حظيت إسرائيل بدعمٍ قوي من دول العالم إثرَ هجوم حماس في 7 أكتوبر(تشرين الأول) الماضي، لكنها سرعان ما بدأت تفقد التعاطف والدعم العالميين، حسب ما جاء على لسان الرئيس بايدن، بسبب "قصفها العشوائي" للفلسطينيين ورفض رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، فكرة إقامة دولة فلسطينية في المستقبل.

وقالت صحيفة "لوس أنجلس تايمز" إن فظائع حماس، مهما كانت بشعة، لا تبرر خلط إسرائيل بين الاستهداف المشروع للمتشددين، واستهداف المدنيين الفلسطينيين.

ومنذ بداية الرد الإسرائيلي، حثت الحكومات الغربية إسرائيل على وضع حدٍ للقتل غير المُتناسب للمدنيين، وحذّرت من مجاعة وتفشي الأمراض في القطاع المُكتظ بالسكان. ودعت يومها، والآن عن حق أيضاً، إلى وقف إطلاق النار.
في مرحلةٍ مبكرة من الحرب، قال نتانياهو إنه لن تكون هناك هوادة. وأضاف في 30 أكتوبر (تشرين الأول) "مثلما لم توافق الولايات المتحدة على وقف إطلاق النار بعد قصف بيرل هاربر أو الهجوم الإرهابي في 11 سبتمبر، لن توافق إسرائيل على وقف الأعمال العدائية مع حماس بعد هجومها المروع في 7 أكتوبر".

L.A Times calls for a real ceasefire in Gaza. Since Israel is now making war on West Bank Palestinians, it better call for a cease fire there, too.
U.S. should join the world's nations in demanding a Gaza cease-fire https://t.co/COGn6mCXkj

— Leone Hankey (@HankeyLeone) December 14, 2023

ولكن، بعد أقل من شهر، وافقت إسرائيل على وقف إطلاق النار . وكان مقرراً أن يستمر وقف الأعمال العسكرية التي بدأت في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) أربعة أيام، غير أن المحادثات التي توسطت فيها قطر أسفرت عن تمديدين للاتفاق.
واستُؤنفت الأعمال العدائية في 30 نوفمبر (تشرين الثاني). ومنذ ذلك التاريخ، كان قصف إسرائيل لغزة أكثر وحشية. وبعد أن دعا الجيش الإسرائيلي المدنيين الفلسطينيين إلى مغادرة منازلهم في شمال غزة، انهال الجيش تدميراً على الجزء الجنوبي من القطاع. ووصفت عدة جماعات إغاثة الوضع الإنساني في القطاع بأشبه بـ "سقوط حر مروع".

دعوات عالمية ودعت أغلبية دول العالم، خوفاً من المذبحة، إلى وقفٍ آخر أكثر ديمومة لإطلاق النار. وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بهذا المعنى يوم الثلاثاء، بعد أيام من إحباط الأمريكيين بالفيتو، لتصويت في مجلس الأمن على وقفٍ لإطلاق النار.
وذكرت الصحيفة أن من المهم أن نتذكر أنه منذ فوز حماس في الانتخابات في غزة في 2006، كانت هي وإسرائيل في حرب تخللتها هدنة دورية، أو توقف مؤقت، أو وقف لإطلاق النار. صراعان مُلحان

وقالت الافتتاحية إن التاريخ الحديث للشرق الأوسط يتضمن صراعين مُلحين. الصراع الواضح تواجه فيه إسرائيل منظمة حماس، ويتعهد كل طرف منهما بإبادة الآخر، ويشير إلى خصمه بصفات لا ترقى لما يُوصف به البشر.

U.S. should join the world's nations in demanding a Gaza cease-fire - Los Angeles Times Editorial Board

Hamas atrocities, no matter how evil, do not justify Israel’s casual conflation of legitimate militant targets and Palestinian civilians.https://t.co/TaVA2faanr

— Rachel Philips (@rachelbusygrl) December 16, 2023

أما لصراع الثاني، الأكثر وجودية من الأول، فينحصر بين الطموح الإنساني الساعي إلى السلام، رغم الاستفزازات الحقيقية والمظالم طويلة الأمد، والغريزة الأساسية لإبادة العدو إلى الأبد، رغم الكلفة الباهظة المتمثلة في أرواح الأبرياء والانتهاكات الجسيمة لقوانين الحرب الدولية.
وفي هذا الصراع، تقول الافتتاحية، على الولايات المتحدة أن تختار مساراً قد يجعل السلام في المُستقبل ممكناً. وعليها أن تتراجع عن موقفها المناهض لوقف إطلاق النار.
ورأت الصحيفة أن على الولايات المتحدة أن تستغل مكانتها بوصفها ديمقراطية قوية، وولاءها لإسرائيل للمطالبة بفترة راحة أخرى من الفظائع. وبعد ذلك، عليها أن تجعل هذه الوقفة المؤقتة إيقافاً دائماً للأعمال العدائية.
وأشارت الافتتاحية إلى وضع إسرائيل معايير عالية لردها على الهجوم. فقد نفّذت في الماضي عمليات بالغة الدقة، كما في عنتيبي في 1976 لتحرير ركاب الخطوط الجوية المحتجزين رهائن في أوغندا على يد فلسطينيين وألمان.
أما القتل العشوائي حالياً في غزة الذي شكل النساء والأطفال ثلثي ضحاياه فلا يشبه كثيراً الضربات فائقة الدقة للإسرائيليين، ويكشف التمييز القاصر من إسرائيل بين أهداف حماس المشروعة والمدنيين الأبرياء.
وأضافت الصحبفة "قد يكون تشبيه نتانياهو ما حدث بهجمات 11 سبتمبر (أيلول) أكثر ملاءمةً مما يدرك هو شخصياً. فبعد هجمات تنظيم القاعدة، تمتعت الولايات المتحدة بدعم العالَم ضد الإرهاب، ثم بددت ذاك الدعم بتكتيكاتها الوحشية في الحرب. واليوم تحكم طالبان كابول مجدداً. صحيح أن تنظيم القاعدة تضاءل وضعفت شوكته، غير أن التطرف الإسلامي لا يزال قائماً".

مزيد من الأعمال العدائية واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: "حتى لو نجحت إسرائيل في تدمير حماس، سيستمر يأس الفلسطينيين من حرمانهم من وطناً مستقل، ومن المرجح أن يفضي ذلك إلى مزيدٍ من الأعمال العدائية. وعلى النقيض، يمكن أن يظهر بصيص من الأمل في التغيير في خضم هذا الصراع الذي يبدو مُستعصياً عندما ينتهي القتل العشوائي".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الولایات المتحدة الأعمال العدائیة وقف إطلاق النار على وقف

إقرأ أيضاً:

إذا كانوا بها.. واشنطن: على تركيا تسليم أفراد من حماس

قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، الاثنين، إن هناك عددا من أفراد حركة حماس مدرجون على قوائم الإرهاب من قبل واشنطن، ينبغي تسليمهم للولايات المتحدة، إذا كانوا في تركيا.

وخلال مؤتمر صحفي قال ميلر إن الولايات المتحدة لا تعتقد أن زعماء منظمة إرهابية شرسة مثل حماس ينبغي أن يعيشوا حياة مريحة في أي مكان، وهذا يشمل بالتأكيد أحد شركائنا الرئيسيين، تركيا.

وأكد أن واشنطن ستوضح للحكومة التركية أنه لا سبيل لمزيد من العمل المعتاد مع حماس.

وعلّق مصدر دبلوماسي تركي لوكالة "رويترز"، الاثنين، على أنباء التي تحدثت عن "انتقال" مكتب حركة حماس الفلسطينية من العاصمة القطرية الدوحة، إلى بلاده.

ونفى المصدر صحة تلك الأنباء "بشكل قاطع"، موضحا أن أعضاء في الحركة "يزورون البلاد من وقت لآخر".

وكانت الدوحة ذكرت الأسبوع الماضي، أنها أبلغت حماس وإسرائيل بأنها ستجمد جهودها للوساطة الرامية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، لحين إظهارهما "الجدية والإرادة الحقيقية" لاستئناف المحادثات.

لكن قطر أشارت في الوقت نفسه، إلى أن التقارير الإعلامية عن أنها أبلغت حماس بوجوب مغادرة البلاد "غير دقيقة".

مقالات مشابهة

  • صحيفة: واشنطن تعتزم تمرير قرار دولي ضد سيطرة إسرائيل على الضفة
  • إسرائيل ترفض - صحيفة: مصر تطالب بإعادة النظر في التوصل لهدنة إنسانية بغزة
  • تحذيرات روسية من حرب عالمية ثالثة:الكرملين: بايدن “يصب الزيت على النار” بسماحه لكييف إطلاق صواريخ أمريكية بعيدة المدى على روسيا
  • واشنطن تدعو إلى الضغط على حماس.. وتخاطب تركيا لتضييق الخناق عليها
  • إذا كانوا بها.. واشنطن: على تركيا تسليم أفراد من حماس
  • فلسطين تطالب بريطانيا بمنع تزويد إسرائيل بقطع غيار مقاتلات حربية
  • هل سيُعلن هوكشتاين وقف إطلاق النار غداً؟ صحيفة إسرائيلية تكشف
  • صحيفة تكشف عن مطالب لبنان الـ 9 لمُقترح وقف إطلاق النار
  • إيران تحث حزب الله على الموافقة على وقف إطلاق النار مع إسرائيل
  • صحيفة أمريكية: بايدن منح كييف الإذن بضرب روسيا