قال الكاتب الصحفي جميل عفيفي، مدير تحرير الأهرام، إنّ مشاركة الشعب المصري في الانتخابات الرئاسية 2024 مهمة للغاية وهي نتاج لوعي الشعب المصري، فهناك وعي كبير لدى الشعب المصري في الوقت الحالي، وبخاصة خلال السنوات العشرة الماضية.

خرج الشعب المصري بالكامل لإزاحة تنظيم إرهابي

وأضاف عفيفي، في مداخلة هاتفية عبر قناة «إكسترا نيوز»، أنَّ هذا الوعي كان موجودا في ثورة 30 يونيو 2013 عندما خرج الشعب المصري بالكامل لإزاحة تنظيم إرهابي سعى إلى تغيير الهوية المصرية وبث الفتنة والأزمات بين أبناء الشعب المصري.

وتابع الكاتب الصحفي: «هناك وعي فطري عند المواطن المصري منذ عام 2014 حتى اليوم، إذ واجه التنظيمات والجماعات الإرهابية والتفّ حول القيادة السياسية والقوات المسلحة المصرية للقضاء على التنظيمات الإرهابية، وساند الدولة بشكل كبير في عملية الإصلاح الاقتصادي، وهو ما أكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسي عندما صرح بأن الإصلاح الاقتصادي لم يكن يتم دون صبر وجَلَد المصريين».

الشعب المصري كان لديه وعي كبير إزاء أزمات الشرق الأوسط

وأوضح، أن الشعب المصري كان لديه وعي كبير إزاء أزمات الشرق الأوسط مثل الأزمة الليبية وأزمة السودان وأخيرا ما يحدث في قطاع غزة، حيث إن المصريين يتمتعون بوعي كبير ويلتفون حول القيادة السياسية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الشعب المصري الانتخابات الانتخابات الرئاسية الانتخابات الرئاسية 2024 الشعب المصری وعی کبیر

إقرأ أيضاً:

سامح قاسم يكتب | فتحي عفيفي.. رسّامُ الغبار النبيل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في الزوايا التي لا تزورها الكاميرات، حيث لا يجلس الشعراء ولا يمرّ السائحون، وُلدت لوحات فتحي عفيفي. لم يُولد من رحم الضوء، بل من رحم الغبار، من سعال الآلات، من عرق العامل الذي نسي اسمه، وتذكرَ فقط صوت المخرطة.

فتحي عفيفي ليس فنانًا يرسم، بل كائنٌ يُصغي. يُصغي للحديد وهو يتألم، للحائط وهو يتقشّر، للقلب وهو يُطوى داخل بدلة زرقاء. خرج من حيّ السيدة زينب، لكن قلبه ظلّ هناك، يشرب من كوب الشاي المرّ، ينام على صوت الراديو العتيق، ويتأمل وجوه الرجال الذين لم يتعلموا البكاء، فصاروا يُسرّبونه في صمتهم الطويل.

كل لوحة له، ليست عملًا فنيًا، بل مَعلمًا من معالم الأرواح المنسية. كأنه لا يرسم بفرشاته، بل بأظافر جدته، بحنين أبيه، بأحزان أم لم تتعلم القراءة لكنها تحفظ وجه الله في التجاعيد.

في مصنع ٥٤ الحربي، تعلّم أن الحديد له قلب. أن الآلة تُحب. أن الندبة في ذراع العامل ليست عيبًا، بل ختمًا سماويًا. هناك، صادقَ الصدأ، وراقبَ الحزن وهو ينسكب على الخشب والبشر معًا، ثم عاد إلى مرسمه كي يُعيد رسم العالم كما يراه: عالم لا يخجل من شقوقه، ولا يتجمّل.

لوحاته ليست أنيقة. بل صادقة.

ليست لامعة. بل دامعة.

فيها صوت السلم المكسور، وهمهمة الخوف، وبكاء الليل في أذن امرأةٍ تصنع الغداء من الهواء.

هو فنان من طينة نادرة، لا يرى في الألوان بهجة زائلة، بل يرى فيها توثيقًا للعابر، للمنكسر، للهامشي الذي لا تكتبه الصحف. في الأحمر يرى الجرح، وفي الأزرق يرى الغياب، وفي الأبيض يرى جسدًا خرج من العمل ولم يعد.

لوحات فتحي عفيفي ليست مُجرد صُورٍ للمكان، بل هي رحلة في ذاكرة الإنسان، رحلة في قلب العالم الذي يعجّ بالآلات والبشر، بالأحلام التي لا تُكتب، وبالأفكار التي لا تتسع لها الصحف. هنا، في تفاصيل هذا العالم، تجدُ الأجساد غير المرئية تُحاول أن تصرخ، لكنهم لا يمتلكون سوى فمٍ صامت وأيدٍ مهشمة. ولهذا، فقد حمل عفيفي هذه الهمسات الصامتة في لوحاته، وأعطاها حقها في التعبير. فنراه يغير وجه الحياة في كل لون يرسمه، في كل حركة فرشاة تُمرّ على القماش، كأنه يعيد استكشاف المعنى في الأشياء البسيطة.

في جوائزٍ مثل جائزة التحكيم في بينالي القاهرة السابع عام 1998، وجائزة الدولة للتفوق في الفنون عام 2023، كان تكريمًا له، ولكن في حقيقة الأمر كان تكريمًا لكل هذه الوجوه التي رسمها، لكل هذه الأرواح التي لم تجد طريقًا للتعبير عنها سواه. لم يكن عفيفي بحاجة إلى الكلمات ليُعبّر عن نفسه؛ فقد كانت أعماله هي اللغة الأكثر صدقًا، وهي الأداة التي لم تترك بابًا مغلقًا إلا وفتحته، ولم تترك ملامح غريبة في عالمه إلا وأخرجتها من الظلام إلى النور.

لكن الفضل الأكبر في أعماله لا يكمن في الجوائز ولا في التصفيق الحاد، بل في قدرته على جعلنا نرى الحياة كما هي، دون تكلف، دون تجميل، فقط بكل شجاعتها وأحزانها. هو لم يرسم الحياة كما نريدها، بل كما هي بكل قبحها وجمالها. وفي لوحاته، نجح في أن يجعلنا نتأمل في تفاصيل تلك الحياة التي تمرّ دون أن نلتفت إليها. هو لم يكن فنانًا يخبئ الحقيقة في ألغازٍ معقدة، بل كان يضعها أمامنا كما هي، بشكل مباشر، عميق، وحميم.

فقد عرفت لوحاته الطريق إلى القلب، كما عرفت طريقها إلى الذاكرة. فتحي عفيفي، بكل ما يحمله من حزنٍ وطموح، رسم لنا مدينة من صمت وأصوات، مدينة لا نراها، لكنها دومًا في قلوبنا. وبذلك، لم يكن فقط فنانًا يقتصر عمله على الألوان والفرشاة، بل كان شاعرًا أيضًا، يسرد تاريخًا ضاع بين الزوايا، ويغني للأشياء التي لا يسمعها سوى الصامتون.

مقالات مشابهة

  • سامح قاسم يكتب | فتحي عفيفي.. رسّامُ الغبار النبيل
  • إقبال جماهيري كبير على قافلة حزب "الشعب الجمهوري" الطبية بقليوب
  • الشركة المتحدة تنعى الكاتب الصحفي إيهاب صابر
  • بسمة جميل: تحرير سيناء سيظل نموذجا يرسخ في نفوس الأجيال الواجب المقدس
  • وفاة الكاتب الصحفي إيهاب صابر بعد صراع مع المرض
  • الشبلي: نحن من يختار رئيس وزراء ليبيا القادم وليس مستشار الرئيس الأمريكي
  • معزب: علينا إجراء الانتخابات البرلمانية فقط وفك ارتباطها بالانتخابات الرئاسية
  • انطلاق أول انتخابات للجنة اللاعبين باللجنة الأولمبية المصرية وسط حضور كبير من الرياضيين
  • وفاة الكاتب الصحفي محمد الدسوقي مدير تحرير الأهرام
  • صدى البلد ينعى الكاتب الصحفي محمد الدسوقي مدير تحرير الأهرام