جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-04@05:51:51 GMT

لا تتحالفوا على من ثأر لكرامتنا

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT

لا تتحالفوا على من ثأر لكرامتنا

 

علي بن سالم كفيتان

يا من لم تُحركهم استغاثات النساء والأطفال في غزة منذ 70 يومًا ولم تهتز شعرة من كبريائهم المسلوب للجرائم المشينة التي ترتكبها عصابة نتنياهو وجانتس وبن غفير، ما بالي أراكم اليوم تتنادون للتحالف على اليمن الذي مسح شيئًا من العار الذي لحق بصمتكم المُشين على ما يحدث في فلسطين؟

تأكدوا أن ضربكم لليمن الذي قطع خطوط التجارة عن تلك العصابة وأربابهم ليستنجدوا بكم بحجة تأثر تجارتكم لتهبوا نيابة عنهم لحراسة تجارتهم والسفن التي تمدهم بالسلاح والمؤونة لقتل أهل غزة ليل نهار، إن هبتكم مع الأعداء والخونة ستكون الحلقة الأخيرة بينكم وبين شعوبكم، ولسان حالهم يقول: نحن الشعوب نتنازل عن دخل موانئكم وكساد تجارتكم وفقدان وظائفكم حتى يتوقف المغتصب عن قتل إخواننا في فلسطين، ولا جزاكم الله خيرًا، ولا نصركم إن أقدمتم على ضرب اليمن الذي ثأر لكرامتنا التي أهدرتموها بمواقفكم المخزية.

الغرب لا يعترف بلغة الاستنكار والشجب وطلباتكم المتراكمة في الأمم المتحدة التي لفظت أنفاسها الأخيرة بعد عجزها عن لجم تعطش الصهاينة للدم الفلسطيني وإمداد أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا بالسلاح والمؤونة للعدو المغتصب، فيما أغلق اليمنيون باب المندب أمام السفن التي تعزز من أرباح الكيان الصهيوني، فاليمنيون قد ثارت حميتهم للحق وإنصاف المظلوم ونجدة الملهوف، فهبوا بقواربهم ليسحبوا أموال بني صهيون ومصالحهم إلى ميناء الحُديدة، ومن لم يستجب نال حظه مما يستحق. واشترط اليمنيون وقف الحرب وفتح المعابر وإدخال الماء والغذاء والدواء الى غزة لكي يسمحوا بمرور المصالح الصهيونية مُجددًا، فلا يستقيم أن تُحرس السفن المتجهة إلى موانئ الاحتلال، فيما هو يقتل إخواننا، ولا يستقيم أن نمرر لهم شحنات الغذاء والدواء وهم يمنعونها عن أهالينا المنكوبين في غزة، فهل من العدالة أن يُجيِّشكم الغرب الظالم المنحاز لبني صهيون لضرب اليمن الذي مسح عاركم منذ بداية الأزمة؟

أتعلمون لماذا اختلفت لهجة بايدن وعادت فرنسا وبريطانيا وألمانيا للحديث عن ضرورة وقف الحرب، بكل تأكيد لم تكن نتاج استنكاراتكم وشجبكم ولا شعوركم بالأسف، وحتمًا ليست من مكاسب وفودكم التي تجوب عواصم الغرب لاستجداء السلام؛ بل هي حصيلة صمود الفصائل الفلسطينية وقتل المزيد من الصهاينة والمرتزقة الغربيين في أزقة الشجاعية وتل الزيتون وجحر الديك، والذين باتوا يهيمون على وجوههم الى غير هدى ليصطادهم قناصو القسام وسرايا القدس. هنا نرى حصاد من خطط للمعركة ومن بدأها فهو يريد إلحاق أكبر قدر من الضرر بالمغتصبين اليهود الذين أكلوا الطعم وقدموا بخفهم وحافرهم- كما تقول العرب- الى غزة؛ ففي الماضي كان الصهاينة يقصفون كل ما على الأرض عن بعد ويقتلون أعدادًا كبيرة، ولا يكاد يُصاب منهم جندي، أما اليوم فقد باتوا غنائم يمكن صيدها بالحبل والعصا، والعشرات منهم في الأَسْرِ والبقية، يُقضى نحبهم في الأزقة والحواري.

وهذا هو النصر بعينه أيها المتخاذلون الخانعون، وفي الجانب الآخر استلم بني يمن نداء الاستغاثة، فدخلوا خليج باب المندب ليجروا منه مصالح بني صهيون ومن والاهم إلى موانئهم. هذه الثنائية هي التي يفهمها الصهاينة وأمريكا؛ لذلك لَانَت كلمتهم وخفت حِدَّة دعمهم لطفلهم الذي لا يكبر؛ فباتوا يستجدون من مندوب قطر التوسط لوقف جديد لإطلاق النار؛ لأن الدوحة تشكل زاوية السلام وبوابة الغوث للمنكوبين في فلسطين، عندما أغلقتم جميع أبوابكم ولم يصبح لكم عنوان.

لهذا.. ندعوكم يا من تأبطتم بدلكم الغربية وربطات أعناقكم الأنيقة واستحضرتم بزاتكم العسكرية المرصعة بالنياشين والأنواط من خزائنكم المُحكمة، تدفعكم حمية الغرب لنجدتهم من مستنقع باب المندب، ندعوكم للتريث في مواجهة اليمن حمايةً لمصالح بني صهيون والغرب، دعوا عنصر الضغط اليمني يعمل، ولنتنازل عن النقود والتبعات المالية، لاقتياد بضع سفن إلى ميناء الحديدة، ما دمنا تنازلنا عن عزتنا وكرامتنا لنصرة لفلسطين.

إن استنهاض جيوشكم وبوارجكم وطائراتكم لقصف اليمن سيكون عارًا، لن يمحوه الزمن ولن يغفره التاريخ.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

محمد الأشمر.. من هو الثائر السوري الذي تحدى الفرنسيين؟

في قلب النضال السوري ضد الاستعمار الفرنسي، برز اسم محمد الأشمر الذي يصادف اليوم ذكرى وفاته كأحد أهم قادة المقاومة الذين رفضوا الخضوع للاحتلال، وساهموا في إشعال جذوة الثورة السورية الكبرى (1925-1927). لم يكن الأشمر مجرد مقاتل حمل السلاح، بل كان رمزًا للعزيمة والنضال في وجه القوى الاستعمارية، وشخصية محورية في الكفاح من أجل استقلال سوريا. فمن هو محمد الأشمر؟ وكيف أصبح أحد أبرز رموز المقاومة في التاريخ السوري؟

النشأة والتكوين

وُلد محمد الأشمر في دمشق في أواخر القرن التاسع عشر، ونشأ في بيئة وطنية مشبعة بروح المقاومة. تأثر منذ صغره بحالة الغليان السياسي التي كانت تشهدها سوريا تحت الاحتلال الفرنسي، وشهد بنفسه القمع الذي تعرض له أبناء بلده، مما دفعه إلى الانخراط مبكرًا في صفوف المقاومة.

دوره في الثورة السورية الكبرى

مع اندلاع الثورة السورية الكبرى عام 1925 بقيادة سلطان باشا الأطرش، كان محمد الأشمر من أوائل الذين التحقوا بصفوف الثوار. تميز بشجاعته وقدرته على قيادة المعارك، حيث خاض مواجهات شرسة ضد القوات الفرنسية، خاصة في دمشق وغوطتها، وتمكن من تحقيق انتصارات مهمة ضد المحتل.

لم يكن الأشمر مجرد مقاتل، بل كان منظمًا بارعًا، إذ ساهم في تسليح الثوار وتدريبهم على أساليب القتال، كما عمل على توحيد الصفوف بين مختلف الفصائل المقاومة لضمان استمرار الثورة.

معاركه ضد الفرنسيين

اشتهر الأشمر بدوره في معركة الغوطة، حيث قاد مجموعة من الثوار في مواجهة القوات الفرنسية المدججة بالسلاح. ورغم قلة العتاد، تمكنوا من تكبيد العدو خسائر فادحة. كما لعب دورًا بارزًا في الدفاع عن دمشق أثناء قصفها من قبل القوات الفرنسية، وأصبح اسمه مرتبطًا بالصمود والمقاومة.

ما بعد الثورة: استمرار النضال

بعد تراجع الثورة السورية الكبرى، لم يتوقف الأشمر عن النضال، بل واصل مقاومته بطرق مختلفة، حيث شارك في دعم الثوار في مناطق أخرى، وساهم في الحركات الوطنية التي كانت تسعى لطرد الاستعمار. كما لم يقتصر نشاطه على سوريا، بل امتد إلى فلسطين، حيث دعم الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 ضد الاحتلال البريطاني والصهيوني.

رغم مرور عقود على رحيله، لا يزال محمد الأشمر يُذكر كواحد من أعظم أبطال المقاومة السورية. كان نموذجًا للثائر الذي لم يتخلَ عن قضيته، وبقي صامدًا حتى النهاية. اليوم، يُعد اسمه جزءًا من تاريخ النضال العربي ضد الاستعمار، ورمزًا للشجاعة والتضحية من أجل الوطن

مقالات مشابهة

  • مجموعة أصدقاء صهيون تسعى لدفع ترامب لضم الضفة
  • في الوقت الذي تهديد فيه مليشيا الحوثي السعودية..الرياض تجدد دعمها لخارطة الطريق وجهود السلام في اليمن
  • محمد الأشمر.. من هو الثائر السوري الذي تحدى الفرنسيين؟
  • الدور المصري الذي لا غنى عنه
  • مئات الصهاينة يتظاهرون للمطالبة باستكمال صفقة التبادل
  • اهالي الأسرى الصهاينة يتظاهرون للمطالبة باتمام الصفقة غزة
  • عبد الله: ودعنا اليوم رفيقنا علي عويدات الذي تشهد له الساحات والمواقف
  • التقاطع المزراحي الفلسطيني الذي لا يتحدث عنه أحد
  • أهالي الأسرى الصهاينة يطالبون ترامب بمنع نتنياهو من تخريب اتفاق وقف النار
  • كريمة أبو العينين تكتب: فئران الغلابة و الصهاينة