الصين والكويت.. معًا في السراء والضراء
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
تشو شيوان **
تلقى العالم العربي والعالم بأكمله خبرًا حزينًا قبل أيام بوفاة أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وبالنسبة للصين لم تمر هذه المناسبة الحزينة مرور الكرام إنما تبادلت الصين من خلال بروتوكولاتها الرسمية مشاعر العزاء للقيادة والشعب الكويتي؛ حيث أرسل الرئيس الصيني شي جين بينغ رسالة يوم الأحد الماضي إلى أمير الكويت الجديد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح لتقديم التعازي في وفاة الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وقد جاء في الرسالة "بالنيابة عن الصين حكومة وشعبًا وبالأصالة عن نفسه فقد أعرب الرئيس شي عن تعازيه العميقة في وفاة الشيخ نواف، ويقدم تعازيه الصادقة لأسرته وللشعب الكويتي"، في ذات السياق أشار الرئيس شي إلى أن رحيل الشيخ نواف يشكل خسارة كبيرة للشعب الكويتي، قال شي إن الشعب الصيني فقد أيضًا صديقًا عزيزًا.
وفي الوقت نفسه جاءت التهاني سريعة ومبشرة من الجانب الصيني لأمير الكويت الجديد حيث بعث الرئيس الصيني شي جين بينغ برقية تهنئة إلى أمير الكويت الجديد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح بمناسبة تعيينه أميرا للكويت خلفًا للأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وأشار شي جين بينغ إلى أن الصداقة التقليدية بين الصين والكويت عميقة، وأن العلاقات الثنائية حققت تقدما كبيرا منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل ما يزيد على 50 عامًا.
إنَّ الصين والكويت علاقتهما متجذرة وطويلة؛ علاقة قائمة على الاحترام والود والمنفعة المتبادلة بين الطرفين، ويُذكر أن الكويت هي أول دولة عربية خليجية تُقيم علاقات دبلوماسية مع الصين (عام 1971)"، كما إنها أيضًا "أول دولة في الشرق الأوسط وقعت وثيقة التعاون بشأن بناء الحزام والطريق مع الصين"، وهذا إنْ دل فيدل على أن البلدين متفقان تمامًا في الرؤى فيما يخص العمل المشترك وطبيعة العلاقة بين الدولتين، وكما أن الكويت تولي اهتمامًا بالصين وبالعلاقة الوثيقة معها فإن الصين أيضًا تولي اهتمامًا بالكويت وقد أكدت على ذلك الخارجية الصينية؛ حيث جاء ذلك في تصريحات لمتحدثة الخارجية الصينية هوا تشونينغ، على منصة "إكس"، عقب استقبال الرئيس الصيني شي جين بينغ لولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الصباح في مدينة هانغتشو، شرقي الصين في سبتمبر الماضي؛ حيث قالت إن بكين "تولي اهتمامًا بالغًا لتطوير العلاقات الصينية – الكويتية".
وأثناء زيارة الشيخ مشعل الأحمد الصباح للصين في سبتمبر الماضي وقعت الصين والكويت العديد من الاتفاقيات الثنائية للتعاون في مجالات مختلفة، منها الطاقة المتجددة وإنشاءات البنية التحتية والحوكمة البيئية، ومن أهم هذه الاتفاقيات؛ مذكرة تفاهم بين بلدية الكويت واللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح بالصين للتعاون بشأن المنظومة الخضراء منخفضة الكربون لإعادة تدوير النفايات، ومذكرة تفاهم بين وزارة الاشغال العامة بالكويت واللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح بالصين للتعاون في مجال البنية التحتية البيئية لمحطات معالجة مياه الصرف الصحي، ومذكرة تفاهم بين وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة في الكويت والإدارة الوطنية للطاقة بالصين للتعاون في مجال منظومة الطاقة الكهربائية وتطوير الطاقة المتجددة، ومذكرة تفاهم بين حكومة الكويت وحكومة الصين بشأن التعاون في مشروع ميناء مبارك الكبير، ومذكرة تفاهم بين هيئة تشجيع الاستثمار المباشر في الكويت ووزارة التجارة في الصين بشأن التعاون في مجال المناطق الحرة والمناطق الاقتصادية، ومذكرة تفاهم بين المؤسسة العامة للرعاية السكنية بالكويت ووزارة التجارة في الصين للتعاون في مجال التطوير الاسكاني.
إنَّ سمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح أمير الكويت صديق للصين، وحملت زيارته الأخيرة للصين العديد من الاتفاقيات، والتي إذا نظرنا لطبيعتها لوجدنا أنها تفتح آفاق مُهمة في مسارات التعاون الصيني الكويتي، وبالأخص فيما يتعلق بتطوير البنية التحتية وتشجيع الاستثمار المتبادل وهذا سيكون له شأن كبير في قادم الوقت، وسيفتح معه الكثير من فرص التعاون والتبادل المستقبلي.
إنَّ الصين تقف اليوم مع الكويت وقيادتها وشعبها في مُصابهم الجلل، وتفتح أذرعها لمستقبل مشرق للتعاون بين البلدين وهذا ما أجدُ فيه تعبيرًا صادقًا عن الصداقة والترابط بين الصين والكويت وبين الصين ودول العالم كافةً إن صح التعبير؛ فالصين دائمًا ما تجدها حاضرة لمساندة الشعوب والوقوف معهم في محنهم، فكيف إن كان الراحل فقيدَ دولة تربطها علاقات جيدة مع الصين.
إنني أنتهز هذه السانحة، كي أُعبِّر عن خالص التعازي الشخصية الصادقة لقيادة وشعب الكويت، في فقيدهم العزيز، كما أهنئ سمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح أمير الكويت الجديد، ونتطلع لعلاقات صينية كويتية استثنائية في المرحلة المقبلة.
** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الإمارات وبولندا تستكشفان مجالات جديدة للتعاون التجاري والاستثماري
ترأس معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، وفداً إماراتياً في زيارة رسمية إلى العاصمة البولندية وارسو، حيث التقى وزراء ومسؤولين حكوميين وقادة أعمال للبحث في سبل جديدة لتعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين.
وتهدف الزيارة إلى البناء على برنامج التعاون الاقتصادي المشترك الذي أطلقته الدولتان عام 2022، والذي سينسّق المشاريع التجارية المشتركة وتبادل رؤوس الأموال والمعارف والخبرات، كما تأتي في أعقاب الزيارة الرسمية التي أجراها فخامة أندريه دودا الرئيس البولندي إلى دولة الإمارات الأسبوع الماضي.
وتضمنت لقاءات الزيودي خلال الزيارة، بحضورسعادة محمد الحربي سفير دولة الإمارات لدى بولندا، محادثات مع كل من معالي فويتشيك كولارسكي رئيس دائرة السياسة الدولية بمكتب الرئيس البولندي، ومعالي آدمشلابكا وزير الشؤون الأوروبية، لاستكشاف فرص تحفيزالتجارة الثنائية بين دولة الإمارات والكتلة الأوروبية، ومعالي فلاديسلاف تيوفيل بارتوشيفسكي وزير دولة للشؤون الخارجية، ومعالي بافاو يابوونسكي وكيل وزارة الخارجية للتعاون الاقتصادي والتنمية، لبحث آفاق التعاون مع التركيز بشكل خاص على القطاعات المشتركة ذات القيمة العالية مثل الطاقة المتجددة والزراعة.
وركزت النقاشات مع معالي داريوش ستاندرسكي وزيردولة للشؤون الرقمية، على زيادة التعاون الاقتصادي في مجال التكنولوجيا المتقدمة، بما في ذلك دورها في القطاع المالي.
وأكد الزيودي، على أهمية بولندا كشريك استراتيجي في جهود دولة الإمارات لتعميق تفاعلها الاقتصادي مع أوروبا، مضيفا إن الإمارات وبولندا يجمعهما طموح مشترك لبناء اقتصاد المستقبل القائم على المعرفة والابتكار، ما يجعلنا شركاء طبيعيين ضمن مسيرة تحقيق الازدهار المتبادل، وتماشياً مع التطلعات التجارية العالمية لدولة الإمارات، يوفر موقع بولندا الاستراتيجي ومشاريع البنية التحتية التي تقودها، ومنها الموانئ، ترابطاً مهماً بالأسواق الأوروبية للشركات الإماراتية التي تتطلع إلى التوسع والنمو.
وقال معاليه، أن أرقام تجارتنا الثنائية غير النفطية مع بولندا، تظهر حتى في ظل تباطؤ التجارة العالمية، حيوية شراكتنا الاقتصادية وتمهد الطريق لفرص تجارية واستثمارية أوسع، وتوفر القطاعات الرئيسية، ومنها التصنيع والطاقة المتجددة والزراعة آفاقاً هائلة للتعاون، ما يرتقي برؤيتنا المشتركة للتقدم الاقتصادي”.
وبلغت قيمة التبادل التجاري بين دولة الإمارات وبولندا 2.2 مليار دولار في 2024، وبلغ إجمالي الاستثمارات الإماراتية المباشرة في بولندا حوالي 180 مليون دولار بنهاية عام 2023، موزعة على قطاعات الطيران والسياحة والإلكترونيات والسيارات والصناعات الغذائية والعلوم والتكنولوجيا. بينما بلغ إجمالي الاستثمارات البولندية المباشرة في دولة الإمارات حوالي 272 مليون دولار بنهاية 2022، موزعة على قطاعات العقارات والتكنولوجيا والعلوم والتقنيات الحديثة والتجزئة، أي أن الاستثمارات المتبادلة بين البلدين يبلغ إجماليها 452 مليون دولار.
ضم الوفد كلا من، سعادة محمدعبد الرحمن الهاوي وكيل وزارة الاستثمار، وسعادة صفية هاشم الصافي الوكيل المساعد لقطاع الرقابة والحوكمة التجارية بوزارة الاقتصاد.
وتجسّد زيارة وارسو وتوسيع نطاق العلاقات مع بولندا، رؤية دولة الإمارات الاستشرافية الرامية إلى ترسيخ مكانتها الرائدة عالمياً ضمن مجال التجارة والاستثمار، بالتوازي مع الارتقاء بالشراكات مع الدول الأوروبية.وام