استبعد مندوب اليمن لدى اليونسكو محمد جُميح أن تلحق الولايات المتحدة أي ضرر بميليشيا الحوثي، مؤكدًا عمق العلاقة التي تجمع الطرفين.

 

يأتي ذلك بعد الأنباء التي تحدثت مؤخرًا عن احتمال توجيه أمريكا ضربة عسكرية لميليشيا الحوثي، ومساعيها لتشكيل تحالف دولي، للرد على تصعيد الميليشيا المستمر في البحر الأحمر.

 

وكشف جُميح خلال حديثه لموقع "إرم نيوز" إن "الولايات المتحدة، كان لها دور كبير في تسمين وتقوية الحوثيين، إذ ضغطت عام 2013، على القوى الوطنية اليمنية لإدخال الحوثيين في الحوار الوطني، غير منزوعي السلاح، كما ضغطت من أجل أن يُمثَّلوا بعدد كبير من الأعضاء، بشكل لا يتناسب إطلاقاً مع حجمهم الصغير في ذلك الوقت، إذ كانوا لا يسيطرون إلا على بضع مديريات محدودة في محافظة صعدة".

 

وأضاف مندوب اليمن لدى اليونسكو: "في المرحلة التي أعقبت إعلان الحرب على الحوثيين، كان هناك ما يسمى بالحظر الدولي، وفق قرارات الأمم المتحدة، المراقبة لمنع وصول الأسلحة للحوثيين، ولم تكن الولايات المتحدة تضبط إلا القليل من الأسلحة، ولا يمكن تصور الأسلحة الأخرى التي كانت تمر وتعبر إليهم".

 

وأشار جُميح إلى معركة الحديدة عام 2018، إذ كانت القوات الشرعية على بعد كيلومترات لتحرير المدينة بالكامل من ميليشيا الحوثي، والسيطرة على الميناء، موضحًا كيف تدخلت أمريكا لإنقاذها، بورقة مفاوضات ستوكهولم.

 

وقال مندوب اليمن لدى اليونسكو: "جاءت معركة الحديدة، التي هُزم فيها الحوثيون، ولم يبق إلا ثلاثة كيلو مترات، لتطويقهم والوصول إلى الميناء، وضغطت أمريكا وبريطانيا مرة أخرى لإنقاذ الحوثيين"، متابعًا: "ثم جاءت إدارة بايدن التي رفعت الحوثيين من قوائم الإرهاب".

 

وحول الحديث عن تشكيل تحالف دولي لتأمين البحر الأحمر، وتصاعد إمكانية توجيه ضربة عسكرية للحوثيين، قال المسؤول اليمني: "اليوم، تقدم الولايات المتحدة، أكبر هدية للحوثيين بتشكيل هذا التحالف، ونحن نعرف أنه سيكون تحالفًا شكليًّا لن يضر الحوثيين، بل سيعمل على تكبير دورهم، وإعطائهم الفرصة، بأن يقولوا نحن نواجه تحالفًا دوليًّا بقيادة أمريكا، في الوقت الذي لا يمكن لأمريكا إطلاقًا أن تضر بالحوثيين، الضرر الذي يمكن أن يقضي عليهم".

 

وفي إطار تفسير حديثه حول استحالة إلحاق أمريكا الضرر بميليشيا الحوثي، قال جُميح: "هذا يرجع إلى أن الحوثيين بالمقابل، يقدمون للأمريكيين خدمات كبيرة، من خلال استنزاف اليمنيين في معارك داخلية، وكذلك من خلال استنزاف السعوديين، عبر دفع السعودية إلى الولايات المتحدة، من أجل شراء المزيد من الأسلحة".

 

وأضاف مندوب اليمن لدى اليونسكو: "هذا هو عمل إيران وميليشياتها في الضغط وإقلاق الأمن في منطقة الخليج واليمن والشرق الأوسط بشكل عام، بُغية التسويق للسلاح الأمريكي، إذًا هي خدمات متبادلة".

 

وتابع "هذا التحالف لن يضر بالحوثيين، فكل ما يمكن فعله، هو ما تقوله الولايات المتحدة، بأنها ستعمل على احتواء الحوثيين، والاحتواء يعني أن يعود الحوثيون، للوظيفة التي تريدهم أمريكا أن يقوموا بها، والتي أدوها من قبل بكل إخلاص، وهي التوجه للداخل والحرب في الداخل، وعدم التعرض بمشاغبات معينة هنا وهناك، لأمن البحر، أو إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، وهي صواريخ دعائية، نعلم جميعًا أنها لم تسقط داخل إسرائيل".

 

وأكد المسؤول اليمني في ختام حديثه أن "هذا التحالف لن يكون المستفيد الأكبر منه سوى ميليشيا الحوثي".

   

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري يكشف عن تحول وتطور جديد في المواجهة الأمريكية تجاه الحوثيين ولماذا استخدمت واشنطن قاذفات B2 وبدأت بقصف أهداف متحركة؟

قال الباحث بالشؤون العسكرية علي الذهب ان هناك تحول في المواجهة بين الولايات المتحدة والحوثيين، وان اميركا ستضاعف الهجمات على الحوثيين وتركز بشكل أكبر على تحركات الجماعة خارج صنعاء.

 علي الذهب، تحدث للأناضول إن "التطورات تشير إلى تحول في المواجهة بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي".

وأضاف: "هناك تطور ملحوظ في آلية المواجهة الأمريكية تجاه الحوثيين، وهو الانتقال إلى تعقب التهديدات المتحركة".

وأوضح: "بمعنى البدء في تزاوج الاستهداف لتشمل معاقل أو مناطق المنشآت المحصنة التي تضم طائرات غير مأهولة أو صواريخ بالستية أو مجنحة أو أي قذائف أخرى تهدد الشحن البحري وكذلك تشمل في الوقت نفسه منصات متحركة أو وسائل نقل المقذوفات والقادة والمدربين الخبراء المعنيين بهذه التقنيات".

الذهب عزا التحول في المواجهة إلى "توفر مزيد من المعلومات الاستخبارية الأمريكية عن مصادر التهديد الثابتة والمتحركة والمعاقل التي توجد فيها المقذوفات".

ورأى أن "الأمريكيين استفادوا خلال عام مضى من جمع بيانات عن الحوثيين وانتقلوا إلى المواجهة".

وبشأن دلائل التحول، قال الذهب إن "الولايات المتحدة لجأت مؤخرا إلى استخدام قاذفات ’بي 2’ (B2 الاستراتيجية)، لأن الهدف يحتاج إلى ذخيرة انفجارية شديدة وأكثر فاعلية".

واستطرد: "الهدف المراد ضربه محصن تحصينا شديدا وعلى مسافة كبيرة تحت الأرض، واستخدام هذه القاذفات تؤدي إلى هذا الغرض".

وعن مستقبل المواجهات، رجح الذهب أن "الولايات المتحدة ستضاعف الهجمات على الحوثيين وتركز بشكل أكبر على تحركات الجماعة خارج العاصمة صنعاء".

وتابع مبينا: "أي استهداف مناطق إعداد وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة في المحافظات خصوصا تعز (جنوب غرب)، والحديدة وريمة (غرب)، والبيضاء (وسط)، والمناطق القريبة من البحر الأحمر".

وتصاعدت خلال الأيام الماضية المواجهات العسكرية بين التحالف الأمريكي وجماعة الحوثي اليمنية، بعد نحو عام من بدء الأخيرة هجماتها البحرية "إسنادا" لقطاع غزة الذي يتعرض بدعم أمريكي لحرب إبادة إسرائيلية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وفي 12 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، أعلنت جماعة الحوثي تنفيذ "عمليتين عسكريتين نوعيتين" بصواريخ باليستية ومجنحة وطائرات مسيّرة استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية "إبراهام لينكولن" في البحر العربي ومدمرتين أمريكيتين في البحر الأحمر.

وأكد متحدث وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاغون" بات رايدر، في اليوم نفسه، أن الحوثيين أطلقوا صواريخ ومسيّرات باتجاه مدمّرتين أمريكيين أثناء عبورهما مضيق باب المندب.

وأوضح أن المدمرتين "تعرّضتا لهجوم استُخدمت خلاله 8 طائرات مسيرة و5 صواريخ بالستية مضادة للسفن و3 صواريخ كروز مضادة للسفن، وتمّ التعامل معها بنجاح"، دون إيضاحات.

وجاء هذا الهجوم بعد أن شنت الولايات المتحدة في 9 و10 نوفمبر الجاري، سلسلة هجمات على مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن.

وادعت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم"، في بيان، أن قواتها "نفذت في هذين اليومين سلسلة ضربات جوية دقيقة على منشآت لتخزين أسلحة في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين".

مقالات مشابهة

  • باحث سياسي: أمريكا تريد تفكيك روسيا وهزيمتها استراتيجيا
  • باحث سياسي: أمريكا لا تريد دعم نتنياهو وجالانت (فيديو)
  • باحث سياسي: أمريكا لا تريد دعم نتنياهو وجالانت.. لكنها ترغب في الحفاظ على هيبة إسرائيل
  • باحث سياسي: أمريكا لا تريد إلا الحفاظ على هيبة إسرائيل
  • إحباط محاولة تسلل لمليشيا الحوثي في تعز
  • إيلون ماسك المغربي يعلن تسويق سيارات الهيدروجين التي عرضها أمام الملك في الولايات المتحدة
  • المبعوث الأمريكي للسودان: الولايات المتحدة تؤيد إنهاء الحرب والجرائم التي ترتكب في حق الشعب السوداني
  • خبير عسكري: الدولة العميقة في أمريكا لا تريد حجب المساعدات عن إسرائيل
  • “هدية” يبحث مع المسؤول الاقتصادي بسفارة الولايات المتحدة الأمريكية تعزيز التعاون بين البلدين
  • خبير عسكري يكشف عن تحول وتطور جديد في المواجهة الأمريكية تجاه الحوثيين ولماذا استخدمت واشنطن قاذفات B2 وبدأت بقصف أهداف متحركة؟