سواليف:
2025-03-06@23:31:15 GMT

يحدث غدا

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT

#يحدث_غداً د. هاشم غرايبه

لا يختلف اثنان، على أن ما بعد معركة الطوفان، لن يكون كما كان قبله، وهذا التغيير الجذري في كثير من المفاهيم، لن يكون مقتصرا على واقع أمتنا فقط، بل على العالم بأسره.
إن في ما حدث عبرة لأولي الألباب، فلم تمر أمتنا طوال تاريخها بحالة ضعف كالتي هي فيها الآن، مقارنة مع إمكانياتها الهائلة، لكنها وظفت في الترف والفسوق وسفاسف الأمور، ولم تستثمر في بناء القوة في زمن يسيطر فيه الأقوياء على كل شيء، ولا يتركون للضعفاء أي شيء، وبالمقابل عُطل العنصر الذي انفردت به الأمة وهو الجهاد.


على صعيد قضية الأمة الأولى، فقد تزامن تخاذل زعامات الأمة عن الانتصار لها، مع تخاذل مماثل ممن نصبوا أنفسهم ممثلين وحيدين للشعب الفلسطيني، فأوصلت الفلسطينيين الى وضع غير مسبوق من التفكك وانكسار الشوكة والهوان، فنكل بهم العدو وقعد أحرار العالم عن التضامن معهم.
هنا جاء الطوفان عندما استعيدت فريضة الجهاد، فأوقد الإيمان العزيمة في النفوس الخامدة، فهب المجاهدون، وصنعوا الملاحم البطولية.
هكذا إذن هي الهمم عندما تستنهض، تتجاوز النتائج الحسابات المادية، فتلاطم اليد المخرز، وتصبح اليد العارية أطول من تلك الممدودة بالسيف، فينهزم السيف وينتصر الجرح.
منذ بدأ صراعنا مع الغزاة الأوروبيين لفلسطين، ظلوا يستقوون علينا بضعاف الهمم من بيننا، نشروا فينا حب الدنيا والقعود في انتظار المنح والعطايا، أوهمونا أن فينا ضعفا وأن المعتدين جبابرة لا يهزمون، استزلموا منا كبراءنا والأمراء، اتخذوهم بطانة لهم وعلينا عونا، فأوضع هؤلاء فينا الخور والخذلان، وقالوا ليس لكم بهؤلاء حيلة فارهبوهم، واقبلوا تسلطهم عليكم، ولا تقاتلوهم فسوف تنهزموا، ولذلك نظموا عدة حروب صورية لم يكن فيها قتال ولم تحدث فيها مجابهة، فانسحبت جيوش جرارة كنا نعدها سياجا للوطن، وإذ بها قوات مدربة على حمايتهم، لم نرها يوما في ساحات الوغى، بل كانت أسودا على شعبها إن ثار على الحكام.
هكذا هو عدونا ..نمر من ورق ..صور مرسومة على جدران هواننا، وحكايات خرافية منسوجة في قيعان ذاكرتنا، قصد بها إرعابنا، لكي لا نقف بوجوههم، لأننا إن فعلنا وصمدنا ساعة ستتساقط قوتهم الموهومة وستتفتت كالسراب صور التفوق العسكري ، فحينما يلتقي اثنان وجها لوجه، لن تنفع التقنيات المتقدمة بل ستتغلب النفس المؤمنة التي لا تخشى الموت على تلك التي تحرص على الحياة.
هذه السلطة التي أقاموها في رام الله، هل يصدق غير البلهاء أنهم أوجدوها لمصلحة الفلسطينيين؟ ، هل يمكن أن ينشيء الغزاة كيانا يهدد وجود كيانهم!؟ ما لكم كيف تحكمون؟
إن قصة حل الدولتين هي بمثابة “اللهّاية” التي يضعونها في فم الطفل لكي يظن أنه بمصها سوف يجد الحليب الذي يجده في ثدي أمه الحقيقي، يستمر المسكين بالمص وهو ينتظر عبثا فلن تخرج منها قطرة حليب .. إن هي إلا لإسكاته فقط .. هكذا هي ملهاة العملية السلمية والمفاوضات العبثية، لشراء الوقت لحين صنع واقع جديد لملء الأرض بالمستوطنين.
ألان انكشف أن وظيفة السلطة هي إعادة اللهاية الى فم الطفل كلما بكى، لذلك ستكون أول الساقطين كمنتج أولي لهذا الطوفان الجارف للقمامات.
الساقط التالي سيكون مسلسل التطبيع، فلن يكون هنالك ذريعة لمن طبعوا أو الذين ينوونه، فلا أفادت تلك المعاهدات بتحقيق وهم السلام، فإن لم تحمِ هذه الاتفاقيات أطفال الأمة من جبروت القوة الصهيو – أمريكية .. فمن ستحميه!؟.
الساقط الثالث هو الوهم المصنوع للقوة التي لا تقهر، .. ها قد قهرت بأسلحة بدائية وبلا طائرات أو دبابات أو مدافع!.
الساقط الرابع هو المراهنة على الصداقة مع الغرب، اعتمادا على الديمقراطية الزائفة التي يتشدق بها، وعلى حقوق الإنسان المنافقة، وعلى الشرعية الدولية… لقد ثبت أن كل ذلك سراب زائف.
أما على الصعيد العالمي، فسوف ينكسر حاجز الخوف الذي صنعه سقوط الاتحاد السوفياتي، ويتعزز التحالف الشرقي المضاد للغرب، والمتكون من الصين وروسيا وكوريا الشمالية، ليتبدد عصر القطب الواحد.
فلنعد النظر مرة أخرى في وسائل قوتنا، إن بأيدينا الكثير، فالسارق جبان مهما تدجج بالسلاح.
إن الحق وصاحبه إثنان، والظالم مهما تجبر مفرد، وسيتخلى عنه داعموه عندما يحسوا بجدية صاحب الحق.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: يحدث غدا

إقرأ أيضاً:

لماذا لن يكون السلام وشيكاً بعد رسالة أوجلان؟

في السابع والعشرين من فبراير (شباط)، دعا زعيم حزب العمال الكردستاني المحظور عبد الله أوجلان جماعته إلى التخلي عن سلاحها وحل نفسها. وفي رسالة قرأها حلفاؤه السياسيون في إسطنبول، كتب: "أتحمل المسؤولية التاريخية عن هذه الدعوة، يجب على جميع المجموعات إلقاء أسلحتها، وعلى حزب العمال الكردستاني حل نفسه".

هناك مخاوف متنوعة بشأن الطرق التي سيتم بها تنفيذ عملية حل الحزب



ولفتت بينار دينش، المحققة الرئيسية في مشروع إيكو سيريا المدعوم من جامعة لوند السويدية، إلى أن اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني أعلنت بعد يومين وقف إطلاق النار ضد الدولة التركية.
كتبت دينش في موقع "ذا كونفرسيشن" أن الصراع الذي بدأ في 1984 بهدف إقامة دولة كردية مستقلة رداً على القمع الحكومي أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص، وشرّد مئات الآلاف. وتم سجن أوجلان على جزيرة جنوب إسطنبول منذ عام 1999، عندما ألقت قوات الأمن التركية القبض عليه في كينيا. لكنه ظل زعيماً لحزب العمال الكردستاني طوال الوقت، واحتفظ بتأييد قوي من جانب أنصار الحرية الكردية. تحولات

كان أوجلان القوة الدافعة وراء تحول حزب العمال الكردستاني بعيداً من أهدافه الانفصالية خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وأعلن أن حل القضية الكردية في الشرق الأوسط يتمثل في مزيد من الحكم الذاتي، وحقوق الأكراد، من خلال فكرة "الكونفدرالية الديمقراطية" المبنية على ركائز الديمقراطية المباشرة، بدلاً من نموذج الدولة القومية. في رسالته الأخيرة، كرر أوجلان هذه الحجة وسلط الضوء على أهمية المجتمع الديمقراطي الحقيقي والفضاء السياسي لحل دائم للنضال الكردي.

In my latest piece on The Conversation, I discuss Öcalan's call to the PKK, which brings many opportunities for peace in the region. However, we shouldn't take anything for granted. https://t.co/sgTRcbCg1O

— Pinar D. (@pinardinch) March 4, 2025

خاطبت رسالة أوجلان بشكل أساسي الجمهور التركي والمجتمع الدولي، ومن المرجح أن تكون قد "وافقت" عليها الدولة التركية. على هذا النحو، كانت قصيرة إلى حد ما، وغامضة في بعض الأحيان، ولم تقترح إطاراً تفصيلياً لعملية السلام بين تركيا وحزب العمال الكردستاني. لكن بعد قراءة رسالة أوجلان، شارك سري سورييا أوندر، عضو حزب المساواة والديمقراطية المؤيد للأكراد، الصحافيين بملاحظة إضافية أدلى بها أوجلان.
يبدو أن أوجلان قال: "لا شك في أن إلقاء السلاح وحل حزب العمال الكردستاني يتطلبان عملياً الاعتراف بالسياسات الديمقراطية وبإطار قانوني". تشير هذه النقطة إلى أن دعوة أوجلان لنزع السلاح ليست إلا مجرد بداية لعملية طويلة لإنهاء الصراع.
أعلن حزب العمال الكردستاني أنه من أجل وضع نزع السلاح وحل الحزب موضع التنفيذ، يحتاج أوجلان إلى قيادة هذا المؤتمر شخصياً. وهذا يشير إلى توقع حصول أوجلان على نوع من الحرية للتواصل وتوجيه العملية.

دعم واسع للحل

رحبت شخصيات بارزة من مجموعات عدة مؤيدة للأكراد بالأمر الصادر لحزب العمال الكردستاني بالتخلي عن السلاح، وشملت هذه التحركات مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية، وصالح مسلم، الرئيس المشارك السابق لحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا. كما حظيت دعوة أوجلان بدعم من المجتمع الدولي.

PKK leader’s call to disarm fuels hope for end to Kurdish conflict – but peace is not imminent https://t.co/J1MFD8mDqW @ConversationUK aracılığıyla

— Amed Dicle (@ameddicleT) March 4, 2025

 يشمل ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة اللتين تصنفان، إلى جانب العديد من الدول الأخرى، حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية. ربما الأهم من ذلك أن إعلان أوجلان لقي ترحيباً شبه إجماعي من الأحزاب السياسية في تركيا.

أسباب تعقد السلام القريب بالرغم من هذه الخطوة المهمة نحو السلام، يظل من الصعب رؤية نهاية وشيكة للنضال الكردي في تركيا بحسب دينش. فقد استبدل حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية رؤساء البلديات الأكراد المنتخبين بمسؤولين حكوميين في حين سجنا أيضاً السياسيين الأكراد المنتخبين ديمقراطياً. كما تم تجريم واحتجاز أشخاص في وسائل الإعلام والمجتمع المدني والحركات الديمقراطية الأخرى، مثل مؤتمر الشعب الديمقراطي.
في الوقت نفسه، تعتبر تركيا قوات سوريا الديمقراطية والمنظمات الكردية الأخرى، مثل وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي فروعاً لحزب العمال الكردستاني. وقد دعمت قواتها المسلحة في سوريا الجيش الوطني السوري لمنع المنطقة الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي على حدودها من تحقيق وضع سياسي تعتبره تهديداً مباشراً للأمن القومي.
حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حزب العمال الكردستاني من اتخاذ المزيد من الإجراءات إذا توقفت عملية نزع السلاح. وفي منشور على "إكس" في الأول من مارس (آذار)، كتب أردوغان: "إذا لم يتم الوفاء بالوعود، مثل التأخير والخداع وتغيير الأسماء، فسنواصل عملياتنا، إذا لزم الأمر، حتى نقضي على آخر إرهابي".
يشير هذا إلى توقع من الدولة التركية حل كل الجماعات التي تربطها بحزب العمال الكردستاني، المسلحة منها وغير المسلحة. مع ذلك، أكد عبدي أن دعوة أوجلان لحل حزب العمال الكردستاني لا تنطبق على المجموعة التي يقودها. وقال: "إذا كان هناك سلام في تركيا، فهذا يعني أنه لا يوجد عذر لمواصلة مهاجمتنا هنا في سوريا". نقطة إيجابية حتى الآن، كان النهج الإيجابي الوحيد من جانب الحكومة التركية هو الإشارة إلى تغيير محتمل في التعريف الدستوري للمواطنية لتجاوز المعايير العرقية. سيكون هذا خطوة أولى نحو وصف أكثر تعددية وشمولية للمواطنية في تركيا، حيث تعايش الناس من مجموعات إثنية مختلفة طوال عقود.
أضافت الكاتبة أن هناك مخاوف متنوعة بشأن الطرق التي سيتم بها تنفيذ عملية حل الحزب. لكن إمكانية السلام ذات قيمة لأنها تفتح آفاقاً ديمقراطية للنضال. إن حل القضية الكردية، وهي واحدة من أكثر القضايا الملحة التي لم يتم حلها في تركيا، من شأنه أن يمهد الطريق للتقدم في مجالات أخرى، مثل الديمقراطية وحرية التعبير.

مقالات مشابهة

  • تحذير صحي خطير: ماذا يحدث لجسمك عندما تكتم العطاس؟
  • المفتي: 3 حالات يكون فيها الكذب مباحاً
  • وقت الإفطر يكون بغروب الشمس أم بدخول الليل؟.. دار الإفتاء توضح
  • لن تصدق ماذا يحدث لجسمك عندما تتناول البيض المسلوق على السحور؟
  • هل ‏تستحق هذه المنظومة شخصا مثل الكاظمي
  • طبيبة تكشف عن المدة التي ينبغي أن ترتدي فيها مثبت الأسنان بعد التقويم
  • صاعقة تضرب خيمة وتضرم فيها النيران .. فيديو
  • لماذا لن يكون السلام وشيكاً بعد رسالة أوجلان؟
  • الفلاتة لأهل السودان -الطلقة الأولى فينا والأخيرة منا !
  • الرجل السوداني البطل… والمرأة التي تدفع الثمن!