جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-09@23:45:41 GMT

"المسافة صفر".. سر الانتصار

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT

'المسافة صفر'.. سر الانتصار

 

‏راشد بن حميد الراشدي **

 

مصطلح عسكري له دلالة تاريخية عظيمة كانت الحروب القديمة تعمل به من خلال مقارعة الطرفين المتحاربين وجهًا لوجه بالسيوف والرماح والسهام والمنجنيق وغيره من آلات الحرب؛ حيث كانت المسافات قريبة جداً بين الطرفين.

أما في وقتنا الحالي فتلعب الأسلحة الحديثة دورا كبيرا في حسم المعارك عبر الطائرات والصواريخ والمدافع بعيدة المدى والقنابل شديدة الانفجار والسفن القابعة في البحر والدبابات المحصنة التي تطلق قذائفها لمسافات بعيدة إضافة للتكتيكات الحربية المتطورة والخطط العسكرية المدروسة، إلا أن إرادة الله وتوفيقه وإيمان الفئة القلية المتمسكة بحبل الله المتين كان أقوى من عددهم وعتادهم، فانقلبت المعادلة رأساً على عقب رغم استعمال العدو بجيشه الجرار كل تلك المكائد والأسلحة الحديثة المتطورة فأخزاهم الله وأذلهم وجعل الهزيمة بين أعينهم، فزاغت أعينهم وانفطرت قلوبهم هلعاً بما لقوه من عذاب وقتل وأسر ومهانة، لعنهم الله.

كانت المسافة صفر هي جوهر تغيُّر سير المعركة والعودة للحروب القديمة الوجه بالوجه فقد ألجم العدو الغاشم بعد الاستهتار والغرور، بما يملكه من  جيش وعدة  فكانت المسافة صفر هي الفيصل الذي كبَّد العدو خسائر لم يشهدها طوال سنوات احتلاله، فتفرق شملهم وشُلت أيديهم بشجاعة الشجعان وإيمان المجاهدين الصابرين المحتسبين الذين رابطوا لملاقاة عدوهم اللدود، فأردوه صريعًا بما اقترفت يداه، فكانوا يهبون أنفسهم لله ويتبارون في الخروج بكمائن من المسافة صفر يفتكون بالعدو من تحته وعلى جنبه ومن فوقه، يزرعون المتفجرات ويطلقون من بنادقهم وآلياتهم المحمولة على الكتف قذائفهم التي صبت جام غضبها وسهامها نحو أعداء الله ففجرت آلياتهم ودباباتهم وقتلت جنودهم فكان المقاوم بعشرة آلاف جندي جبان خائفا مرتجفا في دبابته أو آليته يحيط الموت به من كل مكان بسبب أولئك الشجعان، فحققت المسافة صفر مفاجاة للعالم بأسره في تغيير حسم الحرب والمعارك لصالح جنود الله وأُهلك هنالك الظالمين .

يقول الله تعالى: "وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ".

اليوم يقاتل إخواننا في فلسطين وغزة المعتدي وقد تحالف معه القريب والبعيد من أجل نصرته، لكن هيهات للجميع أن ينتصروا فقد أعادتهم المسافة صفر لعهد صلاح الدين الأيوبي وفتح وتحرير فلسطين والقدس الشريف وتطهير أرضها من الأنجاس الملاعين قبحهم الله وأخزاهم.

اليوم تعود بنا الأيام لتبين لنا أن قدرة الله فوق قدرة البشر وأن الظالم سوف تدك صوامعه وجيوشه، فلا غالب الا الله ولا منتصر إلا الحق.

حتمًا اليوم نشهد أن المسافة صفر هي أحد مقومات النصر في معركة الحرية والاستقلال، إضافة للعوامل الأخرى التي سخّرها الله لنصرة عباده؛ فالصبر والإيمان والعمل لله والوطن، سر هذا النور الذي أشرق بأعظم الانتصارات، فلقد ردت المقاومة الباسلة اعتبارنا كعرب ومسلمين ولفلسطين الغالية بين شعوب الأرض، وغدًا سيشرق فجر جديد تكون فيه القدس وفلسطين محررةً أبيّةً، وسيعود اليهود لديارهم شتاتًا مهزومين مُطارَدِين بإذن الله… ولعنة الله عليهم إلى يوم الدين.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

خالد الجندي: الدين النعمة الحقيقية المستحقة لشكر الله عليها

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أهمية التفريق بين "النِّعَم" و"النَّعَم" في اللغة القرآنية، موضحًا أن "النَّعَم" تشير إلى الأنعام، مثل الإبل والبقر، بينما "النِّعَم" تشمل جميع النعم التي أنعم الله بها على الإنسان.  

وأضاف عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الجمعة، أن القرآن الكريم لا يعترف إلا بنعمة واحدة على أنها الأعظم، وهي نعمة الدين، مستشهدًا بقوله تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا"، موضحًا أن هذه الآية تدل على أن الإسلام هو النعمة الكبرى التي يجب أن يعتز بها المسلم، قائلًا: "الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى".  

حكم صيام الصبي.. المفتي: فريضة على من توافرت فيه الشروطحكم تأخير غسل الجنابة في رمضان وهل الملائكة تعلن الجُنب؟ اعرف آراء الفقهاء

وفي سياق تفسيره لقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ"، أشار الجندي إلى أن اختيار كلمة "تقتلوا" بدلًا من "تصيدوا" له دلالة عظيمة، موضحا أن الصيد الذي يصطاده المحرم يعتبر ميتة لا يجوز أكلها، تمامًا كالموقوذة والمتردية والنطيحة، لأن المحرم إذا قتل الصيد فإنه يصبح محرمًا أكله، حتى لو لم يكن قد أُكل بالفعل، مشددًا على أن هذه الأحكام تأتي لحفظ قدسية الإحرام واحترام شريعة الله.

الفرق بين "الهَدْي" و"الهُدَى" 

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن هناك فرقًا كبيرًا بين كلمتي "الهَدْي" و"الهُدَى" في اللغة والقرآن.  

وأوضح أن "الهُدَى" هو ما يستفيد منه الإنسان في الاسترشاد إلى طريق الحق، مثل قولنا "هدي النبي ﷺ" أي تعاليمه وسنته، وهو أيضًا الثبات على الطريق المستقيم، كما ورد في قوله تعالى: “فمن اتبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون”.

وأردف، أن "الهَدْي"، فهو ما يُهدى إلى البيت الحرام، مثل الأنعام التي تُذبح تقربًا لله، كما في قوله تعالى: "فما استيسر من الهدي"، أي ما يُنذر لله ويُهدى للفقراء والمحتاجين.  

وشدد على أن التفريق بين المعاني القرآنية يساعد على فهم أعمق للنصوص الشرعية، داعيًا المسلمين إلى التدبر في ألفاظ القرآن الكريم.
 

مقالات مشابهة

  • كانت 50 وأصبحت 5.. أحمد عمر هاشم يكشف أسرار فرض الصلاة على المسملين
  • أحمد علي سليمان: المرأة المسلمة كانت دائمًا ركيزة أساسية في نهضة الأمة
  • في عز صيامهم.. انتصار أبطال الجيش المصري في العاشر من رمضان على العدو الإسرائيلي.. كواليس الانتصار العظيم
  • قيام الليل في رمضان.. معجزة لمن كانت له حاجة عند الله
  • ميار الببلاوي: قطة الشاشة كانت عايزة تخطف جوزي مني
  • شاهد بالفيديو.. اللاعب علاء الدين طيارة ينبه جنود الدعم السريع لمواعيد تحرك الجيش والأوقات التي يكثف فيها هجماته في رمضان وساخرون: (انت بعد الحرب تنتهي مفروض يربطوك في سوخوي وتموت خلعة بس)
  • عودة جسر الفتحة.. لا نقود تدفع بعد اليوم للمرور بين صلاح الدين وكركوك
  • نص المحاضرة الرمضانية السابعة للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي 1446هـ
  • عمران.. إحياء الذكرى الثامنة عشرة لرحيل العلامة مجد الدين المؤيدي
  • خالد الجندي: الدين النعمة الحقيقية المستحقة لشكر الله عليها