرة سانت لوسيا بمنطقة الكاريبي، وضرورة إيجاد حلول للتمويل المناخي مثل التمويل الأزرق كإحدى وسائل ضمان مرونة النظم البيئية البحرية.

وأكد نيكولاي ملادينوف، مدير عام أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، على الدور المحوري الذي تلعبه الدبلوماسية الدولية في حماية البيئة بشكل عام والبيئة البحرية عبر تحفيز التعاون والتشاركية الناجحة بين الدول والتي تسهم في تحقيق أهداف مؤتمر الأطراف "كوب 28"، في حين أطلق شون إدوارد، وزير التعليم والتنمية المستدامة والابتكار والعلوم والتكنولوجيا والتدريب المهني، في سانت لوسيا الكاريبية، ما يسمى ب "سندات سانت لوسيا الزرقاء" التي تسهم في تحقيق الكثير من الفوائد البيئية والاجتماعية والاقتصادية التي تتوافق مع خطة التكيف الوطنية لسانت لوسيا الكاريبية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

حضر الفعالية كلاً من ساندرا أوجيامبو، الرئيس والمدير التنفيذي للميثاق العالمي للأمم المتحدة؛ وألوك شارما، الرئيس السابق لمؤتمر الأطراف COP26، وزميل التمويل والمناخ - مركز روكفلر، والدكتور فرانك ريجسبرمان، المدير العام لمعهد النمو الأخضر العالمي، وآرون فيرمولين، القائد العالمي للتمويل والمياه العذبة في الصندوق العالمي للطبيعة، وسوزان جونسون، المستشارة الرئيسية لتحالف إدارة المحيطات بالميثاق العالمي للأمم المتحدة، وإريك جيركسكي، رئيس تحالف إدارة المحيطات بالميثاق العالمي للأمم المتحدة، وجويوين ماثيو، شريك أسواق رأس المال الديني والتمويل المستدام، وممثلون عن مؤسسة دي إل إيه بايبر.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية الإمارات العالمی للأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

الدبلوماسية العُمانية.. الآمال والتطلعات

 

صالح الحارثي **

 

لا شك أن الثابت المطلق الغني عن التعريف الذي لا يتغير في السياسة الخارجية لسلطنة عُمان هو التأكيد دائمًا وأبدًا على مبدأين مهمين؛ وهما: احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتبنيها في المقام الثاني إرساء أسس الحوار منهجًا لمعالجة كافة القضايا والتحديات الدولية من أجل "احتواء التصعيد والتوتر وحقن الدماء عبر الاحتكام للحوار العاقل وقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية".

وقد جاء الخطاب السنوي الذي ألقاه معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي وزير الخارجية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين، مؤكدًا تلك الأسس والثوابت، وكان واضحًا في صياغته، دقيقًا في مفرداته، جليًا في معانيه، موجزًا في عباراته، مُلخِّصًا لحالة الغليان والنزيف الدموي الذي يُعيشه هذا الكون جراء الاحتقان السياسي والاقتتال والحروب التي أتتْ على الأخضر واليابس ونشرتْ البؤس والفقر والخراب والدمار بين سكانه، نتيجة غياب العدالة وازدواج المعايير وتهميش سيادة القانون والاستقواء على الضعيف؛ فانتشرت بذلك الفوضى واستعلى أزيز الرصاص على لغة الحوار وزادت الهوة بين أمراء الحروب وصانعي السلام فاتسع الشق على الراتق ولم يعد للأمم المتحدة بأعضائها الكُثر قوة ولا حيلة في لملمة الأمور وحلحلة القضايا غير قوة السلاح الذي أصبح الصوت الأعمى والأصم في عالم طغى عليه التعطش للدم وروح الانتقام وثقافة الهيمنة والاستعلاء والاستبداد.

إنَّ العالم اليوم كما جاء في كلمة عُمان بحاجة ماسة إلى إحياء صحوة الضمير وتغليب صوت العقل والحكمة لبسط "سيادة القانون الدولي وتطبيقه، تحقيقًا للعدالة والسلام وبما يعكس رؤية الأمم المتحدة لعالم يعم فيه الأمن والاستقرار والسلام والرخاء للجميع" سعيًا نحو بلوغ الهدف الأسمى من ميثاق الأمم المتحدة في "تجسيد آمال الشعوب وتحقيق تطلعاتها في التنمية والحياة الهانئة الكريمة"، وبما "يكفل لسائر الأقطار والشعوب حق العيش في سلام وأمان وكرامة".

ولأنَّ الغاية نبيلة والمقاصد عظيمة فلم تألو سلطنة عُمان جهدًا على مدى نصف قرن وأكثر من مسيرة نهضتها الحديثة المباركة في حلحلة الخلافات وجمع الفرقاء على طاولة واحدة إيمانًا منها بأن الحوار يصنع التطور والازدهار، والقطيعة تُخلّف الضغينة  والدمار، وقد نجحت في ذلك فكانت قبلة الناشدين للسلام وواحة للأمن والأمان.

إنَّ العالم المشحون بالخوف والقلق من شبح الحروب جاء إلى هذه المنظمة الدولية حاملاً معه مخاوفه وجراحه، فعسى أن يجد منها وهو يلملم اليوم أوراقه عائدًا أدراجه إلى بلاده، ما تطمئن إليه النفوس وتشفى به الجراح وينتهي معه البؤس والشقاء.

 

** سفير سابق

مقالات مشابهة

  • تنسيقية شباب الأحزاب تثمن الدور المجتمعي لحياة كريمة
  • "مهمتنا أصبحت صعبة" المتحدث باسم البعثة ليورونيوز.. ما هي "اليونيفيل" في لبنان وما هو الخط الأزرق؟
  • إليك ما ترغب في معرفته عن اليونيفيل مع بدء توغل الاحتلال في لبنان
  • إليك ما ترغب في معرفته عن اليونيفيل مع بدأ توغل الاحتلال في لبنان
  • في خضم الأحداث المتصاعدة.. ما التفويض الممنوح لقوات يونيفيل بجنوب لبنان؟
  • ما التفويض الممنوح لقوات اليونيفيل في جنوب لبنان؟
  • الدبلوماسية العُمانية.. الآمال والتطلعات
  • "عمران" تصدر إطار عمل الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية
  • وزير الخارجية مؤكداً في الجمعية العامة سياسة وجهود المملكة: تعزيز التعاون للأمن والسلم العالمي والتنمية المستدامة للأجيال
  • ميقاتي: لن نتقاعس عن متابعة الدور الدبلوماسي وليس لنا خيار سوى الدبلوماسية