سواليف:
2025-04-27@04:08:33 GMT

يحدث غدا

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT

#يحدث_غداً د. هاشم غرايبه

لا يختلف اثنان، على أن ما بعد معركة الطوفان، لن يكون كما كان قبله، وهذا التغيير الجذري في كثير من المفاهيم، لن يكون مقتصرا على واقع أمتنا فقط، بل على العالم بأسره.
إن في ما حدث عبرة لأولي الألباب، فلم تمر أمتنا طوال تاريخها بحالة ضعف كالتي هي فيها الآن، مقارنة مع إمكانياتها الهائلة، لكنها وظفت في الترف والفسوق وسفاسف الأمور، ولم تستثمر في بناء القوة في زمن يسيطر فيه الأقوياء على كل شيء، ولا يتركون للضعفاء أي شيء، وبالمقابل عُطل العنصر الذي انفردت به الأمة وهو الجهاد.


على صعيد قضية الأمة الأولى، فقد تزامن تخاذل زعامات الأمة عن الانتصار لها، مع تخاذل مماثل ممن نصبوا أنفسهم ممثلين وحيدين للشعب الفلسطيني، فأوصلت الفلسطينيين الى وضع غير مسبوق من التفكك وانكسار الشوكة والهوان، فنكل بهم العدو وقعد أحرار العالم عن التضامن معهم.
هنا جاء الطوفان عندما استعيدت فريضة الجهاد، فأوقد الإيمان العزيمة في النفوس الخامدة، فهب المجاهدون، وصنعوا الملاحم البطولية.
هكذا إذن هي الهمم عندما تستنهض، تتجاوز النتائج الحسابات المادية، فتلاطم اليد المخرز، وتصبح اليد العارية أطول من تلك الممدودة بالسيف، فينهزم السيف وينتصر الجرح.
منذ بدأ صراعنا مع الغزاة الأوروبيين لفلسطين، ظلوا يستقوون علينا بضعاف الهمم من بيننا، نشروا فينا حب الدنيا والقعود في انتظار المنح والعطايا، أوهمونا أن فينا ضعفا وأن المعتدين جبابرة لا يهزمون، استزلموا منا كبراءنا والأمراء، اتخذوهم بطانة لهم وعلينا عونا، فأوضع هؤلاء فينا الخور والخذلان، وقالوا ليس لكم بهؤلاء حيلة فارهبوهم، واقبلوا تسلطهم عليكم، ولا تقاتلوهم فسوف تنهزموا، ولذلك نظموا عدة حروب صورية لم يكن فيها قتال ولم تحدث فيها مجابهة، فانسحبت جيوش جرارة كنا نعدها سياجا للوطن، وإذ بها قوات مدربة على حمايتهم، لم نرها يوما في ساحات الوغى، بل كانت أسودا على شعبها إن ثار على الحكام.
هكذا هو عدونا ..نمر من ورق ..صور مرسومة على جدران هواننا، وحكايات خرافية منسوجة في قيعان ذاكرتنا، قصد بها إرعابنا، لكي لا نقف بوجوههم، لأننا إن فعلنا وصمدنا ساعة ستتساقط قوتهم الموهومة وستتفتت كالسراب صور التفوق العسكري ، فحينما يلتقي اثنان وجها لوجه، لن تنفع التقنيات المتقدمة بل ستتغلب النفس المؤمنة التي لا تخشى الموت على تلك التي تحرص على الحياة.
هذه السلطة التي أقاموها في رام الله، هل يصدق غير البلهاء أنهم أوجدوها لمصلحة الفلسطينيين؟ ، هل يمكن أن ينشيء الغزاة كيانا يهدد وجود كيانهم!؟ ما لكم كيف تحكمون؟
إن قصة حل الدولتين هي بمثابة “اللهّاية” التي يضعونها في فم الطفل لكي يظن أنه بمصها سوف يجد الحليب الذي يجده في ثدي أمه الحقيقي، يستمر المسكين بالمص وهو ينتظر عبثا فلن تخرج منها قطرة حليب .. إن هي إلا لإسكاته فقط .. هكذا هي ملهاة العملية السلمية والمفاوضات العبثية، لشراء الوقت لحين صنع واقع جديد لملء الأرض بالمستوطنين.
ألان انكشف أن وظيفة السلطة هي إعادة اللهاية الى فم الطفل كلما بكى، لذلك ستكون أول الساقطين كمنتج أولي لهذا الطوفان الجارف للقمامات.
الساقط التالي سيكون مسلسل التطبيع، فلن يكون هنالك ذريعة لمن طبعوا أو الذين ينوونه، فلا أفادت تلك المعاهدات بتحقيق وهم السلام، فإن لم تحمِ هذه الاتفاقيات أطفال الأمة من جبروت القوة الصهيو – أمريكية .. فمن ستحميه!؟.
الساقط الثالث هو الوهم المصنوع للقوة التي لا تقهر، .. ها قد قهرت بأسلحة بدائية وبلا طائرات أو دبابات أو مدافع!.
الساقط الرابع هو المراهنة على الصداقة مع الغرب، اعتمادا على الديمقراطية الزائفة التي يتشدق بها، وعلى حقوق الإنسان المنافقة، وعلى الشرعية الدولية… لقد ثبت أن كل ذلك سراب زائف.
أما على الصعيد العالمي، فسوف ينكسر حاجز الخوف الذي صنعه سقوط الاتحاد السوفياتي، ويتعزز التحالف الشرقي المضاد للغرب، والمتكون من الصين وروسيا وكوريا الشمالية، ليتبدد عصر القطب الواحد.
فلنعد النظر مرة أخرى في وسائل قوتنا، إن بأيدينا الكثير، فالسارق جبان مهما تدجج بالسلاح.
إن الحق وصاحبه إثنان، والظالم مهما تجبر مفرد، وسيتخلى عنه داعموه عندما يحسوا بجدية صاحب الحق.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: يحدث غدا

إقرأ أيضاً:

خالد الجندي: «الكون متعدد ليه عاوزين الفقه يكون واحد؟»

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن التعدد في الفهم الفقهي نعمة مش نقمة، ومش مطلوب أبدًا إن الناس كلها تمشي على رأي فقهي واحد، لأن ربنا نفسه خلق الكون كله على التنوع والاختلاف، فكان من الطبيعي إن الفقه كمان يحتمل التعدد والاختلاف.

وتابع عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج لعلهم يفقهون، المذاع على قناة dmc، اليوم الخميس: «فيه ناس مستغربة ليه الفقه مش واحد؟ ليه عندنا مالكي وشافعي وحنفي وحنبلي؟! أنا بسألهم: إذا كان الكون اللي ربنا خلقه كله متنوع، من الألوان، للطبيعة، للناس، يبقى إزاي عايزين الفقه يبقى رأي واحد؟!».

وأضاف: «ربنا بيقول في سورة آل عمران: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات)، يعني في آيات واضحة جدًا لا تحتمل إلا معنى واحد زي: (قل هو الله أحد)، دي آية محكمة، وفي آيات تانية ربنا خلاها تحتمل أكتر من تفسير، وده اسمه التشابه، وده اللي بيخلي الفقه واسع والآراء متعددة».

وأوضح «الجندي» أن المتشابهات في القرآن مش للتشويش، بل للتيسير والتوسعة، موضحا: يعني مثلًا، كلمة (قروء) في القرآن معناها إيه؟ هل هي الحيض ولا الطُهر؟ الاتنين اتقالوا في الفقه، وكل مذهب ليه دليله، كلمة (لامستم) معناها إيه؟ المس ولا الجماع؟ برضه فيها خلاف، الخلاف ده مش تناقض، ده ثراء فقهي.

وأوضح أن الفتوى نوعان: إما فتوى في أمر خاص، وفي الحالة دي لك أن تختار من بين الآراء الفقهية ما يناسبك من مذهب مالكي أو شافعي أو غيره، لأن فيه سعةـ لكن لو الفتوى في أمر عام يمس المجتمع كله، فلا يجوز لكل فرد يختار على مزاجه، لازم نرجع ونلتزم برأي المشيخة، لأن توحيد الكلمة أهم من تعدد الاجتهادات.

مقالات مشابهة

  • رسالة سورية لطمأنة واشنطن.. ماذا جاء فيها؟
  • تفاصيل معركة الشجاعية التي قتل فيها ضابط وجندي إسرائيلي
  • فتح: قرار السلم والحرب يجب ان يكون بيد منظمة التحرير
  • بالفيديو .. كتائب البراء بقيادة المصباح تستعرض قوات الطوفان الكاسح
  • ماذا يكون بعد أن حكم القضاء في تونس؟
  • العلامة فضل الله دعا اللبنانيين الى أن يكون صوتهم موحّدًا في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية
  • سفيرة الجامعة العربية أمام جثمان البابا فرانسيس: «تأثرت بشدة وذكرت اللحظة التي تحدثت فيها عن معاناة الفلسطينيين»
  • خالد الجندي: «الكون متعدد ليه عاوزين الفقه يكون واحد؟»
  • «سينا عايشة فينا».. القوات المسلحة تحتفل بذكرى تحرير سيناء - فيديو
  • موقع عسكري: ما أنواع أهداف الضربات الأمريكية في اليمن التي تستخدم فيها صواريخ مضادة للإشعاع الثمينة؟