صحيفة أمريكية تطالب واشنطن بالتصويت على وقف النار في غزة
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
حظيت إسرائيل بدعمٍ قوي من دول العالم إثرَ هجوم حماس في 7 أكتوبر(تشرين الأول) الماضي، لكنها سرعان ما بدأت تفقد التعاطف والدعم العالميين، حسب ما جاء على لسان الرئيس بايدن، بسبب "قصفها العشوائي" للفلسطينيين ورفض رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، فكرة إقامة دولة فلسطينية في المستقبل.
وقالت صحيفة "لوس أنجلس تايمز" إن فظائع حماس، مهما كانت بشعة، لا تبرر خلط إسرائيل بين الاستهداف المشروع للمتشددين، واستهداف المدنيين الفلسطينيين.
ومنذ بداية الرد الإسرائيلي، حثت الحكومات الغربية إسرائيل على وضع حدٍ للقتل غير المُتناسب للمدنيين، وحذّرت من مجاعة وتفشي الأمراض في القطاع المُكتظ بالسكان. ودعت يومها، والآن عن حق أيضاً، إلى وقف إطلاق النار.
في مرحلةٍ مبكرة من الحرب، قال نتانياهو إنه لن تكون هناك هوادة. وأضاف في 30 أكتوبر (تشرين الأول) "مثلما لم توافق الولايات المتحدة على وقف إطلاق النار بعد قصف بيرل هاربر أو الهجوم الإرهابي في 11 سبتمبر، لن توافق إسرائيل على وقف الأعمال العدائية مع حماس بعد هجومها المروع في 7 أكتوبر".
L.A Times calls for a real ceasefire in Gaza. Since Israel is now making war on West Bank Palestinians, it better call for a cease fire there, too.
U.S. should join the world's nations in demanding a Gaza cease-fire https://t.co/COGn6mCXkj
ولكن، بعد أقل من شهر، وافقت إسرائيل على وقف إطلاق النار . وكان مقرراً أن يستمر وقف الأعمال العسكرية التي بدأت في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) أربعة أيام، غير أن المحادثات التي توسطت فيها قطر أسفرت عن تمديدين للاتفاق.
واستُؤنفت الأعمال العدائية في 30 نوفمبر (تشرين الثاني). ومنذ ذلك التاريخ، كان قصف إسرائيل لغزة أكثر وحشية. وبعد أن دعا الجيش الإسرائيلي المدنيين الفلسطينيين إلى مغادرة منازلهم في شمال غزة، انهال الجيش تدميراً على الجزء الجنوبي من القطاع. ووصفت عدة جماعات إغاثة الوضع الإنساني في القطاع بأشبه بـ "سقوط حر مروع".
وذكرت الصحيفة أن من المهم أن نتذكر أنه منذ فوز حماس في الانتخابات في غزة في 2006، كانت هي وإسرائيل في حرب تخللتها هدنة دورية، أو توقف مؤقت، أو وقف لإطلاق النار. صراعان مُلحان
وقالت الافتتاحية إن التاريخ الحديث للشرق الأوسط يتضمن صراعين مُلحين. الصراع الواضح تواجه فيه إسرائيل منظمة حماس، ويتعهد كل طرف منهما بإبادة الآخر، ويشير إلى خصمه بصفات لا ترقى لما يُوصف به البشر.
U.S. should join the world's nations in demanding a Gaza cease-fire - Los Angeles Times Editorial Board
Hamas atrocities, no matter how evil, do not justify Israel’s casual conflation of legitimate militant targets and Palestinian civilians.https://t.co/TaVA2faanr
أما لصراع الثاني، الأكثر وجودية من الأول، فينحصر بين الطموح الإنساني الساعي إلى السلام، رغم الاستفزازات الحقيقية والمظالم طويلة الأمد، والغريزة الأساسية لإبادة العدو إلى الأبد، رغم الكلفة الباهظة المتمثلة في أرواح الأبرياء والانتهاكات الجسيمة لقوانين الحرب الدولية.
وفي هذا الصراع، تقول الافتتاحية، على الولايات المتحدة أن تختار مساراً قد يجعل السلام في المُستقبل ممكناً. وعليها أن تتراجع عن موقفها المناهض لوقف إطلاق النار.
ورأت الصحيفة أن على الولايات المتحدة أن تستغل مكانتها بوصفها ديمقراطية قوية، وولاءها لإسرائيل للمطالبة بفترة راحة أخرى من الفظائع. وبعد ذلك، عليها أن تجعل هذه الوقفة المؤقتة إيقافاً دائماً للأعمال العدائية.
وأشارت الافتتاحية إلى وضع إسرائيل معايير عالية لردها على الهجوم. فقد نفّذت في الماضي عمليات بالغة الدقة، كما في عنتيبي في 1976 لتحرير ركاب الخطوط الجوية المحتجزين رهائن في أوغندا على يد فلسطينيين وألمان.
أما القتل العشوائي حالياً في غزة الذي شكل النساء والأطفال ثلثي ضحاياه فلا يشبه كثيراً الضربات فائقة الدقة للإسرائيليين، ويكشف التمييز القاصر من إسرائيل بين أهداف حماس المشروعة والمدنيين الأبرياء.
وأضافت الصحبفة "قد يكون تشبيه نتانياهو ما حدث بهجمات 11 سبتمبر (أيلول) أكثر ملاءمةً مما يدرك هو شخصياً. فبعد هجمات تنظيم القاعدة، تمتعت الولايات المتحدة بدعم العالَم ضد الإرهاب، ثم بددت ذاك الدعم بتكتيكاتها الوحشية في الحرب. واليوم تحكم طالبان كابول مجدداً. صحيح أن تنظيم القاعدة تضاءل وضعفت شوكته، غير أن التطرف الإسلامي لا يزال قائماً".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الولایات المتحدة الأعمال العدائیة وقف إطلاق النار على وقف
إقرأ أيضاً:
احتجاجات تتصاعد داخل إسرائيل.. ونتنياهو يتمسك بالإبادة في غزة
القدس المحتلة – الوكالات
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في كلمة مصورة أمس السبت، أن العمليات العسكرية في قطاع غزة ستتواصل حتى "القضاء الكامل على القدرات المدنية والعسكرية لحركة حماس"، وفق تعبيره، مشددًا على أن الحرب لن تنتهي قبل تحقيق هذا الهدف.
وفي حديثه، كشف نتنياهو عن إقامة ما سماها "مناطق أمنية" في كل من لبنان وسوريا، في خطوة اعتبرها مراقبون انتهاكًا مباشرًا لسيادة البلدين، وسط إدانات رسمية من بيروت ودمشق.
تأتي تصريحات نتنياهو في ظل تصاعد الاحتجاجات في الشارع الإسرائيلي، حيث يطالب آلاف المحتجين، من مدنيين وعسكريين احتياط ومتقاعدين، بوقف الحرب على غزة والتوصل إلى اتفاق لإعادة الأسرى الإسرائيليين. وتتهم المعارضة نتنياهو بتوظيف الحرب لأغراض سياسية وشخصية.
ورفض نتنياهو هذه الدعوات، مؤكدًا أن "لا خيار سوى الاستمرار"، مضيفًا أن "عدم القضاء على حماس يعني أن أحداث 7 أكتوبر قد تتكرر"، حسب وصفه. كما اتهم حركة حماس برفض عرض للإفراج عن نصف عدد الأسرى الإسرائيليين وجثامين قتلى مقابل وقف إطلاق النار، معتبرًا هذا العرض "غير مقبول".
وكان خليل الحية، رئيس حركة حماس في قطاع غزة ورئيس وفدها التفاوضي، قد أعلن استعداد الحركة للانخراط في مفاوضات شاملة تشمل إطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل اتفاق ينص على وقف شامل للحرب، انسحاب إسرائيلي كامل من غزة، وإنهاء الحصار، وبدء إعادة الإعمار.
وفي الوقت ذاته، جدد نتنياهو التزامه بـ"منع إيران من امتلاك سلاح نووي"، تزامنًا مع استمرار المحادثات بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وفي السياق ذاته، صرّح المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن "استعادة جميع الأسرى دفعة واحدة من غزة أمر غير ممكن حاليًا"، في حين تشير التقديرات الإسرائيلية إلى وجود 59 أسيرًا إسرائيليًا في غزة، بينهم 24 على قيد الحياة. بالمقابل، يقبع أكثر من 9500 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، وفق تقارير حقوقية.
تجدر الإشارة إلى أن المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار الذي تم بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي، كانت قد انتهت في مارس الماضي، قبل أن تُستأنف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
وتواصل إسرائيل، بدعم أميركي، شن عمليات عسكرية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من 168 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وسط تحذيرات دولية من كارثة إنسانية متفاقمة.