الأسباب الرئيسية لتغيير لون الجلد
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
قد يبدو للبعض أن تحول لون الجلد إلى الأزرق أمرا طبيعيا، خاصة في حال برودة الهواء في فصل الشتاء.
وفي الواقع، هناك مجموعة كاملة من الأسباب التي تجعل الجلد يتحول إلى اللون الأزرق، وبعضها مقلق أكثر من غيره.
وتُعرف "الزرقة"، بأنها تحول لون البشرة أو الشفتين أو اللثة إلى اللون الأزرق، خاصة إذا كانت بشرتك داكنة، تصبح تحت أظافرك وحول عينيك مزرقة.
ويمكن أن يكون هذا علامة على حالات يومية نسبيا مثل الكدمات، أو الحالات الشديدة، مثل قصور القلب.
ومن مرض رينارد إلى الالتهاب الرئوي، إليك بعض الأسباب التي يمكن أن تسبب الزرقة، ومتى يجب طلب المساعدة الطبية المتخصصة.
1. الكدمات
الكدمات هي أحد الأسباب الأكثر شيوعا لتحول الجلد إلى اللون الأزرق (بالإضافة إلى اللون الأرجواني والأسود).
وربما تكون ناتجة عن سقوط أو ضربة على دعامة الباب، على سبيل المثال، وهو ما يسبب ظهور بقعة ورقاء يمكن أن تسبب شعورا بالألم.
وتوضح شارلوت كريمرز، من مركز shopgiejo أن "كدمات الجلد تتلاعب بالأوعية الدموية. ويتراكم الدم في الأوعية الدموية صغيرة تحت الجلد عندما تصاب، ما يسبب الجلد الأزرق".
وتخف معظم الكدمات بشكل طبيعي بمرور الوقت في المنزل، وذلك بمساعدة الكمادات الباردة والباراسيتامول.
ولكن يمكن التحدث إلى الطبيب إذا كانت الكدمات شديدة، وتغطي مساحة كبيرة جدا، ولا يبدو أنها تلتئم أو بدأت في الانتفاخ.
2. رينود
يمكن أن تتسبب متلازمة رينود، التي تؤثر على الدورة الدموية، في الإصابة بالزرقة، خاصة في الأطراف.
ويقول المدير السريري والمدير الصيدلي المشرف في "ميديسين دايركت" حسين عبده: "تحدث هذه الحالة عندما تقيد أصابع اليدين والقدمين تدفق الدم. ويتسبب نقص تدفق الدم في تحول هذه الأطراف إلى اللون الأزرق. وإلى جانب اللون الأزرق على بشرتك، يمكنك أيضا أن تفقد الإحساس في أصابع اليدين و/ أو أصابع القدم. ومن الشائع أيضا أن تعاني من انخفاض في درجة حرارة الجسم".
ويمكن أيضا أن تتحول أصابع يديك وقدميك إلى اللون الأبيض، كما لو تم إفراغها من الدم تماما.
ويقول حسين إنه يجب طلب العلاج "إذا كنت تعاني من خدر متكرر أو فقدان الإحساس في أصابع يديك أو قدميك، أو إذا لاحظت تحول لونها إلى اللون الأزرق الذي يعود أو لا يختفي".
3. فشل القلب
هذا لا يعني توقف القلب فجأة، ولكنه قصور في القلب طويل الأمد، والذي "يؤثر على قدرة القلب على ضخ الدم"، كما تقول شارلوت.
وهي حالة تزداد سوءا بمرور الوقت حيث يكافح القلب لضخ "الأكسجين والدم إلى الجسم بالكامل" ويمكن أن تعني "فشل الساقين والرئتين في الحصول على كمية كافية من الأكسجين أو الدم".
وهذا النقص في الأكسجين هو الذي يمكن أن يؤدي إلى الزرقة.
وتنصح هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) بمقابلة طبيب عام إذا كنت تعاني من "أعراض مستمرة أو تزداد سوءا تدريجيا" لقصور القلب.
4. مرض الشريان المحيطي
تشرح شارلوت أن الجلد الأزرق هو أحد الأعراض المحتملة لمرض الشريان المحيطي (PAD) الذي "يتسبب في ضيق الشرايين في الجسم حول القلب أو الساقين".
ويُطلق عليه أيضا مرض الأوعية الدموية المحيطية (PVD)، وهو حالة شائعة تحدث عندما يؤدي تراكم الرواسب الدهنية في الشرايين إلى تقييد إمداد الدم إلى عضلات ساقيك.
وتشرح شارلوت: "في الحالات القصوى، يؤدي داء الشرايين المحيطية إلى انسداد الشرايين التي توقف تدفق الدم إلى قدميك، ما يعطي الجلد لونا أزرق".
ويمكن أيضا أن يصبح لون الجلد شاحبا، وغالبا ما يشعر المصابون بالألم عند المشي أو ممارسة الرياضة، وهذا ما يخف عند الجلوس أو الراحة.
وتقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية إن الأعراض التي "تتطور بسرعة، أو تزداد سوءا بشكل مفاجئ، قد تكون علامة على وجود مشكلة خطيرة تتطلب علاجا فوريا".
وتشير شارلوت: "يجب علاج اعتلال الشرايين المحيطية على الفور لمنع حدوث مشاكل قاتلة".
5. التفضض
يتسبب التفضض في تغير لون الجلد واللثة لمن يعانون منه بشكل دائم، وهو حالة مرضية تحدث نتيجة التعرض المزمن لعنصر الفضة، غبار الفضة، أو لأحد مركبات الفضة.
ويمكن أن تسبب جزيئات الفضة آثارا جانبية أخرى، مثل تلف الكلى، ويمكن أن تتداخل مع الأدوية التي يتناولها الشخص.
ويجب تجنب مشتقات الفضة إذا ظهرت أعراض الزرقة في الجلد، واستشارة الطبيب على الفور.
6. الالتهاب الرئوي
يمكن أن تتسبب الحالات الرئوية الخطيرة أيضا في الإصابة بالزرقة، ويمكن أن يشمل ذلك الربو والالتهاب الرئوي.
ويحدث الالتهاب الرئوي نتيجة التهاب الأنسجة في الرئتين، وقد يكون سببه "كوفيد-19"، لذا تأكد من الحصول على اختبار إذا كان لديك أعراض.
ومن الضروري الاتصال بالطوارئ في حال تحولت شفتي طفلك أو لسانه أو وجهه أو جلده فجأة إلى اللون الأزرق.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجلد لون الجلد اللون الأزرق اللثة البشرة أظافرك الكدمات رينود فشل القلب الالتهاب الرئوي إلى اللون الأزرق لون الجلد ویمکن أن یمکن أن أیضا أن
إقرأ أيضاً:
كيف يخطط نتنياهو لتغيير الشرق الأوسط؟
يطل علينا من جديد، ومن وسط المذبحة الجارية في غزة وخراب لبنان، مصطلح تغيير الشرق الأوسط، الذي أطلقه نتنياهو في بداية الحرب على غزة، ومن ثم جرى تكراره مرات عديدة من قبله وعلى لسان بعض وزرائه المتشددين، وفي كثير من المقالات والدراسات الصادرة في إسرائيل والغرب؛ التي تتحدث عن مآلات الحرب وسيناريوهاتها المحتملة.
تغيير الشرق الأوسط الذي يطرحه نتنياهو، لا يضع التحول الديمقراطي، كما المشاريع الشبيهة السابقة، هدفا له، وإسرائيل في النهاية ليست نموذجا جاذبا ولا قطبا دوليا لتتبنى أفكارا من وزن إحداث تحولات كبيرة على المستوى الإقليمي عبر قوتها الناعمة، فبالأصل هي لا تملك غير القوّة الخشنة التي ترتكز على أحدث نسخ من الطائرات الأمريكية القاذفة والقنابل الضخمة لتدمير المدن وقتل البيئة الشعبية لخصومها بدون رحمة ولا مراعاة للقوانين الدولية والقيم الإنسانية.
بناء على ذلك، فإن فكرة تغيير الشرق الأوسط لدى نتنياهو تقوم على أساس هذه المقاسات، فنتنياهو يحلم ويطمح بتغيير تصبح فيه إسرائيل قادرة على فرض معادلات على المنطقة والإطاحة بالتوازنات التقليدية والقواعد المعمول بها، وذلك بلا شك لن تستطيع طائراته وقنابله وحدها تحقيقه، رغم ما تتركه من آثار دامية، فكرة تغيير الشرق الأوسط لدى نتنياهو تقوم على أساس هذه المقاسات، فنتنياهو يحلم ويطمح بتغيير تصبح فيه إسرائيل قادرة على فرض معادلات على المنطقة والإطاحة بالتوازنات التقليدية والقواعد المعمول بها، وذلك بلا شك لن تستطيع طائراته وقنابله وحدها تحقيقه، رغم ما تتركه من آثار دامية، بل سيلجأ إلى الألعاب الاستخباراتية التي تمنحه هوامش أوسع لإدارة ألعاب قذرة تهدم بناء الشرق الأوسط الحالي وتعيد تصميمهبل سيلجأ إلى الألعاب الاستخباراتية التي تمنحه هوامش أوسع لإدارة ألعاب قذرة تهدم بناء الشرق الأوسط الحالي وتعيد تصميمه طبقا للصورة الإسرائيلية المتخيلة. وتتركز هذه الألعاب حول ما يلي:
- إشعال الفتن الداخلية والحروب الأهلية، بناء على قاعدة دع الخصوم يقتلون بعضهم بعضا. ومن المخرجات التطبيقية لهذه القاعدة، زرع الشك وإثارة القلق بين المكونات الأهلية في دول المنطقة، وتحميل مسؤولية الدمار والإفقار لطرف معين نتيجة خياراته التي لم تحظ بإجماع كامل من بقية المكونات، ومن ثم استمرار التنكيل بالمجتمع كله، حيث يصبح خياره الوحيد للخروج من هذه الدوامة قتل أو إزاحة الطرف الذي تشير إسرائيل إلى مسؤوليته عن هذا الدمار وتلك العذابات.
وفق هذا المخطط، تصبح إسرائيل منقذا يتم التعويل عليها للتخلص من الطرف الذي يقف وراء كل هذه الأزمات، والذي تحركه أهداف وغايات لا وطنية، وتعميه العواطف عن قراءة موازين القوى بمنطق، ويسعى من وراء سلوكه ذلك لبسط السيطرة على بقية المكونات بالقوة بشرعية قتاله اسرائيل.
- تحطيم هياكل الدول، عبر دعم بعض الجماعات" القومية والطائفية وحتى الجهوية" لتأسيس كيانات منفصلة وتقرير مصيرها واختيار نموذج عيشها وشكل مستقبلاتها، بدلا من البقاء في أطر كيانات تفرض عليها خيارات لا تحقق مصالحها ولا تساهم في تنميتها. وتراهن إسرائيل في ذلك على ضعف دور العامل الوطني والتنوع الكبير في تركيبة دول المنطقة، وهيمنة قوميات وطوائف على أخرى، وعدم الاحتكام إلى عقود اجتماعية ناظمة لإدارة شؤون المجتمعات.
وفي هذا المجال ثمة أمثلة لا يمكن إحصاؤها عن مظلوميات وانتهاكات وتجاوزات في قلب هذا المشرق البائس؛ تستطيع إسرائيل من خلالها العبور بيسر وسهولة لتحطيم الهياكل القائمة وبناء مداميك جديدة لمنطقة تناسب مصالحها الأمنية وإلى الأبد.
تعرف إسرائيل حجم هشاشة الدول والمجتمعات التي تتشكّل منها المنطقة المحيطة بها، وطبيعة الانقسامات الهائلة والاختلافات الجذرية، أحيانا، لذا تجد أن الاستثمار في تخريب قوام المنطقة قد يكون أكثر جدوى من شن الحروب المتواترة والدخول في مخاطر، مهما كانت درجاتها ومستوياتها، والحل الأمثل أن تصرف المجتمعات المحيطة بها طاقاتها ومواردها في حروب بينية تلهيها عن إسرائيل
- التأكيد على أن إسرائيل جزء حيوي من نسيج المنطقة، وتتقاطع مع تطلعات شعوبها ودولها في السعي للاستقرار والتنمية وهزيمة الشر، بل إنها نصير المظلومين والمسحوقين، وهي ليست خصما لأحد، لا طائفة ولا قومية، وكل ما تقوم به هو جز الأعشاب المضرة بأمن ورفاه ومستقبل شعوب المنطقة.
الهدف من وراء ذلك، قتل روح التمرد والرفض لسياسات إسرائيل في المنطقة، وتدفيع دولها ومجتمعاتها أثمانا باهظة تجعلها تبحث جديا عن خيارات أخرى للخروج من هذا المأزق. وتعرف إسرائيل حجم هشاشة الدول والمجتمعات التي تتشكّل منها المنطقة المحيطة بها، وطبيعة الانقسامات الهائلة والاختلافات الجذرية، أحيانا، لذا تجد أن الاستثمار في تخريب قوام المنطقة قد يكون أكثر جدوى من شن الحروب المتواترة والدخول في مخاطر، مهما كانت درجاتها ومستوياتها، والحل الأمثل أن تصرف المجتمعات المحيطة بها طاقاتها ومواردها في حروب بينية تلهيها عن إسرائيل.
إزاء ذلك، لم يعد كافيا الحديث عن أطماع إسرائيل ومخططاتها، ولا الطلب من الشعوب أن تكون واعية وتتصدى للمشاريع الصهيونية، بل يتوجب حصول التغيير الفعلي سواء على مستوى النخب أو الأفكار ومنظومات القيم التي لم تنتج جميعها سوى الخراب المقيم في المنطقة؛ الخيار في صياغة عقود اجتماعية جديدة حقيقية وليست شكلية، للحفاظ على ما تبقى من حياة في هذه المنطقة.. فهل فات الأوان لذلك وسبق السيف العذل؟
x.com/ghazidahman1