جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-17@06:31:15 GMT

فراعنة العصر

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT

فراعنة العصر

 

علي بن حمد بن عبدالله المسلمي

aha.1970@hotmail.com

 

 

القيم الغربية التي يتشدق بها الغرب في العصر الحديث ويستلها ضد مناوئيه، ويستلهمها عنوانًا براقًا؛ ليستعطف بها السذج والمنقادين نحوه والمستضعفين في هذا الأرض بدعوى حقوق الإنسان والطفل والمرأة والحيوان والبيئة والمناخ عرتها حرب غزة العزة الصامدة العصية على الصهاينة الغاصبين، التي قال عنها إسحاق رابين: "أتمنى أن أصحو وأرى غزة يبتلعها البحر"، وشارون السفاح الذي اقتلع المستوطنات منها بالقوة لتبقى الأرض لأهلها عزيزة صابرة.

وها هي اليوم تُسطِّر ملامح الصمود ويُسطِّر مقاوموها حروف العزة والسؤدد ويعيدون للأمة بريقها بعد أن خفت سنين تحت وطأة الذل والمهانة رغم بشاعة ما أحدثه فراعنة العصر فيها من قتل للأطفال والنساء والشيوخ العزل، واقتلعوا الشجر والحجر ورموا بالقنابل الغبية المحرمة دوليًا دون اكتراث واحترام للقوانين والأعراف الدولية التي خطتها الأمم؛ لتكون نبراسًا وطريقًا لصالح البشرية جمعاء بعد حربين داميتين أودت بحياة كثير من بني البشر.

إنَّ الناظر لما تنقله شاشات التلفزة ووسائط التواصل الاجتماعي والصحف المقروءة والمكتوبة لحجم المأساة التي يعيشها أهل غزة تقشعر لها الأبدان، وتتفطر لها القلوب، وتدمع لها العيون، والصمت المطبق الذي يخيم على أمتنا العربية والإسلامية تجاه ما يحدث ما عدا الشجب والندب والتصريحات والقمم والمؤتمرات وقلة الحيلة لهو شيء يدعو إلى العجب ويندى له الجبين، بعد ما كان العرب قبل وبعد الإسلام أهل نجدة وحماة للضيم، ويتحالفون فيما بينهم ضد الظالم وينصرون المستضعفين.

كثير من قصص التاريخ تخبرنا عن ذلك، فها هو المعتصم بالله الخليفة العباسي يستنجد به أهل عمورية ضد الروم؛ فهدد قائد الروم بإرسال جيش أوله عنده وآخره معه. وكذلك الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي عندما استنجد به أهل البصرة ضد الفرس فنجدهم، والإمام الصلت بن مالك الخروصي عندما استنجدت به المرأة السوقطرية ضد الأحباش الوثنيين فلبى نداءها.

بينما نجد في الجانب الآخر من الشعوب الحرة تنتفض هنا وهناك وخاصة في الدول التي يشارك ساستها في دعم الصهاينة علنًا، كالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا يطالبون بوقف هذه الحرب المجنونة المسعورة وهم يشاهدون أشلاء الأطفال الممزقة وإلقاء القنابل الفسفورية الحارقة، وهدم البيوت على ساكنيها وتجريف أماكن الإيواء التي يحتمي بها النازحون في المدارس والمستشفيات، وقتل ساكنيها ودفنهم أحياء.

وكذلك الموقف المشرف الذي وقفه الأمين العام للأمم المتحدة السيد غوتيرتش الذي يدل على نزاهته ومهنيته، الذي دعا فيه مجلس الأمن الدولي وفق المادة 99 من القانون الإنساني لوقف هذه الحرب كهدنة إنسانية والذي صوتت عليه 153 دولة بالإجماع وأيدته، ما عدا دولة واحدة امتنعت عن التصويت وهي بريطانيا، بينما استخدمت الولايات المتحدة ضده حق النقض "الفيتو"، وقبل ذلك طالبت إسرائيل باستقالته وفق ما عبَّر عنه مندوبها في المنظمة الأممية، واتهمته بالتحيز لحماس.

وهاهم أبناء عز الدين القسّام اليوم وهم يرون ما يفعله الصهاينة في بيت المقدس وعموم فلسطين من تدنيس للمقدسات، والاعتداء على الحرائر، وقتل للأطفال والشيوخ ينتفضون يوم السابع من أكتوبر؛ ليلقنوا الجيش الذي لا يقهر والأخلاقي الذي يدعي إنه الأول في العالم في الأخلاق درسًا سيظل وصمة عار على العدو، ويسجل بأحرف من نور للمقاومة الباسلة، ويدرس في أرقى الجامعات والكليات العسكرية.

إنَّ فراعنة العصر لا يكترثون ولا يرعون إلًّا ولا ذِمّةً. ومن هذا المنطلق، يتعين على الأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع،، دعم أهل غزة ونصرتهم، ووقف هذه الحرب المجنونة بما أُوتوا من قوة، ووقف الصهاينة عند حدهم، وتقديمهم للعدالة الدولية بما اقترفت أيديهم ضد أهل غزة وعموم فلسطين  من قتل للأطفال والنساء، ومنع للدواء والغذاء، وتشريد للسكان وفتح المعابر لذلك، وفك الحصار الظالم، وإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة؛ لينعم أهلها بالسلام الدائم، والراحة والطمأنينة لهم وللأجيال القادمة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حزب الكتائب الإسباني: الصهاينة سبب الفوضى في الشرق الأوسط

ندد حزب الكتائب الفلنخي الإسباني الفاشي (FEC JONS LA FALANGE)، بما حدث في الجمهورية العربية السوريا من فوضى، و ونشر الحزب بياناً يعرب فيه عن قلقه من الانقلاب في سوريا، مؤكدا أن الأخبار الواردة من سوريا "فظيعة وسيكون لها أيضًا تداعيات خطيرة جدًا على أراضينا".

البيان جاء فيه: "لقد كتب الصهاينة القتلة صفحة مظلمة أخرى في تاريخ الشرق الأوسط. وسيكون مسيحيو سوريا هم من يدفع الثمن. للأسف نحن أمام حالة تتكرر، فإن ما يسمى بـ الربيع العربي، لم يؤدي إلا إلى زعزعة استقرار الأنظمة غير المريحة للمصالح الأنجلو صهيونية".

وأشار البيان إلى أزمة اللاجئين: "زعزعة الاستقرار في المنطقة تعني ضمناً انفجاراً في الاتجار بالبشر الذين، في دورة جديدة من المعلومات المضللة، كان لا بد من الترحيب بهم في أوروبا باعتبارهم لاجئين، على الرغم من أنهم يأتون من أجزاء مختلفة وبعيدة جداً من العالم".

تتهم الكتائب الكيان الصهيوني بنشر الفوضى في الشرق الأوسط، وترى أن سوريا كانت أمة فخورة يمكن اعتناق أي عقيدة فيها. إلا أن الكيان الصهيوني وحلفائه لا يكفون عن مساعيهم لزرع الفوضى في المنطقة. و في إشارة إلى وسائل الإعلام، يقول البيان: "اليوم، مرة أخرى، يقوم الإعلام الغربي بتزييف الواقع من خلال وصف ما يسمى ب"الثوار السوريين" الذين ليسوا أكثر من مجموعات إرهابية إسلامية تروج لها نفس الأجهزة التي روجت للإرهاب في أوقات سابقة".

في مواجهة الأزمة التي اندلعت في سوريا، تطالب الكتائب الإسبانية بما يلي: أولا، أن تدين الحكومة الإسبانية والمؤسسات الدولية الانقلاب الذي نفذه محترفو الإرهاب. ثانياً، عدم الاعتراف بأي حال من الأحوال بحكومة محتملة يشكلها الإرهابيون. ثالثاً، يجب على المجتمع الدولي ومؤسساته فرض عقوبات صارمة على من روج لهذا الانقلاب على دولة شرعية ذات سيادة.

نص البيان:

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض يكشف ماهية الأجسام الغامضة التي ظهرت في سماء الولايات المتحدة
  • أديب عن المسيرات الغامضة في سماء أمريكا: بيقولوا ده شغل فراعنة
  • نيويورك تايمز: الشرع طالب الولايات المتحدة برفع العقوبات التي فرضت على سوريا
  • رحم الله الدكتور محمد خير الزبير الذي إرتحل اليوم إلى الدار الباقية
  • مراسلة الجزيرة بموسكو تكشف عن الفندق الذي نزل به الأسد والأموال التي بحوزته
  • غوتيريش يدعو القادة الليبيين للمشاركة بشكل بنّاء في الحوار الذي تيسره البعثة الأممية
  • أمريكا تعتقل رئيس سجن عدرا سيء السمعة في سوريا.. هذه الأحكام التي تنتظره
  • حزب الكتائب الإسباني: الصهاينة سبب الفوضى في الشرق الأوسط
  • الاستراتيجية الأميركية التي ينبغي أن تتخذها إدارة ترامب المقبلة تجاه ملف اليمن؟
  • كمين الفالوجا القسامي “يفرم” جنود الصهاينة في مخيم جباليا