يمانيون../

نشرت كتائب “الشهيد عز الدين القسام”، الجناح العسكري لحركة حماس، مقطع فيديو رداً على مشاهد نشرها “جيش” الاحتلال الإسرائيلي أمس الأحد، لاكتشافه نفقاً في شمالي قطاع غزة.

وأشار الفيديو إلى أنّ هدف النفق كان مرتبطاً بعملية “طوفان الأقصى”، مؤكداً لـ “جيش” الاحتلال أنّ قواته “وصلت متأخرة” وأنّ المهمة المطلوبة من النفق “قد أنجزت بالفعل”.

وأظهرت المشاهد التي نشرها الاحتلال للنفق، مسارعة وزير الأمن يوآف غالانت إلى زيارة مدخله وأخذ الصور هناك، في مسعىً واضح لتظهير “إنجاز عسكري” لقوات الاحتلال بعد 70 يوماً من الحرب وبعد أكثر من 50 يوماً من القتال البري، وكون كشف أنفاق المقاومة هو أحد أبرز أهدافه المعلنة لهذه الحرب.

مدخل النفق محاذٍ للسياج الفاصل في أقصى شمالي القطاع

ولكنّ موقع النفق وتفاصيله تكشف أنّ الإنجاز العسكري الإسرائيلي فارغ من أي قيمة حقيقية، فبحسب ما نشره الاحتلال نفسه، يظهر أنّ مدخل النفق المكتشف بعيد أقل من 400 متر عن السياج الفاصل على الحدود الشمالية الشرقية للقطاع، أي فعلياً، يقع هذا النفق مقابل موقع إيريز العسكري مباشرة، وفي منطقة حاصرها الاحتلال في الأيام الأولى للحرب، حتى قبل إعلانه بدء العملية البرية في القطاع.

وتعكس حاجة الاحتلال إلى 70 يوماً من الحرب لاكتشاف نفق ضخم واحد، في منطقة مفتوحة ويسيطر عليها بالنار ويشرف عليها من مواقعه، الصعوبة البالغة التي تعترض مهمة قوات الاحتلال المعلنة بتدمير أنفاق المقاومة، ولا سيما في المناطق العمرانية التي تواجه فيها مدرّعاته معارك ضارية مع المقاومين.

 

https://www.yamanyoon.com/wp-content/uploads/2023/12/القسام-والنفق.mp4 حجم النفق يظهر أنه ليس نفقاً دفاعياً

ومن خلال الالتفات إلى حجم النفق وطبيعة بنائه، يظهر أنه نفق معدّ للأعمال الهجومية، وهو ما أكّده اليوم فيديو الإعلام الحربي في القسام، الذي أشار إلى ارتباطه بنقل القوات الموكلة تنفيذ عملية “طوفان الأقصى”، وأنّ مهمته تحقّقت بالفعل.

إذ تخصص هذه الأنفاق الطولية التي تمتدّ لكيلومترات، لنقل القوات من منطقة إلى أخرى بشكل سريع، مع آلياتها الثقيلة والخفيفة، بشكل سري وخفي من تحت الأرض، لمواجهة قدرة الاحتلال على رصدها عن بعد، وبالتالي الحفاظ على قدرة هذه القوات على مباغتة العدو، وهو ما تحقّق بشكل تامّ وناجح في 7 أكتوبر.

ولا يخصص هذا النوع من الأنفاق للأعمال الدفاعية أو للتسلّلات خلف خطوط العدو، إذ إنّ حجمه وامتداده الطولي، يجعله غير مناسب للأعمال الدفاعية التي تحتاج إلى أنفاق تتسع إلى عدد قليل من المقاومين، مع عتاد مخصص للأعمال القتالية الخاصة “الكومندوس”، وهو ما أظهرته مشاهد العمليات الخاصة للمقاومة في جحر الديك وبيت حانون وغيرها.

فالأنفاق الدفاعية تكون عادة متفرّعة ومتفرّقة وتجتمع في عقد محدّدة، منعاً لسقوطها جميعاً في حال اكتشاف أحدها، إضافة إلى كونها تتضمّن فتحات قريبة من السطح للقيام بأعمال الاستطلاع والتسلل، بينما هذا النفق يمتدّ، بحسب اعتراف الاحتلال، على عمق 50 متراً تحت الأرض وطولياً لمسافة 4 كيلومترات إلى ما يرجّح الاحتلال أنها منطقة ما في مدينة غزة أو بالقرب منها.

صدمة للاحتلال: أنفاق المقاومة متطورة إلى درجة كبيرة

بدت الصدمة واضحةً على وجه غالانت وضباطه في النفق، المصفّح بالفولاذ الدائري والمدعّم بأعمدة إسمنتية وفولاذية، وهو ما يظهر حجم الاتقان والعمل المحترف لقوات القسام الموكلة بمهمات حفر الأنفاق، ويفتح الباب أمام الاحتلال لتوقّع الأسوأ لناحية قدرة أنفاق المقاومة على مواجهة صواريخه وقنابله في هذه الحرب.

كما ظهرت تجهيزات داخل النفق من قنوات تصريف مياه وصرف صحي، ما يؤشر إلى قدرة هذه الأنفاق على مواجهة خطر السيول، وهو ما يعيق فكرة “إغراقها بالماء” التي كان يراهن عليها الاحتلال وصرّحت وسائل إعلام إسرائيلية عنها أكثر من مرة.

كما يظهر عمق النفق قدرة المقاومة على التحصّن تحت الأرض في أماكن يكاد يكون من المستحيل على أيّ أسلحة خارقة للتحصينات الوصول إليها، وهو خبر سيّئ جداً للاحتلال الذي يمتلك أنواعاً من القنابل الخارقة، معظمها أميركي، يمكنها اختراق ما يقارب الـ20 إلى 30 متراً تحت الأرض كحدّ أقصى.

ويشير هذا النفق، إضافة إلى ذلك، إلى حجم تقدّم القدرات الأمنية للمقاومة، التي حافظت على سرية هكذا منشأة ضخمة لسنوات، وتمكّنت من إخفائها عن أعين العدو وأجهزته الأمنية واستخباراته المحدقة بالقطاع، على الرغم من اشتراك عشرات وربما مئات المقاومين في إنجازه.

كما يبدو أنّ الكشف عن هذا النفق يكشف أحد أسرار نجاح المقاومة في 7 أكتوبر في نقل مئات المقاومين من داخل القطاع إلى أطرافه بسرعة كبيرة ومع آلياتهم المزوّدة برشاشات وكميات كبيرة من الأسلحة، من دون نجاح العدو في التحرّك ضدهم، وهو ما يؤكد حجم الإعداد المتفوّق والنوعي للقسّام، ويدحض سردية الاحتلال التي حاول نشرها عن أنّ العملية كانت “بسيطة” ولكنّ المشكلة كانت فقط من جهة قواته وجاهزيتها.

https://www.yamanyoon.com/wp-content/uploads/2023/12/الانفاق-في-غزة.mp4 #أنفاق غزة#جيش الأحتلال الصهيونيً#سرايا القدس#طوفان الأقصى‎#فلسطين المحتلةُ#قطاع غزةً#كيان العدو الصهيونيكتائب القسام

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: أنفاق المقاومة هذا النفق تحت الأرض وهو ما

إقرأ أيضاً:

“السنوار 2”.. من هو الأسير الذي يخشى الاحتلال إطلاق سراحه؟

#سواليف

تبدي أوساط في #حكومة #الاحتلال تخوفها من إطلاق سراح عدد من #قادة #الأسرى #الفلسطينيين، في إطار #صفقة مرتقبة لتبادل الأسرى، خشية أن يتحول أحدهم إلى ” #سنوار_جديد “.

وفي الوقت الذي تتصدر فيه #صفقة_تبادل #المحتجزين الإسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين، النقاش العام في “إسرائيل”، فقد طرح مسؤول إسرائيلي اسما من بين الأسرى الأمنيين الذين يقضون أحكامًا طويلة في السجن، وحذر من أنه يمكن أن يتحول إلى قائد جديد، كبديل لرئيس حركة #حماس في غزة، يحيي السنوار.

ونقلت صحيفة “معاريف” عن اللواء دوفيدو هراري، رئيس قسم جمع المعلومات في وحدة الاستخبارات بمصلحة السجون، قوله، إن “بين الشخصيات البارزة من حركة حماس، #الأسير_إبراهيم_حامد، رئيس الجناح العسكري لحماس في الضفة الغربية في الانتفاضة الثانية، والمُدان بعشرات أحكام بالسجن المؤبد”.
ويشير هراري إلى الأسير “عباس السيد من طولكرم، الذي قاد الهجوم على فندق بارك في نتانيا، والأسير حسن سلامة من غزة، المسؤول عن الهجمات الكبرى في القدس في التسعينيات، إضافة إلى محمد عرمان، الذي كان وراء الهجوم في مقهى مومنت في القدس”.

مقالات ذات صلة إخلاء جنود إسرائيليين أصيبوا في غزة  2024/12/22

ومن جانب حركة فتح، يبقى مروان البرغوثي الشخصية الرمزية الأكثر أهمية في الشارع الفلسطيني، وإلى جانبه يُذكر ناصر عوف من نابلس، الذي كان شخصية قيادية في فترة الانتفاضة الثانية، وفق الجنرال الإسرائيلي.

ووفقًا لبيانات مصلحة السجون، فإنه يوجد حاليًا نحو 10 آلاف أسير “أمني” فلسطيني، 40% منهم ينتمون إلى حركة فتح، و40% آخرين إلى حركة حماس، وحوالي 10% إلى حركة الجهاد الإسلامي، والبقية ينتمون إلى الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية.

ولفت هراري إلى التغيير داخل السجون والتشديد الكبير على الأسرى قائلا: “منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر حدث تغيير دراماتيكي، فلقد فصلنا بين الأسرى، وقطعنا كل قدرتهم على إدارة أي نوع من بناء القوة في السجون، وكل قدرة نقل الرسائل، والهواتف، والزيارات، وكل قدرة لتوجيه أسرى آخرين، وإدارة عمليات القيادة والانتخابات داخل السجن”.

مقالات مشابهة

  • قتل 3 جنود وإنقاذ مواطنين.. كتائب القسام تكشف تفاصيل عملية معقدة ضد العدو الصهيوني في بيت لاهيا
  • “السنوار 2”.. من هو الأسير الذي يخشى الاحتلال إطلاق سراحه؟
  • “أنماط قتال غير مألوفة ..عسكريُّون صهاينة يحذِّرون من معارك “القساميين الجدد”
  • عمليات نوعية للقسام اليوم ضد جيش الاحتلال / تفاصيل
  • صمود غزة يفتك بـ “اقتصاد الكيان الصهيوني”
  • كتائب القسام تسلط الضوء على معاناة الأسرى وتوجه رسالة لنتنياهو والمستوطنين
  • كتائب القسام” توجه رسالة جديدة “للمستوطنين الصهاينة” وعائلات الأسرى
  • بعد فشل “حيتس” في اعتراض الصاروخ اليمني.. الحوثي يوجه رسالة هامة للعدو الإسرائيلي ويؤكد هذا الأمر
  • إعلام العدو الصهيوني يعترف: اليمن أطلق أكثر من 370 صاروخ وطائرة مسيرة على “إسرائيل”
  • تفاصيل جديدة مثيرة حول عملية جباليا المعقدة