عبدالله بن زايد: الإمارات تدعم رئاسة البرازيل لمجموعة العشرين
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
أبوظبي- وام
ثمن سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، الدعوة التي تلقتها دولة الإمارات من جمهورية البرازيل الاتحادية للمشاركة في أعمال مجموعة العشرين للعام 2024، مؤكداً سموه أن مشاركة الدولة في أعمال مجموعة العشرين للعام الثالث على التوالي، وللمرة الخامسة منذ إنشاء المجموعة، تعكس الشراكة المستدامة التي تم إرساؤها بين دولة الإمارات ومجموعة العشرين، كما تجسد العلاقات المتنامية والشراكة الاستراتيجية الإماراتية البرازيلية في المجالات كافة.
وأكد سموه دعم دولة الإمارات لرئاسة جمهورية البرازيل الاتحادية لمجموعة العشرين، مشيراً إلى أن دعوة دولة الإمارات للمشاركة في أعمال المجموعة كدولة ضيف؛ يأتي تجسيداً لعمق العلاقات بين البلدين وشراكتهما المتنامية والداعمة للجهود العالمية المبذولة لتحقيق النمو المستدام في مختلف القطاعات.
كما أكد سموه حرص دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، على التعددية والتعاون والشراكة مع المنظمات الدولية المهمة والعمل المشترك متعدد الأطراف، لدعم السلام والتنمية لتحقيق رفاهية وازدهار الشعوب.
وأضاف سموه «أظهرت دولة الإمارات إسهاماتها المهمة والفاعلة في أولويات مجموعة العشرين، خلال مشاركتها كدولة ضيف في مجموعة العشرين بفرنسا عام 2011، والمملكة العربية السعودية عام 2020، وإندونيسيا عام 2022، والهند عام 2023، ولا سيما فيما يتعلق بالتعافي بعد جائحة كوفيد-19، وتغير المناخ، والتحول في مجال الطاقة، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة».
وقال سموه: استضافت دولة الإمارات مؤخراً مؤتمر الأطراف «COP28»، ونجحت بجدارة في احتضان نسخة استثنائية لهذا الحدث العالمي المعني بالمناخ، واثمرت لقاءات ومفاوضات «COP28» إقرار 198 طرفا «اتفاق الإمارات» التاريخي للعمل المناخي؛ الذي يعتبر مدخلاً لمرحلة جديدة من العمل المناخي وفق خطة طموحة وفعالة.
وفي أعقاب هذه الدعوة، شاركت دولة الإمارات في الاجتماع الأول لشيربا مجموعة العشرين في العاصمة البرازيلية برازيليا خلال الفترة من 11 إلى 13 ديسمبر الحالي، حيث استعرضت الرئاسة البرازيلية أولوياتها للعام 2024، وتمت مناقشة العديد من الملفات والقضايا الرئيسية على أجندة مجموعة العشرين ضمن مساراتها المختلفة.
وفي هذا الصدد، أشار أحمد بن علي الصايغ، وزير دولة والشيربا الإماراتي لمجموعة العشرين، إلى أهمية مشاركة الدولة في المجموعة للعام الثالث على التوالي، وللمرة الرابعة منذ عام 2020.
كما أعرب عن دعم دولة الإمارات للأولويات التي أعلنتها البرازيل لمجموعة العشرين؛ والتي تركز على مكافحة الجوع والفقر، والتنمية المستدامة، وتحولات الطاقة، والحوكمة العالمية.
وأكد ضرورة البناء على المخرجات والنجاحات الكبيرة التي تحققت خلال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28؛ الذي اختتم أعماله الناجحة في دولة الإمارات، وجرى خلاله إعلان اتفاق الإمارات التاريخي، حيث تمكن المؤتمر من جمع وتحفيز أكثر من 85 مليار دولار من التمويل؛ وإطلاق 11 تعهداً وإعلاناً حظيت بدعم تاريخي دولي.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: تسجيل الدخول تسجيل الدخول فيديوهات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان البرازيل لمجموعة العشرین مجموعة العشرین دولة الإمارات
إقرأ أيضاً:
«الفارس الشهم 3».. بلاد زايد تغيث غزة
الشارقة - جيهان شعيب
الإنسانية لا تتجزأ.. والإمارات بمواقفها النبيلة تثبت على الدوام أصالتها، ورقي شمائلها، وطيب أرضها المعطاءة، فأياديها البيضاء تبادر بالمساندة، والدعم، والعون، والجود بأكثر مما يمكن، لنجدة المظلومين، ودعم المنكوبين، ومؤازرتهم، وتقوية عضد المستضعفين، وتقوبة عودهم، كسبيل لإشعار الجميع بأنهم ليسوا وحدهم في محنهم، وأن التكاتف معهم واجب حتمي، الى أن تستقيم أمورهم، وتعود لمجراها.
وتتعدد المواقف الإنسانية للقيادة الحكيمة للإمارات، مع الدول كافة التي تعرضت لأزمات، ونكبات، وانتكاسات، ويشهد الجميع داخل الدولة وخارجها، على مبادراتهم الرحيمة، في ظروف مختلفة مرت بها كثير من الدول في المحيط العربي والعالمي، مستمدين نهجهم في ذلك من القيم التي رسّخها الأب المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث كان يؤمن بأن العطاء ليس مجرد عمل خيري، ومن قوله إن التعاون بين البشر يؤدي إلى التراحم، فالإنسان يجب أن يكون رحيماً بأخيه الإنسان.
على النهج ذاته، بالوقوف بشرف وأمانة مع الشعوب التي تتعرض دولها الى كوارث، وأزمات تقض مضاجعهم، وتسلبهم حقوقهم في العيش بأمان، واستقرار، اقتدت القيادة الطيبة، حيث لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» مبادرات مشهودة في نجدة المنكوبين، ومن قول سموه «دولة الإمارات تواصل تقديم يد العون للمحتاجين إلى المساعدة في كل مكان، انطلاقاً من نهجها الإنساني الراسخ في هذا الشأن».
ويعد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» داعماً للإنسانية بامتياز، حيث جعل من دبي والإمارات مركزاً عالمياً للمساعدات الإنسانية، ومن قوله «مسيرتنا الإنسانية تعبر عن هويتنا وعن طبيعتنا وعن ديننا، ومستمرون في الطريق الذي رسمه زايد وإخوانه منذ التأسيس».
وبالنظر الى بعض المبادرات الإنسانية للإمارات مع الشعوب المتضررة من الأزمات، والكوارث التي لحقت بدولهم، تتصدر عملياتها -التي انطوى مسماها على صفات القيادة الحكيمة من النبل والمروءة والشجاعة- «الفارس الشهم 1» عام 2021، والتي أطلقتها لمساعدة السودان بعد تعرضه لفيضانات كارثية، وتضمنت إرسال مساعدات إنسانية وإغاثية للمتضررين، وتقديم مساعدات غذائية وإيوائية عبر جسر جوي إماراتي.
ثم تأتي عملية «الفارس الشهم 2» عام 2023، والتي وجهت لدعم ضحايا الزلزال المدمر في تركيا وسوريا، وحينها أرسلت الإمارات فرق إنقاذ ومستشفيات ميدانية، ومواد إغاثية عاجلة، شملت عمليات إجلاء طبي للجرحى، وتقديم مساعدات غذائية ولوجستية.
تضامن إنساني
ونصل الى بيت القصيد، أي عملية «الفارس الشهم 3» التي جاءت بتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، في 5 نوفمبر 2023، واستهدفت فيها الدولة دعم ومساندة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لتخفيف معاناتهم في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها، وتعد العملية الأكبر من حيث حجم المساعدات، والكلفة، والمتضررين، وتسجل العملية بشرف في سجل الإمارات من حيث التضامن الإنساني، والرحمة والتآزر.
حيث تجاوزت كلفة المساعدات 1.2 مليار دولار منذ إطلاق العملية، وشملت حتى 21 مارس الجاري، وعلى مدار 500 يوم من العطاء الإنساني المتواصل، تقديم أكثر من 65 ألف طن من المواد الغذائية والطبية والإغاثية، تم إيصالها عبر مختلف الوسائل الجوية والبرية والبحرية لضمان وصول الدعم للمحتاجين بأسرع وقت، فيما أعطت الدولة من خلال هذه المبادرة تحديداً مثالاً حياً، وبشكل كامل على إنسانية ضاربة في صميم الكيان الإماراتي الأصيل.
كما جرى تسيير عشرات طائرات شحن و659 شاحنة نقل بري عبر معبر رفح، إضافة إلى 6 سفن شحن تحمل المساعدات، وسفينة رابعة عبارة عن مستشفى عائم، و6 محطات تحلية مياه بقدرة إنتاجية 1.2 مليون جالون يومياً، و5 مخابز بقدرة إنتاجية تتراوح بين 12,500 و15 ألف رغيف في الساعة، فيما في 19 يناير 2025، انطلقت المرحلة الأكبر من العملية، حيث تم تسيير قافلة إغاثية تتكون من 20 شاحنة محملة بأكثر من 200 طن من المساعدات الإنسانية الضرورية.
تبرعات مختلفة
وقدمت عملية «الفارس الشهم 3» أنواعاً مختلفة من التبرعات لدعم الفلسطينيين في قطاع غزة، شملت إرسال أطنان من الأدوية والمستلزمات الطبية للمستشفيات والمراكز الصحية، وتشغيل مستشفى عائم يقدم الخدمات الطبية والعلاجية، وإرسال فرق طبية متخصصة لإجراء عمليات جراحية معقدة، وتوفير خيام ومساكن متنقلة لإيواء النازحين، وتوزيع مستلزمات الإيواء مثل البطانيات، والمراتب، والوسائد.
وأيضاً جرى تقديم مساعدات مالية مباشرة للعائلات الأكثر احتياجاً، ودعم المشاريع الصغيرة لمساعدة الأسر على توفير مصدر دخل مستدام، وإرسال لوازم مدرسية وكتب للطلاب في غزة، ودعم المدارس والمراكز التعليمية لاستمرار العملية التعليمية، وشملت المساعدات أيضاً توزيع آلاف البطانيات والملابس الشتوية لمساعدة العائلات على مواجهة البرد، وتوفير مدافئ تعمل بالوقود وحقائب تدفئة للملاجئ والمنازل المؤقتة.
كما جرى دعم مراكز الإيواء بمواد عازلة لتحسين ظروف المعيشة في الطقس البارد، علاوة على إرسال شحنات من الوقود لتشغيل المستشفيات، والمخابز، ومحطات المياه، ودعم تشغيل المولدات الكهربائية في المستشفيات والمراكز الإنسانية، وتوفير الطاقة البديلة عبر ألواح شمسية لبعض المنشآت الحيوية.
وتعددت مساعدات الدولة كذلك للفلسطينيين في قطاع غزة، حيث شملت كذلك إنشاء مستشفى بحري متنقل يقدم خدمات طبية متكاملة، وتقديم العلاج والجراحة للمرضى الذين لا يستطيعون الوصول إلى المستشفيات الميدانية، ودعم الطواقم الطبية المحلية بالمعدات والأدوية اللازمة، علاوة على التعاون مع المنظمات الإغاثية الدولية لضمان وصول المساعدات بفعالية، وإطلاق حملات تبرع داخل الإمارات لدعم استمرار العملية الإغاثية، وإرسال فرق متخصصة لتقييم الاحتياجات الإنسانية وتنسيق الإغاثة بشكل مستمر.
وأيضاً جرى إنشاء مستشفى ميداني في غزة، ومستشفى عائم في مدينة العريش في جمهورية مصر العربية الشقيقة مجهز بمختلف الأقسام التخصصية لعلاج الحالات الطارئة وإجراء العمليات، إضافة لمبادرة نقل الحالات الحرجة لاستكمال العلاج في مستشفيات دولة الإمارات، علاوة على مبادرة «طيور الخير»، وهي عملية إسقاط جوي للمساعدات الإنسانية للمناطق التي يصعب الوصول إليها براً، وأبرزها مناطق شمال القطاع، والعديد غير ذلك.
ولم تقف مبادرة «الفارس الشهم 3»عند ذلك فقط، بل شملت الكثير من أوجه المساندة، وتقديم العديد من المساعدات، التي وصلت لأكثر من مليون فلسطيني في غزة، وتضمنت بشكل عام بناء شبكة إغاثية متكاملة تشمل الغذاء، الصحة، الإيواء، والتعليم، مع استدامة المساعدات عبر خطط قصيرة وطويلة الأجل لضمان التعافي، وإعادة إعمار غزة، فيما تعد أكبر حملة إغاثية إماراتية، من الدولة لأخرى خارجها.
المرحلة الأكبر
وكانت المرحلة الأكبر من عملية «الفارس الشهم 3»، انطلقت في 19 يناير من العام الجاري، لتقديم المساعدات الإغاثية لسكان قطاع غزة، بالتزامن مع إعلان هدنة إنسانية، حيث سيرت العملية قافلة إغاثية تتكون من 20 شاحنة محملة بأكثر من 200 طن من المساعدات الإنسانية الضرورية التي تشمل المواد الغذائية، وكسوة الشتاء، والاحتياجات الأساسية الأخرى، لتوفير الدعم الفوري للأسر المتضررة نتيجة الظروف الإنسانية الصعبة التي يواجهها القطاع.
وقال حينذاك، حمد النيادي رئيس البعثة الإغاثية الإماراتية إن «الفارس الشهم 3» تمثل التزاماً مستمراً بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، وهذه المرحلة هي الأكبر من نوعها ضمن سلسلة الجهود الإنسانية التي قُدِّمَت منذ انطلاق العملية، والتنسيق يتم بشكل كامل مع الجهات المعنية لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها بأسرع وقت ممكن.
وبذلك، يصل عدد قوافل المساعدات التي دخلت إلى القطاع، ضمن عملية «الفارس الشهم 3»، إلى 156 قافلة، وبلغت المساعدات الإماراتية الإنسانية المقدمة للشعب الفلسطيني الشقيق ضمن العملية نفسها إلى اليوم، والتي دخلت عن طريق البر حوالي 29784 طناً ساهمت إلى حد كبير في التخفيف من شدة الأوضاع التي يعانيها سكان القطاع، وفي رفع المعاناة عن الفئات الأكثر ضعفاً وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم.
وتواصل دولة الإمارات، تقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني الشقيق في غزة، والتخفيف من آثار موجة البرد القارس، ومن حدة الأوضاع التي يعانيها سكان القطاع، ورفع المعاناة عن الفئات الأكثر ضعفاً، وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم، وتأتي هذه الجهود في إطار المسؤولية الإنسانية والأخوية التي تعكس عمق الروابط بين الشعوب، مع تأكيد أهمية استمرار الدعم لتحقيق أثر إيجابي مستدام في حياة المتضررين في غزة.
طيور الخير
يذكر أن مبادرة «طيور الخير»، التي أتت ضمن عملية «الفارس الشهم 3»، كانت قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع، اعلنت انطلاقها لإسقاط المساعدات الإنسانية، والإغاثية بواسطة طائرات القوات الجوية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وطائرات القوات الجوية لجمهورية مصر العربية، على شمال قطاع غزة، لتخفيف معاناة الأشقاء الفلسطينيين جراء الحرب، ولمساعدتهم على تجاوز الظروف الصعبة التي يمرون بها.
تراحم من أجل غزة
حملة «تراحُم من أجل غزة» التي انطلقت في دولة الإمارات لإغاثة الأشقاء الفلسطينيين، في تعبير صادق عن نهج دولة الإمارات في التضامن والتعاون الإنساني، حيث نظمت الحملة فعاليات في جميع إمارات الدولة ساهم فيها الآف المتطوعين لجمع السلال الغذائية والمخصصة للأطفال وللنساء والأمهات.
الأطفال المرضى
وإلى جانب ذلك استقبلت دولة الإمارات الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان، وذلك تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله»، بعلاج 1000 طفل فلسطيني من الجرحى و1000 من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة في مستشفيات الدولة، وقدمت لهم كامل أوجه الرعاية الطبية.