إرباك بالشحن البحري مع استمرار تهديدات الحوثيين للسفن الإسرائيلية
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
انضمت عدة شركات إلى قائمة المتحولين إلى طريق رأس الرجاء الصالح أقصى جنوب قارة أفريقيا تجنبا للمرور بالبحر الأحمر، حيث أعلنت جماعة الحوثي اليمنية استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل عبر مضيق باب المندب سعيا للضغط على تل أبيب لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان وحصار متواصل.
وقررت شركة شحن الحاويات التايوانية "إيفرغرين" اليوم الاثنين التوقف مؤقتا عن قبول البضائع الإسرائيلية بأثر فوري، وأصدرت تعليمات لسفن الحاويات التابعة لها بتعليق الملاحة عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر.
وقالت إيفرغرين، في بيان، إن السفن الموجودة في الخدمات الإقليمية لموانئ البحر الأحمر ستبحر إلى المياه الآمنة القريبة وتنتظر إشعارا آخر، في وقت ستتم فيه إعادة توجيه سفن الحاويات التي من المقرر أن تمر عبر البحر الأحمر حول رأس الرجاء الصالح لمواصلة رحلاتها إلى الموانئ.
من جانبها، قالت شركة الشحن البحري التايوانية "يانغ مينغ" اليوم إنها ستحول مسار سفنها المبحرة عبر البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح خلال الأسبوعين المقبلين في ظل تصاعد الهجمات على السفن.
وأضافت في إشعار للعملاء "بالنسبة لسفننا التي تبحر حاليا أو من المحتمل أن تبحر عبر منطقة بحرية شديدة الخطورة في الأسبوعين المقبلين، فقد تقرر تحويلها فورا إلى رأس الرجاء الصالح أو الانتظار في مكان آمن".
وقالت "سنواصل مراقبة الوضع عن كثب في المنطقة العالية المخاطر، وسنجري تعديلات فورية للتكيف فيما يتعلق بسفننا ومساراتنا استجابة للتغيرات في الوضع، مما يضمن سلامة النقل".
ووسع سوق التأمين البحري في لندن نطاق المنطقة التي يعتبرها عالية المخاطر في البحر الأحمر وسط تصاعد الهجمات على السفن التجارية هناك، وفق بيان صادر اليوم.
وتحظى توجيهات لجنة الحرب المشتركة، التي تضم أعضاء نقابيين من رابطة سوق لويدز وممثلين من سوق شركات التأمين في لندن، بمتابعة عن كثب وتؤثر على اعتبارات الشركات بشأن أقساط ورسوم التأمين.
وأضاف البيان أن لجنة الحرب المشتركة وسعت منطقة الخطورة العالية إلى 18 درجة شمالًا من 15 درجة شمالا سابقًا.
"بي بي" قررت تعليق جميع حركة ناقلاتها عبر البحر الأحمر (رويترز) بريتش بتروليوميأتي ذلك تزامنا مع قرار مماثل لشركة "بريتش بتروليوم" النفطية البريطانية (بي بي) بتعليق جميع حركة ناقلاتها عبر البحر الأحمر للسبب ذاته.
في السياق، قالت مجموعة "فرونت لاين" لناقلات النفط، ومقرها النرويج، إن سفنها ستتجنب المرور عبر البحر الأحمر وخليج عدن في الفترة المقبلة.
ونقلت رويترز عن المدير التنفيذي للشركة لارش بارشتا قوله إن أقساط التأمين ضد مخاطر الحرب آخذة في الارتفاع بشكل طبيعي، لكن مع إعادة توجيه السفن إلى مسار يمر حول أفريقيا ستصبح إمدادات الشحن أقل لأن الشحنات تبحر لمدة أطول. وهذا من شأنه أن يضع الأسعار تحت ضغط صعودي قوي.
وكانت تحولت 55 سفينة إلى طريق رأس الرجاء الصالح حول قارة أفريقيا لتفادي المرور عبر البحر الأحمر خلال الفترة من 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إلى أمس الأحد، وذلك بعد تزايد هجمات جماعة الحوثي في اليمن على السفن المتجهة إلى إسرائيل، حسبما ذكر رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع أمس.
ضربة البداية
وكانت جماعة الحوثي قد أعلنت يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي الاستيلاء على سفينة الشحن "غالاكسي ليدر" المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر، واقتيادها إلى الساحل اليمني.
وتوعدت الجماعة في أكثر من مناسبة باستهداف السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية "تضامنا مع فلسطين"، وذلك على خلفية حرب إسرائيل على غزة، داعية الدول إلى سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن.
وتوالت الهجمات على سفن تقول الجماعة إنها مرتبطة بإسرائيل، مما دفع عدة شركات شحن حاويات إلى تعليق رحلاتها عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر.
ومن أبرز هذه الشركات 3 تصنف بأنها كبرى شركات شحن الحاويات عالميا، وهي "إم إس سي" و"إيه بي مولر ميرسك" و"سي إم إيه- سي جي إم".
وكانت شركة الشحن الألمانية "هاباغ لويد" أعلنت يوم الجمعة الماضي أنها تدرس ما إذا كانت ستوقف الإبحار عبر البحر الأحمر، وذلك بعد ساعات من الإبلاغ عن تعرض إحدى سفنها لهجوم بالقرب من اليمن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رأس الرجاء الصالح عبر البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
البحرية الأمريكية تعيد تحديث نظامها بسبب عمليات البحر الأحمر
وقال موقع قيادة الأنظمة البحرية التابع للبحرية الأمريكية، إن مكتب برنامج وحدات مهام سفن القتال السطحية بالبحرية، قام بتحديث نظام (سي- يو إيه إس) لمكافحة الطائرات بدون طيار على متن السفينة الحربية (يو إس إس إنديانابوليس) من فئة (فريدوم).
وأوضح الموقع أن الأحداث الأخيرة في منطقة مسؤولية الأسطول الخامس للولايات المتحدة تؤكد أهمية تجهيز السفن الحربية بأنظمة (سي- يو إيه إس) الحديثة لإبقاء التهديدات الناشئة تحت السيطرة، مبيناً أن التحديث يتضمن إطلاق صواريخ (هيلفاير) الموجهة بالرادار لمواجهة التهديدات.
ووفقاً لتقرير نشره موقع "تاسك آند بوربس" الأمريكي المختص بشؤون البحرية، فإن السفينة الحربية (يو إس إس إنديانابوليس) كانت في البحر الأحمر خلال الخريف الماضي في مهمة استمرت عدة أشهر، وفي سبتمبر 2024 تعرضت هي ومدمرتان لهجوم يمني في البحر الأحمر.
وأشار الموقع إلى أن هذا التحديث يأتي بدافع البحث عن بدائل أرخص من الذخائر المكلفة التي كانت البحرية الأمريكية تستخدمها في البحر الأحمر لمواجهة قوات صنعاء، لأن صاروخ (هيلفاير) يكلف حوالي 200 ألف دولار، وهي أرخص من صواريخ (آر آي إم) الموجودة على السفينة والتي تكلف أكثر من مليون دولار للصاروخ الواحد، وكذلك أرخص من صواريخ (إس إم -2، و3، و6) ذات التكاليف الأكبر بكثير، والتي تم استخدام المئات منها في البحر الأحمر.
وكان موقع "ذا وور زون" العسكري الأمريكي قد أفاد أن البحرية الأمريكية نفذت العام الماضي برنامجاً تدريبياً مكثفاً لتمكين سفن القتال الساحلية من فئة (فريدوم) المسلحة بصواريخ (هيلفاير) الموجهة بالرادار من إطلاق تلك الأسلحة ضد الأنظمة الجوية غير المأهولة، أو بعبارة أخرى، الطائرات بدون طيار، وقد جاء هذا في استجابة مباشرة للمخاوف بشأن تهديدات الطائرات بدون طيار اليمنية على السفن الحربية الأمريكية العاملة في البحر الأحمر وحوله.
وذكر أن السفينة (إنديانابوليس) هي أول سفينة تحصل على هذا التحديث، مشيراً إلى أن من غير الواضح عدد السفن من فئة (فريدوم) التي تنتظر الحصول على ترقيات جديدة لمكافحة الطائرات بدون طيار، وما إذا كانت هذه القدرة قد تنتقل إلى أنواع فئات أخرى.
ونوه موقع "ذا وور زون" إلى أن شركة (لوكهيد مارتن) عرضت في وقت سابق هذا الأسبوع نموذجاً لمدمرة من فئة (آرلي بيرك) مجهزة بمجموعتين من القاذفات التي يمكن استخدامها لإطلاق صواريخ (هيلفاير)، في إشارة إلى احتمالية حصول المدمرات الحربية على هذا التحديث أيضاً.
وأردف أن الغرض الرئيسي من هذا النظام في البداية كان إعطاء هذه السفن قدرة إضافية لمواجهة أسراب القوارب الصغيرة، المأهولة وغير المأهولة، وهو الأمر الذي لا يزال يشكل تهديداً حقيقياً، مبيناً أن القوات اليمني كانوا رواداً بشكل خاص في استخدام زوارق انتحارية غير مأهولة محملة بالمتفجرات.
في سياق متصل، ذكر تقرير نشره موقع المعهد البحري الأمريكي أن البحرية الأمريكية بدأت بتحديث أنظمة بعض المدمرات، مشيراً إلى أن المدمرة (يو إس إس ستيريت) ستكون أول مدمرة تتلقى جميع ترقيات الحرب الإلكترونية والرادار ونظام القتال في إطار برنامج تحديث المدمرات 2.0.
وأضاف الموقع أن هناك أربع مدمرات من فئة (آرلي بيرك) من المقرر تحديثها، وهي كل من (يو إس إس بينكني) و(يو إس إس جيمس إي ويليامز) و (يو إس إس تشونغ هون)، و (يو إس إس هالسي) والتي ستخضع للمشروع في مرحلتين، لافتاً إلى أن تكلفة برنامج التحديث لهذه المدمرات تبلغ 17 مليار دولار.
ونقل الموقع عن الكابتن البحري تيم مور، قوله: إن هذه السفن، تم بناؤها خصيصاً برادار (سباي-1) ونظام القتال (ايجيس) والآن أنا مكلف بإزالة هذا الرادار القديم واستبداله بنظام (سباي-6) الجديد ونظام القتال المحدث، إلى جانب ترقيات أخرى كبيرة.