صحيفة لندنية تسلط الضوء على دور سلطنة عمان كإطفائي يتدخل مجددا لنزع فتيل أزمة البحر الأحمر
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
سلطت صحيفة لندنية الضوء على دور سلطنة عمان كرجل إطفاء لنزع فتيل أزمة الملاحة الدولية في البحر الأحمر، على خلفية هجمات جماعة الحوثي المتصاعدة لسفن الشحن التجارية تحت مزاعم إيقاف قصف الاحتلال الإسرائيلي للمدنيين في قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية.
وقالت صحيفة "العرب" في تقرير لها المعنون "الاطفائي العماني يتدخل مجددا لنزع فتيل أزمة البحر الأحمر" إن وساطة عمانية توفّر مخرجا للولايات المتحدة المترددة في استخدام القوة ضدّ الحوثيين بشأن البحر الأحمر.
وأضافت "تتّجه الدبلوماسية العمانية ذات الخبرة الاستثنائية في مجال الوساطات الصعبة والمعقّدة لوضع بصمتها على الأزمة الحادّة التي فجّرتها هجمات الحوثيين على الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وبحر العرب، وبدأت تلقي بظلالها على حركة التجارة العالمية من خلال إعلان عمالقة النقل البحري عن تجنّب هذا الممر الذي أصبح يشكل خطرا على سفنهم وناقلاتهم وينذرهم بخسائر لا يرغبون في تحمّلها.
تقول الصحيفة إن الجهد العماني يفتح الباب لحل المشكلة دبلوماسيا قبل أن تتطوّر إلى صدام عسكري آخر في المنطقة التي لا تحتمل اندلاع المزيد من الحروب إلى جانب الحرب الدائرة في قطاع غزّة وما تنطوي عليه من محاذير التوسّع في الإقليم
وتابعت صحيفة العرب "من شأن تدخّل العمانيين في الملف أن يوفّر للأميركيين وحلفائهم الإقليميين والدوليين مخرجا مناسبا من المشكلة، خصوصا وأنّ للولايات المتّحدة سوابق في التعويل على سلطنة عمان في حلحلة بعض القضايا المعقّدة، على غرار ما قامت به السلطنة من دور كبير في إطلاق مفاوضات بين طهران وواشنطن بشأن الملف النووي لإيران أفضت إلى التوصّل إلى ما يعرف بالاتفاق النووي الذي تمّ في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما".
واعتبرت أن العلاقة المتينة التي احتفظت بها سلطنة عمان مع الحوثيين ومع إيران التي تقف خلفهم، نقطة قوّة إضافية تؤهّل مسقط للعب دور إيجابي في حلحلة قضية الاعتداءات على حركة الملاحة الدولية.
وذكرت أن السلطنة لعبت دورا رئيسيا في الوساطة التي أفضت إلى تهدئة الصراع في اليمن وإطلاق مسار تفاوضي بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية، ويبدو أنّه أفضى إلى الاتفاق بشأن خارطة طريق تمثّل توطئة لإطلاق عملية سلام شاملة في اليمن.
وترى الصحيفة أن الحفاظ على ما تمّ إحرازه من تقدم في جهود السلام يأتي ضمن دواعي الحذر الإقليمي والدولي من استخدام القوّة لردع التهديدات الحوثية لحركة التجارة الدولية عبر البحر الأحمر وباب المندب وبحر العرب.
وفي وقت سابق كشفت جماعة الحوثي عن رعاية سلطنة عمان لعملية تواصل مع جهات دولية لخفض التصعيد في البحر الأحمر.
وقال متحدث الحوثيين محمد عبدالسلام في منشور على منصة إكس إنه “برعاية الأشقاء في سلطنة عمان يستمر التواصل والنقاش مع عدد من الأطراف الدولية بشأن عمليات البحر الأحمر والبحر العربي”.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن سلطنة عمان أمريكا الحوثي البحر الأحمر البحر الأحمر سلطنة عمان ة التی
إقرأ أيضاً:
أزمة تجارية عالمية وشيكة مع إشعال أميركا الحرب ضد الحوثيين في باب المندب
شنت الولايات المتحدة مساء أمس نحو 40 غارة على اليمن أسفرت عن مقتل وجرح العشرات. واعتبرت واشنطن أن الغارات تأتي دفاعا عن المصالح الأميركية، واستعادة لحرية الملاحة البحرية. من جانبه قال المتحدث العسكري باسم جماعة أنصار الله (الحوثيين) يحيى سريع -اليوم الأحد- إنهم استهدفوا حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس هاري ترومان" بـ18 صاروخا وطائرة مسيّرة، واصفا العملية بالنوعية.
وأوضح سريع في كلمة مقتضبة أن الهجوم الحوثي جاء "ردا على العدوان الأميركي الذي استهدف عددا من المحافظات اليمنية بأكثر من 47 غارة جوية مخلفا عشرات الشهداء والجرحى".
وأكد أن الحوثيين "لن يترددوا في استهداف أي قطع بحرية في البحرين الأحمر والعربي ردا على العدوان".
وصرح مسؤول أميركي بأن الضربات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن قد تستمر لأسابيع.
وفي تبريره للغارات التي شنتها بلاده ضد اليمن، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في منشور له على "تروث سوشيال" أنه لم تعبر أي سفينة تجارية أميركية قناة السويس أو البحر الأحمر أو خليج عدن بأمان منذ أكثر من عام. وأضاف تسببت في خسائر بمليارات الدولارات للاقتصاد العالمي.
تهديد الملاحة البحريةوذكر البيت الأبيض أن هجمات الحوثيين تسببت في تحويل مسارات 60% تقريبا من السفن المرتبطة بالاتحاد الأوروبي إلى أفريقيا بدلا من البحر الأحمر، وأن هجمات الحوثيين على الشحن البحري منذ عام 2023 تسببت في تأثير سلبي مستمر على التجارة العالمية والأمن الاقتصادي الأميركي.
إعلانويعتبر مضيق باب المندب الذي تطلع عليه اليمن من الجنوب أحد أهم الممرات البحرية الاستراتيجية في العالم. هذا المضيق يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن، ويعد مسارا حيويًا لحركة النفط والتجارة بين آسيا وأوروبا.
وفيما يلي أبرز التداعيات لإغلاق المضيق:
في إطار نصرتها لغزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 نفذ الحوثيون عدة هجمات استهدفت سفن تجارية وناقلات نفط في البحر الأحمر، ما أدى إلى اضطراب حركة الشحن البحري. هذه الهجمات دفعت الكثير من الشركات إلى تعليق مرور سفنها عبر المضيق أو اتخاذ مسارات بحرية أطول بالتوجه نحو رأس الرجاء الصالح، الأمر الذي زاد من تكاليف الشحن. مع تزايد الهجمات التي استهدفت السفن الإسرائيلية أو المتجهة نحو إسرائيل، ارتفعت تكاليف التأمين على السفن العابرة في المنطقة بشكل ملحوظ، ما زاد من الأعباء المالية على الشركات التجارية، وزاد الأمر سوءا بعدما وسع الحوثيين الحظر ليشمل السفن الأميركية والبريطانية بسبب استهداف دولهم الحوثيين بضربات جوية خلال العام الماضي. تهديد إمدادات الطاقة، باب المندب يُعد مسارًا رئيسيًا لنقل النفط من دول الخليج الغنية بالنطف إلى أوروبا وأميركا. أي اضطراب في هذه المنطقة قد يؤثر على أسعار النفط عالميًا.
أهمية باب المندب
مضيق باب المندب يُعَدّ من أهم الممرات البحرية لنقل النفط عالميا، حيث بلغ متوسط تدفقات النفط عبر المضيق عام 2023 حوالي 8.8 مليون برميل يوميا. وفي عام 2024 شهدت تدفقات النفط تراجعا حادا بنسبة 54% خلال الأشهر الثمانية الأولى، حيث انخفض المتوسط إلى نحو 4 ملايين برميل يوميًا حتى أغسطس/آب، مقارنة بـ 8.7 مليون برميل يوميا لنفس الفترة من عام 2023.
هذا الانخفاض الكبير في عام 2024 يُعزى إلى تصاعد الهجمات على السفن في المنطقة، مما دفع العديد من شركات الشحن إلى تجنب المرور عبر المضيق.
إعلانيُذكر أن مضيق باب المندب يحتل المرتبة الثالثة عالميًا من حيث حجم تجارة الطاقة التي تمر عبره، بعد مضيقي ملقا وهرمز، مما يبرز أهميته الاستراتيجية في حركة النفط العالمية.
وشنت جماعة الحوثي أكثر من 100 هجوم على السفن منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وحتى نهاية العام 2024، مما أسفر عن غرق سفينتين والاستيلاء سفينة "غالاكسي ليدر" (تم الإعلان اليوم عن الإفراج عن طاقمها).
ودفع ذلك العديد من شركات الشحن الكبرى في العالم إلى تغيير مسار سفنها لتبحر حول جنوب قارة أفريقيا بدلا من البحر الأحمر. وهو ما أدى إلى خسارة طاقة شحن إضافية تقدر بنحو 30% على الأقل عن المعتاد.