أنباء عن تواصل غير مباشر مع واشنطن.. الحوثيون يعلنون استهداف سفينتين
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
أعلنت جماعة أنصار الله الحوثيين في اليمن اليوم الاثنين تنفيذ عملية عسكرية ضد سفينتين "لهما ارتباط بإسرائيل" في البحر الأحمر، في حين أعلنت شركات شحن عالمية وقف النقل مؤقتا، وسط أنباء عن تواصل غير مباشر بين أميركا والحوثيين.
وفي بيان صحفي، قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع "نفذت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية نوعية ضد سفينتين لهما ارتباط بالكيان الصهيوني الأولى سفينة "سوان أتلانتيك" محملة بالنفط والأخرى سفينة الحاويات (إم إس سي كلارا)".
وأوضح سريع أنه قد تم استهداف السفينتين بطائرتين بحريتين، مشيرا إلى أن "عملية استهداف السفينتين جاءت بعد رفض طاقميهما الاستجابة لنداءات القوات البحرية اليمنية".
يأتي هذا بعدما أكد مسؤولون أميركيون تقارير عن تعرض سفينة لهجوم بالبحر الأحمر قرب ميناء المخا اليمني، وقالوا إن السفينة التجارية "سوان أتلانتيك" تعرضت لهجوم في جنوب البحر الأحمر بعدة مقذوفات انطلقت من منطقة يسيطر عليها الحوثيون، وأن المدمرة "يو إس إس كارني" استجابت لنداء استغاثة، وتحركت نحو السفينة، دون تفاصيل أخرى.
وطمأن المتحدث العسكري يحيى سريع "كافة السفن المتجهة إلى كافة الموانئ حول العالم عدا الموانئ الإسرائيلية، بأنه لن يصيبها أي ضرر، وأن عليها الإبقاء على جهاز التعارف مفتوحا"، مؤكدا أن قواتهم المسلحة "لن تتردد في استهداف أي سفينة تخالف ما ورد في بياناتها السابقة".
وقال سريع "إن القوات المسلحة اليمنية تؤكد استمرارها في منع كافة السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية من أي جنسية كانت من الملاحة في البحرين العربي والأحمر، حتى إدخال ما يحتاجه إخواننا الصامدون في قطاع غزة من غذاء ودواء".
وقف الشحن
إعلان الحوثيين يؤكد ما ذكرته هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية من أنها تلقت بلاغا من ربان سفينة عن وقوع انفجار محتمل قرب سفينته في منطقة مضيق باب المندب، وذلك على بعد على بعد 30 ميلا بحريا إلى الجنوب من ميناء المخا.
وفي بيان لها عبر موقع إكس، أكدت الهيئة البريطانية أن السلطات المعنية تجري تحقيقا في هذا الصدد، ونصحت السفن "بالعبور بحذر وإبلاغ هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية عن أي نشاط مشبوه".
ومع استمرار مهاجمة السفن المتجهة لإسرائيل بالبحر الأحمر، أعلنت شركات شحن دولية وقف النقل مؤقتا عبر البحر الأحمر، أحدثها -اليوم الاثنين- شركة "بريتش بتروليوم"، وسبقتها شركة "إم إس سي" الإيطالية السويسرية، ومجموعة الشحن الفرنسية "سي إم إيه، سي جي إم"، و"ميرسك" الدانماركية، فضلا عن مجموعة "هاباغ-لويد" الألمانية.
من جهتها، طالبت رابطة شركات الملاحة الألمانية بتشكيل تحالف عسكري دولي لحماية النقل البحري المدني في البحر الأحمر، عقب الهجوم الذي طال سفينة شحن ألمانية.
وبعد استهدافهم عددا من السفن المتجهة إلى إسرائيل في المضيق الإستراتيجي على خلفية عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، هدد الحوثيون باستهداف جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل، بغض النظر عن جنسيتها والجهات التي تديرها.
وأمس الأحد، أعلن رئيس هيئة قناة السويس المصرية أسامة ربيع أن "55 سفينة تحولت إلى طريق رأس الرجاء الصالح حول قارة أفريقيا لتفادي المرور عبر البحر الأحمر، منذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد تزايد هجمات جماعة الحوثي في اليمن على السفن المتجهة إلى إسرائيل، وهي نسبة قليلة مقارنة بعبور 2128 سفينة خلال تلك الفترة".
وأضاف ربيع أن قناة السويس تتابع عن كثب التوترات الجارية في البحر الأحمر، وتدرس مدى تأثيرها في حركة الملاحة بها، في ظل إعلان بعض الخطوط الملاحية تحويل رحلاتها بشكل مؤقت إلى رأس الرجاء الصالح.
واستخدمته مصر في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 باب المندب لحصار إسرائيل بحريا من الجنوب، وذلك عندما أغلقت قوات البحرية المصرية المضيق المندب أمام الملاحة الإسرائيلية لمدة نحو 3 أسابيع.
تحالفات وبحث الرد
واليوم الاثنين، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن على إيران الكف عن دعم هجمات المتمردين الحوثيين على سفن تجارية مؤخرا في البحر الأحمر.
وقال أوستن في تل أبيب بعد لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن "دعم إيران لهجمات الحوثيين على السفن التجارية يجب أن يتوقف".
في سياق متصل، ذكرت وكالة "بلومبيرغ" -اليوم الاثنين- أن البيت الأبيض يتواصل مع الحوثيين عبر سلطنة عُمان، ووسطاء آخرين، لحثهم على وقف هجماتهم على السفن المتجهة لإسرائيل.
بدوره، أكد المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام أن جماعته بدأت محادثات مع أطراف دولية، لم يسمها، لوقف التصعيد بوساطة سلطنة عمان، مشيرا إلى أن الحوثيين سيواصلون استهداف السفن الإسرائيلية والسفن المتجهة إلى إسرائيل حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، وتدفق المساعدات الإنسانية بشكل مستمر إلى القطاع.
وفي سياق الرد على هجمات الحوثيين، أعلنت القيادة المركزية الأميركية -السبت الماضي- أن مدمرة الصواريخ كارني أسقطت 14 طائرة مسيّرة أطلقها الحوثيون بالبحر الأحمر.
وفي وقت سابق، تحدثت تقارير عن أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تبحث خياراتها في الرد على الحوثيين، وذلك إثر جولة لمسؤولين أميركيين إلى دول عربية معنية.
ومطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري، أفادت تقارير في الصحافة الإسرائيلية أن الولايات المتحدة وإسرائيل تدرسان تشكيل قوة عمليات خاصة في البحر الأحمر، ردا على الهجمات التي تشنها جماعة الحوثيين اليمنية على السفن الإسرائيلية. وحسب هذه التقارير، فإن تل أبيب توجهت لدول بينها بريطانيا واليابان لتشكيل قوة عمليات خاصة للعمل بالبحر الأحمر.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الولايات المتحدة تحاول احتواء توسع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتدعو حلفاءها لتوسيع قوة عمل بحرية متعددة الجنسيات في البحر الأحمر مع تصاعد تهديدات الحوثيين في اليمن باستهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل.
ونسبت الصحيفة لمسؤول كبير في الإدارة الأميركية، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، قوله إن خطة إدارة بايدن هي توسيع قوة المهام المشتركة 153، وهي وحدة عسكرية تركز على البحر الأحمر وخليج عدن، وهي مجموعة تضم 39 دولة ومقرها البحرين، ويتولى قيادتها الدورية ضابط في البحرية الأميركية.
غير أن إجراءات مثل الضربات العسكرية أو تصنيف الحوثيين كإرهابيين، يمكن أن تؤدي إلى تعقيد الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة والولايات المتحدة وآخرون لإنهاء الحرب الأهلية الكارثية في اليمن، حسب الصحيفة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: السفن المتجهة إلى إسرائیل فی البحر الأحمر بالبحر الأحمر على السفن فی الیمن
إقرأ أيضاً:
الأسباب وراء إسقاط مقاتلة أمريكية فوق البحر الأحمر
في حادثة نادرة، أعلن الجيش الأمريكي اليوم الأحد عن إسقاط مقاتلة حربية من طراز "F/A-18 هورنت" عن طريق الخطأ أثناء تحليقها فوق البحر الأحمر. وأسفرت الواقعة عن إصابة أحد الطيارين بجروح طفيفة بعد قفزهما بالمظلات.
وفيما يلي استعراض لأسباب الحادث استنادًا إلى البيان الرسمي الصادر عن القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم":
1. إطلاق نيران صديقةوصفت القيادة المركزية الحادث بأنه نتيجة إطلاق نيران صديقة، حيث أطلقت إحدى السفن المرافقة لحاملة الطائرات "هاري أس. ترومان" النار عن طريق الخطأ على المقاتلة.السفينة المسؤولة عن الإطلاق الخاطئ هي الطراد الصاروخي "جيتيسبيرج"، والذي تسبب في إصابة المقاتلة بشكل أدى إلى سقوطها.
2. خلل محتمل في التنسيق العملياتيعادةً ما يتم تنفيذ العمليات العسكرية البحرية والجوية بتنسيق دقيق لتجنب الحوادث.التحقيقات الأولية تشير إلى احتمال وجود خلل في نظام تحديد الهوية الصديق والعدو (IFF) أو خطأ بشري أثناء تنفيذ المناورات العسكرية.
3. تزامن مع عمليات قتالية ضد الحوثيين
كان الحادث متزامنًا مع تنفيذ الجيش الأمريكي ضربات دقيقة ضد أهداف للحوثيين في صنعاء.
خلال العمليات، استخدمت طائرات "F/A-18" لضرب مواقع استراتيجية مثل منشآت تخزين الصواريخ ومراكز القيادة والتحكم التابعة للحوثيين.
قد يكون التوتر الميداني وسرعة اتخاذ القرارات خلال العمليات العسكرية سببًا غير مباشر للحادث.
4. إجراءات الاستجابة السريعة
بعد إسقاط الطائرة، استجابت قوات البحرية الأمريكية سريعًا لإنقاذ الطيارين، مما يشير إلى جاهزية السفن في حالات الطوارئ، وأصيب أحد الطيارين بجروح طفيفة، وتم نقله إلى العناية الطبية.
أهمية التحقيقات الجاريةالقيادة المركزية الأمريكية أكدت أن الحادث يخضع لتحقيق شامل لتحديد الأسباب المباشرة وتجنب تكرار مثل هذه الحوادث.
سيتم مراجعة بروتوكولات التنسيق بين السفن والطائرات.سيُعاد تقييم أنظمة الدفاع الجوي للسفن المشاركة في العمليات.