أطياف
صباح محمد الحسن
دعوة للموت!!
ثلاثة أيام للحرب في شهرها التاسع والشعب السوداني ضحية لجماعات مهووسة دخلت في حالة من الاضطراب النفسي بسبب ضغوط النتائج الخاسرة ذلك الشعور الذي يدفعها لمواصلة القتال الذي لا يخلف إلا الدمار وإلحاق الأذى بالمواطنين
ولم يستطع أحد الطرفين أن يصل هدفه ومبتغاه طوال هذه المدة في وقت يجد فيه المواطن أنه مازال يقف على صفوف التبرع بالأرواح والممتلكات لعبث يتمدد شره كل يوم للحد الذي يجعل المواطن يبدأ رحلة النزوح الثانية
والحرب تصبح أشد خطراً عندما تخرج من ميادين المعارك وتدخل إلى براحات النزوح
وقوات الدعم السريع تمارس بطشها وتعديها على المواطنين الأبرياء تأكيداً لإصرارها على اتساع رقعة الصراع ليصل إلى الولايات الآمنة
والتعجب في أن اتساع دائرة الحرب لا مسوغ له لطالما أن الذين يعرقلون الحوار مازالوا يمارسون لعبة الخديعة الزائفة على المواطن الذي كلما منحهم الدعاء بالنصر منحوه كذبة جديدة ليصبح المواطن أسير خدعة والبرهان أسير تنظيم يخنقه بالمسد كلما اشتد عليه الخناق، مات الشعب وخرج البرهان بكامل زيفه من جديد رجل ينتظر حتى يموت كل شعبه الذي أصبح لا حول له ولا قوة أمام طغيان وجبروت وفوضى الدعم السريع التي تجلت في غدرها على ولاية الجزيرة،
هذا الاعتداء الذي تسبب فيه البرهان عندما خرج يتباهى بتخريج 40 ألف مستنفر من ولاية الجزيرة جاهزين ليحاربوا بجانبه وقال إنه سيوفر إمكانيات ضخمة لقيادة الفرقة لتصبح نقطة انطلاق لتحرير الخرطوم من قبضة قوات الدعم السريع، وأضاف أن المتحركات التي جاءت لإسناد الجيش في معركة (الكرامة) كانت من الجزيرة التي ستكون النواة للتحرك إلى الخرطوم باعتبارها الولاية الأولى في تخريج أكبر عدد من المستنفرين.
بهذا التصريح كشف البرهان خطته العسكرية الأمر الذي جعل قوات الدعم السريع تباغت قواته قبل أن تتحرك لنصرة الخرطوم
وهذه التصريحات تؤكد جلياً أن البرهان مشغول بالخطاب السياسي و(الشو) أكثر من أموره العسكرية حتى لو جاء هذا على حساب أراوح المواطنين العُزل معلومات لا يمكن التباهي بها أثناء الحرب وكذلك كرنفالات التخرج للمستنفرين تحت الأضواء لا تتم إلا في حالة السلم، فربما يكون المستنفر خريجاً ولا يكون جاهزاً للقتال الذي تسبقه عدة مراحل إعدادية لخوض المعركة ولكن يبدو أنها دعوة للموت قبل أن تكون دعوة للحياة التي يتحقق بها الحسم والنصر!!
طيف أخير:#لا_للحرب
غداً في عيد ميلادها الخامس نوقد معها شمعة السلمية ونرفع شعارها من جديد (الثورة ثورة شعب والسلطة سلطة شعب والعسكر للثكنات والجنجويد ينحل)
الجريدة
الوسوماطياف البرهان الجزيرة الجيش الحرب الدعم السريع المستنفرين صباح محمد الحسن مدنيالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: اطياف البرهان الجزيرة الجيش الحرب الدعم السريع المستنفرين مدني الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الأخطار الأفدح تحت ركام الحرب..!
بعض الناس لا يزالون لا يدركون حقيقة ما ينتظر السودان وأهله مع استمرار هذه الحرب اللعينة (منزوعة الكرامة) حتى ولو توقفت الآن..!
مثلا انظر إلى هذا الاتجاه الأرعن الخطير لحكومة البرهان الانقلابية التي يسيطر عليها الكيزان (ركبة ورأس) وهي تسعى نحو قطع خدمات الاتصال عن أقاليم غرب البلاد وحرمان مواطنيها وغيرهم من استخراج أو تجديد أوراق الهوية والوثائق الثبوتية وخدمات السجل المدني..بل حرمان أبنائهم من خدمات التعليم وأداء الامتحانات الطلابية القومية..ثم قرار تغيير العملة الذي يصب في ذات الاتجاه؛ بمعنى معاقبة سكان أي منطقة خارج سيطرة عساكر ومليشيات البرهان وهي (لسوء الحظ) مناطق أوسع واكبر بكثير من الرقعة التي تمتد إليها سلطة حكومة الانقلاب الهزيلة الخائرة..!!
ماذا يعنى هذا..؟! هل يعني الحفاظ على حدة الوطن وحماية مواطنيه..والبرهان وأبواقه يردد كل يوم أن الشعب السوداني جميعه يؤيد انقلابه ويبارك مواصلة الحرب..؟!!
هل هي البداية الفعالية لدولة (النهر والبحر) ودولة عبد الرحيم حمدى التي رسم حدودها على سنة العنصرية وشهوة الثروة والمال والاستبداد..!
أليس هذه هي البداية الحقيقية لتشليع الدولة السودانية وفرض التجزئة والتمزيق )فعلاً وواقعاً( بمراسيم وقرارات البرهان والكيزان الذين يقفون خلف كل قرار يصدر باسم حكومته الانقلابية (حكومة العار العارية من كل شرعية ومروءة)..!
فقط وعلى سبيل المثال انظر إلى قائمة السفراء الجديدة التي نشرتها الأسافير لتعرف إنها والقوائم والتعيينات التي سبقتها إنما هي قوائم كيزانية بامتياز (وعلى الفرّازة)..أعادت رجال التمكين فاقدي الأهلية والشرعية الذين يتمخطرون مثل الثعالب القطبية على جثة الدبلوماسية السودانية بعد أن غاب عن الساحة فرسانها وتم إقصاء المؤهلين من أبناء المهنة..أصحاب الكفاءة والضمير والوطنية...!
هل كتب علينا أن تستمر الحرب ونظل في انتظار إحصاء غارات القصف المدفعي والطلعات الجويّة على الأحياء والفرقان، وبيانات لجان الأطباء عن أعداد القتلى وعن الأطراف المبتورة والمصابين والجرحي والمفقودين والمشوهين والناس يتعثرون موتاً وهرباً بين الأطلال المتهدمة والبيوت المحترقة والغرف المبقورة والجثث المتحللة والمقابر الجديدة...وأن نظل في انتظار البيانات التي تتحدث عن استعادة المواقع العسكرية..ثم (إعادة استعادتها) مرة أخرى..!
كل هذه المقتلة الكبرى والفظائع الدموية من اجل أن يصل عسكر البرهان ومليشيا الكيزان إلى التوازن العسكري مع قوات الدعم السريع الني حملها البرهان على كتفه (وهو يلهث) ووضعها في المواقع التي يحاول استعادتها الآن على دماء السودانيين..؟!
ما ينتظرنا حتى إذا توقفت الحرب الآن أعباء ومهام وهوائل اكبر بكثير من نقل الأموال العامة في ظهور السيارات والعودة إلى (تراث الإنقاذ) في الفساد الأكبر وتجويع البشر ونهب الموارد وطباعة العملة وسرقة الإغاثة ولبن الأطفال..!
هذا البلد مشمول بإذن الله بالعناية الإلهية..والثورة باقية وعائدة..فهذا شعب قال عنه شباب الملحمة وشهداؤها (الفيك محريّة..أشعلت ديسمبر ضد الحرامية).. الله لا كسّبكم بحق جاه النبي..!
مرتضى الغالي
murtadamore@yahoo.com