جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-19@05:55:12 GMT

هل تعود فلسطين إلى مناهجنا الدراسية؟

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT

هل تعود فلسطين إلى مناهجنا الدراسية؟

 

 

من أبسط حقوق هذا الشعب المناضل علينا أن يعرف الجيل محنته وتذهب محاولات محوه من التاريخ وإزالته من الذاكرة أدراج الرياح

 

محمد بن رضا اللواتي

mohammed@alroya.net

فرض "طوفان الأقصى" ثقافةً جديدةً أبهرت ألوف البشر حول العالم، فبين يوم وآخر نشاهد مقاطع من الفيديوهات تتحدث عن يقظة النَّاس في العالم الغربي وسؤالهم عمّا يجري ولماذا يجري؟! أسئلة تتحول لاحقًا إلى دفق من الاستنكار والاستهجان لسلوك دول الغرب البشع في دعم الكيان الغاصب، وعلى رأسها الولايات المتحدة التي فضلت أن يتلطخ جبينها بالعار الأبدي على أن لا تتوقف أسلحتها عن إبادة أطفال غزة.

الغرب عَمِلَ على نزع كل أثر معرفي للنكبة من المناهج الدراسية حتى في العالم العربي، لأجل أن تضيع معالم القضية تمامًا فتجهلها الأجيال وتنساها، لكن "طوفان الأقصى" أعاد ذكريات الحق السليب وطغيان الاستكبار.

ومع عودة القضية بكل هذه المأساوية والتظلم، محفوفة بدماء الأبرياء، أليس من الطبيعي أن تجد لها مكانًا في المناهج الدراسية؟

من حق كل طفل عربي مسلم أن يتعلم مجموعة من المصطلحات، من قبيل "النكبة" وماذا تعني وكيف حدثت؟ ومن قبيل "وعد بلفور" و"كامب ديفيد" و"اتفاقية أوسلو"، وما إلى ذلك من المصطلحات والمفاهيم المتعلقة بمأساة شعب كامل وضياع حقوقه أمام مرأى ومسمع العالم.  

من أبسط حقوق هذا الشعب المناضل علينا أن يعرف الجيل محنته، وتذهب محاولات محوه من التاريخ، وإزالته من الذاكرة أدراج الرياح، هذا بحفظنا لمحنته في مناهجنا الدراسية، وتشجيعنا للمدارس أن تبث برامج توعوية عبر إذاعاتها الصباحية حول المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى التي بارك الله حولها.

من المهم للغاية أن تعود فلسطين إلى المناهج الدراسية، ويتدرج ذكرها من مرحلة دراسية إلى أخرى بحسب المراحل العمرية، فيجدها الأطفال في كتبهم الدراسية على هيئة شعر ونشيد، ويجدها الأكبر سنا فالأكبر مع وفرة المعلومات بحسب المرحلة، ذلك لأنَّ جيل المستقبل سيوجه سؤالا يوما لن نجد له جواباًر، وهو سِّرُ غياب ذكر فلسطين من المناهج الدراسية، أو تواجده بنحو خجول وباهت.

بعد انتشار صور أطفال فلسطين مضمخة بالدماء، وأشلاء الآباء يتم جرها من تحت الركام، وألم الأمهات وهنّ يعانقن أجساد صغارهن الطرية عناق الوداع، لم يعد هنالك مجال لإخفاء الحقيقة، فسوف يتساءل جيل المستقبل عن أسباب تغييب النكبة عنهم؟

كم كان وزير الخارجية العماني معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي دقيقًا جدًا في تغريدته التي قال فيها: "الأجيال القادمة ستنظر بدهشة واشمئزاز إلى الخيانة التي تعرض لها أهل غزة، أوقفوا الأعمال الوحشية الفظيعة الآن". لقد تحدث عن الأجيال القادمة، بناءً على أن هذه المآسي ليس بوسع أحد طمسها. لقد وقعت لتخلد.

بالنسبة إلى الأجيال القادمة، لا شك أن طوفان الأقصى سيكون أهم بكثير من درس عن الأبواب الأربعة لعاصمة الدولة العباسية! والحديث عن النكبة الفلسطينية سيغدو عندهم أعظم من معرفة عدد وزراء الدولة الرستمية في المغرب سابقا، أو عدد شعراء الأندلس في عهد الدولة الأموية!

نعم لعودة فلسطين السليبة إلى مناهجنا الدراسية، لتتعرف الأجيال على حجم المأساة، وألم المعاناة، والحقوق المسلوبة، والجرائم الفظيعة.

نعم لأن تتحول أشعار من قبيل: "فلسطين داري ودرب انتصاري // تظل بلادي هوى في فؤادي، ولحنًا أبيًا على شفتيا // وجوه غريبة بأرضي السليبة"، إلى ترانيم على ألسنة الصغار، حتى لا يأتي وقت لا يعرفون فيه شيئًا عن حقوق أُمَّتهم، ولا يُعيرون أهمية لإخوانهم ومحنتهم، فإذا بنا نجد العالم كله في تظاهرات لأجل فلسطين، إلا أجيال أمتنا، المشغولون في متابعة دوري كرة القدم.. ربما!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

كتابٌ حول المناهج النقدية للباحث أبو بكر عبد الكبير

الجزائر - العمانية: في كتابه الصّادر بعنوان «المناهج النقدية بين النقد ونقد النقد» الصادر عن دار جودة للنشر بالجزائر؛ يؤكّد الدكتور أبو بكر عبد الكبير، أنّ المناهج النقدية الحداثيّة في الجزائر استقطبت اهتمام الدارسين والباحثين، جيلًا بعد آخر، بداية من الجيل الأول في ثمانينات القرن العشرين الذي عُدّ المؤسّس الأوّل لها، تنظيرًا وتطبيقًا، في النقد الجزائري المعاصر، ومعه بدأ الاهتمام بهذا التوجُّه النقدي يتزايد، يوما بعد يوم.

ويعدُّ هذا الكتاب امتدادًا لتلك الدراسات النقدية التي ما فتئت تظهرُ هنا وهناك؛ والتي حاولت دراسة النصوص الأدبية والنقدية بمعزل عن كلّ ما هو خارج عنها والاهتمام ببنية النصّ دون سواها.

وقد حاول المؤلّف، في هذا الكتاب، التوقُّف عند بعض هذه المناهج النقدية الحداثية تطبيقًا لها، كما في الجزء الأول الذي خصّصه للمنهج البنيوي، وبالخصوص الثنائيات الضديّة، كونها من أهمّ الظواهر اللُّغوية التي توقّف عندها مُطوّلا أنصارُ ودعاة هذا المنهج في دراستهم لمختلف النصوص الأدبيّة، وقد اختار لذلك جدارية لمحمود درويش؛ نظرا لما تتضمّنه من مفارقات لغوية أُسّست عليها هذه الجدارية، من بدايتها إلى نهايتها، وأسهمت هذه الثنائيات كثيرًا في تحديد الإطار العام لهذه القصيدة، إذ حمّلها محمود درويش بالعديد من الدلالات، التي جاءت في واقع الأمر امتدادًا للحالات النفسية التي مرّ بها الشاعر، بين فترة وأخرى؛ ذلك أنّه وظّفها للدلالة على التشاؤم والتفاؤل، والتجديد والاستمرارية والتحدّي، وغيرها من المعاني.

أمّا الجزء الثاني من الكتاب، خصّصه المؤلّف للمنهج السيميائي؛ منزاحًا بذلك عن الدراسات المألوفة لهذا المنهج من خلال اهتمامه بالجانب غير اللُّغوي في شعر عزالدين ميهوبي، أي التشكيل البصري الذي استطاع من خلاله الخروج عن النظام العمودي للقصيدة وزجّ من خلاله القارئ في لعبة مطاردة المعنى، مستغلا بذلك هذه الظاهرة البصرية من أجل أن تكون أداة مساعدة للعلامات اللُّغوية في أداء المعاني وإيصالها إلى المتلقّي، إذ جاء بذلك هذا التشكيل البصري متناسبًا مع الحالات الشعورية التي يُعبّر عنها الشاعر عز الدين ميهوبي في خضمّ قصائده الشعرية، موظفًا العديد من مظاهر التشكيل البصري، وذلك على غرار السّطر الشعري المتعامد، والسّطر الشعري المتدرّج، والسّطر الشعري المتساقط، وغيرها من المظاهر الأخرى التي اختلفت دلالاتها تبعا لاختلاف المقاطع الشعرية وتنوُّعها.

أما الجزء الأخير من هذا الكتاب، فارتأى الدكتور أبو بكر عبد الكبير تخصيصه للبحث عن هذا المنهج الجديد الذي عرف بنقد النقد وتمثُّلاته في النقد الجزائري المعاصر، وبالخصوص أعمال الناقد يوسف وغليسي الذي حاول تقريب الرؤى النقدية وإذابة الجليد في الكثير من المرّات بين النقّاد، خصوصًا في ردّه على خصوم الناقد عبد المالك مرتاض.

وفي هذا الباب بالذات، يؤكّد الدكتور أبو بكر عبد الكبير، لوكالة الأنباء العمانية، بالقول: «يعدُّ كتاب يوسف وغليسي «الخطاب النقدي عند عبد المالك مرتاض في المنهج وإشكالياته»، من التجارب الرّائدة في مجال نقد النقد في الجزائر وخارجها؛ لكون هذا الناقد تتبّع في كتابه التجربة النقدية المرتاضية من بداية عهدها مع المناهج السياقية وتطوُّرها وانتقالها إلى المناهج النسقيّة، مُركّزًا من خلال ذلك على التجديد والتجاوز الذي تبنّاه عبد المالك مرتاض في تجربته النقدية، وأرجع يوسف وغليسي جلّ الانتقادات التي تعرّض لها عبد المالك مرتاض، من خلال تجربته النقدية، إلى عدم الفهم الجيّد من طرف العديد من النقاد لفحوى هذه التجربة النقدية المتميّزة، محاولا من خلال ذلك تقريب وجهة نظر عبد المالك مرتاض لهؤلاء النقاد وذلك على غرار فكرة اللامنهج، التي أكد يوسف وغليسي أنّ الانتقادات التي تعرّض لها مرتاض في هذه القضية النقدية، تعود أساسا إلى عدم وجود توافق بين مرتاض وبعض النقّاد في استعمالهم وتوظيفهم لمصطلح اللامنهج في متونهم النقدية، وهو ما أدّى إلى سوء التفاهم فيما بينهم، وذلك باعتبار أنّ اللامنهج عند بعض النقّاد هو الجمع بين المناهج النقدية في الدراسة النقدية الواحدة، بينما عبد المالك مرتاض يقصد بهذا المصطلح تكييف المنهج الغربي بما يتوافق وخصوصيّة النصّ الإبداعي العربي».

يُشار إلى أنّ الدكتور أبوبكر عبد الكبير، مؤلّف الكتاب، باحثٌ جزائريٌّ، حاصلٌ على دكتوراه في الأدب العربي ونقده من جامعة الجزائر (2021)، ومن مؤلّفاته «ترهين الخطاب النقدي العربي الحديث والمعاصر».

مقالات مشابهة

  • 37 مقرراً أممياً يطالبون دول العالم بالاعتراف بدولة فلسطين
  • رابطة العالم الإسلامي ترحب بقرار الأمم المتحدة المطالب بإنهاء الاحتلال في فلسطين
  • الرابطة الإسلامية ترحب بالقرار الأممي المطالب بإنهاء احتلال فلسطين
  • جوتيريش: التحديات القادمة تتطلب آليات فعالة وشاملة لحل النزاعات في العالم
  • وزير التعليم عن فلسفته لتخفيف المناهج: أحسن نظام في العالم يُدَرِّس 6 مواد في سنتَين
  • صاروخ يمني واحد يُرعب الصهاينة ويُوقظ العالم
  • موعد مباراة العين القادمة عقب التعادل أمام السد والقنوات الناقلة
  • القوات المسلحة تكشف عن مواصفات صاروخ “فلسطين 2” الفرط صوتي
  • كتابٌ حول المناهج النقدية للباحث أبو بكر عبد الكبير
  • خسوف قمري في سماء العالم.. البحوث الفلكية تعلن تفاصيل الظاهرة الفلكية القادمة