رسالة غريبة وغير متوقعة، تلقيتها، كما تلقاها زملائى الصحفيين، الذين يقومون بتغطية أخبار وأنشطة محافظة الجيزة.
رسالة تبدو رقيقة وناعمة فى ظاهرها، لكن تحوى فى باطنها الكثير، خصوصًا أنها تطلب من جميع الصحفيين الذين يقومون بالتغطية، ضرورة الحصول على إخطار مباشر، مع الوضع فى الاعتبار جميع الخطوط الحمراء والزرقاء والخضراء، وجميع ألوان الطيف.
تبريرات وردت فى رسالة «العلاقات العامة والإعلام» ليست منطقية، أو هكذا تبدو، خصوصًا أنها «توجيه» و«إرشادات» للصحفيين، أكثر منها «تسهيلًا» لأداء عملهم، حيث تحمل الكثير من «التعليمات»، وكيفية اتباعها!
بالطبع يمكننا تجاهل تلك الرسالة وما ورد فيها، لكننا فقط نود التذكير بأننا تحدثنا كثيرًا، خلال الأشهر الماضية، أنه عندما تكون خدمة المواطنين أولوية، فذلك يؤكد أن المسئول الأمين هو ذلك الإنسان الذى يجتهد فى عشق الوطن، من خلال خدمة الناس بمعايشته اليومية معهم، والسعى الحثيث لقضاء حوائجهم، والتواجد الدائم بينهم لحل مشكلاتهم ومعاناتهم.
ذلك المسئول الذى نتمناه، هو من يجتهد فى الحفاظ على المال العام، ويستجيب لمتطلبات العدالة فى وظيفته، ليكون مثالًا ورمزًا وقدوة فى عمله، من خلال تعظيم قيم العمل العام من النزاهة والاستقامة، وحصانة أموال الدولة، وترسيخ مبادئ العدالة والمساواة فى الخدمة العامة.
تلك الصفات نرجوها ونتمناها فى كل مسئول يتحمل أعباء الوظيفة العامة، ولذلك كثيرًا ما قمنا بالإشادة بمحافظ الجيزة اللواء أحمد راشد، فيما يقوم به من أداء إيجابى، وكل عمل يؤدى إلى خدمة الناس وتلبية متطلباتهم، وحلِّ مشكلاتهم.
وفى المقابل، نعتقد أن المحافظ يتسع صدره لكثير من الآراء التى توجه النقد لبعض القرارات والسلبيات، أو أى تقصير من أى مسئول يقع تحت سلطته، لأنه أولًا وأخيرًا المسئول الأول، الذى يقع على عاتقه طموحات المواطن الجيزاوى.
إن مهام وأعباء منصب محافظ الجيزة، كثيرة ومتشعبة، وذلك يدعو بالضرورة إلى أن يكون أداؤه مختلفًا عن نظرائه فى المحافظات الأخرى، نظرًا لخصوصية المحافظة، وحجم المشروعات والأزمات والملفات الكبيرة التى تحتاج إلى نشاط غير عادى.
لكن ما لا يمكن تغافله، هو تلك «الملاحظات» التى جاءت فى غير محلها، لأن الصحفيين يؤدون عملهم بتجرد ونزاهة، ولا يحتاجون إلى «توجيهات»، لا نعرف هل هى اجتهاد شخصى، أم أنها «تعليمات»، رغم إدراكنا بأن أى موظف، مهما كان شأنه، لا يستطيع أن يتصرف بمفرده، أو وفقًا لأهوائه الشخصية.
إننا فى ظل ما نعيشه من أزمات وتحديات، نحتاج إلى سعة صدر المسئول، أيًا كان موقعه، كما أننا بحاجة إلى مسئولين كبار فى عقولهم وطريقة تفكيرهم على جميع مستويات المسئولية، إن كنا عازمين على الإصلاح الحقيقى، لأن مصلحة المواطنين هى الأهم وفوق كل اعتبار.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رضا سلامة محافظة الجيزة الصحفيين محافظ الجيزة
إقرأ أيضاً:
مهرجان القاهرة السينمائي.. أحلام وقضايا الشعوب العربية تتلاقى في رحلة من السعادة والمتعة
فى حضرة الشاشة الكبيرة تجوب الأنفس أرجاء العالم من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، حيث تتلاقى الثقافات والفنون والعادات والتقاليد من مختلف دول العالم فى مهرجان القاهرة السينمائى بدورته الـ45، التى تحمل تنوعاً وثراءً فنياً واضحاً من جميع الدول، فى رحلة لا منتهية من السعادة والمتعة، فمن بين الأعمال السينمائية المشاركة والتى تعرض لأول مرة ضمن فعاليات المهرجان، الفيلم المغربى «أنا مش أنا»، والسورى «سلمى»، كل منهما يحمل قصة ورسالة مختلفة بقضية إنسانية تلمس الوجدان.
«أنا مش أنا» فيلم مغربى مدبلج باللهجة المصريةوقال هشام الجبارى، مخرج ومؤلف الفيلم المغربى «أنا مش أنا»، الذى جرى عرضه باللهجة المصرية بعد دبلجته، إن الفيلم يعد خطوة فى مسار تعزيز التبادل الفنى بين المغرب ومصر، وبخاصة أن اللهجة المغربية صعبة الفهم، لذا تمت دبلجة الفيلم لكسر الحاجز بين الشعوب العربية حتى يتمكنوا من فهم أحداث العمل.
والأمر نفسه أكده بطل العمل عزيز داداس، الذى أعرب عن فخره وسعادته بمشاركته فى مهرجان القاهرة، قائلاً: «شرف كبير لى عرض الفيلم فى مهرجان القاهرة السينمائى الأهم والأعرق فى المنطقة العربية، وسعيد بدبلجته إلى اللهجة المصرية».
وشهدت قاعة العرض حالة كبيرة من التصفيق والتفاعل مع الحضور فور انتهاء عرض الفيلم، الذى حرص عدد من نجوم الفن والرياضة المغاربة على دعمه بمشاهدته بالمهرجان، حيث رفع الفيلم شعار كامل العدد قبل أيام من انطلاقه بدور العرض المصرية.
فيلم «أنا مش أنا» من تأليف وإخراج هشام الجبارى، بطولة عزيز داداس، مجدولين الإدريسى، دنيا بوطازوت، وسكينة درابيل، ووِصال بيريز، وإنتاج فاطنة بنكران.
يأتى ذلك كجزء من مبادرة مهرجان القاهرة السينمائى لدعم التجارب السينمائية التى تعزز التواصل الثقافى بين الشعوب، إذ يمكن الجمهور المصرى من التفاعل مع إنتاجات دول أخرى خارج الدائرة المعتادة للسينما العالمية.
وذكر مهرجان القاهرة السينمائى، فى بيان، أنه فخور بهذه التجربة التى تسعى إلى تقديم صورة جديدة للإبداع السينمائى، من خلال التفاعل بين الصورة والصوت والتجارب الثقافية المختلفة، وهو ما يعكس التزامه بدعم التنوع السينمائى عالمياً.
«سلمى» يسلط الضوء على معاناة الشعب السورىأما الفيلم السورى «سلمى»، الذى يشارك فى مسابقة آفاق للسينما العربية، فهو من بطولة الفنانة السورية سولاف فواخرجى، التى أعربت عن سعادتها بالعرض العالمى الأول لفيلمها بمهرجان القاهرة السينمائى، موضحة فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن الفيلم يتناول قضية إنسانية رغم المآسى التى يتطرق إليها وتعبر عن واقع الشعب السورى إلا أنها حاولت أن يكون الفيلم رسالة قوية للقدرة على المواصلة فى تجاوز الصعاب بالإرادة.
«سولاف»: رسالة لتجاوز الصعاب بالإرادةوقال جود سعيد، مخرج «سلمى»، الذى يشارك فى فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى للمرة السادسة، منذ عام 2009، إنه كان يشعر بالحزن عندما لا يشارك بأفلامه ضمن المهرجان، مشدداً على رفضه لفكرة حمل الفيلم رسالة محددة، وأن كل مشاهد هو صانع العمل بعينه ويراه حسبما يشاء تبعاً لثقافته وما يشعر به.
وأضاف «سعيد» أنه مهووس بالقصص والحكايات الحقيقية وتحويلها لعمل فنى يتفاعل ويستمتع معه الجمهور، لافتاً إلى أنه تجمعه علاقة صداقة قوية مع «سولاف»، أفضت إلى مزيد من التعاون بينهما وحالة من الشراكة انعكست على الشاشة.
من جانبه، أعرب الفنان السورى ورد، الذى يجسد دور شقيق بطلة العمل «سولاف» بالأحداث، أن مشاركة «سلمى» بالمهرجان حلم بالنسبة له وطموح لكل من يعمل فى صناعة السينما، معرباً عن فخره بفكرة الفيلم التى تنتمى إلى الكوميديا السوداء.