تواصل أمريكا انحيازها السافر لصالح العدوان الإسرائيلى ضد الشعب الفلسطينى من خلال تعنتها للمرة الرابعة ضد المجتمع الدولى فى اجتماع مجلس الأمن وترفض حق الامين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عندما نبه مجلس الأمن الدولى فى رسالة رسمية اعتمد فيها على المادة 99 من ميثاق المنظمة، إلى التهديد العالمى الذى تمثله حرب غزة.
وسعت مصر والدول العربية إلى استخدام هذا التنبيه فى دفع المجلس إلى الدعوة إلى وقف إطلاق النار فى غضون أيام، من خلال مشروع قرار يطالب، بناء على رسالة «جوتيريش»، «بوقف إنسانى فورى لإطلاق النار» فى الصراع بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية.
وتقول المادة 99: «يحق للأمين العام أن ينبه مجلس الأمن إلى أى مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدوليين».
وهذه المادة واحدة من بين خمس مواد فى ميثاق الأمم المتحدة تحدد مهام الأمين العام، وهى أكثرها أهمية فى سياق السلام والأمن الدوليين. وتسمح المادة 99 للأمين العام ببدء مناقشة فى مجلس الأمن. وكان الأمين العام السابق، داغ همرشولد، قد شدد على أن «المادة 99 هى التى حولت منصب الأمين العام من مسئول إدارى بحت إلى مسئول يتمتع بمسئولية سياسية واضحة».
وأشار «جوتيريش» إلى تلك المادة صراحة فى رسالة رسمية بعث بها إلى رئيس مجلس الأمن الدولى. وقال «أكتبُ إليكم بموجب المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة لكى أسترعى انتباه مجلس الأمن إلى مسألة أرى أنها قد تفاقِم التهديدات القائمة التى تكتنف صون السلم والأمن الدوليين».
وأشار غوتيريش فى رسالته إلى «المعاناة الإنسانية المروعة والدمار المادى والصدمة الجماعية فى شتّى أرجاء إسرائيل والأرض الفلسطينية المحتلة» بسبب القتال المتواصل لأكثر من ثمانية أسابيع.
وقال الأمين العام إن المدنيين فى غزة «يواجهون خطرًا جسيمًا» بسبب المعارك التى أدت إلى اكتظاظ السكان والحط من كرامتهم وافتقارهم النظافة الصحية واضطرارهم إلى المكوث فى الشوارع لعدم وجود مأوى.
وفى ظل هذه الظروف، كما يقول «جوتيريش»، «سوف يموت المزيد من الأشخاص دون أن يحصلوا على العلاج فى غضون الأيام والأسابيع المقبلة».
ونبه الأمين العام إلى الخطر الجسيم الذى «يتمثل فى انهيار المنظومة الإنسانية.. بما تنطوى عليه من تبعات لا سبيل إلى إزالتها وتغيير مسارها بعيدا عن الفلسطينيين والسلام والأمن فى المنطقة. ويجب تفادى هذه النتيجة بأى ثمن». ورغم كل هذا تصدت أمريكا للقرار ورفضت إصدار قرار من المجلس بوقف إطلاق النار مما يعنى أن أمريكا تقول ما لا تفعل وتصدر تصريحات خاصة بالحفاظ على المدنيين ليس لها أساس فى واقع الأمر شىء.. وهذا الرفض يعنى أن أمريكا ضليعة فى الحرب وتمنح إسرائيل المزيد من الوقت من أجل إشباع رغبتها فى سفك الدما وهدم المنازل وقصف المستشفيات وإجبار الشعب الفلسطينى على التهجير القسرى إلى الأرضى المجاورة ومنها مصر والأردن.. وقد أعلنت مصر مرارًا وتكرارًا رفضها البات لتهجير الشعب الفلسطينى وهذا لا يعنى إغلاق الوطن أمام الأشقاء ولكنه يعنى عدم تصفية الوطن والاستيلاء على كل الأراضى الفلسطينية وجعل الفلسطينيين شعب بلا أرض.. وأمريكا أصبحت مطالبة بوقف إبادة الشعب الفلسطينى لأنها هى من تقود الحرب، وأثبتت للعالم أجمع أنها لا تعنى ما تقوله بشأن التفاوض وحل الدولتين، ولكنها تريد البقاء لحليفها والإبادة لأصحاب الأرض وإجبارهم على الهجرة إلى سيناء، وهذا لن يحدث أبدًا ولن يقبله الشعب المصرى أو أى عاقل..
«وللحديث بقية أن كان فى العمر بقية».
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العدوان الإسرائيلي الشعب الفلسطيني حق الامين العام للأمم المتحدة الشعب الفلسطینى الأمین العام مجلس الأمن المادة 99
إقرأ أيضاً:
جثث غامضة.. لغز جديد في موقع اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله
عثرت فرق الإنقاذ على 3 جثث تحت أنقاض مبنى في بيروت، استهدفه قصف إسرائيلي في 27 سبتمبر، والذي أسفر عن اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ولا يزال البحث جاريًا عن ضحايا آخرين، حسبما ذكرت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية.
استمرار عمليات البحث عن مفقودينولم تُعلن وزارة الصحة اللبنانية حتى الآن عن حصيلة رسمية للقتلى والجرحى في الغارة التي دمرت مبانٍ عدة في «المقر المركزي» لحزب الله بضاحية بيروت الجنوبية.
وأعلنت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، انتشال فرق الدفاع المدني لجثث 3 قتلى من مبنى أيوب في منطقة حارة حريك ببيروت، وذلك خلال عمليات بحث عن مفقودين جراء غارة إسرائيلية سابقة استهدفت المكان في سبتمبر الماضي.
إجراء فحوص الحمض النووي للجثثوأشارت الوكالة إلى أن الجثث نقلت إلى مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت لإجراء فحوص الحمض النووي لتحديد هوياتها، مؤكدة استمرار عمليات البحث والمسح الشامل للعثور على المفقودين الآخرين.
واتفق حزب الله والاحتلال الإسرائيلي على وقف لإطلاق النار بوساطة أمريكية، ودخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر، منهيًا بذلك نزاعًا بدأ في 8 أكتوبر 2023، تزامنًا مع اندلاع الحرب في غزة.
وخلفت الحرب بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي نحو أربعة آلاف شهيد في لبنان، وشهدت الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، قصفًا جويًا إسرائيليًا عنيفًا ودمارًا استمر لشهرين.