بوابة الوفد:
2025-01-02@23:29:55 GMT

من «أبو غريب» إلى «بيت لاهيا»

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT

جاء مشهد تعرية الأسرى والمدنيين الفلسطينيين فى «بيت لاهيا» شمالى قطاع غزة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى الغاشم بمثابة نقطة تحول خطيرة منذ تصاعد الأحداث فى السابع من أكتوبر الماضى، تزامنًا مع مقاومة الجانب الفلسطينى لممارسات الكيان الصهيونى التى تزداد شراسة يومًا بعد يوم.

ولعل ما حدث أعاد للذاكرة ممارسات جيش الاحتلال الأمريكى ضد العراقيين فى «سجن أبوغريب»، بما يعنى عدم احترام حقوق الإنسان، وغياب الإنسانية فى كافة التصرفات، لنرى بأعيننا صوراً نخجل من رؤية أطفالنا لها، ونحن نقف مكتوفى الأيدى أمام الحرب النفسية لرجال أعزاء يسطرون أفضل الفصول فى تاريخ المقاومة.

وإذ كان الكيان الصهيونى يعتقد أن ما فعله تجاه الرجال والنساء العزل هو بمثابة «كسر النفس والعزة والكرامة»، فإن ما نراه لم يكن من وجهة نظرنا سوى مشهد جديد من مشاهد العزة والكرامة دفاعًا عن الأرض بأغلى الأثمان، ولم يكن سوى تعبيرًا عن خسة وندالة وجبن المحتل المغتصب للأرض قبل العرض، وهو سلوك اعتاد عليه الصهاينة فى حروبهم منذ عقود.

والغريب فى الأمر أن الدول التى تتشدق بحقوق الإنسان لم تحرك ساكنًا أمام المشاهد المخزية والموثقة فى التاريخ الأسود للاحتلال الغاشم للأرض الفلسطينية، فى حين أصدرت العديد من البيانات الرسمية ضد بعض الدول تحت غطاء الحقوق السياسية وحقوق السجناء والحريات وامتلاك السلاح النووى دون دليل واضح، لمجرد تشويه المشهد، واستغلال مثل هذه البيانات والتقارير للضغط على الدول لتحقيق مكاسب والحصول على تنازلات انتهت بتدمير دول.

والآن رأينا بأعيننا المشاهد التى يصعب وصفها، لولا عدسة الكاميرات التى كشفت المجرمين وممارساتهم لننتقل إلى الحرب النفسية وقتل الروح المعنوية لكل فلسطينى يقاوم ويدافع عن أرضه، فى الوقت الذى رأينا فيه الإشادة الواضحة من الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم وتلقيهم الرعاية الصحية وتوفير الغذاء لهم من قبل رجال المقاومة.

هكذا كان الفرق فى المعاملة لمن لا دين لهم ولا ملة، ولا يعرفون شيئًا عن حقوق الإنسان، وبين أصحاب الأرض الذين بذلوا أرواحهم دفاعًا عنها ويتعاملون بأخلاق الدين الكريم، والإيمان بالله فى كل شىء حتى فى حالة الخصام والحرب، وهو الدرس الذى قدمته المقاومة لسمأسرة حقوق الإنسان فى الغرب وعديمى الدين.

إن رهان الكيان الإسرائيلى ورجاله الداعمين له على طول أمد الحرب الدائرة فى غزة وغيرها من المناطق الفلسطينية حتى ينشغل الرأى العام العالمى عنها هو رهان خاسر، خاصة فى العالم العربى والإسلامى الذى لم يقل اهتمامه عن متابعة تطورات الموقف منذ اليوم الأول للحرب الدائرة برغم الكثير من القضايا الحياتية اليومية التى تشغل الجميع.

خلاصة القول إن القضية الفلسطينية كامنة داخلنا إلى الأبد، بل استمرار ما يحدث من انتهاكات وجرائم لا تفيد الاحتلال بقدر ما تفيد الأجيال الجديدة فى تشكيل صورة عن عدوهم الأول الذى اغتصب الأرض وانتهك العرض تحت سمع وبصر منتهكى حقوق الإنسان من «أبو غريب» ومعاونيهم فى حلف الناتو، وصولًا إلى «بيت لاهيا»، وستبقى فلسطين حرة أبية مهما طال الظلم.

«وللحديث بقية إن شاء الله».

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: قطاع غزة قوات الاحتلال الاسرائيلي حقوق الإنسان

إقرأ أيضاً:

الحوثيون.. سلاح طهران الأخير

قبل أن تقرأ ليس فى هذه الكلمات أى تربص أو تصيد أو محاولة إلقاء اللوم أو التبعة على أحد أيًّا كان.. ذك تنويه لا بد منه فى ضوء أن قراءتنا لما يقدم من مشاهد وتطورات نعيشها حاليا على صعيد الأحداث الساخنة فى المنطقة تنطلق من موقف مسبق.

أقول ذلك بمناسبة التصعيد الكبير الذى حدث على جبهة المواجهة بين الحوثيين فى اليمن وإسرائيل. طبعا من حق أى مواطن عربى لديه إيمان بعروبته وبعدالة القضية التى ينتصر لها أن يفرح بكل ما ينال من إسرائيل فى ضوء تاريخها الأسود مع العرب وآخرها عمليات الإبادة التى تمارسها وبإمعان وعلى مهل تجاه الفلسطينيين العزل فى غزة.

من بين ما يجرى فإن عمليات الحوثيين تحقق هذه الحالة حيث تقض مضاجع الإسرائيليين وتخرجهم من حالة الأمان الكامل التى ربما طالت بفعل عدم تعرض المدن الإسرائيلية للعمليات العسكرية على مدار عقود، إلى أن تم كسر هذه الحالة على أشكال متفاوتة فيما بعد طوفان الأقصى سواء من قبل حماس أو حزب الله فيما بعد أو جماعة الحوثيين فى اليمن أو تلك التى قامت بها حركة المقاومة الإسلامية فى العراق أو باختصار تلك العمليات التى تمت من قبل ما اصطح على تسميته أو وصفه بمحور المقاومة أو جبهة الإسناد.

لا يمكن إنكار أن تلك الجبهة حققت على مدار العام أو أكثر قليلا ما لم يتم من قبل ونقلت المعركة إلى داخل إسرائيل رغم أن التكلفة كانت باهظة وعالية وهذا جانب يجب استيعابه بشأن المواجهات والمعارك بين الدول أو أشباه الدول ممثلة فى حركات المقاومة.

غير أن مسار الأوضاع فى المنطقة يفرض علينا التساؤل حول سيناريوهات المواجهة بين الحوثيين واسرائيل وهل تسلك نهاية مختلفة عن باقى المواجهات؟ لقد كشفت الفترة الماضية أن الحوثيين كانوا رقما صعبا فى معادلة المواجهة مع إسرائيل، بعيدا طبعا عن بعض التأثير السلبى لعملياتهم على الجانب العربى فيما يتعلق بحركة الملاحة، وما زالوا حتى اللحظة يمثلون تحديا سواء للولايات المتحدة أو بريطانيا فضلا بالطبع عن إسرائيل التى تتوعد الجماعة بتصفية الحساب معها فى ضوء ما ألحقته بالدولة العبرية من خسائر وأضرار على مستوى صورتها كقوة لا يمكن أن يتم النيل منها.

السؤال هل يمثل الحوثيون استثناء من قاعدة مواجهة اسرائيل لمحور المقاومة؟ بعيدا عن العوامل التى أسهمت فى تعزيز موقف تل ابيب سواء كانت إقليمية أم دولية، فإنها نجحت فى مواجهة حماس فى غزة، وغيرت من معادلة الموقف الذى فرضته طوفان الأقصى، كما قضت بشكل جزئى على قدرات حزب الله، وأجهزت أخيرا على ما تعتبره خطرا من الجبهة السورية بإسقاط نظام الأسد وبالتالى قضت على نفوذ إيران هناك، فيما يبدو أنها حيدت ذلك القلق الناجم عن الصواريخ القادمة من العراق ولم يتبقَّ أمامها سوى عمليات الحوثيين. وفى ضوء الحقيقة التى لا يمكن انكارها بشأن ارتباط محور المقاومة بإيران، يبدو أن العمليات الحوثية تمثل الورقة الأخيرة التى تلعب بها طهران من أجل الحفاظ على صورتها على الأقل دون أن يكون فيما نقول تقليل مما يقوم به الحوثيون.

رغم كل الآمال بنجاح أى جهد يحاول تقويض قدرات إسرائيل فى ضوء استفحال خطرها فى المنطقة، حتى لو بمنطق عدو عدوى صديقى، وهو فى حالتنا غير قائم فى حدود رؤيتنا للأمور، إلا أنه للأسف فإن الظروف الإقليمية بل والدولية خاصة مع قرب تولى ترامب الحكم تشير إلى أن الإجهاز على روح المقاومة بكل أشكالها وأنواعها ربما يكون هو الأرجح.. السيناريو الذى ندعو الله ألا يحدث!

[email protected]

مقالات مشابهة

  • المستريحة تتصدر تريند توتير بـ السعودية
  • الحياة الحزبية.. فى مصر
  • مصطفى قمر: فخور بالوقوف لأول مرة على خشبة البالون
  • ممدوح عباس ينهى أزمة تجديد عقد "زيزو" مع الزمالك
  • جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون غصة كيان صهيون
  • «المستريحة» يفتتح موسم رأس السنة بكوميديا راقية
  • إلى الداعين لحزب جديد!
  • الحوثيون.. سلاح طهران الأخير
  • غزة المنسيِّة
  • ميلاد السيد المسيح