نيويورك تايمز: السيسي رئيس مصر لولاية ثالثة رغم سوء إدارته وتجاهل أزماتها
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، حظي بولاية رئاسية ثالثة في بلاده تمتد لمدة 6 سنوات، بالرغم من سوء إدارته لها وتجاهله لأزماتها على مدار عقد من الزمن، التي تركت الكثير من المصريين غير قادرين على تحمل تكاليف شراء اللحوم أو الرسوم المدرسية لأطفالهم.
وذكرت الصحيفة أن السيسي الذي يقدم نفسه كزعيم قوى في منطقة غير مستقرة، بدى في كثير من الأحيان في مواجهة أزمات مصر المتفاقمة خلال فترتي ولايته، كأنه يتدلى من أصابعه نحو الهاوية.
فمن إدانات دولية تعرض لها السيسي قبل 10 أعوام عندما وزيرا للدفاع عقب مجزرة رابعة العدوية، وقتل القوات الأمنية لنحو 800 معارضا في يوم واحد، بعد انقلابه على الرئيس المنتخب محمد مرسي، إلى الانهيار الاقتصادي الذي حدث خلال الأشهر الـ 21 الماضية، ظل السيسي بلا فاعلية حقيقة لإنقاذ المصريين.
وعلى الرغم من أن صندوق النقد الدولي عرض خطة إنقاذ للمساعدة في تغطية الديون الهائلة التي تراكمت مصر بسبب خلال حكم السيسي، يبدو أن المقرضين والمصريين على حد سواء بدأوا يفقدون صبرهم بسرعة تجاه ما وصفه الخبراء بالإدارة المدمرة للرئيس صاحب الخلفية العسكرية.
وأشارت الصحيفة أن السيسي يعود اليوم لرئاسة مصر، بعدما أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات الإثنين فوزه بولاية ثالثة تستمر حتى العام 2030، محققا نسبة 89,6% من إجمالي الأصوات الصحيحة التي بلغت 44,2 مليون صوت.
ويعتبر الكثير من المصريين السيسي بمثابة حصن ضد الإرهاب وعدم الاستقرار، بما في ذلك المواطنون القلقون بشأن التشدد في الداخل والقلق من أن بلادهم ستواجه نفس مصير سوريا أو اليمن.
كما أثبتت الدول الغربية أيضًا استعدادها للتغاضي عن نفورها من انتهاكاتها لحقوق الإنسان وإسكات المعارضة من أجل الشراكة معه ضد التطرف العنيف والهجرة.
ووفق الصحيفة، لم يشك أحد في النتيجة، نظراً لكل المزايا التي تتمتع بها قبضته الاستبدادية على البلاد.
وجاءت ميزة إضافية من الحرب في غزة المجاورة، والتي سمحت للسيسي بتصوير نفسه كزعيم قوي في الداخل والخارج، تمامًا كما فعل بعد الصراعات في ليبيا، والسودان، وسوريا، وخارجها.
هذه هي الخريطة الجيوسياسية المضطربة للشرق الأوسط، وهي عبارة عن حريق متعدد الجبهات جعل السيد السيسي، بطريقته العنيدة، يبدو وكأنه صخرة من الاستقرار.
ليس استقرارا
ومرارًا وتكرارًا، عززت الجغرافيا تلك الذريعة لصالح السيسي، فإلى الغرب من مصر يوجد الصراع الليبي الذي لا ينتهي، وإلى الجنوب منها هناك إراقة الدماء الضروس في السودان.
تتكشف الهجمات الإسرائيلية على غزة عبر الحدود الشرقية لمصر. وفي الشمال يقع البحر الأبيض المتوسط، وبعد ذلك مباشرة تقع أوروبا، التي يشعر قادتها بالذعر إزاء احتمال ظهور موجة جديدة من المهاجرين.
وتسيطر مصر أيضًا على قناة السويس، وهي واحدة من أهم الممرات الملاحية في العالم.
اقرأ أيضاً
استراتيجية السيسي لتعزيز سلطته.. هكذا أضرت باقتصاد مصر
وفي هذا الصدد، قال رباب المهدي، أستاذة العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة إن "السيسي يحصل على فرصة كبيرة، فقط بسبب موقع البلد الذي يحكمه"
وأضافت أن الرئيسين المصريين السابقين جمال عبدالناصر وأنور السادات أصبحا من الشخصيات العالمية لنفوذهما في المنطقة، لكن السيسي على النقيض من ذلك، لم يقدم أي رؤية للشرق الأوسط بعد أزمة الحرب في غزة باستثناء التفاهات.
وذكرت الصحيفة أنه بالرغم من ذلك فإن مصر كانت، وستظل، ذات أهمية كبيرة.
وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية الأسبق نبيل فهمي "عمرنا 7000 عام.. نحن لا نعمل وفق المقاطع الصوتية"
وإضافة لذلك فإن مركزية مصر -والعواقب المترتبة على الانهيار المالي في بلد يبلغ عدد سكانه 106 مليون نسمة - لم تغب عن أعين الشركاء الدوليين.
وقال صندوق النقد الدولي مؤخرا إنه يجري محادثات مع مصر لزيادة القرض البالغ ثلاث مليارات دولار الذي قدمته العام الماضي. ويعمل الاتحاد الأوروبي على تسريع وتيرة التمويل لمصر بنحو 10 مليارات دولار.
ومع ذلك، فقد حذر المحللون والناشطون منذ فترة طويلة من أن دعم السيسي الذي يقدم مزيجا من القمع السياسي الخانق وسوء الإدارة الاقتصادية هو استثمار سيئ.
وذكرت الصحيفة أن نظام السيسي يماطل في تلبية أي طلبات صندوق النقد بإصلاح المشاكل الهيكلية للاقتصاد، لاسيما فيما يتعلق بتخفيف القبضة العسكرية الخانقة على الاقتصاد لتحفيز نمو القطاع الخاص.
وقالت الصحيفة إن المحلليين يرون أن مماطلة السيسي لتلبية مطالب الصندوق ترجع إلى عدم رغبته أو عدم قدرته على الحد من الامتيازات المربحة للجيش.
وقال تيموثي إي. كالداس، نائب مدير معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط ومقره واشنطن: “إن استقرار نظام السيسي ليس استقراراً”.
وأضاف "مع مرور كل عام، وعلى الرغم من كل الدعم الذي يتلقاه، يتدهور مستوى معيشة المصريين."
اقرأ أيضاً
بنسبة مشاركة أعلى وتأييد أقل.. السيسي رئيسا لمصر لولاية ثالثة
المصدر | نيويورك تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: عبدالفتاح السيسي رئيس مصر انتخابات مصر الحرب الإسرائيلية على غزة انهيار اقتصاد الصحیفة أن
إقرأ أيضاً:
منى أحمد تكتب: تحديات الرئيس الـ47 للولايات المتحدة
جاءت قرارات الساعات الأولى لتولي سيد البيت الأبيض ، لتؤكد عزمه تنفيذ الوعود الاِنتخابية التى قطعها، منها المثير للجدل والمتعلق بملف الهجرة والجنسية وحقوق المواطنة ، زيادة التعريفة الجمركية مقابل الإعفاءات الضريبية ، بالإضافة إلي تعليق المساعدات الخارجية لمراجعتها والاِنسحاب من بعض الاِتفاقيات والمنظمات الدولية.
وحمل خطاب التنصيب رغبة حثيثة من الرئيس دونالد ترامب في طرح نفسه كصانع للسلام وموحد العالم ، لكن هل ينجح حقا فى تسوية الصراعات الموجودة على الساحة العالمية.
يأتى إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية ليمثل التحدى الأكبر لتلك الرغبة، و التي يريد من خلالها أن تكون إرثا له ،وهو من أصعب الملفات الشائكة بالنظر إلى الوضع الراهن فى ساحة المعركة، ونظرا لتشابكها مع المصالح الأوروبية فهل يمتلك ترامب مفاتيح الحل فى هذا النزاع المعقد.
قد يرى ترامب أنه نجح فيما فشل فيه سابقه بالتوصل إلى اِتفاق تهدئة ووقف لإطلاق النار فى غزة ، لكنه فى الوقت نفسه لا يضمن استمراريته بإعترافه خلال حفل تنصيبه ، وتناقض يشكل ثانى أكبر تحدى يواجه الصورة الذهنية التى يحاول ترسيخها كصانع للسلام.
مسار القضية الفلسطينية ثانى أكبر تحدى يواجه المنطقة العربية ، فخلال ولاية ترامب السابقة ،اِتخذت إدارته قرارات سياسية داعمة بشدة لإسرائيل ، كان أبزرها نقل السفارة الأمريكية للقدس و الإعتراف بها كعاصمة لإسرائيل فى تحد صارخ لحقوق الشعب الفلسطيني ، وهو ما آثار موجة اِستِنكار عربية.
ولم يكتف الجالس علي المكتب البيضاوي بهذا بل اعترفت إدارته بالوجود الإسرائيلي على مرتفعات الجولان السورية، وهو ما ينقلنا للحديث عن الوضع السورى ، و رغم تجاهل ترامب للأحداث الأخيرة بسوريا يثار تساؤل هام ، حول إمكانية اِتِّخاذ قرارات نافذة بشأن سوريا الجديدة ، خاصة بعد تصنيف إدارته السابقة لهيئة تحرير الشام التى ينتمى إليها أحمد الشرع كجماعة إرهابية ،وتقاطعات تجيب عليها الأيام القادمة.
إيران واحدة من أكبر التحديات الكبرى التى تواجه واشنطن فى مجال السياسة الخارجية ، حيث شهدت الفترة الرئاسية السابقة لترامب توترات أفضت إلى اِنسحابه من الاِتفاق النووى خمسة- واحد, و فرض عقوبات اِقتصادية صارمة وهو ما ألقى بظلاله القاتمة على الاِقتصاد الإيراني، وهو ما تخشاه إيران حال استمرار سياسات ترامب المتشددة فهل يميل للتصعيد أم للتهدئة فى ظل متغيرات دولية وإِقليمية.
ومع ذكر إيران لابد من الحديث عن حلفائها، و الذين تعرضوا لهزائم سياسية وميدانية فى سوريا ولبنان والعراق جراء الأحداث الأخيرة ، ولم يتبقى سوى التهديد الحوثى فهل تستمر الإدارة الأمريكية الجديدة في توجيه ضربات عسكرية لتدمير بنيته التحتية وصد هجماته التى تهدد الملاحة البحرية وإسرائيل.
نقطة التقاطع فى المصالح الأمريكية الأوروبية أحد أهم الملفات التى تواجه ترامب، وتعود للطرح مرة أخرى وفى مقدمتها مستقبل حلف الناتو ، معاهدة الدفاع المشترك والإنفاق العسكرى فى ظل خلافات سابقة بين واشطن والحلفاء الأوروبيين خلال فترة الرئاسة الأولى لترامب.
وتشكل بكين تحدى أخر لترامب على خلفية الحرب التجارية وصراع النفوذ، فالتحدى الأبرز للهيمنة الأمريكية عالميا هو المنافس الصيني اللدود ،لذلك وعد ترامب بزيادة التعريفة الجمركية على المنتجات الصينية ، واِتخاذ عقوبات تجارية لكن هل يستطيع أن يكبح جماح التنين الصيني سياسيا و اِقتصاديا.
علاقات الإدارة الأمريكية سواء بجيرانها أوبحلفائها أومن خلال إستراتيجياتها فى التعاطى مع العديد من القضايا متوقعا لها أن تشهد الكثير من المفاجات التى ستحملها السنوات الأربع القادمة ، فى ظل شخصية مثيرة بتصريحاتها وقراراتها ولا يمكن التنبؤ بأفعالها.