بوابة الوفد:
2025-01-31@00:57:59 GMT

ملاحظة فى غير محلها

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT

رسالة غريبة وغير متوقعة، تلقيتها، كما تلقاها زملائى الصحفيين، الذين يقومون بتغطية أخبار وأنشطة محافظة الجيزة.

رسالة تبدو رقيقة وناعمة فى ظاهرها، لكن تحوى فى باطنها الكثير، خصوصًا أنها تطلب من جميع الصحفيين الذين يقومون بالتغطية، ضرورة الحصول على إخطار مباشر، مع الوضع فى الاعتبار جميع الخطوط الحمراء والزرقاء والخضراء، وجميع ألوان الطيف.

تبريرات وردت فى رسالة «العلاقات العامة والإعلام» ليست منطقية، أو هكذا تبدو، خصوصًا أنها «توجيه» و«إرشادات» للصحفيين، أكثر منها «تسهيلًا» لأداء عملهم، حيث تحمل الكثير من «التعليمات»، وكيفية اتباعها!

بالطبع يمكننا تجاهل تلك الرسالة وما ورد فيها، لكننا فقط نود التذكير بأننا تحدثنا كثيرًا، خلال الأشهر الماضية، أنه عندما تكون خدمة المواطنين أولوية، فذلك يؤكد أن المسئول الأمين هو ذلك الإنسان الذى يجتهد فى عشق الوطن، من خلال خدمة الناس بمعايشته اليومية معهم، والسعى الحثيث لقضاء حوائجهم، والتواجد الدائم بينهم لحل مشكلاتهم ومعاناتهم.

ذلك المسئول الذى نتمناه، هو من يجتهد فى الحفاظ على المال العام، ويستجيب لمتطلبات العدالة فى وظيفته، ليكون مثالًا ورمزًا وقدوة فى عمله، من خلال تعظيم قيم العمل العام من النزاهة والاستقامة، وحصانة أموال الدولة، وترسيخ مبادئ العدالة والمساواة فى الخدمة العامة.

تلك الصفات نرجوها ونتمناها فى كل مسئول يتحمل أعباء الوظيفة العامة، ولذلك كثيرًا ما قمنا بالإشادة بمحافظ الجيزة اللواء أحمد راشد، فيما يقوم به من أداء إيجابى، وكل عمل يؤدى إلى خدمة الناس وتلبية متطلباتهم، وحلِّ مشكلاتهم.

وفى المقابل، نعتقد أن المحافظ يتسع صدره لكثير من الآراء التى توجه النقد لبعض القرارات والسلبيات، أو أى تقصير من أى مسئول يقع تحت سلطته، لأنه أولًا وأخيرًا المسئول الأول، الذى يقع على عاتقه طموحات المواطن الجيزاوى.

إن مهام وأعباء منصب محافظ الجيزة، كثيرة ومتشعبة، وذلك يدعو بالضرورة إلى أن يكون أداؤه مختلفًا عن نظرائه فى المحافظات الأخرى، نظرًا لخصوصية المحافظة، وحجم المشروعات والأزمات والملفات الكبيرة التى تحتاج إلى نشاط غير عادى.

لكن ما لا يمكن تغافله، هو تلك «الملاحظات» التى جاءت فى غير محلها، لأن الصحفيين يؤدون عملهم بتجرد ونزاهة، ولا يحتاجون إلى «توجيهات»، لا نعرف هل هى اجتهاد شخصى، أم أنها «تعليمات»، رغم إدراكنا بأن أى موظف، مهما كان شأنه، لا يستطيع أن يتصرف بمفرده، أو وفقًا لأهوائه الشخصية.

إننا فى ظل ما نعيشه من أزمات وتحديات، نحتاج إلى سعة صدر المسئول، أيًا كان موقعه، كما أننا بحاجة إلى مسئولين كبار فى عقولهم وطريقة تفكيرهم على جميع مستويات المسئولية، إن كنا عازمين على الإصلاح الحقيقى، لأن مصلحة المواطنين هى الأهم وفوق كل اعتبار.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رضا سلامة محافظة الجيزة الصحفيين محافظ الجيزة

إقرأ أيضاً:

سيناء الغزاوية وسوريا الداعشية والأحزاب الإخوانية!

من قال لك إن الهدف هو تهجير الفلسطينيين إلى سيناء فقط، لقد قلنا مرارًا وتكرارًا، أن الهدف هو مصر الدولة والمؤسسات، وأن الطريق إلى ذلك هو الطابور الخامس الذى لا يعرف للوطن حدودًا يقاتل من أجلها، ولكنه يريد الوصول إلى السلطة بأية طريق تمهد لجماعة الإخوان الإرهابية حكم مصر لمدة خمسمائة عام كما كانوا يقولون ويعتقدون!
لا تنس أن صفقة التهجير تم تسويقها فى عهد جماعة الإخوان كان مقابلها هو الصعود إلى قمة الهرم فى الدولة، والسيطرة على مقدرات هذا الشعب الذى قام بتصحيح مساره فأطاح بهم بعد عامٍ واحد فقط، ليصبح المخطط الذى كان سيتم تنفيذه رضاءً مع الجماعة لا يمكن تحقيقه إلا غصبًا وقهرًا مع غيرهم، ولذلك فالولايات المتحدة ومن قبلها إسرائيل تعلم أن مُخطط التهجير لن ينجح مع السيسى، ولن تقبله الدولة المصرية، ولن يسمح به الجيش المصرى، فالشعب الصامد والذى خاض أربع حروب للحفاظ على ترابه يُدرك أن هذا الخطر الكامن فى مصطلحات مثل الإنسانية والعطف على الشعب الذى تتم إبادته فى غزة، ما هو إلا حصان طروادة سيتم استخدامه للقضاء على القضية الفلسطينية والاستيلاء على سيناء للأبد، وبعدها ستتهم إسرائيل سكان سيناء (الغزاوية) بأنهم يخضعون لسيطرة حماس التى طردتها إسرائيل من غزة، وسيكون هذا هو مبررها بعد عشرة أوعشرين عامًا لسرقة سيناء من جديد، عندها ستقول لنا أمريكا «يجب نقل سكان سيناء التى أصبحت مركزًا للإرهاب إلى مدن القناة أو باقى المحافظات المصرية لحمايتهم من هجمات الجيش الإسرائيلي»، وتستمر اللعبة إلى أن نجد الضفة الأخرى من النيل يُرفع عليها علم إسرائيل ليتحقق حلم الدولة اليهودية التى تأسست سنة 1948 بكيان يمتد من النيل للفرات!
قد تقول لى.. هذا سيناريو من وحى الخيال.. لا يا عزيزى المواطن.. هذا سيناريو مستوحى من الأدبيات الإسرائيلية المكتوبة، وكنا نقاومه منذ كنا طلابًا فى جامعة القاهرة فى نهاية الثمانينيات ومطلع التسعينيات.. وكنا نتحدث مع زملائنا حول فلسفة إصرار إسرائيل على اختيار مبنى مجاور للجامعة فى الجيزة ويطل على نهر النيل كمقرٍ لسفارتها التى تم افتتاحها فى مصر عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد، بأنه اختيار يتسق مع فكرها، فقد اختارت موقع السفارة على النيل فى الجيزة وليس العاصمة، لأن القاهرة طبقًا للبروتوكولات والخطة الاستراتيجية الإسرائيلية تقع فى شرق النيل وليس غربها، وشرق النيل هو جزء من دولة إسرائيل التى تمتد من النيل للفرات، وبالتالى لا يجوز للدولة أن تفتتح سفارة لنفسها فوق أرضها، أما الجيزة فهى غرب النهر الذى لن تعبره إسرائيل.
وقد تقول لى.. ولكن سفارة إسرائيل الآن موجودة فى المعادى بالقاهرة؟ نعم يا عزيزى.. هذا صحيح.. لأنها اضطرت مع ضغوط المتظاهرين قبل 14 عامًا على الرحيل والتراجع إلى شرق النيل مثلما تراجعت تاركة سيناء فى 1973 وما بعدها!
ثم إنك «مش واخد بالك» بأن إسرائيل تقترب من الفرات، وفى نفس الوقت تقترب من النيل بعد إبادة غزة، وهى تحركات تشبه حركة «البَرجلْ» الذى تزداد مساحة قدميه شرقًا وغربًا فى وقت واحد، فهى تتحرك نحو الشرق بنفس مقدار تحركها نحو الغرب، فقد دمرت غزة وطردت سكانها، وتحركت فى ذات الوقت للسيطرة على جنوب لبنان، واستولت على مساحات شاسعة من الأراضى السورية دون أن تواجه أية مقاومة من الجيش السورى المنهار، كما أن دخولها لسوريا تم بعد اتفاق مع (محمد الجولانى الذى أصبح اسمه أحمد الشرع) الرجل يرفض مصافحة النساء ولكنه يقبل ترك أرض بلاده فى سوريا والتى يحكمها الآن تُسرق وتنهب، ليتضح لنا أن مُخطط تمكين الجماعات الدينية المتطرفة هو مشروع يحظى برضًا إسرائيلى واضح!
نفس ما حدث فى سوريا.. يُدرس تنفيذه فى مصر.. ولكن لأن مصر دولة كبيرة– كما قال الرئيس فى الكاتدرائية يوم 6 يناير– فإن السيناريو من وجهة نظرى سيكون مختلفًا.. فالجيش المصرى قوى ومواجهته لن تكون سهلة.. والدولة المصرية تعمل بشكل علمى ومنظم وخداعها مستحيل.. ولذلك فإن الخطة سوف تختلف عن سيناريو سوريا وسيكون الهدف هو اختراق المؤسسات السياسية من الداخل.. وأطلب منك يا عزيزى أن تراجع ما قاله السيد وزير الداخلية منذ أيام قليلة فى خطابه أمام السيد رئيس الجمهورية خلال الاحتفال بعيد الشرطة.. فقد قال نصًا: «تسعى جماعة الإخوان الإرهابية.. لإحياء نشاطها عبر التوسع فى ترويج الشائعات والأخبار المغلوطة واستقطاب الشباب صغير السن ودفعه للقيام بأعمال غير مسئولة أملًا فى زعزعة الأمن والاستقرار، فضلًا عن التنسيق مع عدد من ذوى التوجهات الفكرية الأخرى من منطلق المصالح المشتركة لتبنى الدعوة لإعادة دمجها فى النسيج المجتمعى الذى لفظها لفكرها القائم على العنف والتخريب».
الكلام واضح.. وقلته لحضراتكم مرارًا فى مقالات عديدة.. جماعة الإخوان تحاول الاندماج عبر عناصر إخوانية ممتازة داخل المجتمع السياسى من خلال اختراق الأحزاب، عبر تمويل ضخم جدًا يستهدف الاستيلاء على هذه الأحزاب، ومن ثم خوض انتخابات مجلسى النواب والشيوخ القادمتين تحت ألوية هذه الأحزاب وشعاراتها– حدث بالفعل فى التسعينات وقامت الجماعة بالاستيلاء على حزب العمل– وبعدها ستجد كوادر إخوانية ممتازة تتوغل داخل الأحزاب والمجلسين التشريعيين، وقد يستطيع أحدهم التسرب إلى منصب تنفيذى مهم– حدث بالفعل فى نهايات عهد مبارك هشام قنديل رئيس وزراء الإخوان كان عضوًا فى الجهاز الإدارى للجنة السياسات– ومن بعدها ننتظر انتخابات رئاسة الجمهورية لنجد أحد الأحزاب– التى تم اختراقها– يدفع بمرشحٍ إخوانى يرتدى ثوب الليبرالية، مدعومًا بأموال الجماعة ومساندة مخابرات دول أجنبية، لتكتشف فى النهاية أن نموذج (الجولاني) تم زرعه فى مصر خلال سنوات قليلة، لنواجه مصيرًا مُعدلًا- لما حدث فى سوريا- لن تُدرك مخاطره إلا عندما تقع «الفاس فى الراس»!!
للمرة الرابعة أو الخامسة احذر من اختراق التنظيمات للأحزاب والمؤسسات السياسية.. ورغم إدراكى ليقظة وصحيان مؤسسات الدولة.. إلا أن دافعى فى التكرار هو أن الذكرى تنفع المؤمنين.
الموضوع كبير.. والخطة جُهنمية.. ونحن يقظون.. ولن تمر هذه المخططات الشيطانية مهما فات الزمن.. وسنقاوم أجيالًا بعد أجيال خطط تهجير سكان غزة نحو سيناء.. ومخططات الاستيلاء على أحزابنا.. وسيناريوهات اختراق مؤسساتنا.
اللهم احفظ بلدنا.. تحيا مصر.. وعاش الجيش المصرى العظيم.

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: جدد حياتك !!
  • «الأزمة الاقتصادية» الباب الخلفى لمجتمع دموى
  • أصبحت أفعالكم لا تليق بمقام أم الدنيا
  • الرئيس المقاول
  • «الجارديان»: «ترامب» يهدد آمال «غزة» فى إعادة الإعمار
  • «ترامب».. لا بد منه!
  • قضية القضايا
  • عادل حمودة يكتب: الجيوب والقلوب
  • سيناء الغزاوية وسوريا الداعشية والأحزاب الإخوانية!
  • مدير شرطة البحر الأحمر يشيد بجهود الإدارات الفرعية للإدارات العامة والمتخصصة والوحدات الشرطية بالولاية